موقع 24:
2024-12-28@16:53:21 GMT

العرب والعالم.. الدور والمهمة

تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT

العرب والعالم.. الدور والمهمة

كشفت حرب غزة عن فراغٍ وأزماتٍ واتجاهٍ للغرب والشرق إلى العرب بحثاً عن أفق جديدٍ لعلاقات أخرى كان قد جرى التخلّي عنها منذ نحو ثلاثة عقود:

- انتهت الحرب الباردة بانتصار الغرب. ووسط آيديولوجيا صراع الحضارات، استظهر الغرب أنه ما بقي خصمٌ للغرب غير العرب والإسلام، وزاد من تأكد هذه الاستراتيجيات هجمات «القاعدة» على الولايات المتحدة وأوروبا.

وتبين اتجاه الغرب الإقصائي من حربي أفغانستان والعراق.
- وخلال العقدين التاليين جرت محاولات إقصاء العرب عن خيارات الدولة السيادية ومصائر الإسلام، بالتحالفات الموضعية مع إيران دولةً وديناً، وفحص إمكانيات الإسلام التركي، وإطلاق «الربيع العربي»، والحرب العالمية على الإرهاب الإسلامي (السني).
- ومع بلوغ المعاناة العربية مستويات الذروة، دعا الملك سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض عام 2017، حيث التقى رؤساء خمسٍ وخمسين دولة عربية وإسلامية؛ إيذاناً بانتهاء المواجهة والحرب على الإسلام، وإمكانيات الاتجاه إلى التعاون من أجل الاستقرار والتقدم.
- وإلى محاولات المبادرة الاستراتيجية مع الأميركيين والأوروبيين خاضت دول الاستقرار العربي نضالاً من أجل الإصلاح الديني ورفع راية الاعتدال الإسلامي من رسالة عمان (2004) وإلى مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان والثقافات (2007)، وإلى وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا وشيخ الأزهر بأبوظبي (2019)، وإعلان مكة المكرمة من جانب رابطة العالم الإسلامي عام 2019 أيضاً.
- وأظهرت حرب غزة الأخيرة فيما أظهرت أنّ الإسلامين الإيراني والتركي يتجهان للتحالف مع الإسلام السياسي (بجناحيه المقاتل والعقدي) وهو المعروف بالمواجهة والصراع مع الغرب ومعاداة النظام السياسي العربي، وابتزاز الغرب والعرب من خلال تدمير الدول بالتنظيمات المسلَّحة، وإجراء صفقات موضعية مع الشرق (الصيني والروسي) ومع الغرب في البلدان التي يسيطر عليها الإيرانيون والأتراك من خلال تنظيمات اللااستقرار التي نشروها في كل مكان.
- وإلى هذا وذاك، أظهر الأوروبيون ويُظهرون قلقاً شديداً على وحداتهم الوطنية وسط استعصاء الإسلام المهاجر في جيله الثالث على الاندماج. ومعظم هؤلاء المهاجرين - باستثناء بريطانيا - من أصول عربية.
... وجاءت الحرب المستعرة لتعيد كشف فراغاتٍ وملفاتٍ متراكمة: لجهة تجاهل القضية الفلسطينية لسنوات طويلة، ولجهة التحالف الوثيق بين إيران والتنظيمات المسلحة التي استولت إيران على قرارها، ولجهة التغييب المتعمد للعرب عن مجال المبادرات والمفاوضات. فالمشكلة التي انفجرت بإغارة «حماس» وزميلاتها على مستوطنات غلاف غزة المحتلة، ما أظهرت عمق العلاقة بين الغرب والكيان الصهيوني فقط؛ بل وأظهرت أيضاً سوء التقدير الذي خالط القرارين الأميركي والأوروبي على المدى الطويل. وقد تبين أنّ هناك فراغاً كبيراً ملأته التنظيمات الحزبية باسم الدين، ودخلت عليه دول الجوار العربي بقصد الاستغلال وصرف النفوذ، وابتزاز العرب والغرب به.
هناك اليوم رغبة أميركية وأوروبية أن يكون هناك دور عربي مؤثر ليس في القرار بشأن فلسطين وحسب، بل وبشأن الإسلام واتجاهاته والتفكير في تأثيرات الجوار في الحاضر والمستقبل. فالإسلام الأصولي يصعد في أوروبا على وقع صعود اليمين في الجمهور الأوروبي. أما في المجتمعات العربية والإسلامية، وبخاصةٍ في الدول المضطربة فيعود الإسلام السياسي (الذي يضيفون إليه وصف المقاتل!) لكسب الجمهور على وقع حرب غزة المدمّرة. وإثارة ملايين المسلمين في أوروبا من خلال وسائل الإعلام والتواصل، وبسبب جماهيرية المقاتلين تعود توجهات التشدد والانفصال والسخط في أوساطهم لتكتسب شعبية. وإذا كانت فظائع حرب غزة قد أثارت الرأي العام العالمي إلى حدودٍ بعيدةٍ، فكيف يكون الأمر لدى المسلمين في الغرب وفي العالم العربي وفي آسيا الوسطى وشرق آسيا؟!
وإذا كان الغربيون اليوم يرون للعرب دوراً ينبغي القيام به تجاه فلسطين وتجاه الإسلام؛ بعكس ما كانت إدارة بايدن تراه في بدايات عهده؛ فإنّ العرب يرون أنّ الأمر ليس دوراً يأتي ويذهب، بل هو مهمةٌ استراتيجيةٌ للإنقاذ واستعادة الزمام ورعاية المصالح في الدين والدولة. ولذلك فكما دعا الملك سلمان بن عبد العزيز للقمة العربية في الظهران من أجل القدس وفلسطين، وللقمة العربية والإسلامية بالرياض للقاء الرئيس الأميركي السابق عام 2017 لإنهاء حكاية الحرب العالمية على الإرهاب؛ كذلك سارع ولي العهد السعودي في بدايات الحرب على غزة للمبادرة بالدعوة للقمة العربية - الإسلامية بالرياض والتي جمعت سبعاً وخمسين دولة لمكافحة الحرب، والمضيّ في حلّ الدولتين تبعاً للمبادرة العربية للسلام (2002) وإنفاذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ليس هناك أصعب من الدعوة للسلم العادل في زمن الحرب. ولا تكمن صعوبة نصرة السلم في أنّ الصهاينة يريدون الحرب الدائمة. بل ولأنّ قضيةً مثل قضية فلسطين والمسجد الأقصى تثير المشاعر والحساسيات الدينية لدى العرب والمسلمين. وقد صنعت هذه المشاعر المستثارة تنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش» التي أساءت أول ما أساءت إلى الإسلام وخلّفت خراباً في الإنسان والعمران في ديارنا ولا تزال.
ومن المناسب الإشارة إلى مراجعاتٍ شاسعة في الأكاديميات الغربية اليوم بشأن الإسلام. فإلى جانب أو بعكس آيديولوجيا صراع الحضارات ودعاوى الأصول العنيفة للدين الإسلامي، تتوسع مذاهب أكاديمية في إعادة قراءة النصوص المقدسة للديانات الإبراهيمية بخاصة والديانات الآسيوية بعامة. انتهت في الأكاديميات تقريباً حكاية الأصول المسيحية أو اليهودية للقرآن والإسلام. والبحوث الجديدة للزمن الكلاسيكي المتأخر تقول إنّ النصوص كلّها صارت مكتوبة وقانونية بعد القرن الرابع للميلاد، وامتد الزمان للإجماع عليها إلى القرنين الخامس والسادس فالقرآن واحدٌ منها. وتريد أنجليكا نويفرت الدارسة الكبيرة للقرآن الكريم اعتباره مثل التوراة والإنجيل نصاً أوروبياً في الثقافة الغربية والتأثير.
نحن العرب معنيون اليوم كما كنا معنيين بالأمس بجلاء القتام عن وجه الإسلام الوضّاء، بحيث يكون المسلمون بالغرب الأوروبي والأميركي والعالم جزءاً أصيلاً وعريقاً في تلك المجتمعات ليسوا فصاميين ولا منعزلين. وينبغي أن نعرف أنّ ما يزيد على خمسمائة مليون مسلم يعيشون في مجتمعاتٍ غير مسلمةٍ في أكثريتها. نعم، نريد الخروج من «الغربة الغربية». والمهمة عسيرة، لكنها ليست عصيةً على الإنجاز. لا نريد أن نخاف من العالم، ولا أن نخيفه، بل نريد أن نكون جزءاً من سلامه وأمنه وتقدمه. إنها مهمةٌ عربية وإسلامية وعالمية. إنما لا أحد أَولى منا نحن العرب في القيام بها.
لقد اعتدت لسنواتٍ طويلةٍ عندما أكتب عن النهوض العربي والإصلاح الإسلامي أن أختم مقالاتي ببيت أبي العلاء المعري عن محبوبته:
فيا دارها بالخيف إنّ مزارها
قريبٌ ولكن دون ذلك أهوالٌ

