1 هب أن الرئيس البرهان التقى حميدتي في عنتيي فما هي أجندة الحوار؟. بقدر ما نظرت وأعدت النظر كرتين وتفكرت في الأجندة التي سيتفاوض حولها حميدتي مع الرئيس البرهان إزدادت دهشتي واحترت، حسناً.. سأحاول تحرير تلك الأجندة المبذولة في ثنايا تصريحاتهم.

2
لنبدأ ببند الإسلاميين،
هؤلاء مطلوب إعادتهم للسجون وكنسهم من أي موقع ومصادرة كل أموالهم وبيوتهم والتنكيل بهم.

3
البند الثاني،
بند الإصلاح الأمني والعسكري.. نظافة الجيش من كل الإسلاميين ودمج الجيش نفسه في الدعم السريع أو بالأقل مناصفة الجنجويد، الجنود والقيادة.
4
البند الثالث، تكوين حكومة مدنية يسيطر عليها حلفاءه القحاته.

5
رابعاً: وهو الأهم تعويض الدعم السريع عن خسائره المليارية، وعدم المساس بممتلكاته وثروته الحالية المقدرة بـ31 تريليون بحسب آخر إحصاء.

تخيلت أن هذه هي البنود التي سيضعها قائد التمرد للوصول لتسوية تنهي الحرب. هذه الأجندة وغيرها تختبئ داخل التصريحات المتناثرة، وأتوقع أن هذه هي البنود التي سيضعها قائد التمرد في الطاولة. قائد التمرد لأنه يتوهم في هذه اللحظة أنه انتصر على الجيش ومن حقه أن يفرض شروطه.!!.

6
باختصار تطالب هذه البنود بالتفاوض لتسليمهم الدولة هم وحلفائهم ليفعلوا بها مايشاؤون.!!.السؤال الذي سيدور حول هذه البنود، هل يمكن التفاوض حولها؟.
ولندقق النظر في تلك البنود لنرى إمكانية تحقق أياً منها… مثلاً كيف يمكن التفاوض حول إعادة قبض الإسلاميين وهم الآن يقاتلون في صفوف الجيش وفي المقاومة الشعبية.. من يملك بل من يجرؤ على طرح الفكرة كأجندة تفاوض لنقل انها طرحت بالفعل وهى اصلا مطروحه فهل سيقبل الاسلامين أن تقدم رقابهم هكذا لأعدائهم وبيدهم السلاح؟ هل سيقبلون أن يقتلوا ويسلحوا بهذه المذلة.؟. وهم الذين قاتلوا في الجنوب وقدموا الآلاف من الشهداء؟، وإذا كان أصلهم (ميتين ميتين) بيد الجنجويد فلأجل ماذا يسلمون أنفسهم للموت في السجون؟. ما أعلمه تماماً ألا أحد منهم سيقبل ذلك، سيفضلون الشهادة وليس الاستسلام و.إذا تم ذلك فيصبح أمام الجيش أولاً قتال الإسلاميين، وهل سيفعل الجيش ذلك وخاصة الضباط الإسلاميين بالجيش ينتظرهم ذات مصير إخوانهم حالما استسلموا لشروط الميليشيا.

7
دعك من الإسلاميين، هل سيقبل الضباط الوطنيين بالجيش أن يصعد حميدتي وعبد الرحيم لقيادة الجيش ويصدرون لهم الأوامر ويدوسون على أجساد ثلاثين شهيداً في أبواب القيادة؟. في تلك اللحظة التي سيفرض عليهم ذلك الموت اظن انهم سيقبلون على الموت مقبلين غير مدبرين وهذا ظني بهم، أما الذين سيطأطئون رؤوسهم لأي اتفاق مثل هذا فحري بهم أن ينزعوا قاشاتهم ويستبدلونها برحط.!!

8
هل سيقبل قادة الجيش أن يدمج جيشهم في الدعم السريع… وفيهم من اغتصب أهل بيته وقتل وشرد ونهب.. ظني في قادة الجيش جميعاً أنهم يفضلون الموت وقوفاً قبل أن يصطفون لتحية حميدتي أو عبد الرحيم في ساحة القيادة، ليتلقيا التحية العسكرية منهم وهم منكسرين؟!!. وما الرجولة والشرف والكرامة وكيف سينظرون من بعد في عيون زوجاتهم وأمهاتهم وأولادهم ناهيك عن الشعب.
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ.

9
نأتي إلى البند الثالث وهو تشكيل حكومة مدنية من قحت والجنجويد تدير البلاد إلى مالا نهاية. هل ستقبل الحركة السياسية أن يحتكر نشطاء قحت السلطة بواسطة الجنجويد ويظلون هم خارج الملعب مذعنين خاضعين لإرادة الجنجويد.؟. هل سيقبل قادة غرب السودان وقبائله المستهدفين بالإبادة بمبدأ تسليم الدولة للقحاته والجنجويد وهم يعلمون ما ينتظرهم حالما تم ذلك؟.

10
نذهب للبند الرابع وهو ثروات آل دقلو… ترى من أين سيعوض الشعب آل دقلو خسائرهم بعد ما نهبوا كل موارده وجعلوه على الحديدة معلم الله. ثروات السودانيين تبعثرت في إقليم غرب إفريقيا من الضعين إلى واقادوقو.!!

ومن سيعوض السودانيين عن أموالهم التي نهبت ومنازلهم التي سرقت ودمرت وكل ثرواتهم التى نهبها مرتزقتهم الذين أتوا بهم من كل حدب وصوب.

11
أخيراً، يطل السؤال…هل هناك قائد أو رئيس يمكنه قبول أياً من تلك البنود أو التفاوض حولها ناهيك عن توقيع اتفاق يمهره بيده مع الجنجويد.!!. لا أظن وإن تجرأ أياً من كان وفعل ذلك، فسيكتب نهايته بيده، لأنه استسلم في وقت نهوض الجيش، والشعب للمقاومة، ثم لأنه وقتها يكون قد قاد البلد إلى الفوضى الشاملة.

12
ما الحل؟ الحل أن تدرك المليشيا أنها مهما فعلت واستولت على القرى والمدن بل وإن استولت على السودان كله ألا مستقبل لها وعليها الآن أن تكتفى بـ الخراب الذي أحدثته وتلتزم بما وقعت عليه بجده وتنفذه وتغادر أرض وسماء السودان.

13
سيستغرب العملاء والذين في قلوبهم مرض من قولي هذا في وقت يظنون فيه أن المليشيا انتصرت أو ستنتصر، هؤلاء جهلة بتاريخ السودان.. فكم من الغزاة عبروا من هنا… وكم منهم دحرناهم حرباً وسلماً.؟. سيقاتل الشعب مائة عام وسينتصر وهذا وعد الله للمؤمنين. الآن ليس هناك ما يستحق الحفاظ عليه في هذه البلاد الان سوى الكرامة وهي ما لن يتنازل عنه السودانيين مهما فعل الجنجويد بأرضهم ومالهم وعرضهم.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟

عواصم - الوكالات

يصفها البعض بأنها النسخة المعاصرة من التاج والصولجان وبقية الرموز التي كانت تشير إلى السلطة في العصور الوسطى، وبمرافقتها الدائمة لرئيس أقوى دول العالم والقائد الأعلى لجيشها، تحوّلت هذه الحقيبة البسيطة في مظهرها، إلى أيقونة للقوة العظمى وأخطر وسيلة تدبير اخترعتها البشرية حتى اليوم.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية "الحقيبة النووية" عبارة عن حقيبة تزن عشرين كيلوجراما ملفوفة بالجلد الأسود، تحتوي الرموز والمفاتيح التي يحتاجها رئيس الدولة إذا قرر شن ضربة نووية، وترافق الرئيس في حله وترحاله.

وأطلق الأمريكيون اسم "كرة القدم النووية" نسبة لأول خطة سرية للحرب النووية، وبرزت أهمية الحقيبة بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وظهرت لأول مرة يوم 10 مايو 1963، وتم تحديثها دوريا من قبل جهات عسكرية أمريكية.

وتسمى الرموز الموجودة في الحقيبة النووية الأمريكية بـ"رموز الذهب" ويتم توفيرها من قبل وكالة الأمن القومي، وتطبع على بطاقة بلاستيكية بحجم بطاقة الائتمان تسمى "بسكويت"، لأن البطاقة ملفوفة في فيلم مبهم، تبدو مثل مغلفات البسكويت، وهذه البطاقة "بسكويت" يمكن للرؤساء حملها خارج الحقيبة النووية.  

ويتناوب على حمل "الحقيبة النووية" التي تحتوي على عناصر غاية في السرية خمسة جنود أمريكيين تلقوا تدريبا خاصا، ويلازمون الرئيس أينما حلّ في الداخل والخارج، في الجو والبحر، وفي المصعد والفندق وغيرها من الأماكن. 

ورغم أن القانون الأميركي يمنح الرئيس صلاحية حصرية في شن ضربة نووية، فإن إعطاء الأمر بذلك يحتاج من الناحية القانونية إلى سلسلة إجراءات يتعين على الرئيس اتخاذها، تتمثل في الاتصال بمركز عمليات وزراة الدفاع (بنتاغون)، وقراءة رموز تحديد الهوية للتأكد من أنه هو الذي يعطي هذا الأمر، وهي الرموز التي تبقى في البطاقة.

وقبل تسليم مهامه لخلفه، يضع الرئيس المنتهية ولايته مفتاح تشغيل النووي على المكتب الرئاسي في مجلد مغلف بالشمع ويمنع على الجميع لمسه قبل الرئيس الذي يجلس في كرسي البيت الأبيض، وسوف يتسلم ترامب الحقيبة اليوم بعد مراسم التنصيب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية خلفا لبايدن.

وللرؤساء الأميركيين قصص وروايات مع بطاقة "بسكويت"، ففي عام 1981، أثناء محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان في مارس 1981، لم يتمكن الشخص الذي كان يحمل "الحقيبة النووية" من الصعود إلى سيارة الإسعاف التي حملت الرئيس إلى المستشفى، ليتم العثور لاحقا على بطاقة "بسكويت" في حذاء الرئيس الذي كان ملقيا على الأرض في غرفة العمليات.

كما أن الرئيسين جيرارد فورد وجيمي كارتر قد نسيا بطاقة "بسكويت" في جيوب بدلات أرسلت للغسيل. أما الرئيس بيل كلينتون فقد غادر عام 1999 قمة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) من دون "الحقيبة النووية"، كما فقد "بسكويت" لشهور عديدة.

ولم يخل عهد الرئيس ترمب في ولايته السابقة من المخاوف بشأن "الحقيبة النووية"، فقد قام رجل أعمال يدعى ريتشارد ديغازيو بالتقاط صورة له مع حامل "الحقيبة النووية" ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعلق عليها قائلا "هذا هو ريك.. إنه يحمل الحقيبة النووية"، وحدث ذلك خلال حفل عشاء أقامه ترمب وزوجته على شرف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وزوجته في نادي الرئيس الأميركي الخاص في ولاية فلوريدا. وتم حذف حساب رجل الأعمال من حينها في فيسبوك.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
  • عادل الباز: حرب الكرامة.. أكل الحساء باستخدام السكين! (3/3)
  • هذه العمليات الإرهابية التي يقوم بها الجنجويد تعكس حالة الإحباط التي وصلوا إليها
  • عادل الباز يكتب: حرب الكرامة.. (أكل الحساء باستخدام السكين) (2)
  • هل تعلم ماذا اشترى الأتراك في 2024؟ هذه هي الاصناف التي أنفقوا فيها أموالهم
  • انخفاض أصول تركيا الأجنبية
  • عادل الباز يكتب: حرب الكرامة .. “أكل الحساء باستخدام السكين” (1)
  • مكالمة لا تنسى من الزعيم عادل إمام للفنان محمد سعد.. ماذا قال؟
  • «التوطين»: 12.7% نسبة الوظائف الخضراء في الإمارات
  • يتسلمها ترامب خلال ساعات.. ماذا نعرف عن الحقيبة النووية التي لا تفارق الرئيس الأمريكي؟