تعليق المساعدات الأممية ينذر بكارثة إنسانية في اليمن
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أحمد شعبان، أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
يواجه اليمن تحدياً إنسانياً خطيراً بعد إعلان برنامج الأغذية العالمي تعليق توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي.
وحذر حقوقيون يمنيون من كارثة إنسانية نتيجة لهذا القرار الذي جاء بسبب محدودية التمويل وعدم التوصل إلى اتفاق مع الجماعة لتنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة ويستهدف الأسر الأكثر ضعفاً واحتياجاً.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد بيّن أن هذا القرار الصعب تم اتخاذه بعد ما يقرب من عام من المفاوضات التي لم يتم خلالها التوصل إلى اتفاق لتقليص عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية المباشرة من 9.5 إلى 6.5 مليون شخص.
وقالت المحامية اليمنية والناشطة الحقوقية زعفران زايد، إن قرار إيقاف المساعدات في مناطق سيطرة الحوثي يعد كارثة إضافية، خاصة أن القرار جاء في ظل حالة من الانهيار اقتصادي نتيجة انتهاكات الحوثي، ونهبها للمال العام والأملاك الخاصة، والتضييق على الأنشطة التجارية، وإعاقة عمل المشتغلين بالإغاثة والأعمال الإنسانية.
وشددت زعفران في تصريح لـ«الاتحاد» على أن قرار الـ «برنامج» يحرم ملايين اليمنيين من مساعدات هم في أمسّ الحاجة إليها، كما يؤدي إلى انهيار النظام الاجتماعي، وانعدام تام لسبل العيش لهؤلاء الأشخاص الذين يفقدون حقهم في الحياة ولو بالحد الأدنى لمتطلباتها، داعية إلى العمل بشكل عاجل لتأمين وسائل وآليات وصول فعال ومباشر للمستحقين للمعونات الغذائية.
ومن جانبه، أعرب وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبدالحفيظ،
عن قلقه من توقف المساعدات في هذه المناطق، لافتاً إلى أن 70% من المساعدات الغذائية تذهب إلى جهات أخرى ولا تصل إلى مستحقيها نتيجة سيطرة الحوثي، إلا أن هذه النسبة الضئيلة تخفف من الأزمة التي يعاني منها اليمنيون في هذه المناطق. أخبار ذات صلة الجفاف يفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن الإمارات تدعم متضرري الفيضانات في سيشل بإمدادات غذائية عاجلة
وأشار عبدالحفيظ في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أنه تمت مطالبة المنظمات الدولية التي تعمل في إطار الإغاثة وتقديم المساعدات، بأن يكون هناك تنسيق متكامل بين الجهات الحكومية الشرعية، والمنظمات الدولية، بحيث نستطيع وضع خريطة لاستيعاب المساعدات وتوزيعها بشكل صحيح، وفي إطار المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، والبحث عن وسائل لإيصال المساعدات بعيداً عن تدخلات الحوثي.
وأشار عبدالحفيظ إلى أن الحاجة ماسة إلى استراتيجية حقيقية لعمل المنظمات في إطارها الصحيح، والعمل بشفافية وحوكمة، بحيث نستطيع فهم الإشكاليات والصعوبات والعمل على معالجتها، خاصة أن القرار الأممي يجعلنا نشعر بالقلق تجاه قاطني هذه المناطق، وخصوصاً أن معظمهم دخلوا في مرحلة الفقر المدقع والجوع.
وكشف المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر في تصريح لـ «الاتحاد» عن أن جماعة الحوثي تستخدم قرار تعليق المساعدات كوسيلة لمعاقبة الشعب اليمني، وترفض العدالة التي تسعى المؤسسات الإنسانية الدولية لتحقيقها، وتستغل المساعدات لبيعها في السوق السوداء والتلاعب بها أو استخدامها لإجبار الأسر على تجنيد أطفالهم.
بدوره، أشار المحلل السياسي اليمني فارس البيل إلى أن إيقاف توزيع المساعدات من قبل برنامج الغذاء العالمي يكشف عن عدم تعاون الحوثيين في عملية التوزيع، مؤكداً أنها تسببت في تفاقم الفقر والكارثة الإنسانية في اليمن، بسبب نهب المساعدات وعرقلة جهود المنظمات الإنسانية، ما أدى في النهاية إلى قرار تعليق المساعدات.
وتفاقمت الأزمات الإنسانية في اليمن خلال الآونة الأخيرة نتيجة النزاع المستمر في البلاد، مما يجعل للمساعدات الإنسانية الأممية أهمية كبرى في تلبية احتياجات الأسر وتخفيف معاناتهم من الفقر والجوع.
وقبل أيام صدرت شكاوى من سكان محافظة إب بسبب عرقلة ومنع جماعة الحوثي وصول المساعدات الغذائية المرسلة إليهم من منظمات إنسانية دولية، وسط اتهامات محلية بمصادرة الحوثي للمعونات التي وصلت قبل قرار تعليق المساعدات وكانت موجهة للفئات الأكثر فقراً، وبيعها في الأسواق لصالحها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن المساعدات الإنسانية جماعة الحوثي عدن تعلیق المساعدات جماعة الحوثی فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الأونروا» تنشر خارطة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
نشر مفوض وكالة “الأونروا” فيليب لازاريني، خارطة مفصلة تصور الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح لازاريني، بالخارطة، بالألوان “تصنيفات المنطقة العسكرية والتي تقسم إلى “مناطق عالية الخطورة” وإلى “مناطق تلقت أوامر بالإخلاء” بسبب خطورتها العالية، كما أظهرت الخارطة انهيار النظام المدني في مناطق القطاع وتحولت إلى “عالية الخطورة” مشيرا إلى “مناطق مرور المساعدات الإنسانية” التي تتطلب التنسيق مع الجيش الإسرائيلي”.
كما ظهر في الخارطة، “مناطق “إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية”، والطرق البديلة من وإلى معبر “كرم أبو سالم” التي يغلقها الجيش الإسرائيلي حاليا أو أنها أصبحت “غير صالحة للاستخدام” بسبب الهجمات الإسرائيلية، وفي الخارطة أيضا ظهرت نقطة الانتظار التي تقف فيها قوافل المساعدات “الضوء الأخضر” من الجيش الإسرائيلي قبل التوجه إلى نقطة التفتيش”.
وطالب لازاريني، في حسابه على منصة “إكس”: “بوقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن هذا الدمار”.
وكتب: “80% من مناطق قطاع غزة أصبحت مصنفة عالية الخطورة حيث يضطر الناس فيها إلى الفرار بحثا عن أساسيات الحياة وخاصة الأمان المفقود”، وأضاف: “إن سكان القطاع محاصرون دون أي مكان آمن يذهبون إليه”.
وتابع لازاريني: “في شمال قطاع غزة، لا يزال السكان تحت حصار مطبق. يركضون للنجاة بحياتهم في حلقات مفرغة ومحرومون من وصول المساعدات الإنسانية إليهم لأكثر من 40 يوما حتى تاريخ اليوم”.
وقال المفوض العام لـ”الأونروا”: “في جميع أنحاء غزة، أصبح تسليم المساعدات الشحيحة أصلا والمسموح بها، أمرا معقدا للغاية لأسباب عديدة منها الطرق غير الآمنة”.
وأضاف لازاريني: “لقد تم تدمير النظام المدني هناك، وبالإمكان إعادة تأسيسه من خلال وقف إطلاق النار إضافة إلى المساءلة”.
هذا وارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الـ412 إلى 44056 قتيلا و104268 جريحاً.
latest map from @ochaopt ????
80% of the #Gaza Strip is now high risk areas where people are forced to flee in search for the basics especially the nonexistent safety.
They are trapped with no safe place to go.
In northern Gaza, people remain under a tight siege. They run for… pic.twitter.com/CBNXsIn7Mg