«بيوت الشباب» تعزز التفاعل الثقافي بين الشباب
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
اختتمت فعاليات الملتقى الدولي «Youth at Hostel» الذي نظمته بيوت الشباب القطرية بوزارة الرياضة والشباب على مدى ثلاثة أيام ما بين 23-25 ديسمبر بمشاركة عدد من اتحادات بيوت الشباب حول العالم. وقال السيد حسن الكثيري – رئيس لجنة تنظيم الملتقى: إن الملتقى الدولي «YOUTH AT HOSTEL» انطلق في نسخته الأولى بالهدف رقم (17) من اهداف التنمية المستدامة، تحت عنوان «عقد الشراكات لتحقيق الأهداف» بمشاركة 7 دول تمثل اتحادات وجمعيات بيوت الشباب حول العالم وهي: قطر، المغرب، سلطنة عمان، سلوفينيا، الهند، إيطاليا، وباكستان، حيث شهد الملتقى تبادلًا حيويًا للأفكار والخبرات بين الشباب الملهم من مختلف الدول وفرصة لتعزيز الفهم المتبادل والتفاعل الثقافي.
وأعرب الكثيري خلال كلمة القاها عن شكره لكل الجهات المشاركة وهم شركاء النجاح: اليونيسف والاتحاد الدولي لبيوت الشباب ووزارة الرياضة والشباب ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وقطر للسياحة ومتاحف قطر.
كما صرح انه خلال هذا الملتقى تمكن المشاركون من تحقيق العديد من الاهداف الاستراتيجية لوزارة الرياضة والشباب لعل اهمها رفع قدرات المشاركين في مجالات الاستدامة والسياحة والشراكات الحكومية والخاصة، فضلا عن اعطاء فرصة لبعض الشباب القطري لتمثيل دولتهم أفضل تمثيل في ملتقى دولي إضافة الى اكتشاف العديد من المهارات التي ولا شك ستمثل رصيدا لبيوت الشباب القطرية وللشباب القطري عموما.
الهدف 17
واشار الكثيري ان بيوت الشباب القطرية عملت هذه السنة على الهدف (17) وهو عقد الشراكات لتحقيق الاهداف وهي خطوة اولى للعمل السنوات المقبلة على اهداف اخرى من اهداف التنمية المستدامة سعيا الى تحقيق ركيزة اساسية من ركائز رؤية قطر 2030 وهي الركيزة البشرية والاستثمار فيها.
وتجدر الاشارة الى أن الشباب المشارك قد قام في حفل ختام الملتقى بتلاوة مجموعة من التوصيات الهامة والتي من شأنها أن تسهم في تطوير قطاع السياحة وتحقيق الشراكات بين مختلف الجهات حيث انبثقت هذه التوصيات عن 4 لجان وهي لجنة صياغة التوصيات للمنظمات الدولية، والمؤسسات الحكومية، ولمؤسسات الخاصة، والمجتمع المدني.
وأهم التوصيات هي:
- إنشاء مراكز للحوكمة والاستدامة لتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية وتبادل المبادرات والبرامج.
- تعزيز مفهوم السياحة البيئية في المناهج الدراسية وتشجيع ممارستها بما يضمن حماية البيئية من خلال الأنشطة اللا صفية.
- اعتماد نهج التعاون الشامل من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع منظمات السياحة الدولية ودمج المبادرات المستدامة وإقامة شراكات تعليمية مع المؤسسات العالمية.
وفي الختام اكد الكثيري ان الملتقى قدم رؤية مستقبلية واعدة لصناعة السياحة بفضل إسهامات وتفاعلات الشباب الملهم، وان بيوت الشباب القطرية على ثقة بأن هذه التجربة ستكون محفزًا لتفعيل الشراكات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر بيوت الشباب
إقرأ أيضاً:
عُمان والصين.. نحو مزيد من الشراكات
محمد بن علي العريمي
mahaluraimi@gmail.com
تتمتع سلطنة عُمان بموقع جغرافي استراتيجي يُتيح لها الاستفادة من علاقاتها مع الصين؛ حيث تُعد عُمان الأسهل جغرافيًا بين الدول العربية في الوصول إلى الصين عبر المسار البحري، وهذا الموقع الجغرافي الفريد يُتيح لعُمان فرصًا كبيرة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، خاصةً في ظل تنامي دور الصين كقوة اقتصادية عالمية وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين.
وفي هذا السياق، يُمكن لعُمان الاستفادة من موقعها لتعزيز شراكتها مع الصين في مختلف المجالات، مما يؤدي إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة وتنمية مستدامة. وتمتلك عُمان شبكة موانئ قوية مثل ميناء صلالة، ميناء الدقم، وميناء صحار، التي تتمتع بموقع استراتيجي على المحيط الهندي. ميناء صلالة وحده استقبل أكثر من 4.3 مليون حاوية نمطية في عام 2022، وهو ما يجعله من أبرز الموانئ الإقليمية. كما يُعتبر ميناء صحار من بين الموانئ المتطورة؛ حيث يحتوي على مرافق حديثة ويعد مركزًا رئيسيًا لاستيراد وتصدير البضائع. وفقًا لتقارير اقتصادية، بلغ إجمالي استثمارات تطوير الموانئ العُمانية حوالي 20 مليار دولار خلال العقد الماضي. هذه الموانئ قادرة على استقطاب البضائع الصينية العابرة إلى إفريقيا وأوروبا، مما يعزز موقع السلطنة كمركز لوجستي عالمي.