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حرب غزة

إقرأ أيضاً:

فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية

حوار .. فضل الله برمة لـ «التغيير» : الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان

حكومة بورتسودان ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية

التغيير: نيروبي ــ أمل محمد الحسن

قطع رئيس حزب الأمة المكلف فضل الله برمة بأن حكومة بورتسودان لا تمتلك أي شرعية منذ انقلابها على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021 قائلا إن الحكومة المدنية المزمع تشكيلها في مناطق سيطرة الدعم السريع تسعى لوقف الحرب.
واتهم برمة في حوار مع «التغيير» حكومة بورتسودان بسعيها لتقسيم البلاد عبر تغيير العملة ومنع طلاب مناطق معينة من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية إلى جانب القتل على أساس اثني.

الحكومة هي التي أشعلت الحرب متمثلة في القوات المسلحة اسما والفاعل الحقيقي هو الحركة الإسلامية وواجهاتها

وأكد برمة أن الفاعل الرئيس حول إشعال الحرب هو الحركة الإسلامية التي قال إنها تسيطر على قرار القوات المسلحة مشيراً إلى أن جميع المنتسبين للجيش من الدفعة 40 للدفعة 46 تم اختيارهم من قبل الإسلاميين.



ما هي رؤيتكم حول الحكومة المدنية المزمع تكوينها؟
كل الجهود المبذولة الآن همها الأول والأخير إيقاف الحرب وتحقيق السلام، ولتحقيق ذلك لابد من العودة لحرب 15 أبريل ٢٠٢٣م التي تختلف عن جميع الحروب السابقة والاختلاف الرئيسي هو أن الحكومة هي التي أشعلتها متمثلة في القوات المسلحة اسما والفاعل الحقيقي هو الحركة الإسلامية وواجهاتها.
ولقد صدق إبراهيم غندور عندما قال إن القوات المسلحة والدعم السريع لم يشعلا هذه الحرب و إن الحركة الإسلامية هي التي أشعلتها، فشهد شاهد من أهلها كما يقولون.
إن الدمار الذي عم البلاد يفوق كل الدمار الذي خلفته جميع الحروب السابقة التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وحيث كانت الحروب السابقة تنطلق من الهامش كانت الحكومة المركزية تتصدي لها لكن هذه الحرب فجرتها الحكومة وانطلقت من العاصمة القومية وهذا ما عقد معالجتها وأطال من عمرها.
ومن هذا المنطلق لابد من تشكيل حكومة مدنية من كفاءات وطنية تعمل على إيقاف الحرب وتحقيق السلام.

هل هذا يعني عدم اعترافكم بحكومة بورتسودان؟
حكومة بورتسودان ليست لديها شرعية، لأن الشرعية انتهت بانقلاب الإسلامين على حكومة ثورة ديسمبر المجيدة في انقلاب 25 اكتوبر 2021.

ما هي آليات إيقاف الحرب التي يمكن أن تمتلكها الحكومة الجديدة؟
من خلال تجارب الماضي على مستوانا أو على المستوى الإقليمي والعالمي تقف الحروب دائما بمجهودين عسكري وسياسي، ومن هنا يأتي اصرارنا على تشكيل الحكومة المدنية، بما أن المدنين لا يمكلون سلاحا ويحاربون بالمنطق والسياسة وهو المجهود الوطني المطلوب لمخاطبة العالم على مستواه الإقليمي والدولي لوقف الحرب.

حسب خبرتي وخلفيتي العسكرية فإن القائد عندما يقيم سير المعركة وأنها تسير في غير صالحه يحرص على إيقافها والمحافظة على أرواح جنوده

هل تتوقعون أن تجلس حكومة بورتسودان مع هذه الحكومة المقترحة للتفاوض؟
كل الجهود التي بذلت لإيقاف الحرب منذ المبادرة السعودية الأمريكية التي انطلقت في شهر مايو 2023 مرورا بمبادرة القاهرة لجمع الأطراف والإيقاد والاتحاد الإفريقي والمنامة وأخيرا جنيف حكومة بورتسودان دائما كانت هي الرافضة لهذه الجهود الإقليمية والدولية.
نحن في حزب الأمة القومي وكل القوى السياسية الوطنية منذ بداية اندلاع هذه الحرب قررنا الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين المتقاتلين، على أمل أن نعمل على وقف هذه الحرب اللعينة، وشكلنا جبهة وطنية عريضة لنلقي بثقلنا على المتحاربين، ومعنا الرئيس الشرعي عبد الله حمدوك الذي كتب خطابين، أحدهما لقائد الجيش والثاني لقائد الدعم السريع وطالبهم بالجلوس معا لوقف الحرب وبعد ثلاثة أيام فقط استجاب حميدتي الذي التقانا في أديس أبابا ووقعنا معه وثيقة تعمل على ايقاف الحرب، وطلبنا منه لإبداء حسن النوايا إطلاق سراح جميع أسرى القوات المسلحة، وقد فعل بإشراف المنظمات الدولية وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي، ولكن للأسف رفضت القوات المسلحة استلام أسراها. ووضح لنا أن هناك طرف رغم أنه يقاتل لكنه يمد يده للسلام بالرغم من تقدمه في ميدان القتال، وأنا حسب خبرتي وخلفيتي العسكرية فإن القائد عندما يقيم سير المعركة و أنها تسير في غير صالحه يحرص على إيقاف الحرب والمحافظه على أرواح جنوده.
إن حكومة بورتسودان وطوال المبادرات التي ذكرتها سابقا؛ منذ مبادرة جدة، والمنامة، ودول الجوار، إلى أن وصلنا مبادرة جنيف الدولية، كان الدعم السريع هو الذي يستجيب ويمد يده لكل هذه المبادرات ويشكل حضورا، بينما حكومة بورتسودان كانت دائمة الرفض واضح بأن ذلك بإيعاز من الحركة الإسلامية.
الموقف بالنسبة لنا واضح وضوح الشمس؛ هناك جهة تلبي كل الدعوات للجلوس والتفاوض، وأخرى كان ديدنها دائما الرفض.

أنت تكرر قول” الحركة الاسلامية”، هل تعني أنهم المسيطرون على قرار الحكومة؟
أنا أرى أن القوات المسلحة مغلوبة على أمرها! وهي وظيفتها الأساسية أن تكون قوات مسلحة قومية مهنية ليس لديها حزب، حزبها السودان وليس لديها قبيلة، قبيلتها السودان ولكن اتضح تأثير الحركة الإسلامية عليها ونحن على علم بأن الدُفع في الكلية الحربية من 40 حتي 46 كلهم تم اختيارهم بواسطة الحركة الإسلامية، وذلك يوضح بجلاء سيطرة الحركة الإسلامية على قيادة القوات المسلحة.
و أتمنى أن تعود القوات المسلحة لقوميتها ومهنيتها وتدافع عن شعبها ووطنها وتحافظ على خياراته.

هذه الحكومة تابعة للدعم السريع وفي مناطق سيطرته، ألا توجد مخاوف من أن تخرجكم عن الحياد وبالتالي تقضي على فرصتكم في إيقاف الحرب، ألم يكن خيار تكوين حكومة منفى برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك هو الأفضل؟
هذه كلمة حق أريد بها باطل! حكومة بورتسودان غيرت العملة، وحرمت بقية أبناء الوطن منها، أجلست 200 ألف طالب لأداء إمتحانات الشهادة السودانية وحرمت أكثر من 400 ألف من مختلف ولايات السودان، وأصدرت قانون الوجوه الغربية الذي بموجبه حاكمت المواطنين على أسس عنصرية واثنية، وحرمت المواطنين من حقوقهم المدنية من الوثائق الثبوتية، وضرب المواطنين بالطيران وممتلكاتهم حتي مصادر المياة والثروه الحيوانية وفي الأسواق العامه باعتبارهم حواضن للدعم السريع، اليس هذا انقسام فعلي جغرافي ووجداني؟
إن حكومة بورتسودان هي التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية، لديها قبائل معينة إذا كنت منها تقتل! والأمر المؤسف الآخر أن أبناء غرب السودان المغتربين الذين كانوا يحضروا عبر بورتسودان يتعرضوا للاعتقال والسجن وباتوا يضطرون للحضور للبلاد عبر دولة جنوب السودان عبر جوبا للوصول لولايات غرب السودان، هذا ما يحدث على أرض الواقع وهو أمر مؤسف للغاية!
في المقابل نحن نضع وحدة السودان هدفا أساسيا لا نفرط فيه؛ السودان لكل أبناءه والحكومة يجب أن تكون لكل أهل السودان بكل ولاياته، الأمر الثاني نريد أن نحارب خطاب الكراهية المدمر لوحدة الوجدان السوداني وندعو لعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، ونسعي لإغاثة الجوعى ومسح دموع المغلوبين على أمرهم، ننادي بحكومة مدنية تلبي تطلعات أبناء الشعب السوداني.

بخبرتك السياسية والعسكرية؛ لأي درجة ترى أنه يمكن أن يحدث تقسيم حقيقي مع ما ذكرت من وجود عملتين وامتحانات شهادة مختلفة وغير ذلك؟.
بالتأكيد سيحدث! وليس هذا فقط قتل الناس على أساس اثني وعرقي، كلنا نعرف أن قبائل معينة تقتل على أرض الواقع! الحكومة المدنية التي ننشدها ضد كل هذا الكلام ننشد حكومة تحافظ على وحدة السودان في المقام الأول، ويعيش جميع أبناء الوطن تحت كنفها تحت قدم المساواة والعدالة وتحارب خطاب الكراهية، وتوفر المعيشة الكريمة للجميع.

عسكريا، هل هناك مخاوف من أن يتم استهداف مناطق الحكومة الجديدة بالطيران؟
هذا ما يحدث بالفعل! قبل يومين كان هناك قصف في مناطق الكومة وكبكابية أم روابه وقتل للأبرياء، لو كانوا يقتلون بالقصف الدعم السريع الذي يقاتلهم فليفعلوا لكنهم يضربون الأبرياء وموارد مياههم التي يشربونها في الدوانكي وقتل مواشيهم من جمال وأبقار، وأنا اتساءل ما هو السبب خلف هذا القصف؟ لديك عدو تقاتل فيه لماذا لا تقتله وتضربه هو؟ هذا تجسيد للتقسيم وجعل الناس يكرهون الوحدة.
ما يحدث من حكومة بورتسودان خطأ وخطأ وخطأ وعلى حكومة بورتسودان إعادة النظر في هذا السلوك العنصري ونحن لن نعامله بالمثل بل نمد أيادينا لكل أبناء الوطن وقناعتنا أن السودان بكل أهله وأبناءه وولاياته ضد ما يجري، وحتى الدعم السريع اذا دعا لتقسيم في مناطقه نحن سنكون ضده، نحن نقف مع وحدة السودان ونحارب خطاب الكراهية ونجنب بلدنا الحرب القبلية التي بدأت الآن لأنها مدمرة.

