لبنان ٢٤:
2024-11-21@14:25:45 GMT

الإعلام الأسود والرسم التشبيهي للحقيقة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

الإعلام الأسود والرسم التشبيهي للحقيقة

كتب وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاّس: هلّ يجروء الإعلام على ملاحقة الحقائق و كشف الفضائح  و إعلانها كاملة ، أم ان له خاصية تحرك و قدرة محورية للتحايل على الواقع و تمكنه من تقديم  رسم تشبيهي  للحقيقة ، رفعاً للعتب و إبعاداً للشبهة ، بما يقرب من وضعية  استراتيجية  التضليل 
؟ انه السؤال العمقي الذي تفرض دقة الظرف طرحه في زمن التضييع و الضياع و تفاقم الأزمات النزاعية الداخلية و الانقسامات  الحادة التشظي التي تعصف بالبلد سياسيا و امنياً و اجتماعياً ، مع  الملاحق الاقتصادية و الخلافية للأزمة و اثرها على واقع الحال اللبناني .


ميزة بعض الإعلام في لبنان  انه يستثمر الحقيقة و يفاخر بها  على القطعة و وفق سياسة داخلية خاصة بالمؤسسة ، في حين ان بعض الإعلام يستثمر باللَّاحقيقة فيطمسها  و ينتحل صفة المفكِّر  ، مدَّعِياً  إمتلاك القدرة و الخبرة الإستراتيجية التي تمكنه من قول كلام و إختلاق شائعات لا ترقى إلى ان تكون اخباراً  غير مكتملة العناصر  ، فيمارس فنونو هندسات التجهيل و التزييف المبطن و المضلِّل لطرق كشف الحقائق و إعلانها . و يترافق ذلك مع ترويج مشروع الذهنية المادية للإعلام التي تجعل من إعلام النزاعات إعلامَ رهانات  ، و تحوله إعلاماً هَشَّاً  لا يميز بين سلبيات الرذيلة و  حسنات الفضيلة . فصلاً عن انه يسهم  بقتل المعرفة و يعزز الجهل و  يمنع الوصول الى الحقيقة في مستوياتها اللفظية  ، المعلومة  و المكتومة و  المجهولة و المُعْلنة و المكشوفة و المستورة . و لكلّ من هذه اللفظيات مستوياتها و مواصفاتها و تقنيات التعامل معها و فنون التداول بها و أصول استخدامها للإمعان بالأمساكِ بسياسة الالهاء و التزييف و تشويه صورة الحقيقة من خلال تقديم رسم تشبيهي للحقيقة و  مكوناتها الرئيسة . فوظيفة الرسم التشبيهي  ان يدل إلى الملامح   التي يمكن ان توصل إلى معرفة  الحقيقة و التأكد من مطابقتها لعلامات  الرسم ، 

و يتزايد توظيف أنماط التزييف و التجهيل و الإبعاد  عن الحقيقة ، مع ظهور وسائل التواصل و انتشار فوضى المنصات و شعبوية المواقع الالكترونية ، و  التحوُّل من الرصانة الاعلامية و الأخلاقية المهنية  ، إلى المشاعات الخبرية و منصات الحكي الاستعراضي و الإستثماري . و تفرض عملية إنتاج مواد اعلامية معرفية متخصصة و صلبة، مواكبة التغيُّرات في عمليتّي الارسال و التلقي ، و التمييز بين خاصية المنتج  كفرد او مؤسسة ، و خاصية المستهلك كجماعة  تتطلب اعلاما متخصصا او جمهورا  عاما منفتحا على حاجات معرفية متنوعة .

ينتج عن ذلك ان التزايد اللحظي للتحديات و الضغوط على وسائل الإعلام الرصينة و التعديات على خصوصياتها وحقولها المعرفية و مستوجباتها  ، فرض التحوُّل  من عملية وضع ضوابط مهنيّة و خلقية و سلوكات ميدانية للتعاطي بالشأن الإعلامي ، بحيث  ان الأمر يتطلب الاسراع لوضع برنامج تأهيل الجمهور على فن التذوق و تقنيات الاختيار ، قبل الترويج  لعملية الاستهلاك و إطلاق الاحكام على مدى جودة الخدمات الاعلامية و  نفعيتها . إذاك  تبدأ عملية التحصين و التمكين و بناء الذوق عند الجمهور المستهلك الذي تقع عليه مسؤولية اختيار الوسيلة التي يرتاح إلى رصانتها  و يتأكد من صدقيتها و موضوعية معالجتها للأمور  و كيفية تغطيتها للقضايا الساخنة ، مع وجوب التنبه إلى عدم الوقوع ضحية  بيضاء لعملية المنافسة السوداء الحاصلة بين الوسائل و الطرائق الاعلامية و انعكاسها على صدقية  العمل و  أصول التسابق الشريف بين وسائل المعرفة و ادوات  التواصل لتقديم مواد تحكمها ثلاثية الجودة و النوعية و الثقة . و  الالتزام بمعايير هذه الثلاثية تؤكد ان تأهيل الجمهور و إعداده لإختيار الوسيلة الإعلامية الأنسب كمصدر موثوق للخبر  ، هي أسهلُ من عملية  توجيه وسائل الإعلام و ضبط حركية عملها الميداني  و دفعه نحو  الاستثمار الايجابي للخبر و  فنون  النقل و الإفهام .

