تطوير التعليم قبل الجامعي كلام على ورق في 2023
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
لم يشهد عام 2023 من تطوير ملف التعليم قبل الجامعي سوى مجرد كلام على ورق يردده الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ويتباهى به في كل محفل.
فمنذ ستة أعوام كان ملف تطوير التعليم قبل الجامعي يتربع على عرش القضايا المهمة في المجتمع المصري، حتى جاء وزير التربية والتعليم الحالي ليخمد نيران ثورة التطوير تدريجيًا على الرغم من تبني الدولة المصرية لها ضمن الاستراتيجية الوطنية.
تحولت ثورة تطوير التعليم قبل الجامعي من أفكار يسعى قيادات وزارة التربية والتعليم لتنفيذها على أرض الواقع، والاعتراف بالمشكلات والعمل على إيجاد حلول لها، إلى مجرد تصريحات تصبّ جميعها تحت عنوان "كله تمام".
عادت وزارة التربية والتعليم إلى رفع شعار "كله تمام" بدلًا من الاعتراف بالمشكلات الواقعية كخطوة أولى في طريق تقديم الحلول، كما كان يحدث خلال السنوات الماضية مع بداية ثورة تطوير التعليم على يد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم السابق.
اختفت جميع مشكلات التعليم قبل الجامعي والمدارس بمختلف أنواعها، حتى الأزلية منها، في خطابات وتصريحات وزير التربية والتعليم الرسمية، في حين يعكس الواقع الذي يعيشه نحو 25 مليون طالب غير ذلك.
استمرار عزوف الطلاب عن المدارسعلى الرغم من تغني وزير التربية والتعليم الحالي بإنجازه في إعادة الطلاب إلى المدارس، إلا أن الواقع عكس ذلك، خاصة في صفوف الشهادات، سواء شهادة إتمام التعليم الأساسي "الإعدادية" أو الثانوية العامة.
وتلجأ عدد كبير من المدارس إلى تقنين وضع الحضور ورقيًا حتى لا يتعرض الطلاب للعقوبات اللائحية المقررة، خاصة مع كونها أزمة متعددة الأطراف.
ساهم في تفاقم تلك الأزمة زيادة الكثافة الطلابية الناتجة عن الزيادة السكانية، مع عجز بناء الفصول الجديد عن تعويض الأماكن الكافية التي تتواءم مع تلك الزيادة، فلجأت بعض المدارس إلى استغلال فصول تلك السنوات لصفوف النقل.
هل يطبّق اليوم الرياضي؟مع بداية العام الدراسي الماضي 2022-2023 قرر وزير التربية والتعليم إطلاق يوم رياضي أسبوعيًا في المدارس بهدف تدريب الطلاب على ممارسة الرياضة وجذبهم للحضور.
فكرة اليوم الرياضي جيدة لبناء جسم الطالب وبناء شخصيته، لكن تغافل وزير التربية والتعليم عن أبعاد تنفيذ هذا اليوم مع تقليص مدة العام الدراسي عما كانت عليه، فضلًا عن ضغط المناهج في مدة أقصر من المعتاد، ووجود الكثافة الطلابية.
لم ينفذ اليوم الرياضي في أغلب المدارس الحكومية للأسباب السابقة، سوى مرة في الأسبوع الأول من العام الدراسي ليتم تصوريه وعرضه على وسائل الإعلام باعتباره تم تطبيقه في جميع المدارس، في حين أن تطبيقه فعليًا تم في عدد محدد من المدارس خاصة ذات الطابع الخاص.
يوم الأنشطة المزعومبحسب قرار وزير التربية والتعليم، فإن المدارس تطبّق يومًا رياضيًا بشكل أسبوعي، بالتبادل مع يوم الأنشطة، لمنح الطلاب الفرصة في اكتشاف مواهبهم، ولكن لم يكن العائق ضيق العام الدراسي وضغط المناهج والكثافة الطلابية فحسب، وإنما عدم وجود معلمين متخصصين في تلك الأنشطة، ما جعل تطبيق هذا اليوم أكثر محدودية من اليوم الرياضي.
فترات المشاهدةفي تصريحات وزير التربية والتعليم، تعقد المدارس فترات مشاهدة من أجل تخفيف الضغط على المعلمين، وحل أزمة عجز المعلمين من خلال تغيير دورهم إلى مرشد بدلًا من ملقن، لكن على أرض الواقع كل ذلك لم يحدث باستثناء عدد من المدارس، وأيام التصوير لإرسالها للوزارة للعرض على وسائل الإعلام.
أزمات مجموعات الدعمطرح وزير التربية والتعليم فكرة مجموعات الدعم كحل لأزمة الدروس الخصوصية ولتخفيف العبء عن أولياء الأمور، لكنها لم تكن فكرة جديدة فهي مسمى جديد للمجموعات المدرسية التي كانت متواجدة على مر سنوات طويلة.
بالفعل طبقت العديد من المدارس مجموعات الدعم لكن بنفس الصورة المتعارفة قديمًا، فلم تحدث أي تغيير للجوء الطلاب للدروس الخصوصية، إلا أنها زادت أعباء بعض الأسر لاستغلال عدد من المعلمين سلطاتهم في الفصل لإجبار الطلاب على الحضور.
تهميش التابلت المدرسيمنذ رحيل الدكتور طارق شوقي من منصب وزير التربية والتعليم، وتهمش دور التابلت المدرسي، واقتصر على احتوائه على الكتب المدرسية وعقد امتحانات محلية على مستوى محدود للغاية، حتى تأخر تسليمه لطلاب الصف الأول الثانوي في كثير من المحافظات.
وعلى الرغم من عدم اهتمام وزير التربية والتعليم الحالي بالتابلت والمنظومة الإلكترونية إلا أنه يذكر في جميع المحافل إدخال التكنولوجيا في التعليم ضمن إنجازاته، وسعيه من التوسع في تطبيق التحول الرقمي.
التخلي عن مسئولية الامتحانات الإلكترونيةمنذ اليوم الأول لوزير التربية والتعليم تخلى عن دور الوزارة المحوري في الإشراف على الامتحانات الإلكترونية لصفوف النقل في المرحلة الثانوية وتقييم الدرجات، وتحليل نتائج التعلم، وتركها في أيدي الإدارات التعليمية ليعفي نفسه من المسئولية الثقيلة لأي مشكلة قد تحدث أثناء التحول الرقمي.
وزير التربية والتعليم يقول مرارًا وتكرارًا في خطاباته وتصريحاته أنه الوزارة تعقد الامتحانات الإلكترونية لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بشكل ناجح ودون أية مشكلات.
توسيع بؤر الغش في الثانوية العامةشهدت امتحانات الثانوية العامة 2023 أكبر معدل للغش الجماعي، بحسب تصريحات طلاب الصف الثالث الثانوي وأولياء الأمور في محافظات عديدة، وتزايد معدل تداول أسئلة الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة انعقاد اللجان.
وزير التربية والتعليم لم يعترف بذلك مطلقًا وإنما اعتبر أنه قضى على الغش في امتحانات الثانوية العامة 2023 وأن كل ما حدث مجرد حالات فردية معتادة لا يمكن القياس عليها، على الرغم من ظهور حالات كثيرة في كشوف النتيجة تؤكد وقوع الغش الجماعي.
انتشار لجان أولاد الأكابرانتشرت لجان الغش المسماة بلجان أولاد الأكابر والتي كانت مركزة في محافظة سوهاج وكفر الشيخ في السنوات الماضية، إلا أن هذا العام توغلت في أغلب المحافظات وأظهرت النتيجة لجان حصلت على مجاميع متقاربة.
أنكر وزير التربية والتعليم كل ذلك وقال إنه تمكن من القضاء على لجان أولاد الأكابر من خلال منع تحويل الطلاب إلى اللجان المعروفة، في حين أن الواقع يقول عكس ذلك.
تسريب نتيجة الثانوية العامةبكل ثقة وتأكيد، صرح وزير التربية والتعليم بأن امتحانات الثانوية العامة 2023 مرت بصورة مثالية دون أية مشكلات، في حين أنه تم تسريب النتيجة وأصبحت في أيدي الجميع قبل إعلانها رسميًا بأكثر من ست ساعات لأول مرة.
واشتكى طلاب الثانوية العامة من تسريب امتحان الفيزياء لطلاب أحد أعضاء لجنة مراجعة وضع الامتحان في الدرس الخصوصي الذي يعطيه بالمخالفة للائحة، وعلى الرغم من تأكيد الطلاب لرؤية الاسئلة نغسها قبل الامتحان، إلا أن الوزير أنكر كون ذلك تسريبًا واعتبره مجرد صدفة واستنباط.
تجميد منصات التعليمالاهتمام بمنصات التعليم والتوسع فيها وتزويدها بالعديد من المواد التعليمية كان الأمر المعتاد خلال السنوات السابقة، لكن خلال هذا العام لم يحدث أي تطوير وفي بعض المنصات مثل منصة التعليم الإلكتروني نجد أن التحديث يقتصر فقط على الكتب المدرسية.
تخفيف المناهج الدراسيةبعد شكاوى متعددة من أولياء الأمور بطول المناهج الدراسية خاصة في نظام التعليم الجديد، وقصر العام الدراسي بشكل لا يتناسب مع تلك المناهج، قرر وزير التربية والتعليم تخفيف تلك المناهج على الرغم من أنها موضوعة حديثًا بشكل تسلسلي ومترابط.
فوجئ أولياء الأمور بأن المناهج لم تخفف كما ذكر وزير التربية والتعليم وإنما تم اقتصاص التمارين والأنشطة، واستراتيجيات التفكير، لكن المادة العلمية ذاتها كما هي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعليم رضا حجازي التربية والتعليم وزير التربية والتعليم وزیر التربیة والتعلیم التعلیم قبل الجامعی الثانویة العامة تطویر التعلیم الیوم الریاضی العام الدراسی على الرغم من من المدارس والتعلیم ا فی حین إلا أن
إقرأ أيضاً:
وكيل التعليم بالجيزة يجري زيارة ميدانية لإدارةِ أطفيح التعليمية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلقَ سعيد عطية، وكيلُ أولِ وزارةِ التربيةِ والتعليمِ بالجيزة، في زيارةٍ ميدانيةٍ جديدةٍ، تُجسدُ رؤيتهُ القائمةَ على أنَّ التربيةَ والتعليمَ لا يُدارانِ من خلفِ المكاتبِ، بل يُبنيانِ في ساحاتِ المدارسِ، وبينَ صفوفِ الطلابِ، حيثُ يتشكلُ المستقبلُ، وتُخطُّ معالمُ النهضةِ.
استهلَّ " عطية "جولتهُ داخلَ ديوانِ إدارةِ أطفيح التعليمية، حيثُ وقفَ بين الأوراقِ والسجلاتِ، لا ليقلبَ صفحاتٍ ساكنةٍ، بل ليفتشَ عن روحِ المسؤوليةِ، عن التزامِ العاملينَ بواجباتهم، عن تلكَ الدقةِ التي لا يصلُحُ العملُ الإداريُّ بدونها. ولم يلبثْ طويلًا حتى تبيّنَ لهُ أنَّ بعضَ العاملينَ لم ينفذوا خطوطَ السيرِ المقررةِ، فكانَ القرارُ صارمًا، لا ترددَ فيهِ ولا هوادةَ: إحالةُ ثلاثةِ من العاملينَ إلى الشؤونِ القانونيةِ، فالتقصيرُ لا يُغتفرُ، والرقابةُ لا تعرفُ التهاونَ.
بين المدارسِ.. حيثُ تُبنى العقولُ وتصقلُ النفوسُ
ومن الإدارةِ، حيثُ الملفاتُ والأوراقُ، إلى المدارسِ، حيثُ الحركةُ والنشاطُ، حيثُ الطموحُ يسطعُ في عيونِ الطلابِ، والإخلاصُ يُترجمُ في جهودِ المعلمينَ. زارَ وكيلُ الوزارةِ عددًا من المدارسِ، يقفُ على أحوالِها، يتابعُ انضباطَها، يُرشدُ ويُقيمُ ويوجهُ، وكانتِ المحطاتُ كالتالي:
مدرسةُ الكداية الثانويةِ الصناعيةِ للتأسيسِ العسكري – حيثُ التكوينُ والانضباطُ والتدريبُ الجادُّ الذي يُعدُّ الشبابَ ليكونوا عمادَ الوطنِ في ميادينِ العملِ والإنتاجِ.
ومدرسةُ الكداية الابتدائيةِ الجديدة – حيثُ البراعمُ تنمو، وحيثُ التعليمُ هو الأساسُ الذي تُبنى عليهِ الشخصيةُ منذُ الصغرِ.
ومدرسةُ المستقبلِ للتعليمِ الأساسي – حيثُ الطموحُ يتلاقى مع الجهدِ، والمستقبلُ يُرسمُ بحروفِ العلمِ والانضباطِ.
و مدرسةُ أسكر الابتدائيةِ المشتركة – حيثُ تتابعُ الأيدي الأمينةُ تربيةَ النشءِ، فلا مكانَ للتهاونِ، ولا مجالَ للركودِ.
ومدرسةُ أبو بكر الصديقِ الابتدائيةِ المشتركة – حيثُ يلتقي اسمُ الصديقِ بالقيمِ النبيلةِ، ليخرجَ لنا جيلًا صادقًا في طلبِ العلمِ، ملتزمًا في أداءِ الواجبِ.
ومدرسةُ حمدان صديقِ الإعدادية – حيثُ تتسعُ الآفاقُ، وتتحددُ المساراتُ، ويكونُ للعلمِ دورهُ في توجيهِ العقولِ نحوَ الغدِ الأفضلِ.
التوجيهاتُ.. صوتُ الإصلاحِ وإرادةُ البناءِ
لم تكنِ الزيارةُ عابرةً، ولم يكنِ المرورُ شكليًا، بل كانَ لكلِّ لحظةٍ معناها، ولكلِّ توجيهٍ أثرُهُ في تصحيحِ المسارِ وتعزيزِ الانضباطِ:إلزامُ المدارسِ بتوثيقِ سجلِّ الطلابِ الضعافِ، ووضعُ خططٍ علاجيةٍ دقيقةٍ، ليكونَ لكلِّ طالبٍ فرصتهُ في النهوضِ والتميزِ.
كما تم تفعيلُ الإشرافِ اليوميِّ، فلا غيابَ عن الأدوارِ، ولا تراخٍ في متابعةِ الطلابِ، فكلُّ طالبٍ هو أمانةٌ في أعناقِ القائمينَ على العمليةِ التعليميةِ.
و عقدُ دوراتٍ توعويةٍ ضدَّ التنمرِ، فالمدرسةُ ليستْ ساحةً للصراعِ، بل بيتٌ للتربيةِ، لا يُقبلُ فيهِ إلا الاحترامُ والتعاونُ والسموُّ الأخلاقيُّ.
كما تم محاضراتٌ لترسيخِ قيمِ الولاءِ والانتماءِ، ليعلمَ كلُّ طالبٍ أنَّ العلمَ الذي ينهلُهُ هو جزءٌ من بناءِ الوطنِ، وأنَّ الالتزامَ والتفوقَ هما خيرُ ما يُهدى لمصرَ.
وتم تشديدُ الرقابةِ على أمنِ البواباتِ المدرسيةِ، فلا مكانَ للتسيبِ، ولا مجالَ لتسللِ العشوائيةِ إلى بيئةٍ يُرادُ لها أن تكونَ نموذجًا في الأمانِ والانضباطِ.
كما تم متابعةُ التقييماتِ الشهريةِ، فلا نجاحَ بلا محاسبةٍ، ولا تفوقَ بدونِ قياسٍ جادٍّ لمستوى التحصيلِ العلميِّ.
عطية يتحدثُ.. رسالةٌ لا لُبْسَ فيها
"التربيةُ ليستْ مجردَ دروسٍ تُلقى، والتعليمُ ليسَ مجردَ كتبٍ تُقرأ، بل هو انضباطٌ وسلوكٌ ومتابعةٌ دائمةٌ. لن نتركَ مدرسةً دونَ رقابةٍ، ولن نسمحَ بالتراخي في أداءِ رسالةٍ بحجمِ التعليمِ. الطالبُ أمانةٌ، والمستقبلُ لا يُبنى بالوعودِ، بل بالعملِ الصادقِ والإخلاصِ في كلِّ خطوةٍ."
المتابعةُ مستمرةٌ.. والانضباطُ نهجٌ لا رجعةَ فيه
ليسَ في الأمرِ استثناءاتٌ، ولا مجالَ للتراخي بعدَ اليومِ. من كانَ في موضعِ المسؤوليةِ، فليؤدِّ واجبَهُ، ومن قَصَّرَ، فالمحاسبةُ حاضرةٌ لا تتأخرُ. مديريةُ التربيةِ والتعليمِ بالجيزةِ مستمرةٌ في الرقابةِ، تتابعُ، تحاسبُ، تعدلُ، تصلحُ، حتى يكونَ لكلِّ طالبٍ حقهُ في تعليمٍ محترمٍ، ولكلِّ مدرسةٍ مكانتها التي تستحقُّها في بناءِ مستقبلِ الوطنِ.