6 آلاف حالة.. الجنود المصابون بحرب غزة يمثلون تحديا للنظام الصحي الإسرائيلي
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
سلط موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري، الضوء على تزايد الإصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين خلال حرب غزة، مشيرة إلى أن عددهم الذي يتجاوز 6 آلاف جندي يمثل تحديا للنظام الصحي في دولة الاحتلال.
وأجرت الصحيفة مقابلات مع عدد من الجنود المصابين في الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، والتي أودت بحياة أكثر 21 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال.
تغير حياة
وأجرى الموقع مقابلة مع الجندي الإسرائيلي إيجور تودوران (27 عاما) الذي قضى داخل قطاع غزة 12 ساعة فقط، قبل أن يسقط صاروخ على دبابته، مما أدى إلى إصابته بإصابة غيرت حياته.
وتسبب الصاروخ الذي أصاب دبابة تودوران جندي الاحتياط الذي تطوع بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، في فقدانه ساقه اليمنى من تحت الورك.
وقال تودوران "حتى عندما كنت لا أزال داخل الدبابة، بعد الهجوم، لقد أدركت من حالة ساقي أنني سأفقدها، وكان السؤال الذي يراودني حينها كم سأفقد منها.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم الجندي المصاب يحافظ على حالته النفسية، لكنه أقر بأن آماله في أن يصبح كهربائيًا ربما لم تعد ممكنة بعد الحادث.
وتودوران، جزء من عدد متزايد من الجنود الجرحى، وهم شريحة كبيرة ومصابة بصدمات نفسية عميقة من المجتمع الإسرائيلي، الذين تظهر نضالاتهم كتكلفة خفية للحرب، والتي سوف تكون محسوسة بشكل حاد لسنوات قادمة.
قلق متزايد
ونظرا للأعداد الكبيرة من المصابين، يشعر المدافعون عنهم بالقلق من أن تكون إسرائيل "ليست مستعدة لتلبية احتياجاتهم".
وفي هذا الصدد، قال إيدان كليمان، الذي يرأس "منظمة المحاربين القدامى المعاقين" غير الربحية "لم يسبق لي أن رأيت نطاقا مثل هذا وكثافة مثل هذه"، في إشارة منه إلى أعداد المصابين.
وأضاف كليمان الذي تدافع منظمته عن أكثر من 50 ألف جندي أصيبوا في الصراع الحالي وصراعات سابقة: "يجب علينا إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص".
وفي منتصف ديسمبر/ كانون أول، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن أكثر من 6 آلاف فرد من قوات الأمن، بما في ذلك الشرطة والوكالات الأخرى، أصيبوا منذ هجوم طوفان الأقصى الذي شنته كتائب القسام على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص، أسر أكثر من 240 أخرين.
منذ التوغل البري للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أواخر أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، أصيب ما يقرب من 900 جندي، حيث اشتبكت قواتها خلال قتال متلاحم مع مسلحي حماس في غزة.
معاناة غير مسبوقة
وقال ياجيل ليفي، أستاذ العلاقات المدنية العسكرية في الجامعة المفتوحة، عن الجرحى: "إن الأعداد تتزايد".
وعقب "قد يكون هناك تأثير طويل المدى إذا رأينا نسبة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يجب على إسرائيل إعادة تأهيلهم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى قضايا اقتصادية بالإضافة إلى قضايا اجتماعية".
في المقابل، جلبت الحرب المتواصلة منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر معاناة غير مسبوقة للفلسطينيين في غزة.
وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 21 ألف شخص قتلوا، غالبيتهم من النساء والأطفال.
اقرأ أيضاً
المقاومة تحقق خسائر فادحة في جنود الاحتلال المتوغلة بغزة.. وإسرائيل تقر ببعضها
وتشير مصادر صحية أخرى أيضا من داخل غزة إلى أن القصف الجوي الإسرائيلي والبري؛ أدى إلى تحويل أكثر من ثلث مباني غزة لأكوام من الركام.
وأفادت وزارة الصحة بغزة بوجود ما يقرب من 55 ألف جريح، وأن عمليات بتر الأطراف أصبحت شائعة.
وأشار الموقع أن العمليات الإسرائيلية العسكرية تسببت في نزوح معظم سكان القطاع الساحلي الصغير البالغ عددهم مليوني نسمة.
وضع استثنائي
وبحسب الموقع العبري، فإن الأعداد الكبيرة بشكل استثنائي من الجرحى في هذه الحرب ستوفر تذكيرا واضحا بالصراع لسنوات قادمة.
