حددت يوم الاثنين الرابع من مارس/ آذار القادم موعداً لبدء المحاكمة الجنائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهمة «محاولة تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020».
يأتي ذلك عشية ما يعرف ب «يوم الثلاثاء الكبير» وهو اليوم الذي يدلي فيه الناخبون الجمهوريون بأصواتهم في الانتخابات التي ستحدد اسم مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، ما يعني أن موعد المحاكمة سيكون شديد الحساسية وقد يؤثر بقوة في اختيارات الناخبين، إلا أن دونالد ترامب، الذي قاطع، عن عمد، كل جولات المناظرات الانتخابية التي أجريت بين المرشحين الجمهوريين لمنصب الرئاسة، لاعتقاده أنه ليس مضطراً للدخول في منافسة مع كل هؤلاء المرشحين الذين يعتقد أنهم «ليسوا في مستواه من منظور المكانة والقدرة»، وأنه يركز حملته الانتخابية على منافسة مرشح واحد فقط هو الرئيس الأمريكي جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي، ويعتقد أنه سيفوز بمنصب الرئيس، لذلك يعطي ترامب كل الأولوية لبرنامجه الانتخابي الجديد، الذي يحمل اسم «الأجندة 47»، لأنه في حال فوزه سيصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة وأنه من سيحتفل مع الأمريكيين بصفته رئيساً، في الرابع من يوليو/ تموز 2026 بالذكرى ال 250 لتأسيس الولايات المتحدة..
ولمزيد من الثقة بالفوز دعت حملة ترامب اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إلى إلغاء المناظرات الرئاسية «بسبب عدم وجود منافس حقيقي للرئيس ترامب»، على الرغم من النجاحات التي يحققها بعضهم.
تتضمن «الأجندة 47» وعوداً بإجراء تحولات مهمة في كل ما يتعلق ب «النموذج السياسي الأمريكي» والسياسة الخارجية الأمريكية، تنطلق من إعطاء كل الأولوية «لما جرى تخريبه» طوال السنوات الأربع من حكم الرئيس جو بايدن، ابتداء من التوقف عن دعم فكرة «التجارة الحرة» ومن ثم التراجع عن الانخراط في «موجة العولمة» التي يعتقد ترامب أنها أضرت كثيراً بالمصالح الأمريكية، وامتداداً لمراجعة العلاقة الأمريكية مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» بما يجعل الحلف مستقبلياً مجرد اتحاد عسكري لعموم أوروبا، مروراً بالعلاقة مع روسيا والصين والشرق الأوسط.
وقد أعطى تركيز ترامب على مهاجمة هجرة الأجانب إلى الولايات المتحدة، واعتبار هذه الهجرة خطراً يتهدد الولايات المتحدة، فرصة لحملة الرئيس جو بايدن لمحاصرة الحملة الدعائية للرئيس السابق، خاصة وصفه للمهاجرين غير الشرعيين بأنهم «يسممون الدماء الأمريكية» في خطاب انتخابي في «نيوهامبشير» مساء السبت (16-12-2023).
فقد نددت حملة الرئيس جو بايدن بشدة تلك التصريحات، واعتبرت أن الرئيس السابق يحاول «تقليد» الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، واعتبرته «ديكتاتوراً» وأنه «تهديد للديمقراطية الأمريكية»، كما اهتمت هذه الحملة بما تتضمنه «الأجندة 47» للرئيس السابق ترامب وقالت إنه «يراهن على قدرته في الفوز في الانتخابات عن طريق تخويف البلاد وتقسيمها»، وقال المتحدث باسم «حملة بايدن» إن ترامب «مخطئ» وإنه في عام 2020 «اختار الأمريكيون الرئيس بايدن ورؤيته القائمة على الأمل والوحدة، بدلاً من رؤية ترامب القائمة على التخويف والانقسام، وسيفعل الأمريكيون الشيء نفسه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل».
هذا التفنيد لحملة ترامب وأجندته الانتخابية دفعته إلى شنّ هجوم مباشر على كل من يعتبرهم «أعداء» ووصفهم بأنهم «بلطجية متطرفون يعيشون كالحشرات»، مؤكداً أنه «الوحيد الذي سيتمكن من منع اندلاع حرب عالمية ثالثة».
واضح أن المواجهة بين ترامب وبايدن ستكون ساخنة، إذا ما صحت توقعات ترامب أنه سيكون المرشح الجمهوري في الانتخابات القادمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة محاكمة ترامب فی الانتخابات جو بایدن
إقرأ أيضاً:
ما هي أسلحة القوة التي يستعين بها مرشحو الانتخابات الأمريكية؟.. تعرّف على التفاصيل
كلّما اقترب الموعد الرسمي للانتخابات الرئاسية الأميركية (5 تشرين الثاني/ نوفمبر)، اشتدّت المنافسة أكثر، بين مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، ومنافسها مرشح الحزب الجمهوري والرئيس السابق، دونالد ترامب.
المرشّحان عُرفا بخوضهما لمنافسة وُصفت بـ"الشرسة"، طِوال الأسابيع الماضية، اعتمدوا خلالها كافة الوسائل المُتاحة، فتم إنفاق مكثّف على الحملات، سعيا للوصول إلى البيت الأبيض، عبر تحصيل أكبر عدد من الأصوات.
ويتم انتخاب الرئيس الأميركي، لولاية من 4 سنوات، عبر الاقتراع العام غير المباشر، إذ يصوت الأميركيون لـ538 مندوبا في المجمع الانتخابي، وهؤلاء من يختارون الرئيس، والمرشح الذي يحصل على أكثر من 270 صوتا يصبح هو الفائز. ويحق له تولي ولايتين فقط كحد أقصى، سواء متتاليتين أم مُتفرّقتين.
ترامب وهاريس، يركّزان جهودهم لانتزاع الفوز؛ في ظل انتخابات قد تُحسم بفارق بضعة آلاف من الأصوات. ويستعينون بذلك بجُملة من "الأسلحة القوية" على أمل جذب النّاخبين، رصدتها "عربي21" في هذا التقرير.
لتكون أول رئيسة لأمريكا.. هذه أسلحة هاريس
ستكون هاريس أول امرأة تتقلد منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وثاني نائب رئيس يفوز بانتخابات الرئاسة منذ عام 1835، وذلك في حالة فوزها بالانتخابات الجارية على قدم وساق.
من أبرز أسلحة هاريس خلال الانتخابات الجارية، هو الرئيس الأمريكى الأسبق، باراك أوباما، الذي يسارع الزّمن، منذ أيام، لحشد الأنصار لصالحها في كل من الولايات التي تواجه فيها صعوبات جمّة: نيفادا وجورجيا.
وفى أول ظهور مشترك لأوباما وهاريس، قبل أسابيع، في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، سعى لنقل طاقته السياسية إلى هاريس، مُحاولا مساعدتها على الوصول إلى البيت الأبيض من بابه الأوسع.
وقال أوباما، أمام 23 ألف شخص في قلب ملعب كرة قدم، في كلاركسون بولاية جورجيا: "معا، لدينا فرصة لاختيار جيل جديد من القيادة في هذا البلد، والبدء فى بناء أمريكا أفضل وأقوى وأكثر عدلا وأكثر أملا"؛ فيما ردّدت هاريس، فور صعودها المنصّة، شعار حملة أوباما خلال عام 2008، "نعم نستطيع".
هاريس استعانت أيضا بزوجة أوباما، وهي السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما. وهذه هى المرة الأولى التى تشارك فيها ميشيل في الحملة الإنتخابية للحث على التصويت فى الانتخابات.
إثر ذلك، عدد من المحلّلين السياسيين وصفوا ميشيل أوباما، بكونها: "تحظى بشعبية كبيرة، خاصّة بين النساء السود، اللواتي سيكون لهن دور حاسم في فوز هاريس".
كذلك، تحدّثت عدد من التقارير الإعلامية، المتفرّقة، عن كون "أسلوب المُهاجمة" بات سلاحا قويا في الانتخابات الجارية؛ استندت عليه هاريس، في توجيه اتّهامات لمُنافسها ترامب، ووصفه بـ"مستبد غير جاد".
أما بخصوص البرنامج الانتخابي، فإن هاريس تسعى لــ"خفض تكاليف البقالة والأدوية الموصوفة، وإلى الإسكان والضروريات المنزلية". فقالت في عدد من اللقاءات: "خفض تكلفة المعيشة ستكون محور تركيزي كرئيسة للولايات المتحدة".
ما هي أسلحة ترامب القويّة؟
من أبرز أسلحة ترامب القوّية خلال الانتخابات الجارية، هو أغنى رجل فى العالم، إيلون ماسك، وذلك على الرغم من أن حملة ترامب تستند على عملية تطوعية خاصة تسمّى: "ترامب فورس".
وبحسب تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر" فإن ماسك لم يكتفى بمشاركة ترامب في إلقاء الخطابات لحث الناخبين على التصويت، فقط، بل أصبحت لجنة العمل السياسي التى أنشأها تحت اسم: "أمريكا باك" مكونّا رئيس لجهود حملة ترامب.
