لبنان ٢٤:
2025-04-30@16:10:44 GMT

حزب الله... لا جديد رئاسيا ما لم تنتهِ مأساة غزة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

حزب الله... لا جديد رئاسيا ما لم تنتهِ مأساة غزة

يراهن البعض على بعض المتغيّرات في الملف الرئاسي. ويستندون في توقعاتهم هذا على ما يلتقطونه من إشارات خارجية خجولة ليبرّروا تفاؤلهم غير الواقعي. حتى أنهم يذهبون في تقديراتهم إلى تحديد شهر شباط كحدّ أقصى لإنهاء الشغور الرئاسي. ولكن ما بين التمنيات، وهي ضرورية، وما بين الواقع، وهو مخيّب للآمال، بونًا شاسعًا.

لم تعد التمنيات تكفي وحدها. فهي غير قادرة على تغيير الواقع المأسوي، الذي يعيشه الجنوب، وهو في قلب الحرب. ولهذه الحرب تأثيراتها المعنوية والاقتصادية على كل الداخل اللبناني، على رغم أنه لا يزال حتى هذه اللحظة في منأى عن شراراتها المباشرة، وذلك نظرًا إلى ما يُبذل من مساعٍ حتى يبقى لبنان بمساحته الجغرافية المحدودة بعيدًا عن صورة ما تعيشه غزة من مآسٍ وويلات.  
فقراءة الواقع بكل ما فيه من احباطات تفرض على جميع المتعاطين بتحديد المواعيد المنتظرة للانتخابات الرئاسية أن تكون لديهم رؤية واضحة عمّا يجري في المنطقة، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية أو في جنوب لبنان، خصوصًا أن ردّ "حزب الله" على ما تتعرّض له غزة من عدوان متواصل يقابله قصف وغارات على القرى الحدودية على طول الخطّ الأزرق بوتيرة متصاعدة بما ينذر بما هو أسوأ، وبما يخشاه الذين لا يزالون يضغطون في اتجاه ابعاد كأس الحرب الشاملة عن كل لبنان، من جنوبه إلى شماله، ومن بقاعه إلى ساحله ومرورًا بجبله.    
وهذه القراءة لواقع لا يتمناه أحد تفرض جمودًا في الحركة السياسية، التي لم ترقَ بعد إلى مستوى إزالة "الدبش" من على طريق بعبدا، وتقليع ما نبت على جوانبها من أشواك. فالاستحقاق الرئاسي موضوع في ثلاجة الانتظار إلى أجل غير مسمّى، أقّله ليس قبل أن ينقشع غبار الحرب في غزة المتألمة والموجوعة. 
يسأل بعض اللبنانيين، وقد يكون في ما يسألون بعض من سذاجة: ما يمنع عدم تكرار توافق الذين مدّدوا لقائد الجيش ولسائر القادة الأمنيين في جلسة تميزّت بالسلاسة والمرونة السياسية من قِبل كل الأطراف، باستثناء نواب "التيار الوطني الحر"، والذهاب إلى جلسات انتخابية بدورات مفتوحة لا بدّ من أن ينتج عنها انتخاب رئيس يكون ثمرة توافق ما يفوق الـ 65 نائبًا في حال تأمّن نصاب الثلثين زائد واحد في الدورة الأولى؟   
لقد أنتج التوافق على جلسة التشريع والتمديد إنجازات مهمة، أولها إنقاذ المؤسسة العسكرية من السقوط في فراغ القيادة، بالإضافة إلى مجموعة من القوانين، وبينها عدة اتفاقات لقروض دولية وعربية من شأنها أن تحرك العجلة الإنمائية في البلد.  
ما لم يعد سرًّا أن الرئيس نبيه بري سيضع الجميع مطلع السنة الجديدة، أمام مسؤولياتهم في ما خصّ الملف الرئاسي، بعدما تأكد من خلال تجربة جلسة التمديد أن انتخاب الرئيس لن يكون واقعًا ما لم تتوافق معظم القوى السياسية على ما هو مطلوب من رئيس الجمهورية العتيد قبل البحث عن هوية هذا الرئيس. 
إلا أن مساعي بري الجدّية تصطدم بما يجري في غزة والجنوب، وذلك باعتبار أنّ الملف الرئاسي مرهون بما يجري عسكرياً هنا وهناك، مع ما يرشح عن أجواء "حزب الله" من أن الملف الرئاسي سيصبح أولوية إقليمية، فور وضع بنود اتفاق ما بعد حرب غزّة، في ضوء التلاقي الأميركي - الإيراني، بهدف دفع الأمور لبنانيًا نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بعيدًا عمّا يدور حول لبنان في جزء منه من تطورات يجب أن تكون محفّزة لكي ينتخب اللبنانيون رئيسهم اليوم قبل الغد.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الملف الرئاسی

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله

في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.

تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.

زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.

لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟

وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.

لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.

السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.

دمتم بخير وعافية..

إبراهيم شقلاوي
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟
  • الرقابة الإدارية والمجلس الرئاسي يبحثان إصلاحات شاملة لتحقيق الشفافية وترشيد الإنفاق
  • 50 عاما على انتهاء الحرب ولم تنتهِ المأساة.. سموم العامل البرتقالي ما زالت تنهش فيتنام
  • 50 عاما على انتهاء الحرب ولم تنته المأساة... سموم "العامل البرتقالي" ما زالت تنهش فيتنام
  • أين بتول؟ صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • رئيس لبنان: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب
  • عون: لا عودة إلى الحرب... والدولة وحدها تحمي الحدود
  • شاهد | مفاوضات غزة لم تنتهِ ولم تبدأ بعد؟
  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله