لن ينسى الفلسطينيون عام 2023 الذي يودعونه غير آسفين على انتهائه لما حمله لهم من ويلات وقتل ودمار وتشريد، وإن يكن هذا العام قد شارف على نهايته، فإن معاناة الفلسطينيين تبدو أطول من الأيام و الأعوام، فهذا الشعب مازال منذ 75 عاما يجترع الخيبات والنكبات والنكسات دون انقطاع.

وفي يوم آخر معتم يمر على قطاع غزة، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين جلهم أطفال ونساء، جراء تواصل القصف الغسرائيلي لليوم الـ 83 على التوالي.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الطيران الاسرائيلي قصف خلال الساعات الماضية دير البلح ومخيمي المغازي والنصيرات وسط القطاع ومشروع بيت لاهيا شماله وحي الوفية في خان يونس جنوبه، ما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم صحفيان، وإصابة آخرين، ليرتفع بذلك عدد الضحايا بين الصحفيين منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 105 صحفيين.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل 10 فلسطينيين وجرح 12، جراء قصف  محيط مستشفى الأمل في خان يونس جنوب القطاع.

كما قصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية المناطق الشمالية والوسطى من القطاع. و في حصيلة غير نهائية بلغ عدد القتلى الفلسطينيين  21110، وجرح 55243 فلسطينياً منذ بدء  الحرب على القطاع.

في هذا الوقت حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سكان غزة يواجهون خطراً جسيماً في ظل انتشار الجوع الحاد واليأس في كامل القطاع الذي دمرت مناطق واسعة منه.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غبريسيوس قوله: إن “21 مستشفى من أصل 36 في قطاع غزة توقفت تماماً عن العمل”، مؤكداً أن “خطراً جسيماً يهدد الفلسطينيين الذين يعانون من إصابات فظيعة، وكذلك هؤلاء المعرضون لمخاطر الإصابة بالأمراض فضلاً عن الجوع، حيث أبلغتنا طواقمنا العاملة في القطاع أن الجياع يوقفون قوافل المنظمة أملاً في الحصول على الطعام”.

وشدد غبريسيوس على أن “الحاجة للغذاء ما زالت ماسة”، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ “خطوات عاجلة لوقف إطلاق النار لأن قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيوداً كبيرة”.

وقال مدير المنظمة: إن “سلامة موظفينا واستمرارية العمليات تعتمد على وصول المزيد من المواد الغذائية إلى جميع أنحاء غزة فوراً”، لافتاً إلى أن القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي “بدا مبعث أمل في تحسين توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، لكن للأسف لم يُحدث القرار أي تأثير حتى الآن”.

من جانبه، أعرب ريك بيبيركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية عن “قلق بالغ من أن يؤدي نزوح عشرات الآلاف حالياً إلى زيادة الضغط على المرافق الصحية في الجنوب التي تعاني أصلاً”، مضيفاً إن “النزوح الجديد سيؤدي إلى مزيد من الاكتظاظ وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية، ما يجعل من الصعب إيصال المساعدات الإنسانية”.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

الأسرى والحرب.. لماذا يحرق نتنياهو كل الأوراق؟

في عهد إدارة دونالد ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، مما أثار جدلا شارك فيه الرئيس الأسبق باراك أوباما حول تداعيات ذلك على موثوقية واشنطن في الالتزام بالاتفاقيات التي تعقدها.

وقبيل دخول ترامب مجددا للبيت الأبيض، رعى اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة يتكون من 3 مراحل، تبلغ مدة كل مرحلة منها 42 يوما، على أن تبدأ المرحلة الأولى في 19 يناير/كانون الثاني 2025 وتبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في 3 فبراير/شباط 2025. وبالفعل نُفذت عمليات تبادل الأسرى في المرحلة الأولى رغم أزمات تخللتها، وشملت الإفراج عن 1755 أسيرا فلسطينيا مقابل الإفراج عن 25 أسيرا إسرائيليا و8 جثث لأسرى إسرائيليين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما هي بدائل خليفة حفتر بعد سقوط بشار الأسد؟list 2 of 2ابتلاع غزة ولبنان وسوريا.. ما تفاصيل حلم إسرائيل الإمبراطوري؟end of list

ولكن خلال المرحلة الأولى صرح ترامب بأنه سيدعم خيار الحكومة لإسرائيلية تجاه غزة أيا كان، سواء مضت في تنفيذ الاتفاق أو أرادت تعديله أو حتى التملص منه، مما أعطى ضوءا أخضر لنتنياهو الذي تعهد سابقا لحلفائه في الائتلاف الحكومي بعدم المضي في تنفيذ المرحلة الثانية التي تتضمن الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) ضمن انسحاب من كامل قطاع غزة وبالتزامن مع إطلاق سراح بقية الأسرى الأحياء، وتمهيدا لبدء عملية إعادة الإعمار لاحقا في المرحلة الثالثة.

إعلان

وفي خطوة متوقعة بعد تمهيد ترامب، أعلن مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية مطلع مارس/آذار موافقته على مقترح أميركي جديد للتفاوض يختلف عن الاتفاق سالف الذكر، ويقوم على تمديد المرحلة الأولى في شكل هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان وعيد الفصح مقابل الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين خلال اليوم الأول من الهدنة، مع تجاهل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وهو ما رفضته حركة المقاومة الإسلامي (حماس)، وعقب ذلك أعلن جيش الاحتلال في 2 مارس/آذار إغلاق المعابر مع قطاع غزة ووقف إدخال المساعدات الإنسانية مع انتهاء المرحلة الأولى، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.

في خطوة متوقعة بعد تمهيد ترامب أعلن مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية عن مقترح أميركي جديد للتفاوض يختلف عن الاتفاق السابق (رويترز) دعم ترامب

مثلت موافقة نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار إنجازا للرئيس ترامب مع بداية استلامه رسميا مهام منصبه، ورغم ما ظهر من إكراه لنتنياهو بقبول الصفقة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي استثمر ما جرى لاحقا. حيث منح ترامب نتنياهو دعما هائلا عبر طرحه خطة تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع لإقامة مشاريع عقارية على البحر خلال مدة تتراوح من 10 إلى 15 سنة، وهو ما استُقبل باندهاش واستغراب وإدانة في العواصم الغربية فضلا عن العربية.

إن نتنياهو الحائر في كيفية التعامل مع غزة وجد سندا في طرح ترامب الذي تجاوز خيار الاحتلال العسكري لغزة أو إقامة بعض المستوطنات بالقطاع أو حتى تهجير سكان شمال غزة، ليدعو إلى التهجير الكامل، وهنا التقط نتنياهو الفرصة، وشرع وزير دفاعه يسرائيل كاتس في حث جيش الاحتلال على وضع خطة تدفع سكان غزة للرحيل، وشكل ما سماها "مديرية الهجرة الطوعية" في تلاعب بالمصطلحات، فهي معنية بالتهجير لا الهجرة، وبشكل إجباري لا طوعي.

وبطبيعة الحال يصعب تنفيذ خطة التهجير في أجواء وقف إطلاق نار، إذ يصبح تنفيذها أكثر سهولة في أجواء الحرب والقتال التي يُجبر فيها السكان على النزوح قسرا بعيدا عن أماكن القصف، ومن ثم بدأت خطوات تفجير صفقة وقف إطلاق النار بالإعلان عن إغلاق المعابر ووقف دخول المساعدات.

يعني شهر مارس/آذار 2025 لنتنياهو الكثير ففي اليوم الخامس منه سيتولى سكرتيره العسكري السابق الجنرال إيال زامير منصب رئيس أركان الجيش (شترستوك) الحفاظ على الائتلاف الحاكم

إن شهر مارس/آذار 2025 يعني لنتنياهو الكثير، ففي اليوم الخامس منه سيتولى سكرتيره العسكري السابق الجنرال إيال زامير منصب رئيس أركان الجيش بدلا من الجنرال هرتسي هاليفي، مما سيعزز علاقة المستوى السياسي بالعسكري بعد توترات شهدتها علاقة نتنياهو بهاليفي وبوزير الدفاع الأسبق المقال غالانت، كما يُنتظر أن يعتمد الكنيست ميزانية العام الجديد، مما يتطلب تماسك الائتلاف الحكومي الذي شهد انسحاب وزير الأمن القومي بن غفير رفقة حزبه "القوة اليهودية" لرفضه توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، في حين ربط وزير المالية سموتريتش وحزبه "الصهيونية الدينية" استمراره في الحكومة بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا أو الانخراط في المرحلة الثانية من الاتفاق.

إعلان

إن اعتماد الميزانية يعني استمرار حكومة نتنياهو بينما التعثر في تمريرها يعني حل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة، وهو ما يحرص نتنياهو على تلافيه، ولذا فعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار تخدم استقرار ائتلافه الحاكم.

الحرج الميداني

إن أحداث طوفان الأقصى عصفت بأركان نظرية الأمن الإسرائيلية، مثل الردع والإنذار المبكر والحسم السريع للمعركة في أرض الخصم، كما قضت على نهج "المعركة بين الحروب" القائم على التعايش مع وجود حركات مقاومة في جوار إسرائيل مع توجيه ضربات لها كل فترة لإضعافها ومنعها من حيازة قدرات نوعية. فاليوم تتبنى تل أبيب نهجا هجوميا استباقيا يرفض تواجد أي قوى مسلحة معادية بالقرب منها.

وقد كشفت وقائع تسليم الأسرى الإسرائيليين خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، أن كتائب القسام التي قيل إسرائيليا إنها تفككت وفقدت منظومة القيادة والسيطرة وأصبحت شراذم ومجموعات صغيرة منفصلة، لا تزال فاعلة، حيث شارك المئات من عناصرها في عمليات تسليم الأسرى، وظهروا بكامل ملابسهم العسكرية رفقة سيارات وأسلحة سبق لهم اغتنامها من الجانب الإسرائيلي صبيحة الطوفان، كما ظهر عدد من قادة كتائب القسام ممن أعلن جيش الاحتلال والشاباك نجاحهما خلال الحرب في اغتيالهم مثل حسين فياض قائد كتيبة بيت حانون، وهيثم الحواجري قائد كتيبة مخيم الشاطئ، مما مثّل حرجا للمنظومة العسكرية والأمنية في إسرائيل، ودفعها لإصدار بيانات تعلن فيها أنها استندت في إعلان نجاح عمليات الاغتيال لمعلومات استخبارية تبين عدم صحتها.

إن مشاهد تسليم الأسرى، وظهور مقاتلي القسام وغيرها من الفصائل في كامل عدتهم، بدد مزاعم نتنياهو بالانتصار المطلق والقضاء على المقاومة في غزة، وأظهر أنه لا يوم تاليا للحرب بدون وجود حماس، وكل هذا بعد 15 شهرا من حرب طاحنة دمرت قطاع غزة عن بكرة أبيه، وقتلت نحو 49 ألف شهيد فلسطيني، وبالتالي وجد نتنياهو أن المضي في اتفاق وقف إطلاق النار يعني إقراره بالفشل في تحقيق أهدافه السياسية للحرب، ولذا قرر عرقلة الاتفاق.

إعلان خطوات التملص من الاتفاق

شرع نتنياهو تدريجيا في تفجير اتفاق وقف إطلاق النار عبر وضع ألغام وعقبات تستفز الطرف الفلسطيني، فبدأ أولا بمنع دخول البيوت الجاهزة "الكرفانات" إلى غزة، وكذلك سمح بدخول عدد محدود للغاية من الخيم بدلا من 60 ألف خيمة حسب الاتفاق، كما سمح بدخول أعداد محدودة من شاحنات الوقود، ودفعت تلك الانتهاكات كتائب القسام للإعلان على لسان متحدثها العسكري أبوعبيدة عن وقف إطلاق سراح الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين لحين دخول ما سبق الاتفاق عليه من متطلبات الإيواء والتوقف عن عرقلة عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

تدخل الوسطاء لحل الأزمة، واستجاب الاحتلال بإدخال عدد أكبر من شاحنات الوقود والمساعدات رغم أنها أقل من المتفق عليه، لكنه سرعان ما تذرع بحجة جديدة، وطلب إطلاق سراح 6 أسرى أحياء في يوم واحد بدلا من إطلاق سراح 3 أسرى في أسبوع و3 آخرين في الأسبوع التالي، وذلك مقابل تعهده بدخول مئات البيوت الجاهزة "الكرفانات" ومعدات الحفر الثقيلة إلى القطاع رفقة مزيد من المساعدات، وبالفعل استجابت المقاومة وأطلقت سراح 6 أسرى، لكن الاحتلال زعم أن مراسم إطلاق أسراه كانت مهينة، وقرر عدم إطلاق سراح الدفعة المقررة من الأسرى الفلسطينيين، والبالغ عددهم 600 أسير.

لاحقا بعد عدة أيام أطلق الاحتلال سراح الأسرى الـ600، مقابل تسلم جثث 4 أسرى إسرائيليين دون مراسم احتفالية وبعيدا عن الإعلام، وهو ما تجاوبت معه المقاومة، إلى أن وصلنا للمرحلة الأخيرة بالإعلان عن غلق المعابر ووقف دخول المساعدات، وطرح مخطط جديد لتمديد وقف إطلاق النار.

تغيير فريق التفاوض

لم يمتدح نتنياهو في مذكراته التي نشرها في عام 2022 شخصا من الساسة الإسرائيليين بقدر ما امتدح رون ديرمر السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، ووزير الشؤون الإستراتيجية الحالي. فهو مثل نتنياهو تجنس لفترة بالجنسية الأميركية، ووصفه نتنياهو بأنه حاز تعليما عميقا حيث تخرج في جامعة أكسفورد، وبأنه يفهم السياسة الأميركية بشكل حاذق. وذكر نتنياهو أنه يحب أن يخوض مع ديرمر نقاشات فلسفية وتاريخية، مضيفا (يمكنني دائمًا الاعتماد على كلمة رون والثقة في نزاهة نصيحته).

إعلان

خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، غير نتنياهو فريق التفاوض الذي قاده سابقا رئيس الموساد دادي برنياع ومدير الشاباك رونين بار، وأوكلو إدارة التفاوض لصديقه رون ديرمر، بحجة أن المفاوضات ستأخذ بعدا سياسيا أكثر منه أمنيا، وأشار تغيير مسؤول فريق التفاوض لرغبة نتنياهو في الابتعاد عن توصيات الأجهزة الأمنية التي تنصح باستكمال الصفقة لتحرير بقية الأسرى، لصالح المضي في تنفيذ أجندته السياسية.

سافر ديرمر إلى واشنطن في فبراير/شباط 2025 لبحث آفاق صفقة وقف إطلاق النار، واجتمع مع عدد من المسؤولين الأميركيين من بينهم ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب، وتوجت تلك اللقاءات بطرح ويتكوف لخطة جديدة تتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة 50 يوما إضافيا دون الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وهو ما يتماشى مع مخطط نتنياهو.

مستقبل التفاوض

استنادا إلى دعم الرئيس الأميركي ترامب الذي صرح بأنه (سيتعين على إسرائيل أن تقرر، والولايات المتحدة ستدعم القرار الذي تتخذه إسرائيل)، ضرب نتنياهو عرض الحائط باتفاق وقف إطلاق النار، وأعلن في 3 مارس/آذار أنه يدعم خطة ترامب بشأن غزة بشكل كامل، مما دفع الوسطاء، وبالتحديد وزارتي الخارجية في مصر وقطر لإصدار بيانين ينددان فيهما بوقف إدخال المساعدات لقطاع غزة، ويعدانه انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي الإنساني.

إن خطوات نتنياهو تجاه غزة، وعملية الاحتلال العسكرية في مخيمات جنين وطولكرم وطوباس، والتي تضمنت تهجير ما يصل إلى نحو 40 ألف شخص مع تدمير البنية التحتية، وإقامة نقاط ثابتة لجيش الاحتلال داخلها، يتزامن مع وصول 1600 قنبلة ثقيلة بوزن طن لكل منها من طراز "إم كيه-84" (MK-84) من الولايات المتحدة بعد فك إدارة ترامب لتجميد تسليمها في عهد بايدن، كل ذلك يشير إلى نية نتنياهو مواصلة الحرب بهدف فرض واقع جديد يشمل الإعلان عن ضم الضفة، ويضغط على الدول العربية قبيل القمة المنتظرة في القاهرة، بقبول خطة تهدف لنزع سلاح حماس وخروج قياداتها من قطاع غزة مع الضغط والتلويح بتنفيذ خطة ترامب.

إعلان

وفي المقابل تدرك المقاومة أن ورقة الأسرى هي الورقة الأساسية بيدها، وأن الإفراج عنهم دون وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة يعني رهن مصير القطاع بيد نتنياهو وحكومته، ولذا ستحاول استخدمها لتفعيل الضغط الشعبي داخل إسرائيل على حكومة نتنياهو للالتزام بالاتفاق.

إن استخدام المساعدات الإنسانية سلاحا يهدف إلى الضغط على السكان وكذلك على مفاوضي المقاومة، فضلا عن إيجاد ذرائع لمواصلة الحرب مجددا لتحقيق الأهداف التي فشل الاحتلال في تحقيقها خلال الفترة السابقة من الحرب.

وبالتالي، فإن الموقف العربي سيسهم بشكل رئيس في تحديد مسار الأزمة، ففي حال اتخاذ موقف قوي وواضح رافض لمخططات نتنياهو بما يشمله ذلك من تأثير على اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، فسيجد الاحتلال نفسه أمام تحديات وأثمان كبيرة ستدفعه للتراجع، بينما في حال التكيف مع الضغوط الإسرائيلية والبحث عن مسارات لتنفيذها، فسيكون الوضع في غزة والضفة أمام تهديدات وجودية تتجاوز مآسي الحرب التي ناهزت عاما ونصفا.

مقالات مشابهة

  • حماس: منع المساعدات جريمة حرب يرتكبها الاحتلال الإسرائيل أمام العالم
  • لأول مرة .. 8 منتخبات آسيوية في كأس العالم للناشئين
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 48,405
  • وزير الزراعة يبحث مع منظمة ميرسي كور مشكلات القطاع الزراعي
  • كيف تبدو أسواق وأسعار دمشق في أيام رمضان الأولى؟
  • الأسرى والحرب.. لماذا يحرق نتنياهو كل الأوراق؟
  • “أطباء بلا حدود” تحذر من “عواقب مدمرة” لتعليق دخول المساعدات إلى غزة
  • اليونيسف: الدمار في غزة يفوق مستوى الكارثة
  • خيار الهدنة والحرب
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات