رأي اليوم:
2025-02-08@01:00:16 GMT

الصراع والشذوذ

تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT

الصراع والشذوذ

د. فاضل البدراني الغرب يخطو خطوات متعجلة باتجاه خوض صراع الحضارات مع الإسلام بخطوات يحاول ان يسابق بها خطوات الزحف الإسلامي نحو مزيد من الانتشار في أوروبا والغرب جميعا، والمعركة موجودة أصلا منذ زمن طويل، أنما بدأت وتيرتها تزداد بالوقت الحاضر بسبب ضغط التحديات عليهم هناك. أدوات الغرب قوية وعديدة ومؤثرة، منها القدرة المعلوماتية عبر الانترنت، والتفنن الفكري في افتراس عقلية الآخر، وحتى الذكاء الاصطناعي، ذلك الابتكار الجديد الذي يجده الغرب أحد ابداعاته الحضارية العصرية، وقبال ذلك فالإسلام والشرق لديه الثقافة المحصنة للإنسان والحجة والعقيدة والقيم، وعند هذه النقاط حاولوا استهدافه بإشاعة عنوان المثلية، وتثوير النقاش الإعلامي حوله على اعتبار أنه مسألة حقوق إنسان لا يسمح بالتجاوز على من يمارسها، ويقينا هم يفهمون مثلنا أن المثلية حالة شذوذ قذرة وأبشع أنواع الانحطاط البشري، لكن لهم غاية منها الوصول بالمجتمعات الأخرى العربية والإسلامية الشرقية للصورة البشعة نفسها التي تقوم عليها بلدانهم التي تتمتع بحضارة حديثة، وتعاني تحلل اجتماعي وفوضى فكرية تائهة، وحضارتهم حاليا نقمة عليهم كونها مادية تقوم على الانفتاح بالطريقة التي تلغي مفهوم ” العيب أو الخجل” من شيء، بمعنى انتهاك خصوصية الانسان بطريقة فاقدة للقيم الاجتماعية، وكونها متحللة من أية ثقافة دينية، وجمالية إنسانية.

 الغرب يحاول أن يعالج مشكلته المستعصية بانفلات مجتمعاته عبر استهداف الشرق العربي والإسلامي وصهر مجتمعاته بالتيه الغارقة فيه شعوبه، ولديهم القدرة على كسب كثير من الشباب العربي والإسلامي سيما المتحلل اجتماعيا، ولكنهم يخشون من النوعية الإسلامية، ويقينا هنا مكمن الخطر الداهم عليهم لا محال عندما يشبعون من بشاعتهم هذه ذات وقت ليس بعيد. الغرب الذي يرى انه سيد العالم بدأ حملة ادخال درس المثلية في مناهج الدراسة الابتدائية، والغاية على ما يتحدث به كثير من المثقفين العرب والمسلمين والمسيحيين الشرقيين الساكنين هناك، في محاولة لتهجير أعدادا كبيرة من المهاجرين الحاصلين على الجنسية الغربية، وأيضا عولمة نموذجهم الاجتماعي، وصهر المجتمعات الأخرى في بوتقة حضارته الجديدة التي لا تقيم وزنا لحقوق الإنسان، ومن قبيل ذلك هي المثلية المبشرين بها على أنها حقوق بينما هي انتهاك للحقوق. يقول علي الوردي “الحضارة الحديثة تجهز الانسان بالمتاع المادي، وتفقده المتاع الروحي” فتزداد فيها قضايا الانتحار لأنه من دون الدين يصبح الانسان مكشوف بلا سياج أمان يحميه من هزات هذه الملذات التي من المؤكد تذهب به نحو التيه. الهدف الغربي هو استهداف المقدسات الإسلامية والقيم الاجتماعية، بأدوات التواصل اللحظي، وقد لا تكون فقط المثلية هي قلب المعركة بل هي واحدة من واجهات ذلك الصراع الذي يعتمد على أدوات الاستهداف الفكري التي يعول عليها في الحرب مع الشرق، ومنها الديانة الابراهيمية والضخ المعلوماتي المتعدد الأوجه، والتفنن بالتكنولوجيا والتباهي بها.            كاتب وأكاديمي Faidel.albadrani@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

العراق يعفي شريحة الصم والبكم من جباية المستشفيات.. عليهم إبراز الهوية أولًا

بغداد اليوم- بغداد

وافق وزير الصحة، صالح الحسناوي، على إعفاء، شريحة الصم والبكم من أجور الجباية في جميع المستشفيات والمراكز الصحية.

وبحسب رد الوزير على طلب نيابي، تلقته "بغداد اليوم"، فان مراجعة الشريحة المعفاة الى المستشفيات والمراكز الصحية تكون مجاناً لكونهم من ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة وبعد إبرازهم الهوية الخاصة بهم.


مقالات مشابهة

  • فهم لخطاب حي على الفلاح
  • قوات العدو تعتقل 3 شبان فلسطينيين بعد الاعتداء عليهم في جنين
  • استئناف استجواب المدعى عليهم في انفجار مرفأ بيروت
  • العراق يعفي شريحة الصم والبكم من جباية المستشفيات.. عليهم إبراز الهوية أولًا
  • سفير روسيا لدى فرنسا: موسكو لن تقع في فخ الغرب لتجميد الصراع الأوكراني
  • مسؤولون أمريكيون: نتنياهو سيعرض إنهاء الحرب والإفراج عن سجناء لم يوافق عليهم سابقاً
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: من يتوجب عليهم ترك فلسطين هم من احتلوها
  • الاتحاد الآسيوي يدرس اعتماد نظام القرعة المحمية في دور الـ 8
  • إصابة 3 فلسطينيين إثر اعتداء العدو الصهيوني عليهم قرب طوباس
  • خرافة النظام الدولي الليبرالي