إضافةً إلى ذلك، يُمكن لعُمان الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الصينية في تطوير موانئها. على سبيل المثال، يُمكن التعاون مع شركات صينية رائدة مثل "تشاينا هاربور" و"تشاينا كوسكو" لتوسيع المرافق اللوجستية وزيادة الطاقة الاستيعابية؛ مما يدعم حركة التجارة المتزايدة. ومن خلال هذا التعاون، يُمكن للموانئ العُمانية أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من مبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
التجارة البحرية بين عُمان والصين تشهد تطورًا ملحوظًا. في عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 21.2 مليار دولار أمريكي؛ مما يجعل الصين الشريك التجاري الأكبر لعُمان. وعلى الرغم من أنَّ غالبية هذا التبادل تتركز في قطاع الطاقة، فإنَّ هناك فرصًا واعدة لتوسيع نطاق التعاون ليشمل الصناعات التحويلية والمنتجات الزراعية والسمكية. وتشير التوقعات إلى أنَّ تعزيز الاتفاقيات التجارية وتسهيلات النقل قد يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري بنسبة 10% سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويمكن لعُمان استقطاب الاستثمارات الصينية في قطاعات مختلفة مثل البنية الأساسية، والصناعات الثقيلة، والطاقة المتجددة، والسياحة، والزراعة. وعلى سبيل المثال، تُعد منطقة الدقم الاقتصادية وجهة استثمارية مثالية.
عُمان تُعد شريكًا مثاليًا للصين في مجال الطاقة؛ حيث إنَّ الصين واحدة من أكبر مستوردي الطاقة في العالم. وفي عام 2021، صدّرت السلطنة حوالي 80% من إنتاجها النفطي إلى الأسواق الآسيوية، مع حصة كبيرة موجهة إلى الصين. وهذا التعاون يعكس تكاملاً طبيعيًا بين احتياجات الصين وموارد عُمان. إضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وفقًا لتقارير منظمة الطاقة الدولية، تُعتبر الصين من أكبر المستثمرين في تقنيات الطاقة النظيفة، مما يوفر فرصة لعُمان للاستفادة من الخبرة الصينية في هذا المجال لتطوير مشاريع مستدامة داخل السلطنة.
وفي مجال السياحة، تُعد الصين سوقًا واعدة لعُمان، وفي عام 2019، زار السلطنة أكثر من 50 ألف سائح صيني، ومع استئناف حركة السفر العالمية، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير. وتُعد المواقع التاريخية في عُمان عوامل جذب رئيسية للسياح الصينيين، إضافة إلى الصحاري والشواطئ الجميلة التي توفر تجربة فريدة. وهنا يتعين تعزيز الجهود الترويجية وتنظيم حملات إعلامية على المنصات الصينية الشهيرة مثل "وي تشات" و"ويبو"، بما يساعد على زيادة أعداد السياح الصينيين.
كما إنَّ التبادل الثقافي بين عُمان والصين يُعد ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات الثنائية. يمكن تنظيم مهرجانات ثقافية ومعارض فنية وبرامج تعليمية لتقريب الثقافات بين الشعبين. على سبيل المثال، يمكن إنشاء برامج لتدريس اللغة العربية للصينيين، واللغة الصينية للعُمانيين لتعزيز التواصل. علاوة على ذلك، يمكن إقامة فعاليات رياضية مشتركة تُبرز الترابط الحضاري بين البلدين.
ومن ناحية تطوير الصناعات المحلية، فإنَّ الصين سوق رئيسية للرخام العُماني؛ حيث بلغت صادرات الرخام العُماني إلى الصين حوالي 20 مليون دولار في عام 2020. وتعزيز هذه الصناعة وتوسيع قاعدة العملاء في الصين يمكن أن يزيد من إيرادات السلطنة بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، فإنَّ المنتجات الزراعية مثل التمور والأسماك لديها إمكانيات كبيرة للدخول إلى السوق الصينية بفضل الطلب المتزايد في هذا القطاع. تُشير بيانات وزارة الزراعة والثروة السمكية العُمانية إلى أن صادرات الأسماك العُمانية إلى الصين زادت بنسبة 15% في السنوات الثلاث الأخيرة.
ويمكن القول إن أمام سلطنة عُمان والصين فرص استراتيجية يمكن استغلالها لتحقيق فوائد اقتصادية وتجارية واجتماعية كبيرة. ومن خلال التعاون المشترك واستقطاب الاستثمارات الصينية، تستطيع عُمان تعزيز مكانتها كمركز لوجستي وتجاري في المنطقة. ومشروع "الحزام والطريق" يُعد بوابة ذهبية للسلطنة لتنويع اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة؛ بما يخدم الأهداف الوطنية على المدى البعيد. التعاون الوثيق بين البلدين ليس فقط فرصة اقتصادية؛ بل إنه جسر ثقافي يُسهم في بناء علاقات مستدامة تعود بالنفع على الشعبين.