أحمد شعبان، أحمد عاطف (عدن، القاهرة)

يواجه اليمن تحدياً إنسانياً خطيراً بعد إعلان برنامج الأغذية العالمي تعليق توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي.
وحذر حقوقيون يمنيون من كارثة إنسانية نتيجة لهذا القرار الذي جاء بسبب محدودية التمويل وعدم التوصل إلى اتفاق مع الجماعة لتنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة ويستهدف الأسر الأكثر ضعفاً واحتياجاً.


وكان برنامج الغذاء العالمي قد بيّن أن هذا القرار الصعب تم اتخاذه بعد ما يقرب من عام من المفاوضات التي لم يتم خلالها التوصل إلى اتفاق لتقليص عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية المباشرة من 9.5 إلى 6.5 مليون شخص.
وقالت المحامية اليمنية والناشطة الحقوقية زعفران زايد، إن قرار إيقاف المساعدات في مناطق سيطرة الحوثي يعد كارثة إضافية، خاصة أن القرار جاء في ظل حالة من الانهيار اقتصادي نتيجة انتهاكات الحوثي، ونهبها للمال العام والأملاك الخاصة، والتضييق على الأنشطة التجارية، وإعاقة عمل المشتغلين بالإغاثة والأعمال الإنسانية. 
وشددت زعفران في تصريح لـ«الاتحاد» على أن قرار الـ «برنامج» يحرم ملايين اليمنيين من مساعدات هم في أمسّ الحاجة إليها، كما يؤدي إلى انهيار النظام الاجتماعي، وانعدام تام لسبل العيش لهؤلاء الأشخاص الذين يفقدون حقهم في الحياة ولو بالحد الأدنى لمتطلباتها، داعية إلى العمل بشكل عاجل لتأمين وسائل وآليات وصول فعال ومباشر للمستحقين للمعونات الغذائية.
ومن جانبه، أعرب وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبدالحفيظ، 
 عن قلقه من توقف المساعدات في هذه المناطق، لافتاً إلى أن 70% من المساعدات الغذائية تذهب إلى جهات أخرى ولا تصل إلى مستحقيها نتيجة سيطرة الحوثي، إلا أن هذه النسبة الضئيلة تخفف من الأزمة التي يعاني منها اليمنيون في هذه المناطق. 

أخبار ذات صلة الجفاف يفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن الإمارات تدعم متضرري الفيضانات في سيشل بإمدادات غذائية عاجلة

وأشار عبدالحفيظ في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أنه تمت مطالبة المنظمات الدولية التي تعمل في إطار الإغاثة وتقديم المساعدات، بأن يكون هناك تنسيق متكامل بين الجهات الحكومية الشرعية، والمنظمات الدولية، بحيث نستطيع وضع خريطة لاستيعاب المساعدات وتوزيعها بشكل صحيح، وفي إطار المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، والبحث عن وسائل لإيصال المساعدات بعيداً عن تدخلات الحوثي.
وأشار عبدالحفيظ إلى أن الحاجة ماسة إلى استراتيجية حقيقية لعمل المنظمات في إطارها الصحيح، والعمل بشفافية وحوكمة، بحيث نستطيع فهم الإشكاليات والصعوبات والعمل على معالجتها، خاصة أن القرار الأممي يجعلنا نشعر بالقلق تجاه قاطني هذه المناطق، وخصوصاً أن معظمهم دخلوا في مرحلة الفقر المدقع والجوع.
وكشف المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر في تصريح لـ «الاتحاد» عن أن جماعة الحوثي تستخدم قرار تعليق المساعدات كوسيلة لمعاقبة الشعب اليمني، وترفض العدالة التي تسعى المؤسسات الإنسانية الدولية لتحقيقها، وتستغل المساعدات لبيعها في السوق السوداء والتلاعب بها أو استخدامها لإجبار الأسر على تجنيد أطفالهم.
بدوره، أشار المحلل السياسي اليمني فارس البيل إلى أن إيقاف توزيع المساعدات من قبل برنامج الغذاء العالمي يكشف عن عدم تعاون الحوثيين في عملية التوزيع، مؤكداً أنها تسببت في تفاقم الفقر والكارثة الإنسانية في اليمن، بسبب نهب المساعدات وعرقلة جهود المنظمات الإنسانية، ما أدى في النهاية إلى قرار تعليق المساعدات.
وتفاقمت الأزمات الإنسانية في اليمن خلال الآونة الأخيرة نتيجة النزاع المستمر في البلاد، مما يجعل للمساعدات الإنسانية الأممية أهمية كبرى في تلبية احتياجات الأسر وتخفيف معاناتهم من الفقر والجوع.
وقبل أيام صدرت شكاوى من سكان محافظة إب بسبب عرقلة ومنع جماعة الحوثي وصول المساعدات الغذائية المرسلة إليهم من منظمات إنسانية دولية، وسط اتهامات محلية بمصادرة الحوثي للمعونات التي وصلت قبل قرار تعليق المساعدات وكانت موجهة للفئات الأكثر فقراً، وبيعها في الأسواق لصالحها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليمن المساعدات الإنسانية جماعة الحوثي عدن تعلیق المساعدات جماعة الحوثی فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحوثي يهدد.. أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد

 حذّر زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، دولاً عربية من التورّط في التعاون مع العدوان الأمريكي على اليمن، مؤكّداً أن أي تعاون مع واشنطن في حربها على صنعاء، يُعدّ إسناداً لـ"إسرائيل".

ونبّه الحوثي في كلمته الأسبوعية إلى أن "أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيُقابل بردّ. وإذا قمتم بأي تعاون مع الأمريكي إما بالسماح له بالاعتداء علينا من قواعد في بلدانكم أو بالدعم المالي أو اللوجستي أو المعلوماتي فهو دعم وإسناد للعدو الإسرائيلي".

وطالب تلك الدول "بكفّ أذاها وشرّها عن اليمن، والاكتفاء بالتفرج على ما يحدث من جرائم ضد أبناء الشعب اليمني". 

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "النجاح في تدمير ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقاذفات لم يكن كبيراً". مقابل التكلفة الباهظة التي تكبتها أمريكا من وراء عمليات القصف المستمرة في اليمن، والتي فاقت مليار دولار.


وأعلن الناطق باسم القوات الحوثية باليمن، فجر الأحد، استهداف سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في شمال البحر الأحمر.

وقال العميد يحيى سريع إن القوات الحوثية اشتبكت مع حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات عدة ساعات.

وأكد أن القوة البحرية استهدفت كذلك سفينة إمداد تابعة لحاملة الطائرات ترومان بصاروخ باليستي.

ومنتصف آذار/ مارس الماضي، أعلن ترامب أنه أمر جيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".


وشن الأمريكيون مئات الغارات على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 67 مدنيا وإصابة 146 آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.

بينما تجاهلت الجماعة تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل "إسرائيل" وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف "تل أبيب" منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية ينتقد تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن
  • مجاعة تلوح في الأفق بمخيمات تندوف بعد قرار أمريكي بتقليص المساعدات الإنسانية
  • الحوثي يهدد.. أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد
  • برنامج الأغذية العالمي يغلق مخابزه في غزة
  • بيلاروس ترسل شحنة مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال في ميانمار
  • 7.6 مليون درهم مساعدات إنسانية لنزلاء المؤسسات الإصلاحية في دبي
  • درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية
  • من غزة إلى اليمن .. السيد الحوثي يكشف خطوط المعركة الكبرى
  • روبيو: لن نتحمل بعد اليوم القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية حول العالم
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها