سنة 2023 …و المستحيل ليس مغربيـــــا….
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
بقلم : عبدالله بوصوف/أمين عام مجلس الجالية
واظبــت العديد من المعاهد الفكرية و مراكز البحث العلمي و مؤسسات حكومية أو أمميـة و العديد من المواقع الإعلامية المتخصصة…على تنظيم أمسيــات وإحتفــلات خاصة بتوديع السنة الميلادية من خلال تكريم الشخصيات الفكرية والعلمية البــارزة كجوائز ” نـــوبل ” أو نشر صور شخصيات السنة كمجلة “الــتايمز ” أو نشر لوائح ترتيب أغنياء العالم كمجلة ” فــــوربس “…ولـــوائح أخــرى خاصة بالكتب الأكثر مبيعا أو الأماكن الأكثــر جذبــا للسياح أو للاستثمــار أو أكثر الأطباق طلبـــا…و جائزة ” الكرة الدهبية ” لاعبي كرة القــدم من طرف مجلة ” فرانس فوتبول ” و غير ذلك كثيـــر.
كما جرت العادة على جرد حصيــلة المكتسبات السياسية وعرضها كحصاد سنوي سواء داخل هذا البلد أو ذاك…
لـــذلك يتملكنا الكثير من الفخر ونحن نحاول قراءة الحصاد المغربي لسنة 2023 وتأثير ذلك على مستوى موقعه كأحد الفاعلين في المعادلات الدولية أو على صورتــه بالخارج…هذا في ظل صراعات سياسية بالخارج ومعارك إعلامية وحملات عدائية مفضوحة وكوارث طبيعية ( زلزال الحوز…)
بطبيعة الحال، فقد تأثــر المغرب كغيره من البلدان بتداعيات زمن كورونا و بالحرب الدائرة في أوكرانيا منــذ فبراير 2022 و ظهر ذلك من خلال ارتفاع أسعار المواد الأساسية و مواد الطاقة و النقـــل و الحبوب…كما تأثر بمشكل نذرة الماء و قـلة التساقطات.. وعرفت شوارع المملكة مسيرات احتجاجية قطاعية مهمة كالمحاماة و التعليم وغيرها…
بالمقابل عرفت سنة 2023 خطوات كبيرة في معادلة الدولة الاجتماعية و دعم الفئات الهشة و الاسرة و الأطفال والسجل الاجتماعي الموحد و توسيع دائرة المستفيدين من الدعم المباشر و التغطية الصحية و خلق لجنة مكلفة بإعادة قراءة مدونة الاسرة…و مجهودات كبيرة لتوفير مناصب الشغل كالمبادرة الملكية بضخ 50 مليار دولار على مدى 5 سنوات بين القطاعين العام و الخاص لخلق 500 الف منصب شغل…بالإضافة الى دور صندوق محمد السادس للاستثمار الاستراتيجي…و تنويع الاقتصاد المغربي كصناعة السيارات و الهيدروجين الأخضر و دعم برامج السياحة و مشاريع تحلية مياه البحر… والــرقــم التصاعدي لتحويلات مغاربة العالم و دورها في دعم و تعزيز الاحتياطي المغربي من العملة الصعبة…
على أنــه لا يفـــوتنا في هذه العجالة التذكير بتداعيات الإنجاز الرياضي المغربي في مونديال قطر في نهاية سنة 2022 على مستوى الرفع من درجة الإنتماء للوطن والإستقبال الشعبي و الملكي الكبير لكل مكونات المنتخب المغربي بالقصر الملكي من جهة، و على مستوى الإشعاع الرياضي المغربي بالخارج و استحقاقه تنظيم ملتقيات رياضية إقليمية كدوري الكاف 2025 ، وعالمية ككأس العالم لسنة 2030 مشاركة مع اسبانيا و البرتغال.. في إنجاز رياضي غير مسبوق شكل حلـم المغاربة منذ رمن بعيد…من جهة ثانية…
كما أن الدرس المغربي الكبير في مجال التضامن الاجتماعي والتماسك الاسري و صور قوافل المساعدات من كل المناطق المغربية و تبرع جلالة الملك بالدم و المال و زيارة المصابين بمستشفى مراكش أثــناء زلـــزال الحوز المدمر في شهر يوليوز 2023…هو عنوان كبير لإنتصار ” تمغرابيت ” سواء في زمن كورونا أو زمن مونديال قطر ، و فصل جديد من ملاحم العرش و الشعب ينضاف الى أخرى في سياقات زمن المقاومة و الاستقلال أو مرحلة استكمال الوحدة الترابية و المسيرة الخضراء…وتأكيد بأن التضامن المغربي هو جزء من البصمة الوراثية للأمة المغربية…
الإشعاع المغربي بالخارج لم يتأثر بالحملات الإعلامية المشبوهة أو بالأخبار الزائفة أو بمحاولات شيطنة المغرب سواء بالبرلمان الأوروبي أو بمجلس الامن و مجالس حقوق الانسان…بدليل ارتفاع الدعم الدولي لقضية الصحراء المغربية و توصيف مبادرة الحكم الذاتي بالقوية و العادلة و الفعالة…و فتح المزيد من القنصليات بمدن الصحراء المغربية… بالإضافة الى تقوية برامج التنمية للنهوض بالمناطق الصحراوية تمهيدا لتأهيلها و ترسيخها كباب المغرب للعمق الافريقي…
و هنا لا يمكن لكل قارئ نزيه القفــز عن حدثيــن بارزيــن في مجال العلاقات الدولية و حمولتهما الاستراتيجية: فــأولهما خطاب ذكرى المسيرة الخضراء في نوفمبر 2023 و المتضمن أولا لمبادرة إحداث إطار مؤسسي يجمع 23 دولة افريقية أطلسية بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي و شروط الاستقرار السياسي.. و ثانيا لطرح مبادرة دولية لــتمكين دول الساحل من الولوج الى المحيط الأطلسي بعد فشل المقاربات الأمنية و العسكرية و تعدد الانقلابات بالمنطقة…
وثانيهما، زيارة الأخوة و الصداقة لجلالة الملك محمد السادس الى أخيه رئيس دولة الامارات في 5 دجنبر2023 و ما رافق ذلك من توقيع مذكرات تفاهم حول ملفات استراتيجية مهمة في مجالات الأمن المائي والطاقي والغدائي والبنية التحتية… وأنبوب الغاز الطبيعي الرابط بين نيجيريا و المغرب عبر دول الواجهة الأطلسية الافريقية.. كلها تعكس عمق العلاقات المغربية / الإماراتية…
ليس هذا فحسب، فقــد عرفت الاجندة الملكية لسنة 2023 جولة جديدة لإفريقيا ، بمحطة دولة الغابون و تقديم مساعدات تساهم في تأمين الأمن الغدائـي لذات الدولة الافريقية ، في حين تــأجلت محطة السينغال لظروف صحية لجلالة الملك محمد السادس…كما تميزت برسائل ملكي قوية للمشاركين في الدورة الرابعة ” لمنتدى الاستثمار الافريقي ” بمراكش في شهر نوفمبر 2023..و للمشاركين في “المؤتمر البرلماني الدولي حول حوار الأديان ” بمراكش في شهر يونيو 2023 أو المشاركين في “المنتدى العالمي لتحالف الحضارات ” بمدينة فاس في شهر نوفمبر 2023…
المغرب كفاعل دولي في العلاقات الدولية بصم على حضور قوي خلال القمة العربية بمدينة جدة بالسعودية في ماي 2023 ، و بــالقمة الروسية الافريقية بمدينة سانت بطرسبورغ في شهر أكتوبر 2023 ، والقمة العربية الإسلامية الغير العادية بشأن غــــزة بمدينة الرياض في نوفمبر 2023، و كان المغرب قد دعى لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية بمدينة القاهرة في أكتوبر 2023 للتشاور بشأن تدهور الأوضاع في قطاع غزة و استهداف المدنيين..
كما احتضنت مدينة مراكش خلال هذا العام أيضا الاجتماعات السنوية لصندوق النقد و البنك الدوليين بمراكش في شهر أكتوبر 2023 و اشغال ” المنتدى العربي الروسي ” في 20 من شهر دجنبر 2023…
فيما انطلق المشروع الملكي بخصوص دول الساحل و المنفذ الاطلسي باجتماع تنسيقي لوزراء مالي و تشاد و بوركينافاسو و النيجر بمدينة مراكش يوم 23 دجنبر…
كل هذا يجعل من الحصاد السياسي و الديبلوماسي و الاقتصادي و الاجتماعي… المغربي لسنة 2023 تراكما إيجابيا جديدا و إمتحانا للشخصية المغربية في زمن التحديات يمهد لــبدايات جديدة و لصفحات مشرقة جديدة في مجال التنمية المستدامة و الدولة الاجتماعية و المشروع الملكي بخصوص الواجهة الأطلسية و المتوسطية و أنبوب الغاز النيجيري….خدمة للمصالح المشتركة الافريقية و دعــــما لشروط التنمية و الاستقرار بافريقيا…ومن أجل افريقيا مزدهرة..
نستقبل اذن سنة 2024 بجرعة أمل كبيرة مع الكثير من الجدية و بطعم القادم أفضل…
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: نوفمبر 2023 سنة 2023 فی شهر
إقرأ أيضاً:
هزيمة الأخضر تعقد حسابات التأهل للمونديال.. فهل يتحقق المستحيل.؟
خاص
في مفاجأة مدوية هزت الأوساط الرياضية، تلقى المنتخب الوطني هزيمة ثقيلة أمام نظيره الإندونيسي بهدفين دون رد في الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم 2026.
هذه الهزيمة لم تكن مجرد خسارة عادية، بل حملت معها مجموعة من الأرقام القياسية السلبية التي تؤكد عمق الأزمة التي يعاني منها الأخضر.
تراجع المنتخب الوطني في الترتيب وحل في المركز الرابع بالمجموعة، خلف اليابان وأستراليا وإندونيسيا. وبذلك، أصبحت المنافسة على البطاقة الثانية المؤهلة للمونديال شرسة للغاية بين السعودية وأستراليا.
من المقرر أن يلتقي المنتخب الوطني بنظيره البحرين، يوم الأحد، الموافق 22 ديسمبر 2024، في إطار الجولة الأولى، ضمن منافسات دور المجموعات بكأس الخليج، حيث يقع الأخضر في المجموعة الثانية، التي تضم كلا من (البحرين – العراق – السعودية – اليمن).
ولا زال أمام الأخضر 4 مباريات في تصفيات كأس العالم بينها 2 على ملعبه أمام الصين وأستراليا ومثلهما خارج ملعبه أمام اليابان والبحرين
وتنتظر الأخضر مباريات صعبة أمام منتخبات قوية مثل اليابان وأستراليا، ويعتمد تأهل السعودية على تحقيق نتائج إيجابية في هذه المباريات، بالإضافة إلى تعثر المنافسين.
وفوز أستراليا على البحرين سيوسع الفارق بين أستراليا والسعودية، مما يزيد من صعوبة مهمة الأخضر.
بينما تعثر أستراليا أمام اليابان والصين سيمنح السعودية فرصة أكبر للتأهل.
يجب على المنتخب تجاوز صدمة الهزيمة من إندونيسيا والتركيز على المباريات المقبلة. كما يجب على الجهاز الفني العمل على تحسين أداء الفريق وتصحيح الأخطاء.