جوجيتسو الإمارات يصنع بصمات خالدة وإنجازات كبيرة في 2023
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أبوظبي – الوطن:
مع الاقتراب من نهاية عام 2023، والوقوف على بعد خطوات من عام 2024، أصدر اتحاد الإمارات للجوجيتسو بيانا عن حصاد الإنجازات التي حققتها رياضة الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة في الدولة على المستويات كافة خلال العام، لا سيما على صعيد المنتخبات الوطنية، وأجندة البطولات المحلية وتنظيم واستضافة كبرى البطولات وعلى رأسها بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة في أغسطس الماضي والنسخة الـ(15) من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو في نوفمبر واللتين حظيتان باهتمام إقليمي ودولي غير مسبوق.
إنجازات ومكتسبات
وأكد البيان أن هذه الإنجازات والمكتسبات التي تحققت في عام 2023 تساهم في تعزيز مكانة أبوظبي عاصمة عالمية لرياضة الجوجيتسو ورياضة الفنون القتالية المختلطة، ولا سيما في ظل الإقبال اللافت على المشاركة الذي شهدته بطولات أبوظبي وخصوصا النسخة الخامسة عشرة من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو سواء على صعيد اللاعبين المشاركين، أو عشاق ومشجعي اللعبة من مختلف دول العالم.
دعم القيادة
وفي هذا الإطار قال سعادة محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، إن الفضل الأكبر وراء كل الإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي وما سبقه من أعوام يعود إلى الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، وتوجيهاتهما بتوفير كل المقومات اللازمة لبناء أجيال متعاقبة من الأبطال القادرين على ترسيخ تفوق الدولة الدائم على منصات التتويج العالمية ومواصلة حصد الميداليات.
محطات بارزة
وأضاف الظاهري: “موسم 2023 يمثل أحد أبرز المحطات في تاريخ الاتحاد، حيث تكللت جهودنا بتنظيم واستضافة فعاليات مهمة، تنوعت بين رياضتي الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، ونجحت البطولات في استقطاب آلاف المواهب المحلية والعالمية، التي تنافست على عدد من أغلى الألقاب على مستوى الرياضة.
وتابع: “نختتم هذا العام الاستثنائي الحافل بالإنجازات، ونتطلع إلى موسم جديد مليء بالفرص لتعزيز رصيد الدولة من الإنجازات القارية والدولية، وترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة مثالية لنخبة الأبطال وعاصمة عالمية للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة.
أجندة متميزة
ونجح اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة خلال موسم 2023 في تنظيم أكثر من 20 بطولة وفعالية محلية وعالمية من أبرزها النسخة 15 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، و4 جولات من مهرجان التحدي للجوجيتسو ومنافسات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للجوجيتسو وكأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة للجوجيتسو، وكأس أم الإمارات للجوجيتسو.
كما تضمنت قائمة بطولات الجوجيتسو جولات رابطة أبوظبي لمحترفي الجوجيتسو (AJP) والتي تحظى بأهمية كبيرة لدى المحترفين من جميع أنحاء العالم، كونها تدخل في التصنيف المعتمد لدى الرابطة وتقود إلى التأهل لجائزة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو. ومن أبرز البطولات أيضا، بطولة أبوظبي جراند سلام التي جمعت كوكبة من أبرز نجوم اللعبة من القارات المختلفة.
وشهدت تلك البطولات مجتمعة مشاركة الآلاف من اللاعبين قي الفئات العمرية المختلفة والذين توافدوا مما يزيد عن 120 دولة.
نسخة استثنائية
وكانت النسخة الـ15 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو واحدة من أهم المحطات التي شهدها عام 2023، حيث استقطبت مشاركةً قياسيةً لأكثر من 7 آلاف لاعبا ولاعبة منهم 4000 توافدوا خصيصا من خارج الدولة لتسجيل حضورهم في هذا الحدث الاستثنائي، مما كان له الأثر في تنشيط حركة السياحة، والمساهمة بالتعريف بمكانة الدولة والعاصمة أبوظبي الرياضية على نطاق واسع .
رياضة الفضاء
وكان قد كتب خلال العام الماضي، رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، فصلا جديدا من فصول الإنجازات التاريخية للدولة ولرياضة الجوجيتسو باعتباره أول رائد فضاء يمارس هذه الرياضة خلال مهمته في الفضاء من مقره في محطة الفضاء الدولية.
وسلطت النسخة الـ15 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو الضوء على إنجاز النيادي ومساهمته في تعزيز الوعي بأهمية هذه الرياضة، حيث تسلّم درع ” الشخصية الأكثر تأثيرا” في الجوجيتسو لعام 2023، تقديراً لدوره وتسطيره إنجازاً استثنائياً يعكس دور الرياضة كحافز يلهم الرياضيين.
الفنون القتالية المختلطة
ونظم اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة 4 جولات من بطولة الفنون القتالية المختلطة للناشئين التي شكّلت إضافة مهمة لأجندة فعاليات الموسم الرياضي 2023 ، ونجحت باستقطاب شريحة كبرى من اللاعبين في ظل تنامي الاهتمام بهذا النوع من الرياضات والإقبال الكبير على ممارستها خصوصا من فئة الشباب.
كما نظم الاتحاد النسخة الرابعة من بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة للناشئين في مبادلة أرينا بمدينة زايد الرياضية بأبوظبي، وشهدت البطولة منافساتٍ قويةً وأداءً رفيعاً للمواهب الإماراتية في الفئات المختلفة. ونجح منتخبنا الوطني في تحقيق إنجاز تاريخي على الرغم من كونها المشاركة الثانية له في المنافسات، بحصد 4 ذهبيات و4 فضيات و4 برونزيات، مقارنة بأربع ميداليات في نسخة العام الماضي. وشهدت البطولة عروضاً قتالية مميزة، وحصدت إشادة واسعة من جميع وفود المنتخبات المشاركة بفضل توفيرها أعلى معايير التنظيم والاستضافة، بما يعزز مكانة أبوظبي كعاصمة للفنون القتالية المختلطة.
وسجل منتخبنا الوطني للفنون القتالية المختلطة مشاركة مميزة في بطولة آسيا للفنون القتالية المختلطة 2023 في العاصمة البحرينية المنامة، حيث تمكن الأبطال والبطلات من إبراز تألقهم وإظهار براعتهم، والفوز بـ 20 ميدالية بواقع 9 ذهبيات و7 فضيات و4 برونزيات، ما يؤكد سعي أبطال الإمارات الدائم نحو التفوق والتربع على المراكز الأولى.
وسجلت البطلة الإماراتية زمزم الحمادي موسماً حافلاً بالتميز يضاف إلى مسيرتها الفريدة، حيث حصدت ذهبيتين في كل من بطولة العالم للجوجيتسو في كازاخستان وبطولة العالم للفنون القتالية المختلطة في أبوظبي لتكون أول فتاة اماراتية تحصل على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة.
منتخب الذهب
أظهر المنتخب الوطني للجوجيتسو أعلى مستويات الأداء والريادة وسجل مشاركة قوية في 7 بطولات قارية وعالمية، وكانت البداية مع بطولة آسيا للجوجيتسو في تايلاند حيث حصد أبطال المنتخب 16 ميدالية؛ بواقع 7 ذهبيات و5 فضيات و4 برونزيات، ثم شاركوا في بطولة الجائزة الكبرى للجوجيتسو في فرنسا وحققوا 16 ميدالية؛ بواقع 4 ذهبيات و5 فضيات و7 برونزيات. وسجل أبطال البساط مشاركة قوية في بطولة الجائزة الكبرى للجوجيتسو في تايلاند مع إحراز 20 ميدالية؛ بواقع 9 ذهبيات و7 فضيات و4 برونزيات. كما تألق نجوم جوجيتسو الإمارات ونجحوا في الحفاظ على لقب بطولة العالم للجوجيتسو للعام الرابع على التوالي خلال المنافسات التي أقيمت في العاصمة المنغولية أولان باتور، وأهدوا الوطن 14 ميدالية؛ بواقع 8 ذهبيات و4 فضيات وبرونزيتان. وتصدر أبطال المنتخب الترتيب العام في بطولة العالم للناشئين في الجوجيتسو التي أقيمت في العاصمة الكازاخستانية أستانا وحققوا عدداً قياسياً من الميداليات بلغ 46 ميدالية، بواقع 15 ذهبية و12 فضية و19 برونزية. كما سجل المنتخب أداء مميزا في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشر في الصين وحقق 10 ميداليات بواقع 4 ذهبيات و3 فضيات و3 برونزيات، كما ساهم الأبطال بتعزيز رصيد الدولة من الميداليات الملونة مع مشاركتهم في بطولة الألعاب القتالية العالمية بالرياض بتحقيق 4 ذهبيات.
