«الأسيتون».. قصة مادة استغلها يهودي لإقناع بريطانيا باحتلال فلسطين

في عام 1874 ولد اليهودي الروسي حاييم وايزمان، كان رجلًا مهتمًا بالكيمياء والعلوم منذ صغره، حصل على الدكتوراه في الكيمياء من ألمانيا، ثم انتقل للعمل كمُدرس بجامعة مانشستر البريطانية، وهناك حصل على الجنسية، وبدأ العمل على هجرة اليهود إلى فلسطين تحت مظلة «الحركة الصهيونية» التي أسسها ثيودور هرتزل، فهو أحد أهم الشخصيات في التاريخ اليهودي، وسببًا رئيسيًا في احتلال فلسطين وهو أول رئيس لدولة الاحتلال.

عمل حاييم وايزمان على استمالة بريطانيا للاهتمام بقضية اليهود في أوروبا، وهجرتهم إلى فلسطين وتحويلها إلى دولة يهودية صهيونية، ظل لسنوات طويلة يحاول الدخول إلى أروقة الحكومة البريطانية، وكان له ما أراد، فنتيجة مجهوداته، أصدرت بريطانيا وعد بلفور، ومنه، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لكن كيف وصل هذا اليهودي إلى الحكومة البريطانية؟

اندلاع الحرب العالمية الأولى.. شرارة استغلها حاييم وايزمان

استغل حاييم وايزمان علاقته بالصحفي اليهودي هربرت صاموئيل، الذي كان حينها يمتلك علاقات جيدة بالحكومة، وبدأ بالحديث معه وطلب منه الجلوس مع أعضاء الحكومة البريطانية، وكان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، الشرارة التي استغلها «وايزمان»، وبدأ بالتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، وأقنع الحكومة البريطانية بأن اليهود ستمد لهم يد العون في الحرب، بحسب ما جاء في مذكرات حاييم وايزمان.

مادة الأسيتون.. والاهتمام بحاييم وايزمان ومطالبه

أحد أبرز الأسباب التي جعلت من «وايزمان» رجلًا مهمًا لدى بريطانيا، هي مادة الأسيتون، التي طورها بنفسه، لكن كيف استغلها حاييم وايزمان في فوز بريطانيا بالحرب العالمية الأولى والقضاء على الدولة العثمانية، التي كانت فلسطين تحت حكمها في ذلك الوقت؟

ما هي مادة الأسيتون؟

والأسيتون هو مركب كيميائي، وهو سائل وعديم اللون قابل للاشتعال، يستخدم كمزيل لطلاء الأظافر، وأيضًا لصناعة الألياف، الأدوية وكيماويات أخرى، وهو مذيبًا عضويًا هامًا.

تخمير النشا.. وإنتاج كميات كبيرة من الأسيتون لصناعة «الكوردايت» 

قام الكيميائي بإنتاج الأسيتون، من خلال عملية تخمير النشا الموجود في البطاطس والذرة، والتي ساعدت في إنتاج كميات كبيرة من الأسيتون، ثم استخدم الأسيتون في إنتاج «الكوردايت»، وهي مادة متفجرة تُستعمل في القذائف الصاروخية والمدافع والأسلحة النارية، كما تعمل على تقليل الحرارة الناتجة عن إطلاق الرصاص، وبالتالي زيادة كثافة إطلاق النار، كما لا يؤدي احتراقه إلى إنتاج الدخان، ما يساعد في عدم الكشف عن موقع البنادق والجنود، وكانت مطلوبة في الحرب العالمية الأولى، بحسب الموقع الرسمي لمعهد وايزمان للعلوم.

عُين حاييم وايزمان مديرًا لمختبرات البحرية الملكية، والتقى بونستون تشرشل، وكان حينها قائد القوات البحرية ثم عُين وزير الذخائر وأصبح في الحرب العالمية الثانية رئيس الوزراء، سأله «تشرشل» عما إذا كان بإمكانه إنتاج 30 ألف طن من الأسيتون، فأجاب «وايزمان»: «لقد نجحت حتى الآن في صنع بضع مئات من السنتيمترات المكعبة من الأسيتون في المرة الواحدة من خلال عملية التخمير»، وبدأ في تطوير عملية إنتاج الأسيتون، وفي عام 1917 كانت عملية التخمير الخاصة به تنتج الأسيتون بمعدل 3000 طن سنويًا في مصنع الكوردايت التابع للبحرية الملكية في هولتون هيث، دورست، ومواقع أخرى في بريطانيا.

