صدى البلد:
2025-04-25@14:29:28 GMT

وزير الأوقاف: حرمة المال العام أشد من الخاص

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا شكَّ أن سلوك الشخص يعكس مدى ثقافته ، ومدى أخلاقه ، ومدى تربيته، ومدى حضارته ، وكذلك  سلوك الأمم  والشعوب  يعكس  مدى  قيمها  وتحضرها ، بل إن سلوك الشخص يعكس مدى إيمانه بوطنه ، وإيمانه بربه ، لأنه لو راقب الله عز وجل حق المراقبة لانضبط سلوكه وتصرفه.

وتابع وزير الأوقاف في منشور له: وقد قال أحد المفكرين الحكماء : من الصعب بل ربما كان من المستبعد أو المستحيل أن نجعل لكل إنسان جنديًّا  أو شرطيًّا  أو حارسًا يحرسه ، وحتى لو جعلنا لكل شخص حارسًا أو جنديًّا أو شرطيًّا  يحرسه ، ولكن من السهل أن  نُربي في كل إنسان ضميرًا حيًّا ينبض بالحق ويدفع إليه ، راقبناه أم لم نراقبه ، لأنه يُراقَب ممن لا تأخذه سنة ولا نوم.

ويقول الحق  سبحانه وتعالى: " اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " ، وحيث يقول (عز وجل) : "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " ، ويقول سبحانه على لسان لقمان عليه السلام فى وصيته لابنه : " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " , ويقول سبحانه : " مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " ثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ وَثَلاثٌ دَرَجَاتٌ وَثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ ثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ وَثَلاثٌ دَرَجَاتٌ وَثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ , فَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ : فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ , وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ , وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ , وَأَمَّا الدَّرَجَاتُ : فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ , وَإِفْشَاءُ السَّلامِ , وَالصَّلاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ , وَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ : فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا , وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ , وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ , وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ : فَشُحٌّ مُطَاعٌ , وَهَوًى مُتَّبَعٌ , وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ ".

وذكر وزير الأوقاف، أن من أهم السلوكيات التي ينبغي أن نُركز عليها هو التمييز بين السلوك الإيجابي والسلوك السلبي تجاه الحق العام ، والشأن العام ، والمال العام ، ففي جانب السلوك الإيجابي الذي يؤكده الإسلام ويُرشدنا ويحثنا عليه خير الأنام  سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إماطة الأذى عن الطريق , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):  " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً , فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ , وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ".

ويقول (صلى الله عليه وسلم) : " إماطة الأذى عن الطريق صدقة" ، وعندما  سأل رجل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن عمل  يُدخله الجنة  قائلاً يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ؟ قَالَ (صلى الله عليه وسلم) : " أَمِطِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ" على أن إماطة الأذى عن الطريق لا تتوقف عند مجرد رفع حجر هنا أوهناك عنه ، وإن كان ذلك أمرًا مشروعًا ومطلوبًا وجيدًا ، ولا يٌستهان أو يٌستخف به ، إنما حق الطريق أبعد من ذلك ، وأول حقوقه عدم الاعتداء عليه، أو الإجحاف به ، أو عدم الوفاء بحقه.

وقال نبينا (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه يومًا : "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ فَقَالُوا : مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ : فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ " , على عكس السلوك السلبي الذي قد يتمثل في الاعتداء على المساحة المخصصة للطريق سواء بالبناء أم بالإشغال أم بالإزعاج أم بالخروج  على الآداب العامة ، ويلحق بالطريق في ضرورة إعطائه حقه والمحافظة عليه كل ما في حكمه من مسارات السكة الحديد ، ومترو الأنفاق ، وخطوط المياه ، والغاز ، والكهرباء ، وسائر المرافق العامة.

وكذلك السلوك تجاه المال العام الذي هو مال الله , ومال الأمة , ومال الوطن , ومال المواطنين , حيث يقول الحق سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً" , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به".

وأكد، أن حُرمة المال العام أشد من المال الخاص، فإذا كان للمال الخاص صاحب يدافع عنه ويطالب به في الدنيا والآخرة , فإن المال العام الذي هو حق للمجتمع كله قد يترتب على ضياعه جوع يتيم , أو وفاة مريض , أو فوت مصلحة عامة للوطن , يؤثر ضياعها على أفراد المجتمع كله , مما يجعلهم جميعًا خصومًا لمن اعتدى عليه سواء في الدنيا أم "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الاوقاف المال العام مال الله الوطن المال الخاص صلى الله علیه وسلم وزیر الأوقاف المال العام ف ی الس

إقرأ أيضاً:

نقيب الأشراف يبحث سبل التعاون مع رئيس المجلس الفقهي الأسترالي

بحث نقيب الأشراف السيد الشريف مع رئيس المجلس الفقهي الأسترالي الشيخ يحيي الصافي ومدير الشئون الدولية بالمجلس عز الدين أبو سردينة سبل التعاون بين النقابة والمجلس.

ورحب الشريف، بالوفد خلال زيارته مقر نقابة الأشراف اليوم، وأثنى على ما يقدمه المجلس الفقهي الأسترالي فيما يتعلق بنشر سماحة الإسلام الوسطي لمسلمي أستراليا، وحرصه على تقديم المعلومة الدينية الصحيحة.

وأكد أن النقابة معنية بحفظ أنساب المنتمين لآل بيت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ونشر الإسلام الوسطي وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

من جانبه، قدم رئيس المجلس الفقهي الأسترالي، الشكر لنقيب الأشراف على حسن الاستقبال والضيافة، وأشاد بدور النقابة في حفظ أنساب المنتمين لآل بيت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وبدورها في نشر صحيح الدين.

مقالات مشابهة

  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
  • وزير الأوقاف مُهنئًا الرئيس السيسي: «تحرير سيناء» سيبقى محطة مضيئة في الذاكرة الوطنية
  • هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف
  • هل يشترط الوضوء عند ترديد الأذكار.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • نقيب الأشراف يبحث سبل التعاون مع رئيس المجلس الفقهي الأسترالي
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • ننشر نص كلمة وزير الأوقاف باحتفالية تخريج دفعة الأئمة الجدد -صور
  • أمين الفتوى يحذر الأمهات: الدعاء على الأبناء قد يستجاب
  • وزير الأوقاف: نقدم للوطن جيل جديد من الدعاة إلى الله