وفي عام 2023 دخلت البطلة أسماء الحوسني تاريخ الرياضة الإماراتية وأصبحت أول إماراتية تفوز بميدالية ذهبية في في دورة الألعاب الآسيوية، كما أضاف كل من خالد الشحي وفيصل الكتبي وشما الكلباني المزيد من الميداليات الذهبية إلى رصيد المنتخب خلال مشاركتهم في البطولة، والذي وصل إلى 10 ميداليات بواقع 4 ذهبيات وثلاث فضيات وثلاث برونزيات.
ويعتبر إنجاز المنتخب في دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو الصينية أيقونة انجازات الاتحاد لعام 2023، مع تحقيق ارقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ مشاركات الرياضة الاماراتية في هذا المحفل الكبير.
إنجاز إداري ورياضي
وتقديرا لجهوده الدؤوبة وتميزه الإداري ومساهمته الفاعلة في الوصول برياضة الجوجيتسو إلى العالمية، فاز سعادة عبدالمنعم السيد محمد الهاشمي، رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، بجائزة الإداري الإماراتي في النسخة الثانية عشرة لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي 2023.
وفاز خالد الشحي بالجائزة عن فئة الرياضي الإماراتي لحصوله على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للجوجيتسو للكبار 2022 و2023، وكذلك الحصول على 3 ميداليات ذهبية في بطولة العالم للجوجيتسو للشباب من 2021 الى 2023، كما أنه المصنف رقم 1 عالميا في وزن 62 كج في فئة الشباب والكبار.
كما شهدت النسخة السابعة من “جائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة” فوز بطلة الجوجيتسو الإماراتية مريم الـعلي بجائزة أفضل رياضية شابة، تكريماً لجهودها المتميزة ونجاحها في حصد 13 ميدالية ذهبية في مختلف البطولات.
دور مجتمعي
وساهم اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة خلال العام 2023 في توفير تجربة رياضية ومجتمعية شاملة عبر تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تستهدف الفئات المجتمعية المختلفة، وذلك تأكيدا على التزامه الراسخ بمسؤوليته تجاه المجتمع.
وحرص الاتحاد خلال البطولات على إشراك فئات المجتمع من مختلف الأعمار في الأنشطة والفعاليات الجانبية التي تهدف الى تعزيز أنماط الحياة الصحية وتعزيز الروابط الأسرية في بيئة حيوية وتفاعلية.
ولعل من أبرز المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية، إيجاد بيئة مثالية مناسبة لجميع أفراد الأسرة، أتاحت قضاء أمتع الأوقات، وساهمت في تعزيز الروابط العائلية من خلال مشاركة الآباء والأبناء في البطولات والأنشطة المصاحبة وخير مثال على ذلك بطولة التحدي للجوجيتسو.
كما لعب الاتحاد دورا مجتمعيا متميز جاوز حدود الرياضة، عبر مشاركته في مجموعة من الفعاليات الثقافية والتراثية والترفيهية، التي نقلت للعالم رسالته في الالتزام بالتنمية والمشاركة المجتمعية، وترسيخ القيم النبيلة للرياضة التي تساهم في تمكين المجتمعات وتوطيد أركانها.
يتخطى الرياضة
وشارك اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة في الدورة الـ 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي أقيم من 22 – 28 مايو الماضي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وقدم جناحاً تفاعلياً يوّفر طيفاً واسعاً من المعلومات حول رياضة الجوجيتسو، ودور الاتحاد في نشر الرياضة وتوسيع قاعدة المشاركين، ومجموعة من العروض الحيّة على البساط، فضلاً عن تسليط الضوء على إنجازات الدولة في هذه الرياضة واحتلالها لمكانة رائدة على خارطة الجوجيتسو العالمية.
كما تواجد اتحاد الإمارات للجوجيتسو في فعالية “القافلة الرياضية” التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مجلس دبي الرياضي والجهات الرسمية، حيث خطفت عروض الجوجيتسو المميزة الأضواء وحازت على إعجاب الحضور.
وفي مبادرة تعكس قيم الإنسانية والخير والعطاء تزامناً مع شهر رمضان المبارك، شارك منتخب الإمارات للجوجيتسو في مبادرة كسر الصيام بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي.
وكان الاتحاد جزءاً من “منصة نقاشية” بعنوان “معاً من أجل أمتنا”، والتي نظمها جناح “بنك أبوظبي الأول”، في مدينة إكسبو دبي، ضمن مؤتمر المناخ ” cop28″، لتتناول دور الرياضة في تنفيذ ممارسات مستدامة لحماية المناخ، والخطط والبرامج لصناعة الأبطال في رياضة الجوجيتسو.
مواصلة التميز .. عنوان المرحلة القادمة
مع ختام الموسم الرياضي الذي حفل بسلسلة طويلة من النجاحات والإنجازات، تتجه الأنظار إلى الموسم القادم، وقال فهد علي الشامسي أمين عام اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة: “نسعى في اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة إلى أن يشكل الموسم الجديد امتدادا للنجاحات السابقة، في ظل حرص الاتحاد وفرق العمل على الاستثمار الأمثل في المكاسب والبناء عليها، والاستفادة من التحديات وتحويلها إلى فرص والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وتطلعات كبيرة.”
وأكّد الشامسي أن الاستعدادات للموسم الرياضي الجديد دخلت مراحلها الأخيرة، وأنّه من المتوقع أن يشهد زيادة ملموسة في عدد الفعاليات والبطولات التي سينظمها الاتحاد، وكل المؤشرات تدل على أن الموسم القادم سيكون استثنائيا على الصعد كافة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الخيار أنسب والتحديات كبيرة.. هل ستستطيع تركيا المصالحة بين السودان والإمارات؟
بعد يومين من إعلان أنقرة إتفاق المصالحة بين الصومال وإثيوبيا، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إستعداد تركيا للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في السودان.
دعم تركيا
وفي اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرص بلاده على وحدة السودان واستقراره، مجدداً دعم تركيا للشعب السوداني بكل الإمكانيات، معرباُ عن استمرار المساعدات الإنسانية المقدمة من تركيا، مشيراً إلى استئناف عمل الخطوط التركية قريباً ، وإستعداد بلاده لبذل الجهود لتعزيز العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، كما شدد على أهمية التعاون في مجالات الزراعة والتعدين.
ترحيب سوداني
من جانبه، أشاد البرهان بمواقف تركيا الداعمة للسودان، مثمناً جهودها من أجل السلام والإستقرار في المنطقة والإقليم ومعالجتها للكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى نجاحها في معالجة الملف السوري، ورحب البرهان بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع المتمردة، داعياً إلى تعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات، مؤكدا ثقته في مواقف أردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته.
مجرد تفاهمات
وتأتي دعوة أردوغان للمصالحة بين السودان والإمارات بعد يومين فقط من إعلان نجاح وساطته بين الصومال وإثيوبيا بعد فترة من النزاع كادت أن تفجر الأوضاع في القرن الأفريقي المضطرب، ويبدو أن اتفاق المصالحة بين الصومال وإثيوبيا قد عالج المخاوف الصومالية بشكل أو بآخر، بمعنى أن المخاوف الصومالية بشأن تأثير مطالب إثيوبيا بالوصول إلى البحر على السيادة الوطنية، تم معالجتها من خلال النص الواضح في إعلان أنقرة على احترام سيادة الصومال وسلامة أراضيه، وذلك بالتزام إثيوبيا بعدم المطالبة بأراضٍ أو ممارسة أي نفوذ يُهدد وحدة الصومال، كما اعتمد الاتفاق على “ترتيبات تجارية” قانونية، مثل الإيجار أو الشراكات التجارية، مما يعني أن إثيوبيا لن تحصل على حق دائم أو غير قابل للنقض في الأراضي الساحلية الصومالية، ومع ذلك يبقى إعلان المصالحة بين الصومال وإثيوبيا بوساطة تركيا مجرد تفاهمات، لم تختبر على أرض الواقع، مع التحديات المتوقعة التي يمكن أن تواجهها في إقليم ملئ بالمشاكل متقلب المزاج، علاوة على مدى التزام إثيوبيا به في ظل ما يُعرف عن إثيوبيا بعدم التزامها بالمواثيق والعهود.