الأسيتون.. مفتاح بريطانيا في الحرب العالمية الأولى والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين

وكان الأسيتون هو المفتاح لجهود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، إذ ساعدها «وايزمان» باستخدام المادة المخمرة، والتي عرفت بعد ذلك باسم «كائن وايزمان» نسبة إليه، على الفوز في الحرب العالمية الأولى، على الدولة العثمانية، وبعدها أصبحت فلسطين تحت حكم ثنائي، بين بريطانيا وفرنسا، ثم تطورت الأمور، وأُصدر وعد بلفور، ثم بدأ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، بمجهودات الكيميائي اليهودي ومادة الأسيتون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل بريطانيا الحرب العالمية الأولى الحرب العالمیة الأولى الحکومة البریطانیة فی الحرب العالمیة

إقرأ أيضاً:

خامنئي يظهر علناً للمرة الأولى منذ الحرب مع إسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، ظهر علناً للمرة الأولى منذ الحرب مع إسرائيل، وشارك في مراسم عاشوراء التي أقيمت في طهران.

وذكرت وكالة أنباء “مهر” شبه الرسمية أن خامنئي حضر مراسم دينية أقيمت ليلة عاشوراء بمشاركة مجموعة من الإيرانيين.

وبحسب وكالة مهر، ألقى خامنئي خطاباً وصف فيه إيران بأنها “مركز جبهة المقاومة العالمية”، بينما وصف الصهيونية العالمية بأنها “المركز الرئيسي للجبهة المزيفة”.

يُظهر مقطع فيديو بثه التلفزيون الرسمي علي خامنئي وهو يحيي المصلين في مسجد خلال المراسم الدينية. وكان آخر ظهور علني لعلي خامنئي في 26 يونيو، خلال خطاب مسجل أثناء الحرب الإسرائيلية-الإيرانية.

وقد حضر الفعالية أيضاً عدد من المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم رئيس مجلس الشورى الإيراني. تُقام مثل هذه الفعاليات في إيران دائماً تحت إجراءات أمنية مشددة.

اعتبر عدم ظهور خامنئي مؤخراً، وهو الذي يمتلك الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة الإيرانية، مؤشراً على اتخاذ إجراءات أمنية صارمة تحسباً لهجمات إسرائيلية محتملة.

أقرت إيران بمقتل أكثر من 900 شخص وإصابة الآلاف في الحرب مع إسرائيل. كما أكدت إيران تعرض منشآتها النووية لأضرار جسيمة، ورفضت السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بالدخول إلى هذه المنشآت.

Tags: إسرائيلإيرانتل أبيبخامنئيطهران

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفرنسي: الحرب الإسرائيلية على فلسطين غير مبررة
  • الأولى من نوعها منذ الحرب الباردة.. أمريكا تطلق مناورات ضخمة
  • بريطانيا ستتخذ إجراءات إضافية ضد إسرائيل إذا استمرت الحرب على غزة
  • محلل سياسي إسرائيلي: الجيش عالق في خرافة “احتلال غزة” التي يتبناها بعض وزراء الكابينيت 
  • يهودي عراقي يلاحق فرنسا.. حولت قصر عائلته لسفارة مجاناً
  • بريطانيا تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد 14 عامًا من الحرب
  • كشف صادم عن أضرار غير مسبوقة لحقت معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل جراء هجوم صاروخي إيراني
  • حذر من كابوس.. أمين حلف الناتو: الحرب العالمية ستندلع بسبب روسيا والصين
  • الرئيس الفرنسي يزور بريطانيا لتنسيق حول أوكرانيا
  • خامنئي يظهر علناً للمرة الأولى منذ الحرب مع إسرائيل