تهدد الهجمات التي يشنها الحوثيون على الشحن البحري في البحر الأحمر، برفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، وذلك لأن شركات الشحن باتت تتخذ طرقًا أطول لتجنب المياه الخطرة في الوقت الحالي.

وكان المتمردون الحوثيون في اليمن، المدعومون من إيران، قد قاموا هذا الشهر، ولأول مرة، بضرب سفن الشحن بطائرات بدون طيار وصواريخ، في سياق ما يعتبرونه انتقاما من تصرفات إسرائيل في حرب غزة.

تكاليف إعادة التوجيه

تسببت هذه الاضطرابات، بحسب واشنطن بوست، في قيام شركات الشحن العملاقة Maersk وCMA CGM وCOSCO بإعادة توجيه الشحنات حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، وهي التفافات مكلفة بشكل متزايد لشركات الشحن والمستهلكين.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن ريان بيترسن، الرئيس التنفيذي لشركة فليكسبورت، وهي شركة تكنولوجيا لوجستية، إنه اعتبارًا من يوم الثلاثاء، تتوقع شركات الشحن أن تتجنب البحر الأحمر خلال مهرجان السنة القمرية الجديدة في الصين. ويعد الأسبوعان السابقان للاحتفالات فترة الذروة بالنسبة لشركات الشحن، التي تسارع لتسليم البضائع قبل العطلة التي تبدأ في 10 فبراير.

ويقول الخبراء، بحسب التقرير، إن تكاليف إعادة توجيه السفن حول جنوب أفريقيا أو عبر قناة بنما ستؤدي إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية المشحونة من آسيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وقال بيترسن: "إنها رحلة أطول بنسبة 8 في المئة تقريبًا، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار قليلاً بالنسبة للشحن البحري - وهذا تأثير مادي على أسعار البضائع نفسها".

وأضاف لواشنطن بوست أن ارتفاع التكاليف سيؤثر على أسعار معظم المواد في جميع المتاجر، باستثناء المواد الغذائية والمواد الأولية والطاقة.

ويقع البحر الأحمر بين قارتين ويحده 10 دول - ستة في أفريقيا وأربعة في الشرق الأوسط - ويمر حوالي 12% من إجمالي التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وفقًا للمعهد البحري الأميركي. إنه أيضًا ممر مهم بشكل خاص لناقلات الوقود.

"سوف تنتشر إلى العالم بأسره"

وبسبب الهجمات الأخيرة التي شنها المسلحون الحوثيون في البحر الأحمر، تتم إعادة توجيه السفن التي تستخدم عادة قناة السويس حول الطرف الجنوبي لأفريقيا في الوقت الحالي.

ونقلت الصحيفة عن جورج كوتشانوفسكي وريتشارد داندرلاين، الرئيس التنفيذي والمدير المالي لشركة Staxxon، شركة تصنع حاويات الشحن، قولهم إن تجار الجملة وتجار التجزئة سيستمرون في تحمل بعض تكاليف الشحن المتزايدة، خاصة على العناصر ذات هوامش الربح المحدودة والأسعار التنافسية، بالإضافة إلى السلع التي لن تكون في موسمها.

وأضاف داندرلاين إنه في حين أن التأثير المباشر للصراع هو على شركات الشحن التي يتعين عليها تغيير مسارها من البحر الأحمر، فإن حركة المرور الإضافية إلى الممرات الأخرى "سوف تنتشر في النهاية إلى العالم بأسره".

ويتوقع الشاحنون، بحسب الصحيفة، على سبيل المثال، أن يزداد الازدحام في قناة بنما سوءا كلما طال أمد الصراع. كما أنه يسبق موسمًا مهمًا للصناعة بين شهري مارس ومايو، حيث تميل شركات الشحن إلى توقيع العقود السنوية.

ولحماية سفن الشحن في منطقة البحر الأحمر، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأسبوع الماضي عن إطلاق عملية حارس الازدهار Prosperity Guardian، وهي قوة أمنية بحرية تضم وحدات من 20 دولة.