هل تستطيع
على كل … فالشاهد في الأمر أن تركيا تطرح نفسها كلاعب إقليمي مهم في المنطقة، وأنها نجحت حتى الآن بشكل كبير في لعب هذا الدور، لكن يظل التساؤل هل تستطيع أنقرة أن تحقق مصالحة بين السودان والإمارات والتي يمكن أن تكون اختراقاً حقيقياً في حل الأزمة السودانية، بتحييد أبوظبي التي تمثل سنداً مهماً ورئيسياً لمليشيا الدعم السريع، أم أن مافعلته الإمارات في السودان سيظل سداً مانعاً أمام أي تقارب؟
إعادة الحسابات
من جانبه توقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مكي المغربي نجاح الوساطة في الحالتين سواء بين الصومال وأثيوبيا، والسودان والإمارات. وقال المغربي لموقع “المحقق ” الإخباري: ربما يكون النجاح محدود في بداية الأمر، لكنه سوف يقلل حدة التصعيد، مضيفاً أن الوساطة التركية في حالة السودان والإمارات ستساعد في إعادة حسابات الإمارات في تعاملها مع الداخل السوداني، لافتاً إلى أن الإمارات كانت حريصة على الابتعاد من اليمين السوداني أو ما يُعرف بالنظام السابق، وإلى أنها كانت تعتقد أنها ستتجاوزهم، وقال لكن الاقرار بهذه الوساطة سيقضي على هذا الشرط من حساباتها، مستبعدا تقدم أردوغان بهذه المبادرة للسودان دون التأكد من موافقة الإمارات أولا، معتبراً أن الضغط الشعبي ووسط المقاتلين بعدم المصالحة مع الإمارات سيؤدي إلى تماسك الموقف التفاوضي السوداني.
التفاوض بدأ
ورأى المغربي أن التفاوض مع الإمارات أصلا قد بدأ، وأن ما ظهر منه هو جزء مما يدور على الأرض لفترة ما، وقال إن هناك تسريبات من زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط لبورتسودان مؤخرا حول نفس الأمر، مضيفا أن الحكومة ردت على أبوالغيط بأنه إذا تم تحييد الإمارات، مع استمرار السودان في القضاء على المليشيا، سينتهي الوضع لتفاوض مباشر معها، مستدركاً، لكن لا يمكن أن يتم تفاوض مع الإمارات في ظل اتهام الحكومة لها بتسليح الدعم السريع، مؤكداً أن وضع الإمارات ليس جيدا لعوامل عدة، وقال من هذه العوامل الضغط على تشاد من جانب فرنسا بعدم مساندة الدعم السريع، إضافة إلى التطور في سوريا الذي جاء لصالح تركيا مع تقارب روسي تركي وحياد أمريكي، مشدداً على أن ذلك يعزز من دور تركيا في المنطقة، وأن ذلك خصماً على اللاعبين الموجودين، وقال لا يمكن القول أن المسافة بين تركيا والإمارات بعيدة، ولكنها أطول من المسافة بينها وبين مصر والسعودية، وبالتأكيد قطر وتركيا بينهما درجة عالية من التقارب، لافتا إلى أن الإمارات هي الأبعد من هذه التفاهمات، وقال من المؤكد أنها ستعيد حساباتها في المسألة السودانية.
الخيار الأنسب
من جهته رأى الباحث والمحلل السياسي عمار العركي أن التفاوض مع الإمارات هو الخيار الأنسب والواقعي بالنسبة للسودان. وقال العركي لموقع “المحقق” الإخباري أن هذا التفاوض سيواجهه عدد من التحديات، على رأسها تحدي داخلي برفض جزء كبير من الشعب لهذه المصالحة، وقد تكون ردة الفعل كبيرة وقد يحدث اختراق في التماسك بين الجيش والشعب، مضيفا أن التحدي الآخر في الدول التي يمكن أن تقف أمام هذه المصالحة وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، ويمكن أن يكون لديهم عمل مضاد إن لم يحدث وزنة لهذه المصالح، متسائلا كيف تستطيع تركيا أن تحقق المصلحة بهذه الوساطة في ظل سقوفات الحكومة السودانية التي ستكون عالية جدا، وقال إن السودان إذا ارتضى التفاوض مع الإمارات، سيكون هناك سقف عال من المطالب بطلب تعويض مادي من الإمارات لكل متضرر من الحرب، مؤكدا أن هذا سيكون شرطاً أساسياً لإحداث تسوية مع الإمارات يرتضيها الشعب، لافتا إلى أن ذلك سيكون تحدياً أمام تركيا بإقناع الإمارات بالقبول بهذه التسوية المرتبطة بمطالب الشعب السوداني، معتبراً أن تركيا هي الأوفر حظاً في إحداث اختراق في الأزمة السودانية، مبيناً أنه تم تنسيق بين تركيا والإمارات في التصالح بين إثيوبيا والصومال، وقال إن هذا التصالح ليس في صالح الإمارات، لكنه يدخل استراتيجياُ مع السودان.
القاهرة – المحقق – صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب