كتبت زينب حمود في "الاخبار": آخر ما كان يتوقّعه أصحاب المؤسسات السياحية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، أن تتخطى أعداد الوافدين إلى لبنان في مدة الأعياد الـ 150 ألفاً، وأن «تفوّل» المطاعم، وأن تنفد تذاكر حفلات سهرات رأس السنة.   وبعيداً من القرى المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة التي تشهد اعتداءات يومية، ومن المناطق الجبلية التي لم تجذب السيّاح بسبب تأخر موسم الثلوج، «تشير الخريطة السياحية إلى حركة نشطة في مختلف المناطق، في بيروت وضواحيها والشمال والبقاع، وحتى في مدن الجنوب البعيدة عن منطقة النزاع مثل صور وصيدا»، وفقاً  للأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، لكن هذا «الانتعاش» لا يشمل كل مفاصل النشاط السياحي، لأنّ الوافدين، بشكل أساسي، لبنانيون مغتربون في دول عربية وأفريقية قرروا قضاء العطلة مع أهلهم، فيما يغيب السيّاح الأوروبيون والمصريون والأردنيون، ويحضر العراقيون بأعداد قليلة.

لذلك، لم ينسحب «الانتعاش» على قطاع الفنادق و«لم تتعدّ نسبة الإشغال 20%، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قطاع تأجير السيارات، فيما تكاد تكون حركة مكاتب تأمين الشقق المفروشة وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية معدومة».   وحده قطاع المطاعم والسهر نال حصة الأسد بنسبة إشغال «فاقت 80%، وتصل في مدة الأعياد الممتدة على مدار 10 أيام إلى 100%». نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزها يصف موسم الأعياد بالـ «ممتاز، فالمطاعم والملاهي ممتلئة، وحضور الحفلات الغنائية لكبار الفنانين منذ 16 كانون الأول حتى مطلع العام المقبل قوي جداً، كما تظهر الحجوزات».

رغم ذلك، تراجع القطاع السياحي هذا العام مقارنة بما كان عليه في المدة نفسها من العام الماضي عندما «زار لبنان 350 ألف سائح فيما لا يصل عددهم اليوم إلى 250 ألفاً»، وفقاً لتقديرات بيروتي. وهو تراجع يأتي بعد صيف واعد سياحياً، وتسجيل تحسّن في القطاع السياحي مطلع العام للمرة الأولى منذ بدء الأزمة الاقتصادية، كما يُفيد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول أثر الحرب في لبنان، مشيراً إلى أنّ عدد الوافدين (غير اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين) بلغ بين كانون الثاني وأيلول الماضيين 1.3 مليون، أي بزيادة 10% عن المدة نفسها من العام السابق.   ويفنّد نزها ملامح «النهوض» السياحي الصيف الماضي مع جذب أعداد كبيرة من السياح بعد التشبيك مع وزارة السياحة ووسائل الإعلام والسفارات الأجنبية، مشيراً إلى افتتاح ما بين 250 و300 مطعم جديد، إضافة إلى 30 مطعماً آخر، كانت في صدد الافتتاح في وسط بيروت، وإلى استعادة 10 آلاف لبناني مهني متخصص في قطاع السياحة كانوا قد غادروا إلى العمل في الخارج. وأشار إلى أنه بعد 7 تشرين الأول الماضي، «خسرنا السياح الأوروبيين لأكثر من سنة. فحتى بعد وقف إطلاق النار لن تنفق شركات تنظيم الرحلات أموالاً للتسويق للسياحة داخل لبنان قبل التوصل إلى استقرار أمني مستدام، خلافاً للسياح العرب، العراقيين والأردنيين خصوصاً، ممّن يعودون فور التوصل وقف الأعمال العسكرية». لذلك، رغم الإيجابية الناجمة عن عودة المغتربين، وهي عودة لم تكن متوقعة بهذا الحجم وفي هذه الظروف، إلا أنها «لن تعوّض خسائر ثلاثة أشهر من الركود»، ناهيك عمّا سيكون عليه وضع المنشآت السياحية بعد انقضاء مدة الأعياد ومغادرة الوافدين ونفاد مفعول «حقنة المورفين».

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة: مصر حققت رقمًا قياسيًا في عدد الوافدين على مدار 2024

شارك شريف فتحي وزير السياحة والآثار، في اجتماع لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ الذي عقد لمناقشة مستقبل السياحة في مصر، برئاسة الدكتور النائب محمود مسلم رئيس اللجنة.

واستعرض شريف فتحي، خلال الاجتماع، مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال عام 2024 والتي حققت رقماً قياسياً، حيث استقبلت مصر 15.7 مليون سائح من مختلف الأسواق السياحية رغم الأوضاع الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

وأشار إلى أن ذلك تحقق في ضوء ما تقدمه الدولة المصرية من أمن وأمان وسلامة وما توليه من دعم كبير لقطاعي السياحة والآثار، بالإضافة إلى الجهود التي بذلها الزملاء من الوزراء السابقين والعاملين بالوزارة والقطاع السياحي الخاص في مصر ومؤسسات المجتمع المدني ممثلة في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة.

وأكد أن ما حققته السياحة في مصر رغم الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة والمتغيرات في العالم بصفة عامة، جاء ثمرة مجهود جماعي يجب أن نفتخر به جميعاً وأن نحافظ عليه.

وتحدث الوزير عن السياسة التي تنتجها الوزارة مع القطاع الخاص بدعم وتشجيع من الدولة والقيادة السياسية لتشجيع الاستثمار السياحي في مصر، لافتاً إلى أن هناك ملفات لم تفتح من سنوات طويلة وتحديات جاري العمل على حلها والتغلب عليها ليكون لدينا تنافسية قوية في الاستثمار بقطاع السياحة واستعادة مصر لزخمها في هذا الشأن.

وأشار شريف فتحي إلى الحاجة لإنشاء غرف فندقية جديدة وأن تكون موزعة على مختلف الوجهات السياحية المختلفة وفي ضوء مدى توافد السائحين إليها، مستعرضاً تفاصيل المبادرات التمويلية التي طرحتها الدولة المصرية مؤخراً، والتي تم الانتهاء من الاستفادة من إحدى هذه المبادرات والتي تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة المالية والبنك المركزي المصري والخاصة بدعم قطاع السياحة بقيمة 50 مليار جنيه.

وأوضح أن هناك عددا كبيرا من الشركات تقدمت للاستفادة منها في مجال إجراء التوسعات واستكمال المشروعات غير المكتملة وعمل إحلال وتجديد، مما سيعمل على إضافة 40 ألف غرفة فندقية جديدة للطاقة الفندقية الموجودة حالياً على مستوى الجمهورية، ومنوهاً عن أنه جاري العمل على طرح مبادرات أخري خلال الفترة المقبلة لإقامة فنادق جديدة.

وأضاف أنه حرصاً على تشجيع الاستثمار السياحي سيتم إنشاء بنك للفرص الاستثمارية المتاحة لإعداد خريطة استثمارية موحدة بكافة فرص الاستثمار السياحي المتاحة والتسويق لها داخل وخارج مصر. وأكد على أهمية التركيز ووضع نصب أعيننا اتخاذ ما يلزم نحو سرعة إنجار موافقات التراخيص اللازمة، وحصر الرسوم وتمتعها بالتنافسية لخلق مناخ جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأعرب عن حرصه واستعداده للاستماع ولدعم أي فكرة لمشروع سياحي أو لأي آلية أو مقترح لتشجيع مزيد من الاستثمارات السياحية والتغلب على أي تحديات قد تواجهها.

كما استعرض الوزير خلال حديثه باللجنة استراتيجية العمل الحالية بالوزارة ومستهدفاتها لتطوير قطاع السياحة والآثار، ورؤية هذه الاستراتيجية التي ترتكز على إبراز تنوع الإمكانيات والمقومات والأنماط السياحية والأثرية لدي مصر والتي تؤهلها لتكون المقصد السياحي الأول في العالم من حيث التنوع السياحي، موضحاً أنه جاري العمل على تطوير كافة المنتجات والأنماط السياحية في مصر وخلق أنماط سياحية جديدة وربط بعض المنتجات ببعضها، كما سيتم العمل على تنفيذ خطة تسويقية متكاملة لهذه المنتجات.

وأشار إلى أهمية ما تم من تطوير في البنية التحتية من طرق وكباري ومطارات والذي ساهم في ربط العديد من المقاصد السياحية المصرية بعضها ببعض.

وأوضح أن مستهدفات هذه الاستراتيجية هي تحقيق الأمن الاقتصادي السياحي، لافتاً إلى أن ذلك يعني تحقيق الاستدامة والعائد المباشر والغير مباشر على المجتمع والتنمية المجتمعية للبيئة المحيطة للمواقع السياحية والأثرية المختلفة والمواطنين بها بما ينعكس إيجاباً على سلوكياتهم وحرصهم على الحفاظ على هذه المناطق، موضحاً أنه يمكن تحقيق ذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.

وتحدث الوزير عن منصة التدريب الإلكترونية Learning Management System التي تعمل الوزارة حالياً على إنشائها لتدريب وتأهيل ورفع كفاءة كافة العاملين بالوزارة والقطاع الخاص، موضحاً أنه جاري تنظيم برامج تدريبية مع الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختصة.

كما أشار إلى اللقاء الذي عقده مع عمداء كليات السياحة والفنادق على مستوى الجمهورية لمناقشة سبل تطوير نظم التعليم والتدريب لطلبة كليات السياحة والفنادق وتوحيد المفاهيم التي تتعلق بالعمل السياحي وبحث آليات الربط بين التعليم الأكاديمي والنظري والتدريب والخبرة العملية بما يعمل على تحسين مهارات الخريجين والذي ينعكس بصورة إيجابية على تطوير ورفع كفاءة العنصر البشري داخل القطاع.

وأوضح الوزير أنه جار العمل على إعداد مخطط استراتيجي عام متكامل Master Plan للمناطق السياحية المختلفة مثلما يحدث لتطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس وحتى منطقة سقارة والتي تتضمن منطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير لتحديد أماكن الفنادق وارتفاعاتها والأماكن الترفيهية ليكون هناك تخطيط ورؤية بصرية للمنطقة وبما يضمن عدم المساس بالطابع الأثري والتراثي بها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: الترويج المشترك للمقاصد السياحية يعود بالفائدة الكبيرة على الشعوب
  • وزير السياحة: مصر حققت رقمًا قياسيًا في عدد الوافدين على مدار 2024
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: الأعياد مناسبة للفرح والمراجعة الروحية
  • رالي داكار|الجنوب إفريقي فارياوا يحسم المرحلة الثالثة.. والعطية يزيح الراجحي عن المركز الثاني
  • بالتنسيق مع اليونيفيل.. الجيش اللبناني يبدأ الانتشار في الناقورة
  • السهر في ليلة الامتحان.. نصائح فعالة للمذاكرة بتركيز
  • قائد الجيش اللبناني بحث مع المبعوث الأمريكي آموس هوكستين آلية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب
  • شرطة الجيزة تؤمن 50 كنيسة في قطاع الجنوب استعدادا لقداس عيد الميلاد
  • هوكشتاين يلتقي بري وميقاتي ويزور الجنوب ويعقد لقاء صحافيا في السرايا
  • هوكشتاين يرأس اجتماع الهيئة المشرفة على تطبيق وقف اطلاق النار