الإرهاب في أفريقيا.. ضحايا بالآلاف ونزوح الملايين
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلة تونس.. 2023 عام التخلص من آثار «العشرية السوداء» إحباط هجومين إرهابيين في النمسارغم جهود المجتمع الدولي المستمرة للحد من نشاط ظاهرة الإرهاب بالقارة الأفريقية، إلا أن المؤشرات تؤكد زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في القارة بشكل كبير خلال العام 2023، الذي شهد هجمات واسعة وخسائر غير مسبوقة نتيجة العمليات الإرهابية.
وشهد عام 2023 هجمات متعددة في دول أفريقية تسبب في مقتل الآلاف ونزوح ملايين الأشخاص من مناطق سكنهم إلى أخرى آمنة، وسط حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي.
جنوب الصحراء
ومثلت منطقة جنوب الصحراء مركز جاذبية الأنشطة الإرهابية في العام الجاري، بعد جهود المجتمع الدولي في القضاء على قواعده في الشرق الأوسط، حيث تنشط في الوقت الحالي الجماعات الإرهابية في غرب أفريقيا وأبرز هذه الجماعات «داعش» و«القاعدة» و«الشباب» والجماعات مسلحة أخرى، ليتم تصنيف منطقة «الساحل الأفريقي» كأخطر البؤر الإرهابية في العالم.
وكشف تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2023، عن زيادة بنسبة 50 % في الوفيات العام الماضي من جانب الجماعات المسلحة في أفريقيا، كما ارتفعت العمليات الإرهابية في المنطقة بأكثر من 2000 % خلال السنوات الـ 15 الماضية.
غرب أفريقيا
وبحسب المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «الإيكواس»، فإن منطقة غرب أفريقيا سجلت أكثر من 1800 هجوم في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 4600 شخص مع عواقب إنسانية وخيمة في دول المجموعة المكونة من 15 دولة يوجد بها نصف مليون لاجئ وما يقرب من 6.2 مليون نازح داخلياً.
وأوضح التقرير أنه في الفترة من يناير إلى 30 يونيو، وقع 2725 هجوماً في بوركينا فاسو، و844 في مالي، و77 في النيجر، و70 هجوماً في نيجيريا، أدت جميعها إلى مقتل 4593 شخصاً، مضيفاً أن الهجمات في بنين وتوغو اللتين تطلان على المحيط الأطلسي هي مؤشر صارخ على توسع الإرهاب إلى الدول الساحلية، وهو الوضع الذي يشكل تهديداً إضافياً للمنطقة.
وذكرت النسخة العاشرة من مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2023 أن النيجر تعد الأكثر تضرراً من الإرهاب على مستوى العالم، فحدودها الشمالية تواجه مخاطر تمدد العناصر المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وخطر تنظيم «داعش» الذي ينشط على حدودها الشمالية الشرقية، كما تواجه تهديد جماعة «بوكو حرام» الممتدة على طول حدودها الجنوبية الشرقية مع تشاد ونيجيريا.
وتؤدي هذه الهجمات الإرهابية الناتجة عن عدم الاستقرار الأمني والسياسي إلى نتائج كارثية على شعوب الدول الأفريقية.
وحسب تقارير رسمية، فهناك ما يقرب من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية وملايين النازحين نتيجة تلك العمليات الإرهابية.
التدهور البيئي والإرهاب
بحسب تقرير لمعهد الاقتصاد والسلام الدولي، فإن تدهور الأمن البيئي كان من أسباب انتشار التنظيمات الإرهابية، حيث دفع تدهور الأوضاع البيئية الأفراد للانتقال والبحث عن مناطق للرعي والزراعة ومصادر للمياه والطعام.
فوفقًا للتقرير، تبلغ معدلات الصراع في المناطق ذات الاستخدام الرعوي والزراعي المختلط 54% مقارنة بـ17% بالمناطق غير المختلطة. ويشمل تدهور الأمن البيئي عددًا كبيرًا من المؤشرات، أبرزها تدهور الأمنين المائي والغذائي، مما يؤدي إلى حدوث مجاعات وصراعات دموية على موارد ضعيفة، بالتوازي مع نمو سكاني مرتفع وضعف الإمكانيات، وعدم قدرة الدول على تلبية احتياجات السكان.
وتوقع التقرير استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي لحالات من الجفاف المؤثرة بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، الأمر الذي أدى لنشوب صدامات بين الرعاة والمزارعين، من ثم تزايد معدلات الوفيات الناتجة عن حالة الصراع على الموارد.
تصاعد الصراع
قال الباحث في الشأن الأفريقي، محمد عزالدين: إن تصاعد الصراع في منطقة الساحل والصحراء تزيد من فرص انتشار الإرهاب والحركات المسلحة، موضحاً أن ذلك بالفعل ما تشهده الكثير من الدول في غرب ووسط أفريقيا نتيجة الانقلابات والصراعات السياسية بين مختلف القوى.
وأوضح عزالدين في تصريح لـ «الاتحاد» أن تصاعد الإرهاب أثر على استقرار تلك المناطق، مشيراً إلى أن دول غرب ووسط أفريقيا تشهد بصورة دورية الكثير من الهجمات الإرهابية التي تودي بحياة المئات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أفريقيا الإرهاب النزوح جنوب الصحراء الإرهابیة فی غرب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد «حبيب الملايين».. المشهد الأخير في حياة الزعيم جمال عبد الناصر
الزعيم جمال عبد الناصر.. تحل اليوم 15 يناير ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر، الرجل الذي شكل محطة فارقة في تاريخ مصر والوطن العربي، فلم يكن بالنسبة للمصريين مجرد رئيس، وإنما كان قائدا شعبيا حمل آمال الأمة وهمومها.
اعتبر الملايين من أبناء مصر والوطن العربي، الرئيس جمال عبد الناصر أيقونة مشرفة للكفاح الوطني والتحرر من الاستعمار، وشكلت إنجازاته ومواقفه نقطة انطلاق لفكر جديد ورؤية جعلت منه رمزا خالدا حتي يومنا هذا، ورغم رحيله في 28 سبتمبر 1970، فإن أفكاره ومبادئه لا تزال حيه.
الزعيم جمال عبد الناصر رغم خطاباته الحماسية وشخصيته القيادية، فإنه كان إنسانا بسيطا، عاش حياة متواضعة رغم المناصب التي تقلدها، وكان قريبا من الناس حتى في لحظات الألم.
الرئيس جمال عبد الناصربدأت ملامح القيادة تتشكل لدى الزعيم جمال عبد الناصر في أثناء دراسته بالكلية الحربية، إذ تعرف على زملائه الذين أصبحوا بعد ذلك أعمدة ثورة يوليو 1952، فقد آمن بأن تحرير الوطن يبدأ من تحرير الإنسان، فقاد الثورة التي أطاحت بالنظام الملكي وأسست للجمهورية.
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جمال عبد الناصر رمز للوحدة العربيةأصبح الزعيم جمال عبد الناصر رمزا للوحدة العربية، ومواقفه القوية في مواجهة الاستعمار، فكانت مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ودعمه لحركات التحرر الوطني في الجزائر واليمن دليلاً على رؤيته القومية الشاملة.
بناء السد العاليومن أهم إنجازات الزعيم جمال عبد الناصر بناء السد العالي، الذي أنقذ مصر من خطر الفيضان والجفاف، وتأميم قناة السويس في 1956، القرار الذي أكد على سيادة مصر على مواردها.
الزعيم جمال عبد الناصر ميلاد زعيم الأمةالزعيم جمال عبد الناصر زعيم الأمة العربية كما أطلق عليه، ولد في 15 يناير 1918، في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، وترجع جذوره إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط، وانتقل بين الكثير من المحافظات بسبب وظيفة والده بمصلحة البريد.
واختار عبد الناصر دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد القاهرة حاليا، وتخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم ثان في يوليو 1938.
-انتقل عام 1939 إلى السودان ورقي إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية، وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية، والتحق بكلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو 1948.
الزعيم جمال عبد الناصر-شارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، شكل مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم الضباط الأحرار، إذ اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949، وضم الاجتماع ضباطا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية
انتخب عبد الناصر رئيسا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتخبت قيادة للتنظيم وانتخب عبد الناصر رئيسا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة، في عام 1950.
الحالة الاجتماعية لجمال عبد الناصرتزوج جمال عبد الناصر في سن مبكرة وأنجب أربعة من الأولاد.
التوجهات الفكريةكان الزعيم جمال عبد الناصر يؤمن دائما بالفكر الاشتراكي خاصة في المجال الاقتصادي، فاتخذ عدة قرارات غيرت من وجهة الحياة الاجتماعية في مصر، كان أهمها قرارات التأميم وإعادة توزيع الملكية الزراعية بين صغار الملاك.
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة عبد الناصروعن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة جمال عبد الناصر، قال الطبيب الصاوى حبيب معالج الزعيم الراحل في مذكراته: ودع الراحل أمير الكويت في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر في يوم 28 سبتمبر عام 1970 وبعدها تلقى اتصالا عاجلا توجه بعده إلى منزل الرئيس في منطقة منشية البكري.
وأضاف الصاوي أنه دخل إلى حجرة نومه، فوجده مستلقيا على السرير مرتديا بيجامته ورأسه مرتفع قليلا، وقال الرئيس له إنه شعر بتعب أثناء توديعه أمير الكويت وأحس أن قدميه تكاد ألا تقويان على حمله.
جمال عبد الناصروتباع: لاحظت وجود عرق بارد على جبهته، كما كان وجهه شاحبًا بعض الشئ، والنبض سريعا خيطيا يكاد ألا يكون محسوسا، وضغط الدم بالغ الانخفاض، وكانت أطرافه باردة، وأحسست في الحال بخطورة الموقف.
وأكمل الصاوي: لقد اعتدل الرئيس قليلا ليفتح الراديو الموجود على الكومودينو بجوار السرير قائلا إنه يرغب في سماع خبر في نشرة أخبار وظل يصغي إلى نشرة الأخبار حتى انتهت، وأغلق الراديو قائلًا: أنا استريحت يا صاوي، وفوجئت برأسه يميل فجأة، وفي الحال تحسست النبض فوجدته قد توقف.
اقرأ أيضاًجمال عبد الناصر.. نبي العروبة الذي وحد الأمة على قلب رجل واحد
إذاعة وسط الدلتا تحيي ذكرى ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
أول تعليق من نجل الزعيم جمال عبد الناصر على عرض ساعة والده في مزاد بنيويورك