ان عملية التزييف و التجهيل و  هندسة التضليل  التي يمكن ان تمارس من خلال بعض الاعلام ،  من شأنها ان  تؤدي إلى الإفلاس المعرفي الذي يجعل المجتمع عرضة للإفلاس و الانهيار ، ما يفرض العمل الهادف  إلى بناء مجموعة معارف متماسكة ، و الاتفاق على وضع مفاهيم متنوعة  تشكل مدخلاً إلى  المعرفة الواسعة و ترشيد  إدارة المعرفة المتخصصة ، تماما مثل علمية إدارة الاموال و  قانونية ادارة الحكم .  مع التأكيد  ان وَهْمَ المعرفة هو عدو المعرفة الأكبر  .  و هذا ما يطرح خطر الإشكاليّة المرافقة  لدور الإعلام في تقديم رسم تشبيهي للحقيقة ، في الوقت يملك فيه كل مفاصل الحقيقة و علاماتها الفارقة . فأي مسؤولية للإعلام الأسود في ممارسة سياسة الإبهام و الإمعان بجرم إخفاء الحقائق و قتلها ؟.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ترامب يصالح وسائل الإعلام بعد تصريحات إطلاق النار.. سأعمل مع الصحافة العادلة

أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أنه من أجل "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، من الحيوي أن يكون هناك إعلام حر ونزيه ومفتوح، موضحا أنه "يشعر بأنه لديه التزام تجاه الشعب الأمريكي للعمل مع الصحافة، حتى أولئك الذين عاملوه بشكل سيئ يتجاوز الفهم".

وقال ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز ديجيتال" إنه في صدد تحويل أمريكا إلى "أعظم وأقوى دولة في العالم"، وناقش علاقته بوسائل الإعلام، وكيف يخطط للتفاعل مع الصحافة في ولايته الثانية.

وأضاف أنه "من أجل جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، من المهم للغاية، إن لم يكن حيويًا، أن يكون لدينا إعلام أو صحافة حرة ونزيهة ومنفتحة، وتلقيت اتصالا من جو سكاربورو يطلب فيه عقد اجتماع له ولميكا، واتفقت معه على أنه سيكون من الجيد عقد مثل هذا الاجتماع".


وأوضح "تحدثنا عن العديد من أعضاء مجلس الوزراء - سواء المعلنين أو الذين سيتم الإعلان عنهم. وكما هو متوقع، فإنهم يحبون بعضهم كثيرًا، ولكن ليس كلهم، انتهى الاجتماع بطريقة إيجابية للغاية، واتفقنا على التحدث في المستقبل".

وبين "أتوقع أن يحدث هذا مع آخرين في وسائل الإعلام، حتى أولئك الذين كانوا عدائيين للغاية، قائلا إنه يشعر بأنه لديه "التزام تجاه الجمهور الأمريكي، وبلدنا نفسه، بأن يكون منفتحًا ومتاحًا للصحافة".

وشكر ترامب "العديد من المراسلين والصحفيين والبرامج ومصادر الإعلام الجديدة، والتي يوجد منها الكثير، والذين كانوا صادقين وأمناء ومهنيين على مدار سنوات رئاستي وترشحي، كانوا هم الذين أبقوني في اللعبة، وكانوا هم الذين منحوني النصر، وهو ما نادرًا ما شهدته بلادنا من قبل". 

وأضاف "هؤلاء الأشخاص والمنظمات، وهم يعرفون من هم، ويجب أن يكونوا كذلك، فخورون جدًا بأنفسهم، ولديهم الحق في أن يكونوا فخورين، ولدي الحق في أن أقول لهم مبروك".

وقبيل الانتخابات الأمريكية، اشتكى ترامب وجود فجوات في الزجاج الواقي من الرصاص الذي كان يتحدث من خلفه، قائلا "لن أمانع مطلقا إذا أطلق شخص النار على وسائل الإعلام للوصول إليه".

وفي خطاب دام 90 دقيقة قبل يومين من الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء، أشار ترامب إلى وجود فجوات في الألواح الزجاجية المحيطة به.

وكان بمقدور بعض الصحفيين رؤية ترامب من خلال إحدى الفجوات في أثناء تجمعه الانتخابي الذي عقده في ليتيتس بولاية بنسلفانيا.


وقال ترامب وهو يستعرض الفجوات الموجودة في الألواح الزجاجية: "للوصول إلي، يجب على شخص ما أن يطلق النار على إعلام الأخبار الكاذبة، لن أمانع مطلقا".

وأصدر ستيفن تشيونغ المتحدث باسم حملة ترامب بيانا قال فيه إن الرئيس السابق حريص على سلامة وسائل الإعلام.

وجاء في البيان "تصريح الرئيس بشأن وضع الزجاج الواقي لا علاقة له بتعرض وسائل الإعلام للأذى أو أي شيء آخر. بل يتعلق بالتهديدات الموجهة إليه والتي أججتها الخطابات الخطيرة من جانب الديمقراطيين".

مقالات مشابهة

  • "امسك مزيف" حملة في مواجهة مطلق الشائعات
  • ترامب يصالح وسائل الإعلام بعد تصريحات إطلاق النار.. سأعمل مع الصحافة العادلة
  • حزب الله ينفذ 34 عملية في عمق العدو.. ويعرض مشاهد لاستهداف قاعدتَي «تل حاييم» و «بيت ليد»
  • أحمد موسى: وسائل الإعلام الإسرائيلية تهاجمني.. ونطالب بمحاكمة الاحتلال|فيديو
  • قرار ترامب الجديد.. "يوتيوبرز وبودكاسترز" في البيت الأبيض
  • ببطن مكشوقة.. ياسمين الخطيب تبرز قوامها الرشيق بإطلالة جريئة
  • كرم جبر: توصيات عملية لمكافحة الشائعات والصفحات المزيفة
  • الصليب الاحمر ينفي استشهاد أحد عناصره في غارة على الصرفند
  • العالم يعتمد على التوازن النووي بين روسيا وأمريكا
  • طوارئ في تل أبيب.. حريق في حي بني براك وإغلاق مطار بن جوريون