إسرائيل تواصل قصف غزة بالدبابات والصواريخ وتتجاهل الدعوات الدولية بحماية المدنيين
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
القدس المحتلة - رويترز
هاجمت قوات إسرائيلية مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة حيث يخشى السكان من توغل بري جديد في مناطق مكتظة بعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا بالفعل بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ومع حلول ليل الخميس، قتلت ضربة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس بالجنوب ثمانية فلسطينيين، بحسب ما أفاد مسؤولو الصحة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في مؤتمر صحفي حول العمليات في خان يونس "المهمة هنا هي تفكيك حماس، بحيث لا يكون لديها قدرات عسكرية أو على الحكم"، ودعا إلى إبداء "الكثير من المثابرة والإصرار".
ونشر صحفي فلسطيني صورا لدبابات إسرائيلية بالقرب من مسجد في منطقة البريج التي تعج بالمباني.
ونشرت حماس مقطع فيديو يظهر مقاتليها وهم يستهدفون دبابات وجنودا إسرائيليين شرق البريج..
وقال عمر (60 عاما) الذي أوضح أنه اضطر للنزوح مع ما لا يقل عن 35 فردا من عائلته "لقد أتت تلك اللحظة، كنت أتمنى ألا تحدث أبدا، ولكن يبدو أن النزوح أصبح لا مفر منه".
وقال لرويترز عبر الهاتف رافضا نشر اسم عائلته خوفا من الانتقام "نحن الآن في خيمة في دير البلح بسبب هذه الحرب الإسرائيلية الوحشية". وأضاف "إسرائيل تقتل الأطباء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والصحفيين والمدنيين".
وقال يامن حمد، الذي يعيش في مدرسة في دير البلح منذ نزوحه من الشمال، إن اللاجئين الجدد الذين يصلون من البريج والنصيرات ينصبون الخيام أينما يجدون مساحة لذلك.
وذكر أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن ضربة جوية إسرائيلية قتلت 20 فلسطينيا وأصابت 55 في رفح على الحدود مع مصر. وأفاد مسعفون وسكان بأن المبنى الذي قُصف في الضربة الجوية كان يؤوي نازحين مدنيين.
وقالت السلطات الفلسطينية إن فلسطينيا قتل برصاص قوات الأمن الإسرائيلية، وذلك بعد أن طعن اثنين من أفراد الأمن عند نقطة تفتيش قرب القدس أمس الخميس. وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن الفردين أصيبا بجروح طفيفة.
وباركت حماس الهجوم في بيان وقالت إنه "رد طبيعي من أبناء شعبنا على المجازر والجرائم". وتابعت "ندعو أبناء شعبنا في الضفة الغربية والداخل المحتل إلى المزيد من العمليات والاشتباك مع العدو الصهيوني وبكل الوسائل الممكنة".
وامتد الصراع لمناطق أخرى بالشرق الأوسط، لا سيما مع قيام الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن بمهاجمة سفن تجارية في البحر الأحمر لإظهار دعمهم لحماس.
وقالت الولايات المتحدة أمس الخميس إنها أسقطت طائرة مسيرة وصاروخا باليستيا مضادا للسفن في جنوب البحر الأحمر أطلقهما الحوثيون في المحاولة الثانية والعشرين من جانبهم للهجوم على الملاحة الدولية منذ 19 أكتوبر تشرين الأول.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية عبر منصة إكس بعدم ورود تقارير عن أضرار أو إصابات.
* البحث بين الأنقاض
أظهر مقطع فيديو لرويترز منقذين وهم يهرعون إلى إزالة الأنقاض وانتشال الضحايا، ومن بينهم رضيع وعدة أطفال، ويسرعون بهم، عبر حشود لأشخاص مصدومين ويبكون، إلى المستشفى الكويتي القريب.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية في وقت سابق إن 210 فلسطينيين تأكد مقتلهم جراء الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع عدد قتلى الحرب إلى 21320 شخصا، أو ما يساوي تقريبا واحدا بالمئة من سكان القطاع. ويُخشى من وجود آلاف آخرين من القتلى تحت الأنقاض.
وخلال فترة الحرب، عبّر الجيش الإسرائيلي عن أسفه على مقتل المدنيين، لكنه ينحي باللائمة على حماس في مزاولة أنشطتها في مناطق مكتظة بالسكان أو استخدام المدنيين دروعا بشرية، وهو اتهام تنفيه حماس.
وأعلنت إسرائيل مقتل 169 من جنودها في حملتها على غزة. وأطلقت إسرائيل الحرب بعد توغل مقاتلين من حماس إلى بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس الخميس إن من بين جميع الرهائن أُطلق سراح 110 أشخاص خلال هدنة قصيرة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني، بينما أُعلنت وفاة 23 آخرين غيابيا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت متأخر أمس الخميس إن الأمريكية جوديث واينستين، التي كان يعتقد أن حماس اختطفتها، قُتلت على يد الحركة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وكان بايدن قد ذكر الأسبوع الماضي أن زوجها جادي هاجاي (73 عاما) قُتل أيضا في اليوم نفسه.
وأصدر الجيش الإسرائيلي نتائج لتحقيق في قتل قواته بالخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين في غزة في 15 ديسمبر كانون الأول. وقال الجيش إن جنوده أخطأوا في تمييز صرخات الاستغاثة وأنهم اعتقدوا أنها خدعة من حماس لاقتيادهم إلى كمين، وخلص إلى أن الجنود تصرفوا بشكل صحيح حسب فهمهم الأمثل.
* مقترح من مصر لإنهاء الصراع
أكدت مصر أنها طرحت إطارا لمقترح لمحاولة تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف. ويتضمن المقترح ثلاث مراحل متتالية ومرتبطة معا وتنتهي إلى وقف إطلاق النار. وقالت إنها لم تتلق حتى الآن أي ردود من أي طرف.
وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إن المقترح "محاولة لتقريب وجهات نظر كل الأطراف المعنية سعيا وراء حقن الدماء الفلسطينية ووقف العدوان على قطاع غزة وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستحتفظ بصورة من صور السيطرة الأمنية على قطاع غزة بأكمله إلى أجل غير مسمى، لكنه أكد أن هذا لن يصل لحد إعادة احتلاله.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مقال بيديعوت أحرونوت: إسرائيل في مأزق لا يمكنها الانتصار أو استعادة الأسرى
يرى الضابط الإسرائيلي السابق مايكل ميلشتاين، رئيس "منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب " أن إسرائيل تعيش في مأزق إستراتيجي بسبب استمرارها في الحرب على قطاع غزة، يتمثل في عدم قدرتها على تحقيق أي من أهدافها المعلنة سواء استعادة الأسرى بالقوة، أو هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قال ميلشتاين إن تصريح حماس الأخير بعدم القبول بأي صفقة تبادل دون إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، سهل على الحكومة الإسرائيلية نظريا أن تواصل الحرب باعتبارها الخيار المفضل".
ويشير ميلشتاين إلى أن ذلك انعكس في دعوة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "استغلال رد حماس للقضاء على التنظيم، واحتلال كامل غزة، وتنفيذ خطة ترامب معتبرا أن ذلك سيؤدي أيضا إلى الإفراج عن الأسرى".
ويرى ميلشتاين ذلك "طرحا غير مقنع لغالبية الإسرائيليين الذين باتوا يدركون أن تحقيق الاثنين معا أي النصر الكامل وتحرير الأسرى لم يعد ممكنا".
ويقول الضابط الإسرائيلي السابق إن جيش الاحتلال "يسيطر فعليا على أكثر من 40% من أراضي قطاع غزة، لكنه لا يفرض سيطرة حقيقية على تلك المناطق، ولا يزال أمامه تحديان كبيران، أولهما الدخول إلى المناطق الحضرية المكتظة، حيث تنتظره حماس لتخوض معه معارك شرسة، وثانيهما إدارة شؤون السكان الفلسطينيين في قطاع غزة".