وخلال الفترة الأخيرة، كشفت الإيداعات الفيدرالية الأمريكية، بأن إيلون ماسك، قد قدّم لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الجارية: 43.6 مليون دولار أخرى، حتى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر. ليصل إجمالي ما أنفقه ماسك، أكثر من 150 مليون دولار، حتى الآن.
كذلك، اعتمد ترامب على "أسلوب المُهاجمة"، في توجيه اتّهامات لمُنافسته هاريس.
أسلحة أخرى.. توصف بـ"القويّة"
لا يزال نفوذ الأموال يمثّل "الكابوس الأبرز" لكلا الحزبين المُتنافسين على كرسي الرئاسة الأمريكية: الجمهوري والديمقراطي، فيظهر تأثير عدد من المنظمات والمؤسسات وكذا الشركات الكبرى والجمعيات المهنية..؛ رصدت "عربي21" أبرزها خلال هذا التقرير.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
لوبي السلاح:
منذ عقود طويلة، يواصل لوبي السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية، في استثمار ملايين الدولارات، بغية حماية "حق التسلح" الذي يعدّ من أبرز الحقوق الدستورية، الأكثر جدلا في أميركا.
بسبب ذلك، أنفقت الرابطة الوطنية للبنادق المعروفة اختصارا بـ"إن آر آي"، وهي التي تعتبر من بين الأكثر نفوذا في البلاد، حوالي 23 مليون دولار، خلال عام 2020 لدعم المرشحين الجمهوريين المؤيدين لحمل السلاح. ويرجّع أنها سترفع من المعدل في الانتخابات الجارية الآن.
اللوبي الإسرائيلي:
تشكّل قضية تمويل دولة الاحتلال الإسرائيلي في حربها المتواصلة على كامل قطاع غزة المحاصر، نقطة بارزة للاختلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وفيما تُظهر استطلاعات الرأي تزايدا مستمرا في التعاطف مع الجانب الفلسطيني. تسعى لجنة "الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" المعروفة اختصارا بـ"آيباك" الرّفع من إنفاقها لدعم المرشحين "المعتدلين" في الانتخابات، بهدف ضمان فوزهم على المرشحين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
لوبي النفط
يعدّ النفط من أهم القوى الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، إن لم يكن أهمّها. حيث يسعى للحفاظ على كافّة مصالحه في ظل التحولات الكبيرة نحو الطاقات المتجددة.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، اجتمع ترامب بكبار المسؤولين التنفيذيين في مجال النفط في أمريكا، فيما وعدهم بإلغاء سياسات الرئيس بايدن بخصوص السيارات الكهربائية وطاقة الرياح، وطلب منهم في المقابل توجيه مليار دولار لحملته. وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
وبحسب التقرير نفسه، فإن أحد المسؤولين التنفيذيين قد اشتكى، من استمرار مواجهتهم بـ"اللوائح البيئية" على الرغم من إنفاق 400 مليون دولار للضغط على إدارة بايدن خلال عام 2023.
لوبي الأدوية
بحسب عدد من التقارير، المتفرّقة، فإن جمعية البحوث الصيدلانية ومصنعي أميركا (PhRma)، تُنفق ما يقدّر بـ28 مليون دولار، بشكل سنوي من أجل الدفاع عن مصالح شركات الأدوية وتعزيز تمويل الأبحاث الطبية الجديدة.
وكانت شركات تصنيع الأدوية الكبرى والتأمين الصحي، قد استفادت، خلال فترة رئاسة ترامب، من سياسات خفض الضرائب واللوائح التنظيمية التي ساهمت في زيادة أرباحها بشكل كبير، وهو ما يشير إلى أنها ستكون داعما كبير له للوصول مجددا إلى البيت الأبيض.
ما بين ترامب وهاريس.. الكُلفة المالية
لجنة حملة هاريس التي كانت تحمل اسم "حملة بايدن"، جمعت 997.2 مليون دولار حتى الآن. وجمعت المرشحة الديموقراطية أكثر من مليار دولار منذ دخولها الحملة الانتخابية في تموز/ يوليو عقب انسحاب بايدن، وذلك بحسب شبكة "أن بي سي".
لجنة حملة ترامب، جمعت 388 مليون دولار، وذلك بين كانون الثاني/ يناير 2023 و16 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وذلك بحسب لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وتتوقّع منظمة "أوبن سيكريتس" في واشنطن، أنّ الدورة الانتخابية الحالية ستكون الأكثر إنفاقا على الإطلاق، وذلك بمجموع 15.9 مليار دولار. حيث سيتم تجاوز إجمالي ما تم إنفاقه خلال انتخابات عام 2020 التي سجّلت 15.1 مليار دولار.