من أهم الحقائق حول الحرب السودانية الحالية أنها لا تفيد أي كيان سوداني لكنها بدأت وما زالت مستمرة وتستمر. لماذا؟

الحرب تدمر السودان وشعبه، لكن جميع أعضاء التحالف السوداني الذي حكم منذ عام 2019 – الجنجا وفريق البرهان وقحت وتكنوقرطها وقادة الرأي العام التبعين – لا يستفيدون من الحرب على الإطلاق، فقد تكبد جميعهم بالفعل خسائر سياسية فادحة لا يمكنهم التعافي منها بالكامل لعقود قادمة.

مقولة أن الحرب لا يستفيد منها أحد، لا وطن ولا أي جهة ترفع السلاح ، صحيحة تماما ولكن ذلك يفرض سؤال كيف اشتعلت حرب لا يستفيد منها أحد.

نترك جانبا الادعاء بأن الحرب بدأها الإخوان لانه لا يعدو أن يكون إنكار طفولي يهدف إلى إعفاء الذات من المسؤولية. صحيح أن الإخوان ظلوا لاعباً مهماً ولكن هذه الحرب يخوضها الجيش والجنجويد وسؤال من يسيطر على الجيش لا يغير الدليل ولا الحجة.

فكيف حدث هذا؟ لماذا اختار الائتلاف الحاكم مسارات سياسية زادت من احتمالية اندلاع الحرب (نعم فعلوا وهناك أدلة). أو على الأقل لماذا فشلوا في تبني ذلك النوع من السياسات التي كان من الممكن أن تجعل اندلاع الحرب احتمالا بعيدا؟

هناك إجابتان محتملتان لا تستبعد إحداهما الأخرى، وكلا الاحتمالين يتوافقان مع حقيقة أن الحرب أضرت بمصالح ائتلاف ما بعد البشير الحاكم في بشكل سيئ وعميق.
الإحتمال الأول هو أن التحالف بأكمله كان يعاني من أنيميا فكرية ويفتقر إلى الذكاء والمهارة السياسية ولم يبد أي وعي استراتيجي. لقد غرقوا طوال الوقت في مشكلة اليوم وحاولوا حلها باللعب على معطيات اللحظة الراهنة وتناقضاتها في عمي كامل عن آثار الجولة الثانية والثالثة والرابعة لقرارهم الاني.

فاللاعب السياسي ذو الحس الاستراتيجي يعرف هدفه النهائي، وعندما يتعامل مع مشكلة كل يوم في طريقه يتساءل عما إذا كان اختياره للمسار يقربه أم يبعده عن الهدف النهائي.
وعندما قرر التحالف ارتداء أللاشيء – أو عندما ضرب فيروس أللاشيء ما تبقي من عقل التحالف – ارتفعت مهارات بعض مكوناته التكتيكية في اللعب على التناقضات الراهنة، لكن علي حساب أكتمال عماه الاستراتيجي .

والاحتمال الآخر هو أن معظم القيادات الرئيسية في الائتلاف الحاكم كانت خاضعة لسيطرة جهات أجنبية تدير المشهد وجهتهم إلى مسار أدى إلى الحرب بدون أن يقصد أهلنا السودانيين أصحاب القرار.

كما يقول الفرنجة، من أجل أموالي، أعتقد أن الإجابة هي أن السودان وصل إلى هذه الحالة الفظيعة من الحرب من خلال مزيج شيطاني من الغباء والاستسلام للأجندات الخارجية. لذلك كنا نصر أن وضع الغبي في الوزارة ومكان القرار لمحاصصة سياسية هو أسوأ واخطر أنواع الفساد.

لم نكن نهزر أو نتطعمج حين قلنا أن البرجوازية السودانية علي ذمة الواعي – وبالذات برجوازية البصيرة أم حمد ومن قرع لها طبول التبرير وسنعبرياته التي لم تميز بين ايجابية التفاؤل واحتضان الوهم المميت كاسوأ مخدر تم بيعه في تاريخ السودان.

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها

اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.

وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.

وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".

وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.

اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.

وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".

يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.

من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".

البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.

وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.

وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".

مقالات مشابهة

  • التحالف الوطني.. جهود مكثفة لدعم الفئات الأولى بالرعاية في جميع المحافظات
  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • فتح الحوار حول كيفية إعادة بناء الدولة السودانية
  • بانكول أدوي: نمارس ضغوطاً على جميع الأطراف المتنازعة في السودان وداعميهم لإيقاف إطلاق النار
  • لماذا اعترضت روسيا على قرار وقف إطلاق النار في السودان؟
  • التخطيط: فرق التعداد ستزور جميع الأسر التي لم تصلها في الساعات الماضية
  • العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية
  • عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
  • توم بيرييلو: تأهل المنتخب السوداني لأمم إفريقيا مثال آخر على الروح السودانية التي لا تقهر في مواجهة الشدائد