بالنسبة للحكومة المزمع تشكيلها من أين ستحصل على الموارد من أجل توفير احتياجات المواطنين وهل يمكن ان تحصل على شرعية؟ من الذي سيعترف بها؟
الناس القائمين على أمر هذه الحكومة هم المعنيين بالإجابة على هذا السؤال

حزب الأمة منقسم في موقفه من الحكومة، والأمين العام أصدر بيانا رافضا لها، هل تعتقد أن الموقف من هذه الحكومة يمكن أن يقسم الحزب ويقوم بانشقاق حتى داخل كتلة أبناء دارفور وكردفان؟
لا يوجد انقسام في حزب الأمة القومي، حزب الأمه حزب مؤسسي ممكن أن تكون فيه خلافات في وجهات النظر ولكن في نهاية الأمر هو يخضع لقرار المؤسسات و رغبات جماهيرة العريضة.

هل لديك رسائل لكوادر حزب الأمة ولقائدي الجيش والدعم السريع؟
إلى قواعد حزب الأمة؛ أقول لكم بكل أمانة: تذكروا تاريخكم انتم أحفاد الثورة المهدية، وأنتم الذين رفعتم شعار السودان للسودانيين عند النضال في معركة الاستقلال، وأنتم من حاربتم جميع الديكتاتوريات العسكرية، الآن جاء دوركم لأن السودان يمر بظروف غير مسبوقة، كرسوا جهودكم ووحدوا كلمتكم واعملوا جميعا على إيقاف الحرب التي أنهكت الوطن ودمرته وقد تؤدي إلى تقسيم السودان إلى دويلات، وهذا يختلف تمام الاختلاف عما فعله الآباء والأجداد.
أما رسالتي للقادة المتحاربين الاثنين؛ الحرب هي الخراب والآن نحن نعرف من أشعلها، كما قال إبراهيم غندور لم تشعلها القوات المسلحة ولم تشعلها قوات الدعم السريع، سنتين إلا قليل ولم نصل إلى أي حل بخلاف الدمار والخراب في الأرواح والأموال والتدمير، هل وعيتم الدرس؟ وأن ترجعوا إلى صوابكم وأن نعمل جميعا على إيقاف هذه الحرب؟ وقف الحرب هو الهدف الأساسي وإن لم تقف الحرب لن نستطيع أن نصلح أي شيء، أنتم كأبناء السودان نقدر تضحياتكم والأرواح الكثيرة التي دفعتم بها في هذه الحرب، أرجو منكم الآن أن تمدوا أياديكم للسلام، ونعمل جميعا على إيقاف هذه الحرب اللعينة، ولكل بداية نهاية، وأرجو أن تكون بدايتكم لبناء السودان بايقاف الحرب وتجنبوا السودان مزيدا من الخراب والدمار.  

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف
  • الاتحاد العربي للمعارض يطلق معرضًا للصناعات العربية في العراق 2025
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • البرلمان العربي يدين حرق الاحتلال لمستشفى كمال عدوان ويطالب بمحاسبة مجرمي الحرب
  • محمد بن راشد: العمارة العربية أثرت الحضارة الإنسانية بتصاميم فريدة
  • شاهد.. الشيخ الراحل محمد سيد حاج يرد على “عسكري” بإحدى المطارات العربية خاطبه بكلمة “يا زول” دون أن يفهم معناها: (هذا هو معناها ويفهمه العرب الأصليين)
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • الحضور العربي في سوريا يؤسس للتوازن الإقليمي
  • الوضع السورى.. ومستقبل ليبيا
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)