مصر تحظى بثقة العالم في إرساء السلام.. نتنياهو بمأزق وخسائر الاحتلال تتفاقم
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
على مدار 75 عاما، لعبت مصر دورًا كبيرًا على مدى تاريخ القضية الفلسطينية، إذ كان لها دور فاعل في المساهمة بإنهاء الأزمات بالمنطقة العربية وإعادة الاستقرار لها، مُرتكزة على ما لديها من قوة ومكانة.
ولم تتوقف القاهرة ولو للحظة عن دعم الأشقاء الفلسطينيين داخل قطاع غزة أو في باقي المدن والبلدات الفلسطينية، وتؤكد يوما بعد يوم عبر رفضها تصفية القضية الأم لكل العرب، أنه لحل للصراع في المنطقة إلا من خلال إقامة دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، أن إسرائيل تعمل على إعادة جميع الرهائن، مضيفا أن قطر ومصر طرحتا مقترحين منفصلين للمضي قدما في هذه المسألة.
القضية الفلسطينيةوقال نتنياهو لأقارب الرهائن خلال لقاء معهم في تل أبيب: "نحن نجري اتصالات في هذه اللحظة بالذات.. لا أستطيع كشف تفاصيل الوضع. ونحن نعمل على إعادة الرهائن جميعا. هذا هو هدفنا".
جاء هذا اللقاء الذي حضره منسق شؤون الرهائن والمفقودين العميد (احتياط) غال هيرش ومدير مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، قبل اجتماع لمجلس وزراء الحرب الإسرائيلي مخصص لبحث مقترح قطري جديد يركز على صفقة جزئية تتضمن الإفراج عن 40 من الرهائن مقابل "إفراج سخي" من جانب إسرائيل عن أسرى فلسطينيين وهدنة لمدة أسبوعين، حسب القناة 12 الإسرائيلية.
وكانت قدمت مصر مقترح مكون من 3 مراحل لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ووقف إطلاق النار لمدة أسبوعين على الأقل وتشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، الذي يعاني منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت وسائل إعلام عربية وعبرية، أن مصر قد تبدأ مرة أخرى في حوار وطني فلسطيني بعد تأسيس الحكومة، وليس قبل ذلك، وتوضح التقارير أن القاهرة تعي أن بدء حوار فلسطيني في الوقت الحالي قد يتعرض لمشاكل ونزاعات بشأن البرامج والحصص، مما قد يعيق بدء عملية إعادة الإعمار والإغاثة والإسكان في القطاع.
ووفقًا للتقارير المبادرة تتألف من ثلاث مراحل هي كالتالي:
المرحلة الأولى تتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع مقابل الإفراج عن 40 رهينة
المرحلة الثانية تتضمن إجراء محادثات مع الفلسطينيين لتشكيل حكومة تكنوقراط
المرحلة الثالثة تتضمن وقفًا لإطلاق النار، واتفاقًا شاملًا لتبادل الأسرى وفي النهاية الانسحاب الإسرائيلي من القطاع
وأكد الدكتور ضياء رشوان، أن الطرح الذي طرحته مصر لإنهاء الصراع في غزة تم طرحه وصياغته بعد ما مصر استمعت بإنصات شديد لكل الأطراف المعنية بهذا الموضوع، موضحا أن مصر منخرطة في الشأن الفلسطيني (في القضية الفلسطينية) منذ بدايتها عام 47 وما قبلها.
وأضاف ضياء رشوان، خلال تقديم برنامج "مصر جديدة"، أن مصر لم تغب لحظة عن القضية الفلسطينية لا غابت شعبا ولا غابت حكومة وكانت موجودة طوال الوقت تتابع شئون اشقائنا الفلسطينيين متابعة سياسية ودبلوماسية، وأيضا مصر خاضت حروب وفقدت شهداء وجرحى وفقدت أرض في سياق الارتباط الوثيق بالقضية الفلسطينية والتي اسماها الرئيس عبد الفتاح السيسي بقضية القضايا واسمتها مصر في كثير من بياناتها القضية المركزية.
تطورات الحرب في غزةوأوضح ضياء رشوان، أن متابعة مصر لوجهات النظر المختلفة هذه المرة في الازمة الحالية والتي بدأت يوم 7 أكتوبر ليست شأنا جديدا على مصر، مؤكدا أن مصر تفعل هذا طوال الوقت ومصر دائما تتدخل عندما يحدث مكروه لأشقائنا في غزة وقبل ذلك في 5 حروب شنت على غزة مصر كانت في الخمسة حروب حاضرة مع اشقائها وتسمعهم وتسمع الطرف الاخر.
استشهاد 20 فلسطينيا والعشرات في عداد المفقودين جراء قصف الاحتلال غزة نتنياهو يبحث مع ماكرون تطورات الحرب في غزة ووضع الحدود مع لبنانوأكد الاعلامي ضياء رشوان، أن هناك نقطة أثيرت غير حقيقة حول تشكيل الحكومة الفلسطينية، قائلا: "موضوع الحكومة الفلسطينية هو موضوع فلسطيني محض وهو محل نقاش بين كل الأطراف الفلسطينية لا يوجد شيء اسمه تشكيل حكومة فلسطينية بمعرفة غير الفلسطينيين ولو كانت حتى مصر الشقيقة الكبرى".
أضاف ضياء رشوان، أنه لا يوجد طرف عربى أو اقليمى أو دولى يملك أن يفرض أو يقترح حتى اقتراح على اشقائنا الفلسطينيين بمختلف فئاتهم وفصائلهم أن يشكلوا حكومة شكلها ايه وتحتوى مين وما إلى ذلك، مؤكدا أن هذا أمر متروك تماما لأشقائنا الفلسطينيين وهذا أمر كان هناك حوله لغط كبير خلال فترة التسريبات إذا صح تسميتها قبل الإعلان المصري الرسمي عن هذا الموضوع.
واستكمل: "مصر تؤكد حتى الان أنها لم تتلقى أي ردود على الاطار المقترح من أى طرف من الأطراف المعنية، وهذا أمر البعض بياخده بجانب سلبى والبعض أبرزه كعناوين أن مصر لم تتلق اى ردود حتى الان، الحقيقة هذا في حد ذاته هو ليس الخبر الخبر هو ما قولنا قبل كده ان مصر قدمت إطار مقترح مكتوب".
وفي هذا الإطار، قال السفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن ما تسعى إليه مصر في الوقت الحالي مرتبط بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وليس مجرد هدنة لأيام يجري فيها فقط تبادل الأسرى بين الجانبين، وهو الأمر الذي يرجعه لـ عيوب كثيرة في اتفاقات الهدنة المؤقتة، التي تجعل هناك ترقبا لاستئناف العمليات العسكرية فور انتهاء عملية تبادل الأسرى، ما يعني الدوران في دائرة مفرغة توقع مزيدا من الضحايا.
وأضاف حليمة، لـ "صدى البلد"، أن مصر بذلت مجهودات كثيفة ومركزة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
اقتراح مصر لإيقاف الحربوأشار حليمة، إلى أن الدور المصري في هذه الأزمة يشمل المسار الأمني والسياسي وأيضًا المساعدات الإنسانية والطبية، مؤكدًا أن قرار مجلس الأمن بشأن غزة إنجاز، وإن كان لم يصل إلى الهدف المنشود، حيث كان الهدف هو التوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى يمكن إتاحة الفرصة لتسوية القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال دياب اللوح السفير الفلسطينى بالقاهرة، إن مصر كافحت ولازالت تقف وتدعم الشعب الفلسطينى، حتى يحصل على حقه فى إقامة دولته على حدود 1967، وعاصمتها القدس، مؤكدا أن الجيش المصرى قدم الشهداء والاسرى والجرحى، من أجل فلسطين ومثلما صرح الرئيس الفلسطينى من قبل نكرر: "نحن لانقبل فى شؤوننا الداخلية لكن نقبل أن تتدخل مصر، لأنها حينما تتدخل يكون ذلك لصالح فلسطين.
وأضاف السفير الفلسطينى بالقاهرة، خلال ندوة لحزب المؤتمر بعنوان "مصر والقضية الفلسطينية" وذلك لمناقشة تداعيات الأزمة الفلسطينية بمشاركة السفير محمد العرابى وقيادات الحزب، مساء اليوم الإثنين، أن مصر صاحبة يد نظيفة وسجل كفاحى عريق فهى الدولة التى قدمت الدماء من أجل الشعب الفلسطينى، لافتا أننا نحن شركاء فى صيانة الأمن ومكافحة الإرهاب والمخططات الاستعمارية التى تنال مننا.
وتطرق إلى قضية التهجير القسرى للفلسطينيين بقطاع غزة، مؤكدا أن مخطط التهجير بدأ منذ عام 1948 وظهر مجددا فى حقب زمنية مختلفة بالخمسينات وأثناء حرب 1993، وعاد من جديد فى العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، خاصة انهم اعتقدوا أنه وسط الدمار الشامل يمكن أن يتم تنفيذ هذا المخطط.
وشدد السفير الفلسطينى، على رفض الشعب الفلسطينى والمصرى التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا لم نترك أرصنا ولم نسمح بحدوث نكبة جديدة ولم نكرر أخطاء الماضي.
جدير بالذكر، أن وكالة أنباء فلسطين "وفا" أفادت باستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينين، صباح اليوم الجمعة الموافق 29 ديسمبر 2023، جراء تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي، لعدة مناطق وسط وجنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية إن 20 مواطنا استشهدوا جراء قصف طائرات الاحتلال ومدفعيته عدة منازل في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأضافت المصادر، أن هناك عشرات المفقودين ما زالوا تحت انقاض المنازل التي استهدفتها قوات الاحتلال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية نتنياهو مصر الرهائن إسرائيل غزة القضیة الفلسطینیة ضیاء رشوان قطاع غزة مؤکدا أن فی غزة أن مصر
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية في قلب مصر منذ عام 1948.. تضحيات بالعرق والدم
على مدار التاريخ ومصر تحمل القضية الفلسطينية على عاقتها، منذ عام 1948 وصولا ببدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار داخل القطاع، والوصول إلى هدنة من الجانبين، كل هذا كانت مصر حاضرة فيه، وكان لها النصيب الأكبر من المجهود، حيث اعتبرت أن القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصر وهى قضية كل المصريين قيادة وشعبا.
ورصد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في دراسة لها، المجهودات المصرية منذ عام 1948، حيث عملت مصر طوال عقود على حشد الجهود السياسية الدبلوماسية والعسكرية أيضًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وتنوع الجهد المصري ما بين المشاركة والدعوة لعقد المؤتمرات الداعمة للقضية وطرح الحلول العادلة، ومنها التالي:
- مشاركة مصر في المؤتمر الإسلامي الأول بالقدس عام 1931، ومؤتمر بلودان في عام 1937، والمؤتمر البرلماني للبلاد العربية والإسلامية بالقاهرة في 1938، كما دعت مصر لإقامة المؤتمر الإنساني الشرقي في القاهرة في نفس العام، وشاركت في مؤتمر لندن عام 1939، وفي نفس العام، فضلا عن تنظيم مصر بتنظيم المؤتمر النسائي العربي بالقاهرة في عام 1944.
إنشاء جامعة الدول العربيةوحرصت مصر مع محاولات إنشاء جامعة الدول العربية على بلورة موقف عربي جماعي تجاه الأوضاع في فلسطين، وهو ما تبلور عبر صدور قرار عن اجتماع الإسكندرية المنعقد خلال الفترة من 25 سبتمبر- 7 أكتوبر1944، والذي نص على أن فلسطين ركن هام من أركان البلاد العربية.
- استضافت مصر أول مؤتمر عربي في أنشاص في مايو 1946، وحرصت خلال المؤتمر على تأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعًا.
وردا على ما ارتكبه إسرائيل من مجازر بحق العديد من القرى الفلسطينية واستيلائهم على مدينة حيفا، أعلنت الحكومة المصرية الموافقة على التدخل العسكري المسلح، ولكن من خلال إرسال المتطوعين إلى فلسطين تحت مظلة الجامعة العربية مع قيام ضباط الجيش المصري بالإشراف على تدريبهم وتأهليهم عسكريًا.
ما بعد عام 1948لجأ عدد من الفلسطينيين إلى مصر ممن نزحوا قبل اندلاع الحرب في 15 مايو 1948، فشكلت الحكومة المصرية لجنة خاصة لمتابعة شؤونهم وخصصت لهم النفقات اللازمة لرعايتهم.
وشاركت مصر في مؤتمر بيروت خلال الفترة من 31 مارس إلى 15 أبريل 1949 وأصرت خلاله على وضع مشكلة اللاجئين على رأس الأولويات.
قدمت مصر تضحيات بالدم من أجل القضية الفلسطينية، فخلال معارك فلسطين عامي 1948 و1949، استشهد عددًا كبيرًا من ضباط وأفراد الجيش المصري ومن المدنيين.