نزار العقيلي: (البروباغندا)
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
في زمن كمال شداد لامن كان ماسك الاتحاد العام لكرة القدم كان الشعب السوداني ده كلووو ما كان عندو برنامج غير الكورة ، تطلع من الصباح تلقي اعمامك الكبار عاملين شكلة قدام بتاع المكتبة و بتغالطو في الكورة رغم انو كانت البلد راجعة لوراء و الكهرباء بتقطع و الموية مافي و الدولار في السماء لكن ما كان عندهم شغلة غير الكورة ، بالله الصحف الرياضية دي كانت بتخلص من السوق قبل ستات الشاي يرمو الزلابيا ، لو رسلت ليك شافع للفرن ممكن يجيك بعد ساعتين لانو بكون وقف قدام مكتبة الصحف الرياضية يقراء العناوين و في النهاية يشتري بقروش العيش جريدة سوكر ، الشعب السوداني كلوووو كان مقضيها غلاط في الكورة بسبب سياسة كمال شداد ده ، بتغالطوا شهر كامل في كورة طلعت بره القون و لا ما طلعت ، تلاتة شهور بنتغالط في علاء الدين يوسف بصم ؟ ولا ما بصم ؟ بكري المدينة وقع ولا ما وقع ؟ قلق خطفوهو ؟ لا ما خطفوهو ، سجل لا ما سجل ، كانت دوووووامة كبيرة خلاص و خاصة موسم التسجيلات و تنافس الاندية و سباقها في التسجيلات و كمان الصحفيين الرياضيين كانوا شغالين مدورين الشعب ده اكتر من النشطاء السياسيين هسه ، عبدالمولى الصديق ربنا يرحمه قعد يرجف بسبب الكورة لحدي ما مات .
رؤساء الاندية قاعدين يتشاكلو في الاولاد ، ده ولدي ، ده ولدكم ، سجلناهو ، لا احنا عربناهو ، و هكذا ضيعو قروشهم و قروش البترول في المواسير ، و الإعلام كان بيقعد يلمع في اللاعب المحترف قبل ما اللاعب يلعب و نشوف كورتو و الجماهير تصدق ناس مزمل ابو القاسم و محمد عبدالماجد و كمان تتعصب في اللاعب لحدي ما النادي يركب الكركابة بسبب اللاعب الماسورة
في ايام حمدوك ( شداد ) بتاع السياسة ده اصبح الشعب السوداني ده كلووو بتغالط في السياسة ، صغار على كبار بتغالطوا في السياسة ، دي الوثيقة الاصلية ؟ لا دي الوثيقة المعدلة ، قابل نتنياهو ؟ لا ما قابلو ، الامم المتحدة جاية تحتل السودان ، لا لا جاية تعمر السودان ، حمدوك قبل الاستقالة ، لا لا حمدوك اقالهم ، حميدتي كوز ، لا حميدتي الضكران ، البشير في كوبر ، لا البشير في الاصلاحية ، ح يلبس البردلوبة ، لا ما بلبسها ، الاصم قلبها ؟ لا الاصم ود قوش ، قوش مجرم ، لا قوش عمل التغيير ، و رغم انو الشعب مطحون طحن و معذب عذاب الله اكبر و ما لاقي حق الصعوط و الحناء لكن قاعدين نتغالط و رؤساء الاحزاب قاعدين يتشاكلو في قرعة شداد و في المناصب و تسجيلات الموسم السياسي الكبير ، حزب الامة يقدم تشكيلتو و حمدوك يتدخل فيها و يسجل ليهم ولاة ما عايزنهم في التشكيلة ، و الشيوعي ذي المريخاب طوااالي في حالة دق جرس و شكاوي للاتحاد بتاع حمدوك و حمدوك مرة يوقف لاعب للشيوعي و مرة يشطب لاعب للانصار و نشطاء السياسة شغالين دور الصحافة الرياضية يشعللو في النيران و يلمعوا في المواسير للشعب
و في النهاية لا كمال شداد رفع كورتنا و لا حمدوك رفع بلدنا ، الاترفع الشعب الغالاط ده .
حاليا” في زمن الحرب زاد الطين بله .. و الغلاط فات حدو و اصبحت الإشاعات سيدة الموقف .. زول نازح من ولاية لولاية و بيتو اتخرب و اسرته اتشردت و تلقاهو بعد ده كلووو بيغالط و ينشر في الإشاعات معتمد على مصدره .. و في نهاية يطلع مصدره العسكري زول قاعد في كندا منتظر حق اللجوء .. او عاطل في إسوان شايل كرت المفوضية و بفتش في شغل .. معظم الشعب المكلوم بيتغالط .. حميدتي حي .. لا ميت .. ح يجي اوغندا ولا ما ح يجي .. و ديل البيتغالطوا في الفارغة ممكن نلقى ليهم العذر .. لكن اصحاب البروباغندا السوداء البقولوا ليك قائد الفرقة الفلانية خائن لانو رفض يسلح الناس و قائد الفرقة العلانية عميل لانو سحب قواته ديل هم الأخطر من الجنجويد .. ديل بتلقاهم مركزين نشاطهم مع قادة الجيش بصورة مكثفة شديد .. التهديد و الوعيد الموجه لقادة الفرق بواسطة النشطاء العاملين فيها داعمين للجيش ما شفناهو عند الداعمين للجنجويد .
اول ما الجنجويد دخلو مدني قلت ليكم دخول مدني نقطة تحول كبيرة ليها ما بعدها .. باذن الله ح تشوفو البسر بالكم و يشرح صدوركم و يشفي غليلكم .. ما كل المعارك الانتصار فيها بكون بالدم و الرصاص .. الرصاص ده آخر حاجة في المعركة .. في معارك اخرى .. استخباراتية و سياسية اهم بالف مرة من العسكرية انتو ما شايفنها .. انتو بس اشتغلو شغلكم و سيبو الجيش يشتغل شغلو بالطريقة البيعرفها .
نزار العقيلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الإنصرافية: متلازمة السياسة السودانية
دكتور الوليد آدم مادبو
لقد عانى السودان على مدى العقود الماضية من صراعات مسلحة أحدثت أثرا عميقا في الشخصية السودانية جعلها أقرب إلى الإنصرافية والعشوائية والغوغائية منها إلى العقلانية والموضوعية. هذه الظواهر لها ارتباط وثيق بنظام الإنقاذ الذي استمر لثلاثة عقود عمد فيها إلى خلق بيئة من السيولة السياسية وأنتج نهجاً شمولياً أسهم في تفكيك النسيج الاجتماعي وتسبب في تآكل القيم الأخلاقية والفكرية. وإذ تفتقر النخب الإنقاذية إلى الوازع الأخلاقي وإلى الضمير الوطني فإنها تستغل الفراغ الفكري الناتج عن سنوات القمع لتوظيف المواطنين ضد بعضهم البعض وتعوِّل على يأس المواطنين من العملية السياسية التقليدية خاصة تلك التي لم تنتج غير الفشل المتكرر والطمع والعجز الذي كان سمة ظاهرة للفترة الانتقالية الأخيرة. لابد أن نقر بأنّ الضبابية الأخلاقية والأداء التنفيذي البائس للمجلسين (مجلس السيادة ومجلس الوزراء) تسبب بصورة مباشرة أو غير مباشرة في اندلاع الحرب، لحظتئذ يلزمنا تحسس الخطى في المرحلة القادمة كي لا نكون ضحايا لعاطفة جارفة أو مكر كيزاني مقيت. وذلك يقتضي تحمل الكل لمسؤوليته وتوقع المساءلة على قدر الجرم الذي ارتكبه.
بيد أن هذه النخب لا تدعو إلى ابتكار نظمٍ جديدة للتفكير والنظر في كيفية تفاعل الأفراد مع الأحداث السياسية والاجتماعية أو استكشاف سبل بناء مجتمع أكثر وعياً وقدر على التغيير، إنما تعد المواطنين بنظام أكثر شمولية وتتمسك بالبطش والتنكيل وسيلة لترويض المعارضين وتشنيف آذان المخالفين برؤاها العقيمة التي جلبت الهلاك والدمار للبلاد كافة، تعينها في ذلك الغوغائية التي امتثلت للبروباغندا وارتضت الشعبوية وسيلة للالتفاف حول شخصيات وهمية وأخرى هلامية. يشير الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي إلى أن " البروباغندا تمثل أحد أساليب السيطرة على العقول، حيث تستخدم لتوجيه الرأي العام نحو أهداف معينة".
ليت الأمر اقتصر على الغوغاء لكنه وللأسف شمل أكاديميين ومثقفين ساهموا في تعزيز الفوضى، حيث يغلب على المشهد التباين والارتباك، بدلاً من أن يقودوا الشعب نحو التغيير الإيجابي الذي يتطلب التوافق حول المباديء وليس التراشق بالكلمات وتنميق اللافتات تجميلاً لصورة الحرب وإيذاناً بخلق مجتمع معافى من هيئة "الآخر". لا توجد حرب نظيفة في التاريخ كما لم تفلح كافة السبل في نفي "الأخر" من المخيلة أو الذاكرة الجمعية، عليه فلابد من إيجاد صيغة للتعايش بين كل السودانيين واستنهاض همة الكل للإسهام في رفعة البلاد.
وفقاً للفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، فإن "المعرفة والسلطة متلازمتان". يظهر هذا المبدأ في الكيفية التي استخدمتها بعض النخب في توظيف المعرفة لخدمة السلطة دون أن ترعوي أو يكون لها رادع بل التباهي أحياناً بالألقاب العلمية لدعم الحجة الواهية من مثل "أنا بروف، هل ممكن اكذّب عليكم"؟ هذا العجز يعكس افتقار النخب إلى الفهم الحقيقي لاحتياجات المجتمع، ممّا يزيد من عمق الفجوة بين المواطنين والنخب. المجتمع يحتاج إلى الصدقية وإلى الموضوعية بغض النظر عن تبعات ذلك المنحنى ولنا أسوة في الشيخ فرح الذي قال يوما "لو الصدق ما نجاك الكضب ما بنجيك"!
إذا تفهمنا حالة الامتعاض التي يعيشها المهجَّرون وعزينا ذلك إلى ظروفهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فما بال أولئك المهاجرين الذين يعيشون في دول مدنية تعنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان مثل إنجلترا يساندون الأنظمة الإجرامية الإرهابية في بلادهم؟ هل هذه حالة هذيان ذهني وانفصام نفسي أم أنها حالة تخلف عقلي وحيرة حضارية؟ كيف تفسر حالة الإسفاف التي وصلت له جموع السودانيين التي احتشدت مؤخراً للتظاهر ضد حمدوك؟ كيف امتثل الشعب لموجهات إعلامية أقنعته يوماً بأن حمدوك هو "المنقذ"، وآلان تريد ذات الجهة إقناعه بأن حمدوك هو "عميل" مزدوج في أحسن الفرص وخائن لوطنه في أسوأ الفروض؟ متى بطل مفعول السحر الأول حتى يعمل مفعول السحر الثاني؟ كيف يمكن أن يحدث هذا الانقلاب في المواقف؟ هل يعود ذلك إلى ضعف القدرة على التفكير النقدي، أم أنه نتيجة لصراع القوى السياسية التي تسعى للاستفادة من حالة الفوضى؟ هل هذه نتيجة ثلاثين عاماً من السيطرة على العقول أم أنها تعكس حاجة عميقة إلى الهوية والانتماء كما تقول الباحثة السودانية نجلاء فضل؟ كيف يمكن فهم حالة التيه التي يعيشها المثقفون الذين يفترض فيهم قيادة التغيير؟ ما الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في تعزيز الهوية الثقافية السياسية؟ ما هي الاستراتيجيات الممكنة لتحقيق توافق وطني بعيدا عن حالة الفوضى والانحياز غير المنطقي على أسس عقائدية أو إثنية او مناطقية؟
يمكن بهذه الأسئلة فتح المجال لنقاش أعمق حول واقع السودان ومستقبله، على أمل أن تسهم الأفكار المطروحة في إيجاد حلولٍ للتحديات التي تواجه البلاد. لا يكفي توجيه الانتقاد لتنسيقية تقدم واتهامها بأنها تتحرك دون قاعدة جماهيرية، فمجرد الانتهازية لا يوفر حجة موضوعية لدى المتلقي، سودانيّا كان أم أجنبيّا. بل يجب أن نخلق قنوات للتواصل بين كافة الهيئات المدنية التي تسعى لإنهاء الحرب فسمة التدافع المدني أنه لا يعتمد المعادلة الصفرية. إن من واجب الكل أن يسعى للحد من معاناة السودانيين التي لا تنتهي إلا بإيقاف الحرب والنظر في كيفية استعادة الاستقرار والتخطيط لمستقبل السودان بطريقة سوية. نحن أبعد ما نكون اليوم عن الديمقراطية، فعلينا أن نستحدث معادلة حكمية تعفي طرفي النزاع من الإسهام في تعقيد المشهد وتوفر فرصة لداعميهم الشعبيين للتفكير في طرائق الحكم المدني الذي يُفضي إلى الديمقراطية بعد توفر البنيات التحتية، المعنوي منها والمادي.
يلزمني في هذه السانحة تسليط الضوء على قضايا حيوية أهمها نزع المشروعية عن هذه الحرب اللعينة وتبيان خطل المرافعة عن الجيش بإنه الجهة السيادية أو المؤسسية وفضح نوايا الداعمين للحرب باسم القومية أو الوطنية. هذه الحرب كان القصد منها قطع المسار على الثورة السلمية والمدنية ومن ثمّ الاستئثار بالثروة والسلطة. لا يهمني من بدأ الحرب، فكلاهما منغمس في تلك الشهوة أو متلبس بتلك النشوة. وإذ إنّ الدّاعمين لها يريدون التكسب وإحراز بعض النقاط السياسية فإنه لا يروعهم حجم المآسي التي حاقت بالأمة السودانية، بل يحلو لهم معاينة الجيل الذي نبذهم وناهضهم العداء وهو يعاني محنة التشرد والنزوح فيما تظل قيادتهم ترفل في نعيم دول المهجر وهي لا تكف لحظة عن تأجيج نيران الفتنة ورصد أعواد البغضاء والتي من عجب تجد من يستجيب لها من البسطاء.
