التايمز: هل يمكن استبدال نتنياهو بعد فقدانه ثقة الإسرائيليين؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
"ليست حرب نتنياهو" وجهة النظر تلك لا يتبناها الكثير من الجمهور الإسرائيلي فحسب فيما يتعلق بقدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية على قيادة دولة الاحتلال في المرحلة الحالية، ولكن أيضا هي اعتقاد راسخ لدى أعلى المستويات في المؤسسات الأمنية والسياسية.
وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فإن ثلثا الإسرائيليين يريدون إجراء انتخابات عامة بمجرد توقف الحرب، ويرون أن نتنياهو يتحمل مسؤولية هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم؛ بسبب عناصر الحركة تسيطر على قطاع غزة دون اعتراض.
وعلى الرغم من أن الكثيرين خارج إسرائيل يعتبرونه داعية للحرب، إلا أن نتنياهو لم يكن مرتاحًا أبدًا لخوض حروب واسعة النطاق يحتاج فيها إلى وضع مصير إسرائيل، ومستقبله السياسي، في أيدي الجيش الإسرائيلي.
غير موثوق
أفاد استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في منتصف ديسمبر/ كانون أول، أنه على الرغم من أن 66 % من الإسرائيليين يعتقدون أن قوات الدفاع الإسرائيلية قادرة على تدمير قدرات حماس العسكرية في غزة، فإن أكثر من ذلك، 69%، قالوا إنهم يريدون إجراء الانتخابات بمجرد انتهاء الحرب على غزة.
وبحسب نتائج الاستطلاع ذاته، قال 39% فقط ممن صوتوا لصالح حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى.
وفي استطلاع آخر أجرته جامعة بار إيلان، أفاد 24% فقط من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن نتنياهو هو المصدر الأكثر موثوقية للأخبار المتعلقة بالحرب.
وقال 73% أن المتحدث العسكري الرسمي هو مصدرهم الأكثر ثقة.
وليس أفراد الجمهور فقط هم الذين لا يثقون أن نتنياهو قادر على قيادة إسرائيل في هذه الحرب الجارية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، بل تتبني أعلى المستويات في المؤسسات الأمنية والسياسية الرأي ذاته.
ونقلت التايمز عن أحد كبار المسؤولين قوله إن: "القرارات اليومية بشأن الحرب يتخذها الجنرالات الثلاثة السابقون في حكومة الحرب"، في إشارة إلى وزير الدفاع يوآف جالانت وبيني جانتس وجادي آيزنكوت، رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي السابقين، الذين يشغلون الآن منصب رئيس الأركان بعد انضمامه إلى حكومة نتنياهو في بداية الحرب.
وفيما يتعلق بالقرارات الكبرى، مثل موعد شن الهجوم البري على غزة، وما إذا كان سيتم قبول صفقة إطلاق سراح الرهائن وهدنة لمدة أسبوع، تأخر نتنياهو وتردد لأسابيع.
وهذا هو الآن نهجه تجاه القرار الكبير التالي الذي يواجه إسرائيل – كيف ومتى سيتم تقليص الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
مأزق
وبحسب مكتبه، أكد نتنياهو خلال زيارته للخطوط الأمامية للحرب فى غزة الإثنين قوله للجنود: "نحن نعمق رقعة الحرب في قطاع غزة، وسنستمر في القتال حتى تحقيق النصر المطلق على حماس".
وأضاف: "للحرب ثمن باهظ جدا، وإنها الطريقة الوحيدة لإعادة مخطوفينا، والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تعود تشكل تهديدا على إسرائيل".
وأكد نتنياهو أن إسرائيل "لن توقف حربها في قطاع غزة الآن، حتى تحقيق النصر على حماس، ويستغرق هذا الأمر وقتًا طويلا، لكننا موحدون مقاتلين وشعبا وحكومة".
وعلى الرغم من تلك التأكيدات التي لا لبس فيها، فإن رسائل نتنياهو فى القنوات السرية أقل صراحة من حديثه مع الجنود.
وفي هذا الصدد، فوض نتنياهو ديفيد بارنيا، مدير الموساد بالتفاوض على هدنة مؤقتة ثانية مع حماس مقابل إطلاق سراح 40 أسيرا إسرائيليا من غزة.
كما يزور وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول خطوات إسرائيل التالية لتقليص حجم عملياتها في غزة.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو في مأزق صعب للغاية فقد تراجعت شعبيته السياسية، وقد تخلت عنه بالفعل قطاعات كبيرة من قاعدته القومية، على الأقل في استطلاعات الرأي.
اقرأ أيضاً
سلام نتنياهو يتطلب تدمير حماس ونزع سلاح غزة واستئصال التطرف الفلسطيني
ولكن الإسرائيليين، الذين ما زالوا يعانون من الصدمة بعد مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول المدمرة، ما زالوا يؤيدون الحرب ضد حماس، وخاصة أولئك الذين على اليمين والذين يحتاج نتنياهو إلى استعادتهم.
