((عدن الغد )) خاص

كشف السفير اليمني الاسبق في سوريا عبدالوهاب طواف ان الجانب السعودي في مفاوضات مسقط بسلطنة عُمان قدموا عرضا ضخما للحوثيين يتضمن ملفات مكتوبة ومرقمة ومجدولة؛ لخطط تنموية؛ ترفع اليمن اقتصاديًا وتنمويًا وتعليميًا، وتعيده إلى مسارات طبيعية، تصب في صالح المواطن اليمني. 
واكد طواف ان العرض يتضمن  أمن ورفاهية واستقرار الجميع و سيتحقق بإنهاء الحرب في اليمن، وانتشال أهله الكرام من مستنقع الفقر والحرمان والتشرد، ووأد أي مشاريع سياسية ومذهبية دخيلة على اليمن؛ تحوله إلى بؤرة للتطرف، ومنجم للتشدد، ومغارة للجهل والخرافة، تخدم مشاريع دول لا تريد الخير لليمن أو السعودية.

واضاف بالقول: "‏
كنت قبل فترة في زيارة إلى المملكة العربية السعودية، التقيت خلالها بالدكتور رشاد العليمي - رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعدد من أعضاء المجلس، وكذلك بشخصيات سعودية، على علاقة بالملف اليمني.

تركز الحديث حول وضع اليمن ومعاناة شعبه العزيز؛ جراء حروب الجماعة الحوثية ضده، وتمترسها خلف مآسي الحروب وافرازاتها التي تسببت بها. وتحدثنا حول الجهود المبذولة لإخراج البلاد من هذه المتاهة اللزجة.

حاولت استخلاص خلاصة للقاءات الأشقاء السعوديين مع ممثلي الجماعة خلال الفترة الماضية، كون هذا الأمر يهم كل يمني، ولا توجد معلومات موثوقة تطمئن الناس، وتوضح لهم مصيرهم القادم.
خلاصة ما سمعت:
*. يدعم المجلس الرئاسي جهود الأشقاء لأجل احلال سلام عادل ودائم في اليمن. ويحرص كل الحرص على أن يكون سلام يصب لبنه على موائد كل اليمنيين، ولكن هناك حالة من عدم الثقة لدى الجميع بالجماعة الطائفية، بسبب استماتتهم على فرض مشروعهم الفئوي لصالح بني هاشم دون اليمنيين، واعتمادهم على الحروب والأزمات لتعزيز قبضتهم على رقاب الناس، واصرارهم على تأجيج صراعات جديدة وتعقيد الخروج منها، واعتماد ماسبق كركائز رئيسية لمشروعهم غير اليمني.

*. بلغني أن في كل اللقاءات التي عُقدت في مسقط وصنعاء والرياض، أن الأشقاء السعوديين حضروا ومعهم ملفات مكتوبة ومرقمة ومجدولة؛ لخطط تنموية؛ ترفع اليمن اقتصاديًا وتنمويًا وتعليميًا، وتعيده إلى مسارات طبيعية، تصب في صالح المواطن اليمني.

*. أكد الأشقاء لممثلي الجماعة الحوثية في كل لقاء على أن أمن ورفاهية واستقرار الجميع سيتحقق بإنهاء الحرب في اليمن، وانتشال أهله الكرام من مستنقع الفقر والحرمان والتشرد، ووأد أي مشاريع سياسية ومذهبية دخيلة على اليمن؛ تحوله إلى بؤرة للتطرف، ومنجم للتشدد، ومغارة للجهل والخرافة، تخدم مشاريع دول لا تريد الخير لليمن أو السعودية.

*. وضع الأشقاء لجماعة عبدالملك شرحا تفصيليا مكتوبا ومصورا عن الخير القادم لليمن، وتحدثوا بلغة الأرقام للفوائد التي ستتحق للشعب اليمني إن تركت الجماعة مسارات الحرب إلى مسارات السلام، وتوقفت عن مساعي التفرد بالسلطة إلى فُسح الشراكة مع بقية اليمنيين، وتراجعت عن الاستحواذ على خيرات اليمن لهم دون الشعب اليمني. (وهذا حدث أمام اللواء جلال الرويشان، كونه الوحيد بين القيادات السلالية التي حضرت الإجتماعات، ينتمي إلى اليمن ويؤمن بالدولة، والتعويل عليه أكثر).

*. نظرة وقناعة الأشقاء أن السلام سيتحقق بترك السلاح والانخراط في مصالحة صادقة وشاملة بين كل الأطراف اليمنية، والتوافق على دولة وحكومة ومنهج واحد، لا يستثني أحدا من اليمنيين، وسيحظى هذا بدعم ومساندة منهم ومن سلطنة عُمان.

*. لم يكن حديث الإخوة السعوديين مع وفد جماعة الحوثي ينطلق من وعود في الهواء، بل ارتكز على خطط جاهزة تنهض باليمن، كون هذا التوجه يصب في صالح المواطن اليمني، كما أن السلام والتنمية في اليمن يعززان خطط مواصلة السعودية رحلتها النهضوية 2030، بإتجاه التنمية الشاملة.

اليوم المملكة العربية السعودية تخاطب العالم بخطاب المصالح وبلغة المنافع المشتركة، وبلادنا إحدى ركائز نهضتها، ولها رغبة حقيقية بدعم اليمن إن وجدت أمامها شركاء سلام وتنمية لا وكلاء حرب ورسل خراب.

ولكنني أرى بالمقابل أن الجماعة الهاشمية في بلادنا لا تريد إلا ضمانة شرعنة وجودها الطائفي في السلطة في اليمن، وملشنة الدولة، ومذهبة المجتمع، وتطييف الهوية اليمانية لصالح هويتها الهاشمية، وبعمامة فارسية.

خلاصة الخلاصة:
ستصطدم تنازلات المجلس الرئاسي وجهود المملكة وعُمان لإحلال السلام في اليمن والنهوض به تنمويا بصخور المشروع الهاشمي لجماعة عبدالملك، الذي يطبخونه لليمن، بتحويله إلى خرابة تعد المقاتلين وتصديرهم إلى بقية مناطق شبه الجزيرة العربية.
يسعون لتحويل الجمهورية اليمنية إلى نسخة باهتة شبيهة بجمهورية إيران الإسلامية، بمرجعية وحيدة تتركز فيما يسمونه "السيد القائد"، الذي سيكون محصورا في أسرة بدرالدين، على أن يخضع منصب رئيس الجمهورية لانتخابات شكلية من بين من يرشحهم "سيدهم" للمنصب من صفوف جماعته.

تعمل الجماعة على تغيير وجه اليمن وإزالة قلبه النابض لصالح دولة هاشمية، بمرتكزات فارسية مذهبية، ويعملون بجرأة على تغيير أي ملامح تشير إلى دولة اليمنيين الجامعة المُنقلب عليها.

للأسف اليمن ضحية للعبث الهاشمي منذ أن وطأت أقدام جدهم يحيى الرسي منطقة صعدة عام 283ه، ومعه جيش من المرتزقة، استقدمهم من بلاد فارس، تحولوا جميعهم لاحقًا إلى ألقاب تمد انسابهم لعلي والحسين. مشروعهم عبارة عن ضبع متوحش، يمشي بأربع قوائم، هي الإفقار والتجويع والقمع والخرافة، ولذا فالفكاك منهم يحتاج لمشروع وطني أستنثنائي؛ تقوده قيادات يمنية استنثنائية. 
نحن اليوم أمام مفترق طرق، إما دويلة طائفية بمرتكزات عصبوية، تستعبد اليمنيين لصالح سلالة واحدة، تحيط بها دويلات أخرى صغيرة متناحرة ومتنافرة، أو دولة يمنية واحدة، بمرتكزات وطنية، تخدم وتحمي الجميع.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون: مفاوضات "مسقط" ستبحث ملف الحجاج العالقين في السعودية

قالت جماعة الحوثي، إن جولة المفاوضات الجديدة مع الحكومة الشرعية، والتي تعقد اليوم في العاصمة العمانية مسقط، ستبحث ملف الحجاج اليمنيين العالقين في السعودية.

 

جاء ذلك خلال لقاء رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي" التابع للحوثيين، مهدي المشاط، مع رئيس اللجنة العسكرية في وفد الحوثيين المفاوض يحيى الرزامي.

 

وذكرت وكالة سبأ الحوثية، أن المشاط وجه الرزامي "بمتابعة عودة بقية الحجاج اليمنيين العالقين بدون أي مبرر"، مؤكداً أن "مسؤولية عودتهم تقع على عاتق السلطات السعودية بموجب الاتفاقيات مع هيئة الطيران المدني السعودي".

 

وأشار المشاط، إلى أنه لا يوجد أي مبرر يعفي السلطات السعودية من مسؤولية إعادة الحجاج اليمنيين إلى العاصمة صنعاء، معبرا عن الأمل في عودتهم السريعة بسلام.

 

ولفت لأهمية أن "تتم المفاوضات على قاعدة الكل مقابل الكل باعتبارها قضية إنسانية ولا يجب أن تظل في دهاليز ودوائر المكر وتصفية الحسابات".

 

وتتواصل معاناة أكثر من 1300 حاج يمني، نتيجة تعذر سفرهم، بعد احتجاز جماعة الحوثي لثلاث طائرات للخطوط الجوية اليمنية في صنعاء، كان يُفترض أن تعود لتقل الحجاج إلى المدينة الخاضعة لسيطرتهم.

 

ويوم أمس، أعلنت الحكومة الشرعية، انطلاق جولة مفاوضات جديدة بينها وبين جماعة الحوثي، في العاصمة العمانية "مسقط"، بخصوص الأسرى والمختطفين لدى كافة الأطراف اليمنية.

 

وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض يحيى كزمان -في تغريدة على منصة إكس- "بتوجيهات من القيادة السياسية غداً الأحد30يونيو 2024، تنطلق جولة جديدة من المفاوضات بملف الأسرى والمختطفين والمخفيين قسراً من العاصمة العمانية (مسقط) وفق قاعدة الكل مقابل الكل".

 

وأبدى تطلعه لـ "إطلاق كافة المحتجزين وتخفيف معاناتهم وأسرهم".

 

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الشرعية رفضها دعوة أممية للمشاركة في مفاوضات بشأن الأسرى والمختطفين والملف الاقتصادي، نتيجة حملات الإختطافات الأخيرة التي طالت موظفي الأمم المتحدة بمناطق الحوثيين، ورفض الجماعة الكشف عن مصير السياسي محمد قحطان، لتتراجع عن إعلانها بعد ضغوط سعودية مورست عليها، وإعلانها المشاركة رسميا في المفاوضات.

 

ويوم أمس الأول، أكد مجلس القيادة الرئاسي "حرصه على دعم الجهود والمساعي الرامية إلى إنهاء معاناة المحتجزين، والمختطفين، والمخفيين ولم شملهم بذويهم وفقًا لقاعدة 'الكل مقابل الكل'، وفي مقدمتهم المناضل محمد قحطان، المشمول بقرار مجلس الأمن الدولي".

 


مقالات مشابهة

  • الحوثيون: مفاوضات "مسقط" ستبحث ملف الحجاج العالقين في السعودية
  • تحرك سعودي أمريكي جديد بشأن اليمن عشية مفاوضات مسقط وإعلان رسمي بذلك
  • مع قرب بدء مفاوضات مسقط ...غارات جوية حوثية تستهدف جنوب اليمن
  • تحذيرات مما يجري في مسقط .. المجلس الرئاسي ومواجهة التأسيس لحروب قادمة ومطالب بمكاشفة الشعب
  • وفد الحوثيين غادر صنعاء متوجها إلى مسقط لحضور مفاوضات تبادل الأسرى
  • مفاوضات مسقط.. تنازل مُذل يفضح مأزق ذراع إيران
  • الصحفي “عمران”: دعوة “المرتضى” المتورط بتعذيبنا لحضور مفاوضات مسقط مشاركة أممية بالجريمة
  • البنك المركزي اليمني يصدر إعلان هام بشأن سعر صرف العملات الأجنبية
  • موقف حكومي غير واضح من مفاوضات مسقط القادمة
  • الحكومة اليمنية تتراجع عن موقفها وتقرر المشاركة في مفاوضات مسقط