«الأسيتون».. قصة مادة استغلها يهودي لإقناع بريطانيا بالموافقة على احتلال فلسطين
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
«الأسيتون».. قصة مادة استغلها يهودي لإقناع بريطانيا باحتلال فلسطين
في عام 1874 ولد اليهودي الروسي حاييم وايزمان، كان رجلًا مهتمًا بالكيمياء والعلوم منذ صغره، حصل على الدكتوراه في الكيمياء من ألمانيا، ثم انتقل للعمل كمُدرس بجامعة مانشستر البريطانية، وهناك حصل على الجنسية، وبدأ العمل على هجرة اليهود إلى فلسطين تحت مظلة «الحركة الصهيونية» التي أسسها ثيودور هرتزل، فهو أحد أهم الشخصيات في التاريخ اليهودي، وسببًا رئيسيًا في احتلال فلسطين وهو أول رئيس لدولة الاحتلال.
عمل حاييم وايزمان على استمالة بريطانيا للاهتمام بقضية اليهود في أوروبا، وهجرتهم إلى فلسطين وتحويلها إلى دولة يهودية صهيونية، ظل لسنوات طويلة يحاول الدخول إلى أروقة الحكومة البريطانية، وكان له ما أراد، فنتيجة مجهوداته، أصدرت بريطانيا وعد بلفور، ومنه، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لكن كيف وصل هذا اليهودي إلى الحكومة البريطانية؟
اندلاع الحرب العالمية الأولى.. شرارة استغلها حاييم وايزماناستغل حاييم وايزمان علاقته بالصحفي اليهودي هربرت صاموئيل، الذي كان حينها يمتلك علاقات جيدة بالحكومة، وبدأ بالحديث معه وطلب منه الجلوس مع أعضاء الحكومة البريطانية، وكان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، الشرارة التي استغلها «وايزمان»، وبدأ بالتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، وأقنع الحكومة البريطانية بأن اليهود ستمد لهم يد العون في الحرب، بحسب ما جاء في مذكرات حاييم وايزمان.
مادة الأسيتون.. والاهتمام بحاييم وايزمان ومطالبهأحد أبرز الأسباب التي جعلت من «وايزمان» رجلًا مهمًا لدى بريطانيا، هي مادة الأسيتون، التي طورها بنفسه، لكن كيف استغلها حاييم وايزمان في فوز بريطانيا بالحرب العالمية الأولى والقضاء على الدولة العثمانية، التي كانت فلسطين تحت حكمها في ذلك الوقت؟
ما هي مادة الأسيتون؟والأسيتون هو مركب كيميائي، وهو سائل وعديم اللون قابل للاشتعال، يستخدم كمزيل لطلاء الأظافر، وأيضًا لصناعة الألياف، الأدوية وكيماويات أخرى، وهو مذيبًا عضويًا هامًا.
تخمير النشا.. وإنتاج كميات كبيرة من الأسيتون لصناعة «الكوردايت»قام الكيميائي بإنتاج الأسيتون، من خلال عملية تخمير النشا الموجود في البطاطس والذرة، والتي ساعدت في إنتاج كميات كبيرة من الأسيتون، ثم استخدم الأسيتون في إنتاج «الكوردايت»، وهي مادة متفجرة تُستعمل في القذائف الصاروخية والمدافع والأسلحة النارية، كما تعمل على تقليل الحرارة الناتجة عن إطلاق الرصاص، وبالتالي زيادة كثافة إطلاق النار، كما لا يؤدي احتراقه إلى إنتاج الدخان، ما يساعد في عدم الكشف عن موقع البنادق والجنود، وكانت مطلوبة في الحرب العالمية الأولى، بحسب الموقع الرسمي لمعهد وايزمان للعلوم.
عُين حاييم وايزمان مديرًا لمختبرات البحرية الملكية، والتقى بونستون تشرشل، وكان حينها قائد القوات البحرية ثم عُين وزير الذخائر وأصبح في الحرب العالمية الثانية رئيس الوزراء، سأله «تشرشل» عما إذا كان بإمكانه إنتاج 30 ألف طن من الأسيتون، فأجاب «وايزمان»: «لقد نجحت حتى الآن في صنع بضع مئات من السنتيمترات المكعبة من الأسيتون في المرة الواحدة من خلال عملية التخمير»، وبدأ في تطوير عملية إنتاج الأسيتون، وفي عام 1917 كانت عملية التخمير الخاصة به تنتج الأسيتون بمعدل 3000 طن سنويًا في مصنع الكوردايت التابع للبحرية الملكية في هولتون هيث، دورست، ومواقع أخرى في بريطانيا.
الأسيتون.. مفتاح بريطانيا في الحرب العالمية الأولى والاحتلال الإسرائيلي لفلسطينوكان الأسيتون هو المفتاح لجهود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، إذ ساعدها «وايزمان» باستخدام المادة المخمرة، والتي عرفت بعد ذلك باسم «كائن وايزمان» نسبة إليه، على الفوز في الحرب العالمية الأولى، على الدولة العثمانية، وبعدها أصبحت فلسطين تحت حكم ثنائي، بين بريطانيا وفرنسا، ثم تطورت الأمور، وأُصدر وعد بلفور، ثم بدأ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، بمجهودات الكيميائي اليهودي ومادة الأسيتون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل بريطانيا الحرب العالمية الأولى الحرب العالمیة الأولى الحکومة البریطانیة فی الحرب العالمیة
إقرأ أيضاً:
فلسطين ترحب بقرار اعتقال نتنياهو وجالانت
رحبت فلسطين بقرار المحكمة الجنائية الدولية في إصدار أوامر اعتقال بحق كل من رئيس وزراء سلطة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت أن قرار المحكمة الجنائية الدولية، يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته، وفي أهمية العدالة والمساءلة وملاحقة مجرمي الحرب، خاصة في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني إلى إبادة جماعية وجرائم حرب متمثلة في التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد والتهجير وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية.
المحكمة الجنائية الدوليةوطالبت جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، وفي الأمم المتحدة، بتنفيذ قرار المحكمة، وتسليم المجرمين إلى القضاء الدولي، وشددت على ضرورة تنفيذ سياسة قطع الاتصال واللقاءات مع المطلوبين الدوليين، نتنياهو وجالانت.
وأكدت أنها ستستمر بالعمل مع مؤسسات العدالة الدولية ومع المحاكم الدولية وستبقى منخرطة في العمل معها حتى مساءلة ومحاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا ويرتكبون جرائم ضد الشعب الفلسطيني حتى إنصافه وتحقيق العدالة له.