وتعمل وزارة الدفاع "بكامل طاقتها" لمساعدة الجرحى، كما تعمل أيضا على "تقليص الروتين وتعيين موظفين للتعامل مع التدفق".
وإلي جانب تودوران، التقى الموقع بالجندي جوناثان بن حمو (22 عاما)، الذي فقد ساقه اليسرى تحت الركبة بعد أن أطلق مسلحون من حماس في غزة قذيفة صاروخية على الجرافة التي كان يستخدمها للمساعدة في تمهيد الطريق للقوات الأخرى.
والآن يتطلع الجندي الذي تعرض للإصابة في أوائل نوفمبر/ تشرين ثان، إلى اليوم الذي يستطيع فيه استخدام الأطراف الاصطناعية التي تمولها الدولة له.
وأضاف بن حمو، الذي يستخدم كرسيا متحركا في الغالب منذ الحادث أنه "يخطط في النهاية لتحقيق هدفه المتمثل في حضور دورة للقادة العسكريين".
مخاطر
من جانبه قال، كليمان، الذي أصيب هو في عملية في قطاع غزة في أوائل التسعينيات، قال إنه يعتقد أن السلطات لا تدرك خطورة الوضع.
وتعمل مجموعة المحاربين القدامى ذوي الإعاقة على تكثيف الجهود لمعالجة ما يشتبه في أنه سيكون الاحتياجات الهائلة لكادر جديد من الجنود الجرحى.
وأضاف كليمان أن المنظمة تضاعف قوتها العاملة ثلاث مرات، مضيفة المعالجين والموظفين لمساعدة المحاربين القدامى الجرحى على التغلب على البيروقراطية وتحديث مراكز إعادة التأهيل.
وتابع كليمان أنه من المرجح أن يصل عدد الجرحى إلى ما يقرب من 20 ألفا بمجرد إدراج أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة.
وأوضح أنه "إذا لم يتلق الجنود الجرحى الرعاية العقلية والجسدية التي يحتاجون إليها، بما في ذلك تسهيل الوصول إلى منازلهم أو سياراتهم، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة إعادة تأهيلهم وتأخير أو حتى منع عودتهم إلى القوى العاملة".
وقال عيديت شافران جيتلمان، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب: "هناك جرحى دمرت حياتهم.. سيتعين عليهم أن يتعاملوا مع جراحهم طوال حياتهم".
اقرأ أيضاً
حصيلة كبيرة.. القسام تعلن قتل وتدمير جنود وآليات عسكرية إسرائيلية في غزة
المصدر | تايمز أوف إسرائيل- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
كانت الرضيعة رايان ضاهر، التي لم يتجاوز عمرها 11 شهراً، ترقد على سرير المستشفى، بحجمها الضئيل الذي لا يناسب عمرها. عانت من تأخر في النمو وصعوبة في التنفس بسبب عيب خلقي في القلب. وقد أمضت معظم حياتها على قائمة الانتظار لإجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب في قلبها.
وفي أحد مستشفيات دمشق، كان أطباء القلب يمرّون على غرفة رايان لطمأنة والدتها، هند، بأن العملية ستُجرى خلال أيام. لكن الممرضات المجاورات لم يبدين نفس التفاؤل، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
International sanctions have left Syria’s health system on life support https://t.co/l8AaAUvrcC #Washington #Syria
— Eye on Syria (@Eye_on_Syria) January 10, 2025 العقوبات وتأثيرهاأضعفت العقوبات الأمريكية والأوروبية، التي تهدف إلى معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد، النظام الطبي الذي يعتمد عليه ملايين السوريين. فقد أدت هذه العقوبات إلى عرقلة استيراد الأجهزة الطبية اللازمة وتشغيلها، مما جعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب للمرضى والمصابين.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الإثنين الماضي، تمديد إعفاء جزئي للعقوبات لمدة 6 أشهر كدعم محدود للحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا، بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، الذي قاد هجوماً سريعاً من شمال سوريا أدى إلى إسقاط نظام الأسد.
وجاء في بيان الوزارة: "هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بضمان أن العقوبات الأمريكية لا تعيق الأنشطة التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية".
Syria's army command notified officers that President Bashar al-Assad's rule ended following a lightning rebel offensive, a Syrian officer who was informed of the move told Reuters. Syrian rebels said Damascus was 'now free of Assad' https://t.co/yHQJb7hWxb
— Reuters (@Reuters) December 8, 2024 مستقبل العقوباتولكن الرئيس جو بايدن، ترك قرار رفع تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وهو خطوة أساسية قبل أي تخفيف شامل للعقوبات، للإدارة الأمريكية القادمة.
وفي مركز أمراض القلب بجامعة دمشق، حيث كانت عائلة رايان تنتظر، تعطلت نصف أجهزة الفحص اللازمة لحالتها، وكان الجهاز الأخير بالكاد يعمل، وفقاً لمدير المستشفى محمد بشار عزت. كما أن غرفة عمليات واحدة فقط كانت تعمل بشكل كامل، والمستشفى لم يكن لديه سوى عدد قليل من أطباء التخدير، القادرين على إجراء 3 عمليات أسبوعياً فقط.
ومع تدهور الخدمات في المستشفيات الكبرى، اضطرت العائلات مثل عائلة رايان إلى السفر لمسافات طويلة، للحصول على الرعاية المتخصصة. قطعت الأسرة 250 ميلاً من شمال سوريا إلى دمشق، ما أثار قلق الممرضات من أن الطفلة قد أصيبت بنزلة برد خلال الرحلة الطويلة.
وقالت الممرضة هيام زرزور (51 عاماً)، أثناء فحصها للطفلة: "إذا أصيبت بنزلة برد، لا يمكننا إجراء الجراحة". وأشارت إلى أن العقوبات أثرت أيضاً على استيراد منتجات الوقود، مما أدى إلى أزمة كهرباء تركت المستشفى يعاني من برد الشتاء.
وأدى نقص الكوادر والمعدات، إلى وجود قائمة انتظار تصل إلى عامين لجراحات القلب للأطفال، وعام واحد للحالات الطارئة. وقال عزت بأسف: "من المفترض أن تتم العمليات خلال أسبوع".
Like so many autocrats who claim to serve the people, "Assad lived in quiet luxury while Syrians went hungry." https://t.co/9Sq0pyryTI
— Kenneth Roth (@KenRoth) December 14, 2024 العقوبات وتأثيرها غير المباشرويصر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون، على أن العقوبات لا تستهدف النظام الصحي السوري بشكل مباشر، لكن تأثيرها يُشعر به بعمق.
وتعطلت أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وأصبح من الصعب استبدالها. أما الصناعات الدوائية المحلية، التي كانت تغطي 90% من السوق المحلي، فقد انهارت تقريباً، تاركة الأرفف مليئة بأدوية مستوردة باهظة الثمن وذات جودة مشكوك فيها.
وقالت كريستينا بيثكي، الممثلة المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا: "الصحة غالباً ما تكون مستثناة من العقوبات نظرياً، لكن التأثيرات غير المباشرة على تنفيذ الخدمات الصحية تجعلها واحدة من أكثر القطاعات تأثراً بالعقوبات".
ورحّبت بيثكي بالإعفاء المؤقت للعقوبات، الذي يسمح للمجموعات الإنسانية بتقديم خدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، لكنها أشارت إلى أن الوقت غير كافٍ لتحقيق تقدم ملموس. وأوضحت أن استيراد المعدات الطبية الكبيرة يستغرق وقتاً طويلاً، وأن العقوبات السابقة، مثل تلك التي صدرت بعد زلزال عام 2023، لم تحقق تخفيفاً كافياً لمعاناة السوريين.
The health system in north-west Syria has been over-stretched for years. To meet people’s health needs, @WHO provides partner health facilities with medicines and equipment. Hear from one of them on how dire the situation is ⬇️ pic.twitter.com/wPUyNZB92o
— World Health Organization (WHO) (@WHO) March 2, 2023 معاناة الشعبووجدت دراسة أجراها معهد الحوكمة العالمية في جامعة كوليدج لندن عام 2018، أن انخفاض متوسط العمر المتوقع وتراجع معدلات التطعيم الروتينية في سوريا، مرتبطان جزئياً بالعقوبات، وذلك قبل تشديد العقوبات في عام 2019.
وأشار صالح الجديع، الباحث في الصحة العامة الصيدلانية، إلى أن العقوبات المفروضة على نظام الأسد مستحقة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه أضاف "إذا نظرنا إلى الواقع، فإن الالتزام بتخفيف التأثير على المدنيين لم يتحقق".
وفي إحدى صيدليات دمشق، كان مازن كتان ( 50 عاماً)، يحسب أسعار الأدوية للمرضى باستخدام آلة حاسبة كبيرة، بينما شقيقه سمير، الصيدلي، أوضح أن أحد العملاء استغرق شهوراً لجمع المال اللازم لشراء دواء السرطان، لكنه توفي قبل وصول الدواء إلى سوريا.
وبإحباط، تساءل سمير: "كيف يمكن فرض عقوبات على المرضى؟ قالوا إن العقوبات تستهدف الأقوياء، لكن انظر حولك. من يعاني أكثر؟".