قراءة في خطاب قائد المسيرة القرآنية
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
كعادته في تقديم كل ما هو استثنائي في مساره الجهادي وفي مواقفه المبدئية الثابتة، برز السيد القائد المجاهد اليمني الأول والقائد الإسلامي الأكثر حضورا ومصداقية وشفافية، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، متسلحا بثقة إيمانية راسخة لا يزعزعها طغاة الكون ولا تنال منها جحافل الجيوش التي أرعبت أنظمة الكون، لكنها لم تنل من عزيمة قائد أعاد لذاكرتنا عظمة أولئك القادة الذين صنعوا للأمة أمجادها وحملوا راية الإسلام إلى آفاق الكون.
الخطاب الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي، السيد عبدالملك، كان خطابا استثنائيا لقائد استثنائي في الزمن الاستثنائي، قائد تجاوز قيادات وزعامات 57 قائدا وزعيما عربيا وإسلاميا أخفقوا فرادى ومجتمعين أن ينصروا أشقاءنا في فلسطين وإن بإدخال الغذاء والدواء والوقود، وأن يقولوا كلمة حق أمام عدو طاغٍ، عدو جائر ومتغطرس يستمد وحشيته وجرائمه من تشجيع أمريكا التي تعد حاضنة للإجرام وصانعة الحروب وراعية العنف والإرهاب، أمريكا التي اصطفت إلى جانب العدو الصهيوني وحشدت خلفها كل أوروبا للتضامن مع العدو المجرم ضد شعب أعزل يتصدى لمن يحتله بأسلحة بدائية، فيما العدو مدجج بأحدث أسلحة العالم الحديثة، ويحظى برعاية أمريكية _غربية ويقدم له كل متطلباته المادية والعسكرية والاستخبارية ليواصل حربه الإجرامية ضد الشعب العربي في فلسطين، فيما زعامة العرب والمسلمين وقفت عاجزة عن تأدية واجبها وإن من باب أضعف الإيمان وهو إدخال المساعدات الإنسانية لأطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة متذرعين برفض الكيان الصهيوني..!!
ليأتي الموقف اليمني بخطوات إجرائية لم يكن لا الصهيوني ولا الأمريكي يتوقعون أن تقدم عليها اليمن، على اعتبار أنهم أصحاب الكلمة العليا في المنطقة باعتبار هذا الوضع عادة مكتسبة وأن لا أحد يجرؤ أن يقف أمام غطرسة واشنطن وحليفها الصهيوني اللقيط..!!
سيد اليمن ومن خلال خطابه الشجاع والجريء- وغير المعتاد عربيا أو إسلاميا بالنسبة للأمريكي والصهيوني على حد سواء- خطاب حمل في مفرداته معاني العزة والكرامة والشموخ والإيثار والاستعداد للتضحية في سبيل موقف معلن وواجب يجب أن نقوم به تجاه الوحشية الصهيونية الأمريكية والتخاذل العربي الإسلامي، المدفوع من غضب أمريكا والخوف منها، فحمل خطاب سماحة السيد عبد الملك الحوثي ما يمكن أن نصفه بخطاب العزة والتحدي القائم على الحق والتأكيد عليه، ثباتا لموقف وتأكيدا على فعل سيدوم ما دام العدو ومن يقف إلى جانبه مصرين على مواصلة جرائمهم بحق أشقائنا في فلسطين.
غير أن أهم ما حمله خطاب سيد اليمن وقائدها، هو ما يتعلق بأنظمة الارتهان العربي والإسلامي ومطالبته لهذه الأنظمة أن تكون حيث هي وتبقى كما عهدناها بشرط أن لا تكون جزءا من عدوان قد يستهدف بلادنا على خلفية مواقفها من القضية الفلسطينية وما يتعلق بالملاحة البحرية التي حرمتها اليمن على السفن الصهيونية، وليس لنا أي علاقة بالسفن الأخرى التي من حقها الإبحار والتحرك كما تريد، باستثناء سفن العدو الصهيوني أو المتجهة إلى موانئه، وردا على حملة أمريكا وحشدها لتحالف جديد ضد اليمن وهو ثاني تحالف تشكله أمريكا ضد صنعاء بعد تحالفها الأول الذي داست عليه صنعاء بقوة الله وحكمة وقيادة قائدها الذي أكد على مواقف لم يتجرأ قبله أي زعيم أو قائد ليؤكدها أو يقولها في وجه طغاة الغطرسة والاستكبار.