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية، وفقاً للتقرير، أن الصناعة رحبت بإعلان التحالف لكنها تواصل إعادة توجيه شحناتها بحذر.

وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة Flexport وشاركتها مع صحيفة واشنطن بوست، قامت 290 سفينة إما بتحويل مسارها أو التخطيط لتحويلها من منطقة الصراع، اعتبارًا من يوم الثلاثاء.

 لكن بيترسن من شركة فليكسبورت قال للصحيفة إن معرفة العدد الدقيق للسفن التي تخوض الرحلة عبر البحر الأحمر يصعب تحديدها، حيث تقوم معظم السفن بإيقاف تشغيل أجهزة تحديد المواقع الخاصة بها لتجنب اكتشافها من قبل الحوثيين.

من جانبها كانت شركة الشحن العالمية العملاقة ميرسك قد أعلنت في 24 ديسمبر إنها ستستأنف بعض الشحنات عبر البحر الأحمر بعد نشر عملية "Prosperity Guardian"، والتي وصفتها بأنها "أخبار مرحب بها للصناعة بأكملها، بل ولوظائف التجارة العالمية".

لكن متحدث باسم شركة ميرسك قال لواشنطن بوست إن الخطر العام في المنطقة لم يتم القضاء عليه في هذه المرحلة". "لن تتردد شركة ميرسك في إعادة تقييم الوضع والبدء مرة أخرى في خطط التحويل إذا رأينا ذلك ضروريًا لسلامة البحارة لدينا."

أحدث تعطيل لسلاسل التوريد

وعلى الرغم من الجهود الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة، فإن الهجمات على سفن الشحن مستمرة.

وأعلن الحوثيون، يوم الثلاثاء، أنهم ضربوا السفينة التجارية MSC United VIII في هجومهم الأخير. أبلغت MSC لاحقًا عن عدم وقوع إصابات في طاقمها.

ولم يضع متحدث باسم البنتاغون جدولا زمنيا بشأن المدة التي من المتوقع أن تستمر فيها الهجمات، لكنه قال إن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها ومصالحها.

تعد هجمات البحر الأحمر أحدث تعطيل لسلسلة التوريد العالمية التي شهدت عقبات وضغوط تضخمية يعود تاريخها إلى الأيام الأولى لجائحة كورونا، عندما وصلت تكاليف الشحن إلى مستويات قياسية بسبب الطلب على السلع المصنعة في آسيا الذي يفوق العرض، وفقاً لواشنطن بوست.

وبينما أجبرت عمليات الإغلاق العالمية الجميع على البقاء في منازلهم، قام المستهلكون بتغذية الاقتصاد من خلال التسوق عبر الإنترنت. وتسبب الطلب المفاجئ على السلع في ارتفاع التكاليف التشغيلية - وأبرزها أسعار شحن حاويات الشحن من آسيا.

لكن أسعار الشحن انخفضت في عام 2022 مع تراجع طلب المستهلكين.

وبحسب التقرير، تم تجنب كارثة أكبر في سلسلة التوريد في يونيو، عندما وقع مشغلو الموانئ صفقة جديدة مع الاتحاد الدولي لعمال النقل البحري للحصول على عقد يتضمن زيادة كبيرة في الأجور - زيادة بنسبة 32% في الأجور على مدى ست سنوات.

إذا استمرت هجمات البحر الأحمر حتى سبتمبر، فسوف يتزامن ذلك، وفق واشنطن بوست، مع انتهاء عقد العمل بين مشغلي موانئ الساحل الشرقي والرابطة الدولية للشواطئ البحرية، التي قالت في نوفمبر إنها لن تمدد العقد وأنها مستعدة للمواجهة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: البحر الأحمر واشنطن بوست شرکات الشحن إعادة توجیه

إقرأ أيضاً:

غرفة دبي العالمية تستقطب 51 شركة متعددة الجنسيات

دبي (الاتحاد)
واصلت غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، خلال العام 2024 جهودها الرامية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الإمارة، وتحفيز توسع الشركات المحلية في الأسواق الخارجية الواعدة، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي المستدام لدبي، ويعزز التجارة الخارجية للإمارة مع كل أنحاء العالم.

ونجحت غرفة دبي العالمية خلال العام 2024 باستقطاب 207 شركات متنوعة ما بين متعددة الجنسيات وصغيرة ومتوسطة مقارنة بـ133 شركة تم استقطابها خلال 2023، بنمو وقدره 56% في عدد الشركات التي تم جذبها إلى دبي من قبل الغرفة.

وتضمنت قائمة الشركات التي استقطبتها الغرفة خلال العام الماضي 51 شركة متعددة الجنسيات مقارنة بـ33 شركة في 2023، بنمو بنسبة 55%، كما استقطبت الغرفة 156 شركة صغيرة ومتوسطة في 2024 بنسبة زيادة بلغت 56% مقارنة مع 100 شركة تم استقطابها خلال 2023. ونجحت غرفة دبي العالمية في 2024 بدعم توسع 114 شركة محلية إلى أسواق عالمية جديدة، بنمو بنسبة 48% مقارنة بـ77 شركة محلية تم دعم توسعها في العام 2023.

 وقال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي العالمية: تعكس النتائج المحققة خلال العام 2024 أهمية الجهود المبذولة لتعزيز جاذبية دبي الاستثمارية عالمياً، ودعم نمو مجتمع الأعمال المحلي على الساحة الدولية.
وأضاف ابن سليم قائلاً: تلعب شبكة المكاتب الخارجية التابعة لغرفة دبي العالمية دوراً حيوياً في استعراض الفرص الواعدة التي تزخر بها دبي أمام المستثمرين الدوليين، ودعم الشركات متعددة الجنسيات للاستفادة من المقومات التنافسية المتكاملة التي تتمتع بها دبي، بالتزامن مع تطوير قدرات الشركات العاملة في الإمارة على توسيع أعمالها في أهم الأسواق الدولية.

وقامت الغرفة خلال العام الماضي بافتتاح مكتبين خارجيين في كل من كازاخستان وكولومبيا، ليرتفع عدد المكاتب التمثيلية الخارجية لغرفة دبي العالمية إلى 33 مكتباً، مما يعزز جهود جذب الاستثمار الأجنبي، ودعم الشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها في استكشاف فرص اقتصادية وتجارية جديدة في الأسواق العالمية الواعدة.

أخبار ذات صلة «غرفة دبي العالمية» تدعم توسع الشركات المحلية في أفريقيا وجنوب شرق آسيا «غرفة دبي العالمية» تدعم توسع شركة تكنولوجيا زراعية إماراتية في أفريقيا

مقالات مشابهة

  • بعد تطمينات صنعاء .. شركات شحن عالمية تعاود الإبحار عبر البحر الأحمر
  • مستشار الامن الأمريكي: مسألة “الحوثيين” ليست شأناً امريكياً فقط
  • “لويدز ليست” البريطانية: شركات الشحن بدأت في العودة التدريجية إلى البحر الأحمر
  • شركة ملاحة بريطانية: حركة المرور في البحر الأحمر مستقرة
  • شاهد | معركة البحر الأحمر هاجس للقوى البحرية العالمية
  • غرفة دبي العالمية تستقطب 51 شركة متعددة الجنسيات
  • اجتماع مع ممثلي 23 شركة رائدة في المجال لطمأنة الخطوط الملاحية للعودة إلى المرور عبر قناة السويس.. ربيع: انخفاض الإيرادات بنسبة 62% منذ مطلع عام 2024.. 6000 سفينة عبرت رأس الرجاء الصالح منذ نوفمبر
  • الاستثمار: مفاوضات بين شركة كويتية وميتسوبيشي العالمية للتصنيع في مصر
  • هجمات الحوثيين لم تعد مقبولة.. مصر وجيبوتي تتفقان على العمل لضمان استعادة الأمن في باب المندب والبحر الأحمر
  • رئيس حماية المستهلك: اتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية التي تسهم في وفرة السلع