وبرأيه فإن هذا يعني "فرض حكم عسكري على مليوني شخص في بيئة عدائية ومدمَّرة بالكامل، مع توقع اندلاع حرب عصابات وموجات مقاومة مشابهة لما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي".
إعلانوبحسب الضابط الإسرائيلي، فإن إسرائيل "عالقة حاليا في وضع لا تستطيع بلع ما حصل ولا تقيؤه به إذ لم تحقق تحرير الأسرى، وفي الوقت ذاته تزداد الشكوك بشأن القدرة على احتلال القطاع بالكامل أو فرض سيطرة طويلة الأمد عليه".
ويمضى في مقاله قائلا "بدلا من الوعد المزدوج بالنصر والتحرير، تبدو النتيجة حتى الآن لا هذا ولا ذاك، وسط إطلاق الحكومة الإسرائيلية شعارات مثل: حماس على وشك الانهيار ومزيد من الضغط سيجعلها تراجع، والعرب لا يفهمون سوى لغة القوة"، وهي شعارات يرى أنها "جوفاء وتبقي إسرائيل غارقة في حرب استنزاف مكلفة دون مؤشرات واضحة على تغير مواقف حماس أو تراجع قبضتها على غزة".
وهم نزع سلاح حماس
وانتقد ميلشتاين ما وصفه بـ"الوهم الجديد المتمثل في مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس، لأن ذلك ليس إلا عقبة مقصودة تعرض كهدف قابل للتحقيق بينما هي في الحقيقة تمثل عذرا لتجميد المفاوضات، أو تعبيرا عن انعدام الفهم العميق لطبيعة حماس".
كما حذر من "خطأ قراءة الوضع الداخلي في غزة بصورة متفائلة أكثر من اللازم"، مشيرا إلى أن "الحديث عن أزمة مالية داخل حماس أو وجود احتجاجات شعبية لا يعكس واقعا يهدد سيطرتها، إذ إن تلك الاحتجاجات تفتقر للقيادة والرؤية السياسية، ولا تشكل كتلة قادرة على زعزعة حكم الحركة، التي لا تزال صامدة رغم الضربات، وتمثل القوة المهيمنة في القطاع".
وأشار إلى "الابتهاج المرضي لدى بعض صناع القرار في إسرائيل خلال فترة حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ يعتقدون أن هذه الحقبة تمكنهم من تنفيذ كل أحلامهم، بما فيها ضم أجزاء من الضفة الغربية، دون الحاجة لمراعاة المجتمع الدولي أو الدول العربية.
كما اعتبر أن هذه "الأرضية الإستراتيجية واهية بطبيعتها، لأنها لا تستند إلى تخطيط منظم، بل تتسم بانعطافات حادة ومفاجئة، مثلما ظهر في اهتمام ترامب المتراجع مؤخرا بخطة "تفريغ غزة"، في حين تصرّ إسرائيل عليها إصرارا يضرّ بمصالحها، خصوصًا في علاقاتها مع العالم العربي".
إعلانوأشار الضابط الإسرائيلي السابق إلى "التطور اللافت بفتح الولايات المتحدة حوارا مع إيران، وهو ما أثار القلق في إسرائيل من احتمال إبرام اتفاق يعزز موقع طهران، خصوصا أن المفاوضين الإيرانيين أكثر تمرسا وخبرة من نظرائهم الأميركيين".
واختتم ميلشتاين مقاله بالقول "هناك خياران سيئان فقط لإسرائيل الأول هو الاستمرار في القتال دون تحقيق حسم أو احتلال كامل، ومن المؤكد أنه لن يفضي إلى تحرير الأسرى. والثاني هو العودة إلى اتفاق يسمح بعودتهم لكنه يشترط إنهاء الحرب والانسحاب من غزة".
ودعا إلى تبني الخيار الثاني "رغم كونه خيارا باهظ الكلفة"، لأنه برأيه "أهون الشرين بالنظر إلى حجم الضرر المتحقق من استمرار القتال".