الخطاب حمل أيضا للأنظمة العربية ما تستحق من الوصف بلغة راقية ومهذبة تعكس ثقافة قائد حكيم ومجاهد حصيف أنذر وأعذر وجدد موقف بلاده وشعبه بكل حزم وصرامة، رافضا التهديد والوعيد وساخرا من الحشودات التي قد ترهب العبيد ولكنها لا تهز ثبات الأحرار الذين صمدوا على مدى تسع سنوات أمام عدوان أمريكا وتحالفها المسخ، والذي لن يحصد سوى الخيبة والهزيمة والفشل كسابقه، بل أن أجمل ما في التحالف الجديد أنه سيضعنا وجها لوجه أمام أمريكا التي لنا ثأر معها، ثأر لن تمحوه إلا منازلة مباشرة تضعنا في خندق مع أشقائنا في فلسطين، وستجد أمريكا نفسها- وهي التي تغامر بكل شيء من أجل كيانها اللقيط- الخاسر الأكبر وهي التي حرصت على تخويف وترويع كل أنظمة المنطقة وتحذرهم من تقديم أي مساعدة أو تعاطف مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة هي الأقذر في التاريخ من أجل استرداد هيبة الكيان الصهيوني اللقيط، فإن مواجهة البحر الأحمر إن حدثت ستفقد بها أمريكا بقايا هيبة تتغطرس بها على الضعفاء من أتباعها الذين يعتقدون أن أمريكا هذه قدر حتمي، كما كانوا يتوهمون الكيان الصهيوني الذي يرتكب جرائمه اليوم ليردع به أولئك الذين يعتقدون أن هذا الكيان هو أسطورة المنطقة لكنه ظهر أوهن من بيت العنكبوت، كما وصفه ذات يوم سماحة السيد حسن نصر الله.
أمريكا تزبد وترعد لتحافظ على هيبة كيانها التي أهدرت ولم يعد أحد اليوم يثق بالصهاينة ولا حتى أمريكا التي بدورها أكثر حماسا للقضاء على المقاومة لأنها تريد نزع ثقافة المقاومة من وجدان أبناء المنطقة، غير أن خطاب السيد القائد أوضح الكثير من الحقائق الثابتة التي نتمسك بها وتخشاها أمريكا ومن يصطف إلى جانبها.
للموضوع صلة
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صمود غزة يفتك بـ “اقتصاد الكيان الصهيوني”
يمانيون../
يتعرض العدو “الإسرائيلي” لخسائر اقتصادية فادحة نتيجة عدوانه الغاشم على غزة، هذه الخسائر ليست مجرد أرقام، وإنما تمثل تجسيدا حقيقيا للأثر العميق لعمليات المقاومة. فقد بلغت تكلفة الحرب مستويات قياسية، حيث تأثرت قطاعات حيوية بشكل غير مسبوق، ما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية لملايين الصهاينة.
تشير الخسائر البشرية التي تكبدها العدو إلى أن صمود المقاومة الفلسطينية أمام العدوان كان له دور محوري في إحباط المخططات الإسرائيلية. ومع تزايد التقارير التي تُظهر تدهور سمعة الاقتصاد الإسرائيلي، يبدو أن المقاومة -رغم التصعيد- قد تمكنت من فرض واقع جديد أثر في قدرة “إسرائيل” على السيطرة. لم تعد هذه الحقائق قابلة للتجاهل، خاصة مع التصريحات المتزايدة من خبراء ومحللين “إسرائيليين”، إذ يؤكدون أن خسائر الاقتصاد “الإسرائيلي” منذ عملية طوفان الأقصى حتى الآن قد بلغت حوالي 100 مليار دولار، وما زالت هذه الخسائر تتصاعد.
يعاني الاقتصاد الإسرائيلي أيضاً من تأثيرات الأحداث الحالية في غزة، التي تستنزف موارد “إسرائيل” عسكرياً وتكبّد خزينة الكيان مليارات “الشيكلات”. بالإضافة إلى ذلك، تستمر عمليات المقاومة الفلسطينية -المعززة بصواريخ ومسيرات الإسناد اليمني- في تحقيق نجاحات في العمق الإسرائيلي، في وقت تعاني فيه “إسرائيل” من الحظر البحري المستمر على حركة ملاحة سفنها والسفن المتعاونة معها في البحر الأحمر.
الكلفة الاقتصادية باهظة
في مقابلة أجرتها صحيفة “معاريف”، أدلى أفيغدور ليبرمان بتصريحات قوية ضد من يسمى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن الأخير “قاد إسرائيل إلى الدمار ولا يعرف إدارة أي شيء”. وفي إطار حديثه، أضاف ليبرمان أن نتنياهو يسعى فقط لضمان بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة، في وقت تواجه فيه “إسرائيل” التهديدات الوجودية، وتدخل في أزمة متعددة الأبعاد هي الأعمق منذ إنشائها، تجلت في القتلى والجرحى من “الجنود” والمستوطنين، بالإضافة إلى الكلفة الاقتصادية الباهظة”.
في السياق، يكشف التقرير الصادر عن منظمة “لاتيت” للإغاثة الإنسانية أنه -بالإضافة إلى التحديات الأمنية والعسكرية الراهنة- هناك حرب أخرى، وهي “الحرب على الفقر، حيث تواجه “إسرائيل” اختباراً أخلاقياً يتطلب التضامن والمسؤولية المتبادلة. ويعد هذا الاختبار عاملاً حاسماً في تحديد مدى صمود المجتمع وقوته أو ضعفه عند مواجهة هذه الأزمات”.
وحسب صحيفتي “يديعوت أحرونوت” و”إسرائيل اليوم”، يوضح التقرير أن تكاليف المعيشة التي كانت مرتفعة بالفعل قبل الحرب، شهدت تفاقماً ملحوظاً بسبب الظروف الحالية، ما تسبب في ضغوط لزيادة الأسعار، وخصوصاً في قطاع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. وكشفت الأرقام أن متوسط الإنفاق الشهري للأسر المدعومة بلغ 10,367 شيكلاً (ما يعادل 2,870 دولاراً)، وهو أعلى بنسبة 1.7 مرة من متوسط صافي دخلها الشهري البالغ 6,092 شيكلاً (1,686 دولاراً).
ويظهر التقرير أن 78.8% من الأسر المدعومة من “حكومة” العدو تعاني من الديون، مقارنة بـ26.9% من عامة السكان، فيما عانى 65% من متلقي المساعدات من تدهور أوضاعهم الاقتصادية، بالإضافة إلى 32.1% من عامة الناس خلال العام الماضي. تقوم هذه الأرقام بتسليط الضوء على عمق الأزمة الإنسانية التي تؤثر على فئات مختلفة من الصهاينة.
كذلك، تشير النتائج إلى التأثير على الأطفال والمراهقين الذي أحدثته الحرب، حيث تأثرت الإنجازات الأكاديمية لـ44.6% من الأطفال المدعومين بشكل كبير مقارنة بـ1.14% في صفوف عموم السكان. بل ووجد أن خُمس الأفراد الذين تلقوا المساعدات أفادوا بأن أحد أطفالهم ترك المدرسة أو اضطر للانتقال إلى مدارس داخلية بسبب الضغوط المالية.
وبالنظر إلى فئة كبار السن من اللصهاينة، تظهر التقديرات أن 81.7% من هؤلاء المستفيدين يعانون من الفقر، و52.6% في فقر مدقع. كما يُعاني أكثر من ثلثهم (34.8%) من انعدام الأمن الغذائي الشديد، و60.4% من كبار السن المدعومين اضطروا للتخلي عن الأدوية أو العلاج الطبي بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف.
ويؤكد تقرير “لاتيت” أن العائلات داخل كيان العدو تعيش في حالة من الخوف المستمر من نفاد الطعام، وعدم قدرتها على تأمين وجبات متوازنة لأطفالها. ومع تصاعد التحديات، تنبأ مؤسس شركة “لاتيت” والرئيس التنفيذي للمنظمة بأن التوقعات المستقبلية ليست مطمئنة، حيث من المتوقع أن تؤدي الإجراءات الاقتصادية المخطط لها -مثل زيادة ضريبة القيمة المضافة وشروط التأمين- إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. هذه الوقائع تكشف عن أزمة شاملة يمر بها الكيان المؤقت.
هشاشة الوضع الاقتصادي الإسرائيلي
تشير التقارير الأخيرة من “إسرائيل” إلى أن الاقتصاد يعاني من تقلبات حادة نتيجة العدوان على غزة، ما يعكس عدم جدوى هذا العدوان بدلالة تأثيره المدمر على الاستقرار الاقتصادي حيث أصبح الكيان الصهيوني مقصداً للمضاربين الذين يستغلون الظروف الصعبة لجني الأرباح. فبدلاً من الاستقرار، تتعرض الأسواق للارتباك، ما يبرز فشل “إسرائيل” في تحقيق أهدافها العسكرية. تعكس تصرفات المضاربين حقيقة يأس المستثمرين وفقدانهم الثقة في مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي.
إن التحولات الاقتصادية التي يشهدها السوق “الإسرائيلي” تؤكد أن العدوان لم يحقق أهدافه، بل ساهم بدلاً من ذلك في تعزيز صمود المقاومة وزيادة هشاشة الوضع الاقتصادي في “إسرائيل”. ومن المتوقع أن تشير التطورات المستقبلية إلى استمرار هذا الاتجاه، ما يعزز الأمل في تحقيق نتائج إيجابية تعكس ما أنجزته جهود المقاومة من انتصارات مستمرة.
تستمر الأحداث في “إسرائيل” في كشف واقع اقتصادي متزعزع، حيث أدت التطورات الجارية إلى خلق بيئة مواتية للانتهازية المالية. تظهر التغيرات السريعة في أسعار العملات -مثل الشيكل- تقلبات غير مسبوقة؛ فعلى سبيل المثال، انخفض “الشيكل” بشكل حاد إلى أكثر من 4″ شيكل” لكل دولار في بداية العدوان على غزة.
هذه التغيرات تعكس عدم استقرار الوضع الاقتصادي في الكيان ، وهو ما يخلق صورة مواتية للمستوطنين الصهاينة عن انهيار النظام المالي وضعف أجهزة الإدارة الاقتصادية للكيان. كما ازدهرت التقلبات فور بداية العدوان، ومع التوصل لاتفاق مع لبنان يظل اقتصاد العدو الإسرائيلي في حالة عدم استقرار مستمر، مع تذبذبات تفوق تلك التي شهدها اليورو في ذات الفترة.
وتشير دراسات لخبراء ومحللين متخصصين في الاقتصاد الاسرائيلي إلى أن المضاربين يستخدمون أدوات مالية متطورة ومعرفة عميقة بالسوق، ما يمنحهم ميزة تنافسية لا تتوفر للآخرين. فالعديد من الصهاينة يجدون صعوبة في فهم أسباب تراجع السوق أمام الظروف الإيجابية، وهذا يُظهر الفجوة بين الخبراء والمستثمرين غير المحترفين. كلما زاد عدم استقرار السوق، زادت فرص الربح للمضاربين، ما يعكس فشلاً في “مجتمع” المستثمرين الأوسع.
الدراسات أثبتت أن السياسات الـ”حكومية” الفاشلة في معالجة الأمور داخل الكيان وخلق انقسامات عميقة في لدى المستوطنين بأنه تتحول “إسرائيل” إلى ملعب مالي مفتوح للمضاربين، حيث تسهم الصراعات السياسية والاجتماعية، ومغالطات ما يسمى بـ”الإصلاحات القانونية المتعلقة بالعدالة”، إلى عمق ما وصل إليه حال الانقسامات في داخل الكيان وما باتت تلعب من دور بالغ الأهمية في زيادة الهوة بين الاستقرار والثقة في السوق. على سبيل المثال، شهدت “إسرائيل” احتجاجات واسعة ضد هذه الإصلاحات، ما أثر على الثقة في أجهزة إدارة الكيان المؤقت وأدى إلى انخفاض في الاستثمارات الأجنبية. بينما يستفيد المضاربون من هذه الفوضى، فإن المستوطنين العاديين يشعرون بارتباك حول كيفية تأثير الأحداث على استثماراتهم ومدخراتهم.
كما تشير التغيرات الاقتصادية غير المدروسة والتي ساهمت في تفتيت الثقة ووضعت الكيان المؤقت في موقف يمكن وصفه بكونه ملعباً للمضاربين. ذلك ما أكده “عيران هيلدسهايم” المراسل الاقتصادي لموقع “زمن إسرائيل” بالقول إن “هذا التدهور الاقتصادي يسلّط الضوء على حقيقة كارثية مفادها أن سياسات الـ”حكومة” الحالية لم تخلق انقساما وصدعا داخليا فحسب، بل غيّرت أيضا وضعها الاقتصادي من قوة تجتذب العديد من الاستثمارات، إلى ملعب مالي للمضاربين من جميع أنحاء العالم، ممن يستغلون عدم الاستقرار والاضطرابات التي تمر على “إسرائيل” لجني الأرباح” وفق مراسل المقع.
مشيرا إلى أن المضاربين -المعروفون بقدرتهم على اتخاذ قرارات سريعة- يعتمدون على تحليل التغيرات اللحظية في السوق. على سبيل المثال، يمكن للمضاربين “شبه أسماك القرش” أن يستفيدوا من الأخبار غير المؤكدة، مثل الشائعات حول التوصل إلى اتفاقات سياسية أو عسكرية، ليشتروا الأصول قبل أن ترتفع قيمتها. وقد أظهرت البيانات أن البنوك الكبرى مثل “جيه بي مورغان” و”غولدمان ساكس” قد حققت أرباحا كبيرة من تلك التغيرات، حيث توقعت تقارير أن تحقق هذه البنوك ما يصل إلى 475 مليون دولار من عمليات التداول المتعلقة بالسندات و”الشيكل”.
وأكد أن من المتوقع أن يكسب البنك الأمريكي الرائد جيه بي مورغان 70 مليون دولار من هذه المعاملات، ما يجعله أكبر رابح بين البنوك العالمية العشرة، ويشير النمو الرقمي إلى نشاط غير عادي وإيجابي في الأصول “الإسرائيلية”، وبالتحديد في عام يتسم بنشاط تداول ضعيف نسبياً، ومن المتوقع أن يسجل بنك “غولدمان ساكس” و”سيتي غروب” أرباحاً كبيرة نتيجة لذلك.
خاتمة
تشير التطورات الاقتصادية في “إسرائيل” إلى أن العدوان على غزة لم يؤد فقط إلى نتائج عسكرية غير محمودة، بل أسفرت أيضاً عن تفكيك الأساس الاقتصادي للكيان المؤقت. إن هذه البيئة من الفوضى توفر فرصة للمستثمرين المتخصصين، بينما تترك المستوطنين العاديين في حالة من الارتباك وعدم اليقين.
تتجلى قوة المقاومة الفلسطينية في غزة كرمز للصمود والعزيمة، حيث تبرز الأحداث الأخيرة مؤشراً على أن هذا الصمود يأتي في إطار الحق الطبيعي للفلسطينيين في نيل حريتهم واستعادة أراضيهم. تشهد “إسرائيل” اليوم نتائج العدوان التي تعكس الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية، وبينما تعاني من تصاعد الفقر وأزمات اقتصادية خانقة، تتأكد حقيقة أن المقاومة لا تزال تمثل حجر الزاوية في النضال الفلسطيني.
يشير الواقع الاقتصادي في الكيان إلى أن الصمود الذي أبدته غزة لم يكن مجرد رد فعل، بل هو جزء من مسيرة طويلة نحو التمكين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، يتوجها القدس عاصمة لها. الفشل الاقتصادي الذي تواجهه “إسرائيل” اليوم هو نتيجة مباشرة لثبات الفلسطينيين ولإرادتهم في المقاومة، ما يبرز الفجوة بين ادعاءات القوة العسكرية والواقع الملموس.
في مواجهة هذه الظروف، يبقى الأمل قائماً بأن المقاومة ستكون سنداً لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني، ويجب أن يتم تعزيز هذا الصمود عبر التضامن والتنظيم، ليتمكن الفلسطينيون من العبور نحو غد مشرق ومزدهر، حيث تستعاد الحقوق المسلوبة وتُحقق الأهداف الوطنية. إن المسيرة نحو الاستقلال وبناء الدولة المستقلة على كامل التراب الفلسطيني باتت أكثر وضوحاً، في ظل هذا الصمود المتواصل.
أنصار الله – يحيى الربيعي