"السياحة السوداء" ..احدث انواع السياحة واكثرها اثارة للجدل
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
السياحة صناعة يجب تطويرها وتحديثها بصفة مستمرة واستحداث أنماط جديدة من السياحة تلبى كافة الاحتياجات وترضى مختلف الأذواق سوف يساعد على حفاظ مصر على حصتها من حركة السياحة العالمية بل وغزو أسواق جديدة بالشكل الذي يؤدى إلى تحقيق معدلات نمو مضطردة وغير مسبوقة.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻧوع اﻟﺗراث اﻟﺣﺿﺎرى اﻟﻣﺻرى وﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟذب اﻟﺳﯾﺎﺣﻰ إﻻ اﻧﻧﺎ فى مصر ﻻزﻟﻧﺎ ﻧﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺳوق ﻟﻌدد ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣدودة ﺟدا وﺗﻛﺎد ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻵﺛﺎرﯾﺔ واﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ.
الدكتور وحيد عمران استاذ الارشاد السياحى فى كلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم يقول ان السياحة السوداء تستطيع ان تجذب لمصر عشرات الملايين من الزوار سنويا لو احسن استغلالها وتسويقها وهى السياحة القائمة على زيارة مناطق ارتبطت في الذهن الإنساني بأحداثذات طابع مأساوي. وتعتبر السياحة السوداء واحدة من أحدث أنماط السياحية وأكثرها إثارة للجدل نظرا لما يراه البعض فيها من مخالفة للطابع الترفيهي الذي يغلب على الانماط السياحية الاخرى. إلا إن ما يسرى على هذا النمط من غياب الطابع الترفيهي يسرى أيضا على انماط أخرى من السياحة مثل السياحة العلاجية وسياحة رجال الأعمال. وعلى هذا فقد أستقر الأمر على اعتبار السياحة السوداء احد أنماط السياحية الهامة ويمكن أن تكون أضافة هامة للمنتج السياحى المصرى.
و السياحة السوداء تعرف بأسماء مختلفه فى دول العالم مثل Red Tourism, Horror Tourism, Thana Tourism, Tragedy Tourism.
ويشير "عمران" الى أن السياحة السوداء تتضمن تنظيم الرحلات السياحية الى مناطق الكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والبراكين السيولوالفيضانات والعواصف والأعاصير الجفاف. و مناطق المذابح الجماعية, وعمليات القتلالمنظم .
وفى مصر هناك العديد من اماكن السياحة السوداء التى لو استغلت لجذبت ملايين الزوار اليها مثلا (ميدان التحرير، شارع محمد محمود ، ماسبيرو، وأحداث الثورة المصرية) ومواقع النصب التذكاري لضحايا الحروب (العلمين, الجندي المجهول). ومواقع الإغتيالات السياسية (أبرزها اغتيال بطرس باشا غالي، والرئيس الراحل أنور السادات، والإمام حسن البنا، والنقراشي باشا، أمين عثمان، مقتل أحمد ماهر). والسجون وأماكن التعذيب. (سجن القلعة)
و مناطق ذات صلة بأشخاص ذوي ماضي دموي. و متاحف حوادث القتل والجرائم الكبرى( متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين). وحوادث وفاة المشاهير. مواقع الاستشهاد الدينى. (الاستشهاد الدينى المسيحى فى العصر الرومانى)
ويؤكد استاذ الارشاد السياحى ان منظور السياح اليوم اختلف إلى الأماكن السياحية التي يقصدونها، فلم تعد السياحه فقط تهدف الى الاستجمام والراحة، بل يسعى السياح الى إكتشاف والتعرف على ثقافات الشعوب بسبب شغفهم باكتشاف كل ما هو غريب ومثير للدهشة، لذلك أصبحت الأماكن المرعبة من الأماكن السياحية الأكثر زيارة حول العالم، لما تخفيه وراءها من قصص غريبة وغامض.
اغتيال كينيدى فى امريكاتأتي الولايات المتحده الأمريكيه على رأس أهم أسواق هذا النمط من السياحة السوداء سواء من حيث جذب أو تصدير السائحين. بل انها تفوقت في بناء نماذج مقلدة من مواقع الأحداث الحقيقة لمواجهه الإقبال المتزايد عليهاكما توجد رحلة مصممة لمن يرغبفي السير في نفس الطريق الذي سار فيه الرئيس كينيدي قبل اغتيالهمع تزويد السائحين بسماعات يسمعون فيها هتافات الجماهير التى كانت محتشدة على جانبي الطريق ثم طلقات الرصاص في ذات موقع الحادثة وردود أفعال كل منكان في سيارة الرئيس الأمريكي وقت الحادث وتنتهي الرحلة عند المستشفى الذي أودع فيه الرئيس حتى وفاته. وان هذا المكان فقط يزوره قرابة 15 مليون سنويا والى جانب ذلك تتيح بعض المواقع الأخرى مثل The National Voting Rights Museum المتخصص في عرض المأسي التي تعرض لها السود خلال كفاحهم من أجل الحصول على حقوقهم في الولايات المتحدة للسائحين فرصة الاستماعبشكل مباشر لروايات من عاشوا تجارب الاضطهاد خلال فترة الستينات من القرن العشرين.
كما أصبح برجي مركز التجارة العالمي المنهار في نيويورك أهم مقاصد السياحة السوداء في العالم وكذلك الدور السادس منمكتبة تكساس في دالاس والتي حيث مات المغنيالأمريكي الفيس بريسلي، وكذلك مسرح فوردحيث قتل الرئيس الأمريكي لينكولن.
وفى خارج الولايات المتحده الأمريكيه تعتبر غابة أوكيجاهارا اليابانية منذ عام 1950 أحد أكثر الأماكن غموضا في العالم بسبب الآلاف من حالات الانتحار التي احتضنتها كل زاوية وكهف يتواجد داخل تلك الغابة الأكثر رعبا في العالم. تبلغ مساحة الغابه حوالى 4 أميال تقع في القاعدة الشمالية الغربية لجبل فوجي في اليابان، حيث تسجل قرابة الـ 100 حالة انتحار سنوياً . ومع تعدد أسباب اختيار المئات من البشر سنويا الانتحار في تلك الغابة ذات التاريخ الكئيب ، تحولت الغابه الى مزار سياحى هام. كما يعد بركان تانكوبان فى الهند من أهم مزارات السياحه السوداء فى العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السياحة مصر السياحة العالمية حركة إثارة للجدل السياحة العلاجية
إقرأ أيضاً:
جولدا مائير.. أول امرأة تتولى رئاسة وزراء إسرائيل ومسيرتها المثيرة للجدل
في تاريخ السياسة العالمية، كان وصول النساء إلى منصب رئاسة الوزراء حدثًا نادرًا في القرن العشرين، وعندما تولت جولدا مائير رئاسة وزراء إسرائيل في 17 مارس 1969، أصبحت واحدة من أوائل النساء في العالم اللواتي تزعمن حكومة، وأول امرأة تشغل هذا المنصب في إسرائيل.
ورغم مكانتها السياسية البارزة، إلا أن فترة حكمها كانت مليئة بالجدل، خاصة خلال حرب أكتوبر 1973، التي شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة.
من هي جولدا مائير؟ولدت جولدا مائير في أوكرانيا عام 1898، وهاجرت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة في طفولتها، قبل أن تنتقل إلى فلسطين في العشرينيات من القرن الماضي، حيث انضمت إلى الحركة الصهيونية.
برزت كقيادية سياسية من خلال عملها في “الهستدروت” (اتحاد العمال الصهيوني) ثم في الحكومة الإسرائيلية بعد إعلان الدولة عام 1948، حيث شغلت مناصب مختلفة، منها وزيرة العمل، ووزيرة الخارجية.
وصولها إلى رئاسة الوزراءبعد وفاة رئيس الوزراء ليفي أشكول عام 1969، وقع الاختيار على جولدا مائير لقيادة الحكومة، وسط أوضاع سياسية وأمنية مضطربة، ورغم أنها لم تكن أول امرأة تقود دولة، إلا أن منصبها كان استثنائيًا في الشرق الأوسط، حيث كانت أول امرأة تتولى هذا المنصب.
حرب أكتوبر 1973 وسقوط جولدا مائيركان التحدي الأكبر الذي واجهته جولدا مائير خلال فترة حكمها هو حرب أكتوبر 1973، التي شنتها مصر وسوريا ضد إسرائيل، تعرضت حكومتها لانتقادات واسعة بسبب الفشل في التنبؤ بالهجوم والاستعداد له، ما أدى إلى خسائر كبيرة لإسرائيل في الأيام الأولى من الحرب.
وبعد تحقيقات داخلية، ورغم تبرئتها رسميًا من المسؤولية، اضطرت للاستقالة في 1974 تحت ضغط شعبي وسياسي.
إرثها وتأثيرها على السياسة الإسرائيليةظلت جولدا مائير شخصية مثيرة للجدل حتى بعد وفاتها عام 1978، البعض يراها رمزًا للقوة النسائية في السياسة، بينما ينتقدها آخرون بسبب مواقفها المتشددة تجاه الفلسطينيين ودورها في حرب أكتوبر.