وفقاً للباحث الأمريكي باري غلاير، فإن "الشعبوية تنمو في أوقات الأزمات، حيث يلتف الناس حول شخصيات تعدهم بالتغيير". تعتبر الشعبوية ظاهرة سياسية معقدة، شهدنا تجلياتها في الولايات المتحدة من خلال انتخاب ترمب. لكن المؤسف أن الشعب السوداني يلتف حول "الإنصرافي" فيما يلتف الأمريكان حول "الإنحرافي"، الأول مجهول الهوية يتظاهر بالرجولة ويفتخر بسبه للدين والثاني معلوم الهوية وقد ثبتت إدانته في قضايا جنائية، بمعنى آخر هو أخفق في إثبات رجاحته الأخلاقية لكنه على الأقل نجح في إثبات فحولته الإنسية.
إن الحديث عن سيادة الدولة السودانية من قبل الداعمين للجيش أمر جلل لا سيما أن هذه السيادة لم تنتهك يوما مثل ما انتهكت في عهد الإنقاذ الذي حفِل بوجود أكبر بعثة أممية في العالم على غرار ما حدث من إبادة للشعوب السودانية في جنوب البلاد وغربها. أما الحديث عن المؤسسية في الوقت الذي تستولد فيه العصاية الإنقاذية المليشيات من بطون القبائل السودانية فأمر محير، إذ دأبت دوماً على تفعيل التناقضات بين الزرقة والعرب، بين العرب والعرب وبين الزرقة والزرقة، إلى آخر الانتهاكات التي أسهمت في تدمير الوجدان السوداني وساعدت في تمزيق عرى النسيج الاجتماعي. كما يشير الباحث السوداني علي بابكر إلى أن " النظام عمل على إضعاف التماسك الاجتماعي عن طريق تسيس الدين واستغلال الانقسامات القبلية".
إن مؤسسة عسكرية وسياسية هذه أبرز سماتها لا يمكن أن تؤتمن على مستقبل الأمة السودانية. عليه فلابد من توفر الضغوط الدولية، بل الحث على استقدام القوات الأممية للفصل بين المتحاربين والمطالبة بحظر الطيران الذي تستخدمه الدول المجاورة والجيش السوداني للنيل من أمان الأمم السودانية الرافضة لوصاية العصابة الانقاذية والمطالبة بحقها في مناقشة العقد الاجتماعي، مراجعة بنية وهيكل الدولة وصولاً إلى تسوية وطنية شاملة تضع حداً للاحتراب وتؤسس لنظام اقتصادي واجتماعي وتنموي مستدام.
بالنظر إلى طبيعة الصراعات العسكرية في السودان، فإن الحسم العسكري يعتبر سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه، والله سريع الحساب. لا أدري كيف يبرر الكيزان المفسدون لأنفسهم فكرة استثمار الحرب والقفز فوق جماجم المواطنين وصولاً إلى سلطة زائلة ونعيمها زائل!
ختاماً، لا أتفهم كيف تعتزم جماعة أو حزب اعتزال أو مقاومة جهد مدني الهدف منه توحيد جهود السودانيين لمناهضة الحرب إلا أن يكون حليفاً باطنياً لإحدى الفريقين المتقاتلين أو إنصرافياً غوغائياً ينشد الشهرة، باستصدار بيانات أو تلاوة مقررات، على حساب النظر في كيفية حماية المدنيين من الدمار والهلاك. لابد إذاً من استنباط العبرة من الحروب السابقة في السودان التي لم تتوقف إلا من خلال الضغوط الإقليمية والدولية التي طوقت التحاربين من خلال التفعيل للوعي الجمعي الذي حرم المتحاربين من الشعبوية/الإنصرافية، كواحدة من أفتك الأسلحة التي يعتمدونها في ترويج الأكاذيب باسم القومية تارة أو باسم الوطنية تارة أخرى، وألزمهم سبل السلام التي يجب أن تكون من تصميم واشراف الجهات المدنية بالتعاون مع العسكريين كي نتفادى الأخطاء التي وقعت في نيفاشا وأبوجا والتي جعلت السلام مغنما للعسكريين دون الآخرين.
auwaab@gmail.com