لبنان ٢٤:
2024-12-23@01:43:02 GMT
حزب الله... لا جديد رئاسيا ما لم تنتهِ مأساة غزة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
يراهن البعض على بعض المتغيّرات في الملف الرئاسي. ويستندون في توقعاتهم هذا على ما يلتقطونه من إشارات خارجية خجولة ليبرّروا تفاؤلهم غير الواقعي. حتى أنهم يذهبون في تقديراتهم إلى تحديد شهر شباط كحدّ أقصى لإنهاء الشغور الرئاسي. ولكن ما بين التمنيات، وهي ضرورية، وما بين الواقع، وهو مخيّب للآمال، بونًا شاسعًا.
فقراءة الواقع بكل ما فيه من احباطات تفرض على جميع المتعاطين بتحديد المواعيد المنتظرة للانتخابات الرئاسية أن تكون لديهم رؤية واضحة عمّا يجري في المنطقة، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية أو في جنوب لبنان، خصوصًا أن ردّ "حزب الله" على ما تتعرّض له غزة من عدوان متواصل يقابله قصف وغارات على القرى الحدودية على طول الخطّ الأزرق بوتيرة متصاعدة بما ينذر بما هو أسوأ، وبما يخشاه الذين لا يزالون يضغطون في اتجاه ابعاد كأس الحرب الشاملة عن كل لبنان، من جنوبه إلى شماله، ومن بقاعه إلى ساحله ومرورًا بجبله.
وهذه القراءة لواقع لا يتمناه أحد تفرض جمودًا في الحركة السياسية، التي لم ترقَ بعد إلى مستوى إزالة "الدبش" من على طريق بعبدا، وتقليع ما نبت على جوانبها من أشواك. فالاستحقاق الرئاسي موضوع في ثلاجة الانتظار إلى أجل غير مسمّى، أقّله ليس قبل أن ينقشع غبار الحرب في غزة المتألمة والموجوعة.
يسأل بعض اللبنانيين، وقد يكون في ما يسألون بعض من سذاجة: ما يمنع عدم تكرار توافق الذين مدّدوا لقائد الجيش ولسائر القادة الأمنيين في جلسة تميزّت بالسلاسة والمرونة السياسية من قِبل كل الأطراف، باستثناء نواب "التيار الوطني الحر"، والذهاب إلى جلسات انتخابية بدورات مفتوحة لا بدّ من أن ينتج عنها انتخاب رئيس يكون ثمرة توافق ما يفوق الـ 65 نائبًا في حال تأمّن نصاب الثلثين زائد واحد في الدورة الأولى؟
لقد أنتج التوافق على جلسة التشريع والتمديد إنجازات مهمة، أولها إنقاذ المؤسسة العسكرية من السقوط في فراغ القيادة، بالإضافة إلى مجموعة من القوانين، وبينها عدة اتفاقات لقروض دولية وعربية من شأنها أن تحرك العجلة الإنمائية في البلد.
ما لم يعد سرًّا أن الرئيس نبيه بري سيضع الجميع مطلع السنة الجديدة، أمام مسؤولياتهم في ما خصّ الملف الرئاسي، بعدما تأكد من خلال تجربة جلسة التمديد أن انتخاب الرئيس لن يكون واقعًا ما لم تتوافق معظم القوى السياسية على ما هو مطلوب من رئيس الجمهورية العتيد قبل البحث عن هوية هذا الرئيس.
إلا أن مساعي بري الجدّية تصطدم بما يجري في غزة والجنوب، وذلك باعتبار أنّ الملف الرئاسي مرهون بما يجري عسكرياً هنا وهناك، مع ما يرشح عن أجواء "حزب الله" من أن الملف الرئاسي سيصبح أولوية إقليمية، فور وضع بنود اتفاق ما بعد حرب غزّة، في ضوء التلاقي الأميركي - الإيراني، بهدف دفع الأمور لبنانيًا نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بعيدًا عمّا يدور حول لبنان في جزء منه من تطورات يجب أن تكون محفّزة لكي ينتخب اللبنانيون رئيسهم اليوم قبل الغد. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الملف الرئاسی
إقرأ أيضاً: