وسط خطة أكبر للتخلص من الدولار الأمريكي في مجموعة بريكس، والرقمنة الشاملة للتمويل، تتجه 130 دولة نحو إنشاء عملة رقمية تابعة للبنك المركزي (CBDC) والتي يمكن أن تعرض الدولار لضرر لا يمكن إصلاحه. 

ومن ثم، فإن عملة بريكس، التي من المرجح أن يتم الإعلان عنها في العام المقبل، لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغوط الدولية التي تواجه الدولار.

أكدت التقارير الواردة وجود عدد كبير من الدول في “مراحلة متقدمة” من تطوير العملة الرقمية التابعة للبنوك المركزية. علاوة على ذلك، تشير دراسة أجراها منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية (OMFIF) إلى أن 41٪ من البنوك المركزية تتوقع أن تعمل العملات الرقمية بكامل طاقتها بحلول عام 2028.. إذن، ماذا يعني هذا بالنسبة لـ الدولار الأمريكي؟

130 دولة تستعد لتوجيه ضربة غير مسبوقة لـ الدولار الأمريكي

وأظهرت التقارير أنه وسط إجراءات مجموعة بريكس للتخلص من الدولار الأمريكي، تتجه 130 دولة نحو اتفاقية العملات الرقمية التابعة للبنوك المركزي، مما يعرض الدولار الأمريكي لضرر لا يمكن إصلاحه، وفقا لموقع  “واتشر جورو”.

وحتى الآن، أطلقت أكثر من 11 دولة بالفعل برامجها التجريبية الخاصة بالعملات الرقمية للبنوك المركزية. علاوة على ذلك، شهد اليوان الرقمي نجاحًا هائلاً في وقت سابق من هذا العام.

ومع تزايد شعبية خيارات العملة المماثلة، فمن المؤكد أن سيطرة الدولار الأمريكي في التسويات الدولية قد تتعرض للخطر.

كارثة على النظام الاقتصادي.. قرار أمريكي وشيك يهدد بتدمير الدولار إعلان صادم من روسيا بشأن الدولار الأمريكي

ولا يبدو أن الجنوب العالمي مستعد لوقف خططه للتخلص من الدولار في أي وقت قريب. علاوة على ذلك، مع تبني حلفاء الولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لهذه المساعي، فقد تواجه العملة ضررًا لا يمكن إصلاحه.

وفي وقت سابق، صدمت مجموعة بريكس العالم عندما أعلنت عن ضم ست دول في قمته السنوية لعام 2023، حيث تمت دعوة كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران والأرجنتين وإثيوبيا، والآن، تركز المجموعة على معالجة مخاوفها من استخدام الدولار الأمريكي وسط التجارة الدولية.

اليوان الرقمي بديلا لـ الدولار الأمريكي

ويفتح اليوان الرقمي الباب لمستقبل بلا دولار أمريكي، وعلى وجه التحديد، فإن “اليوان الرقمي” وظهور نظام “بريكس باي” يمثل بديلا للدولار الأمريكي متجذرا في تقنية “بلوكتشين”، حسبما ذكر موقع “واتشر جورو”.

اليوان الرقمي يهدد الدولار 

ومن المتوقع أن يكون لاستخدام اليوان الرقمي في تجارة النفط آثار هائلة، حتى لو لم يكن من الممكن ملاحظتها بسهولة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار الأمريكى مجموعة بريكس بريكس الدولار لـ الدولار الأمریکی

إقرأ أيضاً:

"سياسات ترامب" تهدد هيمنة الدولار الأمريكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه هيمنة الدولار الأمريكي أخطر تحدٍ منذ عقود، بعدما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة اضطراب عالمي بإعلانه فرض تعريفات جمركية شاملة على أكثر من 100 دولة، والتي تجاوزت تداعياتها حدود الأسواق ممتدة إلى العملة الأمريكية التي تعد منذ عقود ملاذًا آمنًا وعملة احتياطية أولى.
وانخفض الدولار الأمريكي، الليلة الماضية، بأكثر من 1% أمام سلة من العملات الأجنبية، ليصل إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات، ما يفاقم تراجعًا بنحو 10% منذ بداية العام، وخلال أسبوع واحد فقط، فقد الدولار نحو 3 سنتات أمام الجنيه الإسترليني و4 سنتات أمام اليورو، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ورغم تراجع جزئي من جانب ترامب – بتجميد التعريفات الجمركية عند 10% على جميع الواردات الأمريكية باستثناء القادمة من الصين لمدة 90 يومًا، فإن الأسواق انتقلت من موجة ارتياح مؤقتة إلى حالة من الهلع المتجدد، وسط شكوك غير مسبوقة لدى المستثمرين حول احتمالية فقدان الدولار الأمريكي مكانته كملاذ آمن.

وقال جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك دويتشه الألماني: "لقد وقع الضرر بالفعل، السوق يعيد تقييم الجاذبية الهيكلية للدولار كعملة احتياطية عالمية، وهناك عملية تسارع في الابتعاد عن الاعتماد على الدولار".

وعلى عكس ما يحدث عادة في موجات البيع بالأسواق، فإن موجة التعريفات الجمركية الأمريكية، التي تم تسميتها "انهيار ترامب"، شملت الأسهم الأمريكية والسندات الحكومية لوزارة الخزانة والدولار معًا، وهي ظاهرة غير معتادة، إذ يلجأ المستثمرون عادة إلى شراء الدولار وسندات الخزانة الأمريكية في أوقات الاضطراب وعدم اليقين المالي.

وعلى مدار الثمانين عامًا الماضية، احتفظ الدولار الأمريكي بمكانته كعملة احتياطية أولى في العالم، تُستخدم كمخزن للقيمة، وأداة لتشغيل النظام المالي العالمي، ووسيط في التبادل التجاري، وذلك لإيمان المستثمرين من أن العملة تقف خلفها حكومة تقود أكبر اقتصاد في العالم، وتتمتع بأسواق رأسمالية عميقة، وقوة عسكرية كبرى، ونظام سياسي يحترم سيادة القانون.

لكن ترامب غيّر تلك القواعد، بعدما فرض تعريفات جمركية على حلفاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء، وصلت إلى 104% رسوم جمركية على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وقال راجورام راجان، المحافظ الأسبق للبنك المركزي الهندي وكبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي سابقا، إن أزمة العملة ناتجة عن قلق المستثمرين بشأن الاقتصاد الأمريكي والتقلبات المفاجئة في سياسات ترامب، مضيفا: "هناك قلق من مدى التقلب وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسات الأمريكية، إلى جانب مخاوف متزايدة من أن استمرار ارتفاع التعريفات سيقود إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن "سياسة التعريفات لا تزال هدفًا متحركًا".

وظهرت علامات فقدان الثقة بشكل واضح في سوق السندات الأمريكية، التي تُعد الأهم عالميًا، نظرًا لاعتماد المستثمرين عليها كمعيار "خالٍ من المخاطر" لتسعير الأصول المالية الأخرى، حيث شهدت السوق أكبر حركة أسبوعية منذ عام 1982، وارتفع سعر الفائدة على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 30 عامًا من نحو 4.4% إلى 4.8%. كما ارتفع على السندات لأجل 10 سنوات.

ويقول المستثمرون إن هناك الكثير من العوامل المؤثرة، فرغم أزمة الثقة الواضحة، إلا أن التقلبات في الدولار والسندات تعكس أيضًا الأضرار الاقتصادية المتوقعة نتيجة سياسات ترامب، بما في ذلك احتمال يتجاوز 50% لدخول الاقتصاد الأمريكي في ركود، وزيادة احتمال لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.

وفي ظل حالة الانهيار الواسع بالأسواق الأمريكية، حيث تم محو أكثر من 5 تريليونات دولار من قيمة الأسهم، انعكس بيع سندات الخزانة أيضًا على صناديق التحوط والتي اندفعت إلى التخلص من سندات الخزانة لتقليص المخاطر، وسعي المستثمرين لتحويل الأصول إلى نقد.

وقال مارك سوبل، المسؤول السابق بوزارة الخزانة الأمريكية والذي يشغل حاليًا رئاسة فرع الولايات المتحدة في منتدى المؤسسات المالية والنقدية الرسمية: "أرى أن وجهات نظر ترامب التجارية ضرب من الجنون، إنه يضر بالاقتصاد الأمريكي وخلق أزمة لا داعي لها"، مضيفا: "رأيي الأساسي أن الدولار سيظل العملة العالمية المهيمنة في المستقبل المنظور، لعدم وجود بدائل حقيقية، لكن ترامب من خلال إضعاف الأسس الاقتصادية والمؤسساتية لأمريكا، وعدم كونه شريكًا موثوقًا، يقوّض الأساس الذي نشأت عليه هيمنة الدولار".

وتُظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن الدولار الأمريكي لا يزال العملة الاحتياطية المفضلة عالميًا، حيث يمثل نحو 60% من الاحتياطيات الأجنبية، ويأتي اليورو في المرتبة الثانية بنسبة نحو 20%، يليه الين الياباني بنسبة تقارب 6%، والجنيه الإسترليني بنسبة تقارب 5%.

وبحسب صحيفة "الجارديان"، يعتبر بعض مسؤولي إدارة ترامب أن مكانة الدولار كعملة احتياطية دولية أمر غير مرغوب فيه، باعتبارها علامة على استغلال العالم للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ترامب لطالما رغب في ضعف الدولار، معتقدًا أن ذلك سيساعد على جعل السلع الأمريكية أرخص للمشترين الأجانب، ما يعزز الصناعة المحلية ويساهم في تقليص العجز التجاري  الأمريكي.

وفي ظل غموض مستقبل الدولار، تبحث دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص عن خطط بديلة، ورأى خوسيه لويس إسكريفا، محافظ بنك إسبانيا المركزي وعضو المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي قد يصبح خيارًا أكثر جاذبية، مضيفا: "بإمكاننا أن نقدم منطقة اقتصادية كبيرة وعملة قوية، تستفيد من الاستقرار وقابلية التنبؤ الناتجة عن السياسات الاقتصادية السليمة واحترام سيادة القانون".

في السياق نفسه، أشار باسكال لامي، المفوض التجاري السابق في الاتحاد الأوروبي والرئيس الأسبق لمنظمة التجارة العالمية، إلى أن حرب ترامب التجارية قد تدفع الدول الأخرى إلى تعزيز تعاونها فيما بينها، موضحا: "الاتحاد الأوروبي هو المرشح الطبيعي لتوحيد صفوف عدد من الدول، لن ينجح الأمر إذا قامت به الصين أو حتى الهند".

وختم لامي قائلًا: "إنها أزمة أمريكية وليست أزمة عالمية، الولايات المتحدة تمثل 13% فقط من الواردات العالمية، ولا يوجد سبب يدعو لأن يتأثر الـ87% الباقي بهذه السياسات الاقتصادية العبثية".
 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السوري يصل إلى الإمارات العربية المتحدة
  • رئيس مجلس الدولة يشيد بدور الأكاديمية العربية في التحول الرقمي
  • رئيس مجلس الدولة يشيد بالتحول الرقمي في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا
  • وزير الاتصالات يشيد بقدرات «القليوبية» الرقمية ويفتتح مشروعات جديدة لدعم التحول الرقمي|تفاصيل
  • "كونا": العلاقات المصرية الكويتية نموذج يحتذى به في العلاقات العربية - العربية
  • سعر الدولار الأمريكي بالبنوك اليوم السبت 12-4-2025
  • "سياسات ترامب" تهدد هيمنة الدولار الأمريكي
  • أردوغان: إسرائيل إرهابية.. ولا يمكن لأحد أن يشوه نضال الشعب الفلسطيني
  • الدولار ينخفض لأدنى مستوى جراء تراجع الثقة بالاقتصاد الأمريكي
  • اليوان الصيني بأدنى مستوى وسط توتر تجاري مع أميركا