وعلى الرغم من أن الكثيرين خارج إسرائيل يعتبرونه داعية للحرب، إلا أن نتنياهو لم يكن مرتاحًا أبدًا لخوض حروب واسعة النطاق يحتاج فيها إلى وضع مصير إسرائيل، ومستقبله السياسي، في أيدي الجيش الإسرائيلي.
وخلال السنوات الـ 16 التي قضاها كرئيس للوزراء، كان يكره إرسال فرق الجيش الإسرائيلي الكبيرة وغير العملية المدرعة إلى المعركة، ويفضل بدلا من ذلك العمليات الخاصة الصغيرة أو الضربات الجوية، ولا يميل في استخدام الدبابات ثقيلة الحركة.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الذين أطلعوا رئيس الوزراء مراراً وتكراراً في الماضي: "إن الصورة المفضلة لنتنياهو باعتباره "سيد الأمن" في إسرائيل لا تدعمها أفعاله".
ووفقا للمصادر ذاتها "قبل كل شيء، فهو يتجنب المخاطرة ولا يحب المواقف العسكرية التي يشعر أنه لا يستطيع السيطرة عليها."
وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل الآن تخوض حربها الأوسع نطاقًا منذ عقود، لكنها لم تكن حربًا من اختيار نتنياهو، الذي تعتبر غريزته هي إيجاد طريقة لتقليص حجمها، لكن رؤيته وهو يفعل ذلك من شأنه أن ينفر من تبقى من مؤيديه.
مخاطر الجيش
وذكرت الصحيفة أن مخاوف نتنياهو من الجيش وقادته لها جذور سياسية أيضًا. فهو مقتنع بأن معظم الجنرالات ينتمون إلى "النخب اليسارية" التي تعارضه وتزدريه - وعلى الرغم من أنهم قد لا يكونون يساريين بشكل كبير، إلا أنهم عارضوه بالتأكيد.
ما لا يقل عن سبعة من رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي الذين خدموا في هذا المنصب منذ أن تولى نتنياهو منصبه لأول مرة في عام 1996، انضموا إلى الأحزاب أو الحركات السياسية المكرسة لاستبداله.
ومن بينهم الجنرال ووزير الدفاع السابق بيني جانتس، الذي ليس فقط عضوًا في حكومة نتنياهو الحربية، ولكنه أيضًا الرجل الأكثر احتمالاً لخلافته إذا أجريت الانتخابات الآن، ولذا فإن نتنياهو غير مرتاح لفكرة ترك الأمور في أيدي الجنرالات.
وأشارت الصحيفة أن حرب غزة وضعت الجمهور الإسرائيلي فى وضع فريد فمن ناحية جعلتهم يلتفون حول العلم الإسرائيلي وخاصة في المراحل المبكرة من الحرب الوطنية، قبل أن تبدأ خيبة الأمل في العودة للواجهة.
وعلى أنه عادة ما يُترجم هذا تأثير الحرب إلى زيادة مؤقتة على الأقل في شعبية زعيم البلاد، لكن من المؤكد أن إسرائيل تمر بفترة "الالتفاف حول العلم"، ولكن في الوقت نفسه، تراجعت شعبية زعيمها.
وأشارت الصحيفة إلى أن دعم الجمهور الإسرائيلي يذهب إلى جيش الدفاع الإسرائيلي وجنرالاته، على الرغم من إدانتهم بالفشل في منع هجوم 7 أكتوبر. وهم الذين يُنظر إليهم على أنهم يقودون القتال ضد حماس.
وفي نظر أغلب الإسرائيليين فإن نتنياهو، في ظل استراتيجيته التي تتلخص في السماح لحماس بالبقاء في السلطة في غزة لسنوات عديدة، يشكل الجاني الرئيسي في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وخلصت الصحيفة إلى أن إن الإسرائيليين لا يثقون في أن يقود نتنياهو الحرب التي انجرت إليها إسرائيل بسببه.
اقرأ أيضاً
رفضها نتنياهو.. رؤساء الأجهزة الأمنية يطالبون بمباحثات حول مصير غزة بعد انتهاء الحرب
المصدر | التايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حرب غزة الجيش الإسرائيلي تراجع شعبية نتنياهو الجیش الإسرائیلی أن نتنیاهو فی غزة
إقرأ أيضاً:
صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة
#سواليف
قال صاحب ” #خطة_الجنرالات ” غيورا إيلاند إنه “بعد عام ونصف من بداية الحرب في #غزة، يمكن كتابة ملخص مرحلي. بغض النظر عن أحداث 7 أكتوبر، يمكن القول إن #إسرائيل فشلت في #الحرب على #غزة. هناك ثلاثة معايير لتقييم مدى النجاح في الحرب، ولا واحد منها يعتمد على تصريحات القادة، حيث أن هذه التصريحات دائمًا ما تقدم الواقع بشكل مزخرف ومشوه”.
وأضاف أن يجب النظر إلى أهداف الحرب مقابل الإنجازات، والمعيار الأول هو المقارنة بين أهداف الحرب وما تحقق فعلاً. تم تحديد أربعة أهداف فيما يتعلق بغزة: إسقاط حكم حماس، خلق وضع لا يشكل فيه تهديد عسكري من غزة، إعادة مستوطني المناطق الحدودية بأمان، وإعادة كل الأسرى. الهدف الوحيد الذي تحقق جزئيًا هو إعادة #الأسرى، ولكن طالما أن هناك 59 أسيرًا في غزة، منهم أكثر من 20 على قيد الحياة، فإن هذا الإنجاز الجزئي بعيد عن أن يكون مريحًا.
ووفقا له، المعيار الثاني يتعلق بجوهر الحرب، فالغرض من كل حرب، سواء حدثت قبل 3000 سنة أو اليوم، هو فرض إرادتنا على الطرف الآخر، أي إجباره على قبول شيء يتناقض مع مصالحه. إذا تم تحقيق “نصر كامل”، فهذا يعني استسلامًا غير مشروط من الطرف الآخر، وبالتالي يمكن للطرف المنتصر فرض إرادته بالكامل. حدث ذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان. عندما يكون النصر جزئيًا، يمكن فرض تنازلات مؤلمة على الطرف الآخر مثل التنازل عن أراضٍ، التنازل عن الموارد الطبيعية، الالتزام بدفع تعويضات، الالتزام بتقليص الجيش، وما إلى ذلك. مثلما حدث في نهاية الحرب العالمية الأولى.
مقالات ذات صلة 60 شهيدا في غزة منذ فجر الاثنين 2025/04/08وتابع أنه “عند تحليل الاتفاق بين إسرائيل و #حماس في 19 يناير 2025، لا يمكن الهروب من الاستنتاج بأن حماس فرضت إرادتها على إسرائيل إلى حد كبير. على الرغم من أننا استعدنا 33 أسيرًا، منهم 25 على قيد الحياة، إلا أننا أطلقنا سراح مئات الأسرى ووافقنا على زيادة الإمدادات الإنسانية ثلاث مرات، وتراجعنا عن طريق نتساريم، وهو الإنجاز الرئيسي، ووافقنا على دخول كرفانات ومعدات هندسية ثقيلة إلى غزة لبدء عملية إعادة الإعمار”.
وبحسبه، “المعيار الثالث هو مدى تعافي كل طرف من الحرب. بما أن الحرب لم تنتهِ بعد، من الصعب تقييم هذا المعيار الثالث. ومع ذلك، وبالنظر إلى المعايير الأول والثاني، من الواضح أننا فشلنا”.
ورأى أن “هناك ثلاثة أسباب تشرح الفشل الإسرائيلي. السبب الأول هو تبني رواية خاطئة بشكل غبي. سارع نتنياهو في بداية الحرب إلى الإعلان أن حماس تشبه داعش. سارع المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، إلى تبني هذا التصريح وفرض الرواية التالية: على الرغم من الانسحاب في 2005، فإن الاحتلال الإسرائيلي لغزة لم ينتهِ أبدًا، وبالتالي إسرائيل تتحمل مسؤولية غزة وسكانها. صحيح أن هناك حماس ويمكن محاربتها، ولكن في الوقت نفسه على إسرائيل الاهتمام بسكان القطاع”.
وأكد أن “إسرائيل في الواقع قبلت هذا. لا يوجد ارتباط بين هذا الوصف وبين الواقع. الواقع هو أن غزة أصبحت دولة مستقلة منذ عام 2007 بكل معنى الكلمة. مصطلح “منظمة إرهابية” غير ذي صلة عندما تكون المنظمة في الواقع هي حكومة الدولة، وبالتالي الطريقة الوحيدة الصحيحة لتوصيف ما حدث في 7 أكتوبر هي أن دولة غزة فتحت حربًا ضد إسرائيل في هذا اليوم. بالمناسبة، حتى مصطلح “الحوثيين” خاطئ. العدو هو دولة اليمن التي تسيطر عليها جماعة شريرة”.
واعتبر أن “السبب الثاني للفشل هو أن القيادة السياسية والعسكرية العليا في إسرائيل لم تقم بتقييم حقيقي للأوضاع في مساء 7 أكتوبر. لو كانت قد فعلت ذلك، لكانت توصلت إلى استنتاج مفاده أن الطريقة الصحيحة لإجبار حكومة غزة على الاستجابة للمطالب الإسرائيلية بشكل عام، وفيما يتعلق بالأسرى على وجه الخصوص، هي دمج ثلاثة أدوات؛ الضغط الاقتصادي، والبحث عن بديل حكومي لحماس، والسيطرة على أراضي قطاع غزة”.
أما السبب الثالث من وجهة نظره هو أن جميع الأطراف، السياسية والعسكرية، تبنت الشعار القائل “فقط الضغط العسكري سيحقق…”، ومن الصعب شرح لماذا كان يجب أن يكون من الواضح منذ البداية أن هذا الشعار فارغ.