الرمال البيضاء والنخيل تشكل لوحة فنية بمدخل واحة سيوة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
تعد واحة سيوة أحد أهم المقاصد السياحية العالمية والتي، تجذب السياح الأجانب من جميع دول العالم، لما تتمتع به من مقومات سياحية فريدة أهمها الحياة البسيطة لأهل الواحة.
ونظرا لطبيعة الواحة ذات الطابع البيئي والتي حرص الأهالي على بناء منازلها بمادة الكرشيف وهو مزيج من الملح والطين، وجزوع النخيل، مما يحميها من حرارة الشمس المرتفعة صيفا ، وبرودة الشتاء، فقد قام جلس سيوة بتطوير مدخل على الطراز البيئي.
والقادم إلى واحة سيوة يقطع مسافة 315 كيلو متر من مدينة مرسي مطروح وخلال هذه المسافة لا يرى الشخص إلا الرمال البيضاء والتي تنتهي بالوصول إلى الواحة لنجد بقعة خضراء يكسوها أشجار النخيل والزيتون.
يقول مصطفى السيوي إن واحة سيوة الخضراء تقع في قلب الصحراء الغربية وتمتلك مقومات عديدة طبيعية وأثرية وترفيهية وعلاجية جعلت منها منطقة جذب للسياحة الداخلية والخارجية.
وأضاف أن الطريق حتى سيوة عبارة عن صحراء ممتدة ولكن عندما تهل بداية الواحة تتحول إلى إلى اللون الأخضر من أشجار النخيل أشهر منتجات الواحة الزراعية من تمور عالية الجودة.
وقال إن المسئولين انتبهوا إلى ضرورة أن يتم تطوير مدخل سيوة لتليق بالطبيعة السياحية بالواحة.
وأشار أن واحة سيوة تضم مناطق أثرية شهيرة مثلا «جبل الموتى وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر، وقلعة شالي الأثرية، ومعبد آمون، وبئر وعيون طبيعية تعود للعصر الفرعوني كعين كليوباترا، أو عين جوبا، وبحيرة فنطاس »، ويتابع الأجانب من خلال بحيرة فنطاس أروع مشاهد لغروب الشمس، من خلال تنظيم رحلات السير في الصحراء، وتناول الأغذية الآسيوية المزروعة في الحدائق.
وقال محمد بكر يوسف رئيس مركز ومدينة سيوة، إنه تمت توسعة وتجميل مدخل الواحة بجريد النخيل الأخضر، لاستقبال السياح الأجانب والعرب والمصريين، خلال الموسم السياحي الشتوي والصيفي.
وأوضح رئيس مجلس مركز ومدينة سيوة، أن المبادرة تمت عن طريق المساهمة من مناديب المناطق في التنبيه علي المزارعين، لتجميع أكبر عدد من جريد النخل في كل منطقة لتجميل مدخل المدينة مساهمة من أبناء الواحة، بالإضافة إلى ترسيخ قيم النظافة والمحافظة على جمال الواحة، وتم وضع التربة على جانبي مدخل المدينة وتسويتها بالطريق الأسفلتي، وتوصيل شبكات الري الحديث لاستكمال مشروع تشجير مدخل المدينة.
وقال اللواء آمون مرتضى أبو عمر رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي،، إن الجهاز يقوم بتطوير كل مدن المحافظة خاصة واحة سيوة بتطوير مدخل الواحة بتكلفة 60 مليون جنيه.
وأضاف أن أعمال تطوير مدخل واحة سيوة، على الطراز المعماري القديم للواحة، حفاظا على هويتها المعمارية والثقافية التي تتميز بها عن غيرها من مدن محافظة مطروح، إلى جانب رصف الطريق المؤدي إليها وتجهيز مدخل يليق بأهم منطقة سياحية في المحافظة تستقطب الزوار من داخل وخارج مصر على مدار العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مطروح محافظة مطروح اخبار المحافظات واحة سيوة
إقرأ أيضاً:
العواصف الرملية وزحف الرمال يهددان شنقيط وتاريخها
على مدى قرون احتضنت مدينة شنقيط الموريتانية تاريخا إسلاميا عريقا، وإلى هناك توافد الشعراء والعلماء والفقهاء إلى الحاضرة إذ كانت مركزا تجاريا عبر الصحراء الكبرى، وتضم أكثر من 12 مكتبة وآلاف المخطوطات، لكن المدينة التاريخية الآن في مواجهة قاسية مع الرمال المتحركة.
تعد شنقيط واحدة من أربعة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي ليونسكو في موريتانيا، فمنازلها المبنية من الحجارة الجافة والملاط الطيني ومساجدها ومكتباتها، تحتوي على بعض أقدم النصوص والمخطوطات القرآنية في غرب أفريقيا، وتغطي موضوعات متنوعة من القانون إلى الرياضيات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بصمة كربونية عالية لهاتفك الذكي.. ماذا تفعل؟list 2 of 2تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟end of listوتقلصت المساحات الصالحة للزراعة في شنقيط حتى أصبحت لا تزيد عن 0.5% من مساحتها الكلية، ومع ذلك تتعرض هذه المساحة الصغيرة لزحف الرمال باستمرار لتصل إلى وسط المدينة.
كما تغطي الرمال المتحركة قلب المدينة القديمة، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن، ومع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في العالم، تتسبب العواصف الرملية في تساقط كميات كبيرة من الكثبان الرملية على شوارع شنقيط ومنازلها، مما يؤدي إلى غمر بعضها بالكامل.
وتحاول مشاريع زراعة الأشجار إبعاد الرمال الغازية، ولكن حتى الآن لم تنجح في تخفيف المخاوف بشأن المستقبل.
ويشعر المسؤول المحلي، ملينين ميد الولي، بالألم إزاء المخاطر التي تهدد السكان والتاريخ الذي تحتويه معالم شنقيط. وقال "إن الأمر يشبه مشاهدة كارثة طبيعية بالحركة البطيئة".
إعلانويقول الولي، رئيس جمعية إدارة الواحات التشاركية المحلية: "إنها مدينة محاطة بمحيط من الرمال يتقدم كل دقيقة. هناك أماكن أسير فيها الآن وأتذكر أنها كانت أسطح منازل عندما كنت طفلا".
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2024 عن التصحر، أصبح أكثر من ثلاثة أرباع مساحات الأرض أكثر جفافا في العقود الأخيرة.
وقد أدى الجفاف إلى عدم قدرة النباتات والبشر والحيوانات على البقاء. فهو يحرم الأراضي من الرطوبة اللازمة لاستدامة الحياة، ويقتل المحاصيل ويمكنه أن يُحدث عواصف رملية وحرائق غابات.
ويشعر العلماء وصناع السياسات بالقلق من الجفاف وتدهور التربة في المناطق التي كانت خصبة في السابق وأصبحت تدريجيا أراضيَ قاحلة، وليس المقصود هنا المناطق الواقعة في عمق الصحراء الكبرى.
ومع ذلك فإن تغير المناخ في شنقيط يؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة التي حذر منها المسؤولون، فالأشجار تذبل، والآبار تجف، وسبل العيش تختفي.
يجد مزارعو التمور مثل سليمة ولد سالم البالغ من العمر 50 عاما صعوبة متزايدة في سقي أشجار نخيلهم، ويتعين عليهم الآن نقل المياه من الخزانات لسقيّها، وتقليمها بشكل أكثر دقة للتأكد من جودة محاصيلها. وقبل سنوات كانت المنطقة التي يقطنها سالم مليئة بالعائلات، لكنها نزحت تدريجيا لقساوة الطبيعة وصعوبة العيش.
وتسد الرمال الآن المدخل المؤدي إلى منزله، كما أصبح بيت الضيافة القريب الذي بناه مستثمر بلجيكي قبل عقود من الزمان مغمورا جزئيا بكثيب رملي متموج ذي لون أصفر نحاسي.
ورغم رحيل كثيرين، فإن سالم لا يزال صامدا مع أن منزله لم يعد حصنا منيعا،وأصبح عرضة لأن تبتلعه الصحراء، وهو يقول: "نحن نفضل البقاء هنا، إذا غادرت، سيختفي مكاني".
كانت أشجار الأكاسيا والصمغ والنخيل في الماضي تحمي المنطقة من الكثبان الرملية، ولكنها اختفت تدريجيا. وماتت هذه الأشجار، إما عطشا أو بعد أن قطعها السكان الذين يحتاجون إلى الحطب أو أوراق الشجر لتتغذى عليها قطعانهم.
إعلانويقول محمد الأمين بهاني، وهو مدرس متقاعد من سكان شنقيط، إن العواصف الرملية ليست جديدة ولكنها أصبحت أكثر إزعاجا، حيث تتقدم بوصات أو أقداما في الأحياء الواقعة على حافة المدينة. ويستخدم السكان البغال والعربات لإزالة الرمال لأن شوارع المدينة القديمة ضيقة للغاية، بحيث لا تستوعب السيارات أو الجرافات، وعندما تتراكم الرمال كثيرا، يبني بعضهم جدرانا جديدة على الهياكل القائمة.
وقال بهاني: "عندما تزيل الغطاء النباتي، فإن ذلك يمنح الكثبان الرملية فرصة لتصبح أكثر نشاطا، لأن الغطاء النباتي في النهاية، هو الذي يصمد في وجه الرمال حتى لا تتحرك كثيرا".
وبسبب نخفاض هطول الأمطار، تموت الأشجار، وتزحف الرمال إلى المدينة. ومع غمر الرمال أشجار الأكاسيا، يلجأ بعض الرعاة إلى قطع أشجار النخيل لإطعام قطعانهم، مما يزيد من تعطيل النظام البيئي واقتصاد زراعة التمور.
ويرى بهاني، أن الرمال تثير أيضا مخاوف تتعلق بالصحة العامة للمجتمع الذي يتنفس الغبار. وهو يعتقد أن الحل يكمن في زراعة المزيد من الأشجار في الأحياء وعلى طول محيط المدينة.
وقد تم اقتراح مثل هذه "الأحزمة الخضراء" على نطاق القارة بأكملها مثل "السور الأخضر العظيم" في أفريقيا وكذلك محليا، في مدن مثل شنقيط.
كما طرحت وزارة البيئة ووزارة الزراعة في موريتانيا بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية الممولة من أوروبا مشاريع لزراعة الأشجار لعزل مكتبات المدينة وما فيها من مخطوطات مخطوطاتها عن الصحراء الزاحفة.
ورغم إعادة زراعة بعض الأشجار، إلا أن هناك مؤشرات قليلة على أنها ساهمت في وقف زحف الصحراء. فقد يستغرق الأمر سنوات حتى تنمو الجذور الرئيسية بعمق كافٍ في الأرض للوصول إلى المياه الجوفية، حيث تنتظر شنقيط قدرها وسط زحف الرمال المستمر. وفي هذا السياق يقول ملينين ميد الولي: "نحن مقتنعون بأن التصحر هو قدرنا. ولكن لحسن الحظ، لا يزال هناك أشخاص مقتنعون أيضا بإمكانية مقاومته".
إعلان