أوضح آخر تقرير عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، نشرته خمس وكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 122 مليون شخص يواجهون الجوع في العالم منذ عام 2019 بسبب جائحة كورونا، والصدمات الجوية المتكررة، والصراعات ومنها الحرب في أوكرانيا.

أخبار متعلقة

الأطباء يودعون رائد علاج الأورام فى مصر

«الصحة»: قافلة شمال سيناء تستقبل 1615 مواطنًا وتجري 81 جراحة خلال يومين

تشييع جنازة الراحل ياسر عبدالقادر «رائد علاج الأورام في مصر والشرق الأوسط»

وتحذِّر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، من أنه إذا استمرت الاتجاهات على ما هي عليه الآن، فلن يتحقق هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.

تكشف نسخة 2023 من تقرير الأمم المتحدة أن ما بين 691 و783 مليون شخص، أي 735 مليون في المتوسط، واجهوا خطر الجوع في عام 2022، أي بزيادة قدرها 122 مليون شخص مقارنة بعام 2019 قبل اندلاع جائحة كوفيد-19.

وعلى الرغم من أن أعداد الجوع العالمية لم تتغير بين عامي 2021 و2022، هناك الكثير من الأماكن التي تواجه أزمات غذائية متفاقمة في العالم. وأُحرِز تقدم ملحوظ في الحد من الجوع في آسيا وأمريكا اللاتينية، ولكن لا تزال رقعة الجوع تتسع في غرب آسيا ومنطقة البحر الكاريبي وفي جميع المناطق دون الإقليمية بالقارة الأفريقية في عام 2022. كما تظل أفريقيا القارة الأكثر تضررًا، حيث يواجه شخص واحد من كل 5 أشخاص الجوع، وهو أكثر من ضعف المتوسط العالمي.

وتعليقا على التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: «هناك بارقة أمل، فبعض المناطق تسير على الدرب الصحيح لتحقيق بعض غايات التغذية لعام 2030. لكننا نحتاج بوجه عام إلى جهد عالمي عاجل ومكثف لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة. وعلينا أن نبني القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات والصدمات التي تسبب انعدام الأمن الغذائي، ومنها الصراعات والمناخ».

وكما جاء في مقدمة التقرير على لسان رؤساء وكالات الأمم المتحدة الخمس المشتركة في التقرير، وهم المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، الدكتور شو دونيو؛ ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ألفارو لاريو؛ والمديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل؛ والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين؛ والدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «ما من شك في أن تحقيق غاية أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الجوع بحلول عام 2030 يشكل تحديًّا كبيرًا. وفي الواقع، تشير التوقعات إلى أن ما يقرب من 600 مليون شخص سيظلون يواجهون الجوع في عام 2030. وقد باتت الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية هي «الأوضاع العادية الجديدة»، وليس أمامنا من خيار سوى مضاعفة جهودنا لتحويل نظم الزراعة الغذائية، وتوظيفها لبلوغ غايات الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة».

ظلت حالة الأمن الغذائي والتغذية قاتمة في عام 2022، وخلص التقرير أن ما يقرب من 29.6% من سكان العالم، أي 2.4 مليار نسمة، لم يتمكنوا من الحصول باستمرار على الغذاء بناء على مقياس معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسط إلى الشديد، منهم 900 مليون شخص واجهوا انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وفي الوقت نفسه، تدهورت قدرة الأشخاص على الحصول على نظم غذائية صحية في شتى أنحاء العالم: فأكثر من 3.1 مليار نسمة في العالم- أو 42% من سكان العالم- لم يقدروا على تحمل تكاليف الحصول على نظام غذائي صحي في عام 2021. وهو ما يعني أن هذا الرقم قد ارتفع بشكل عام ليشمل 134 مليون شخص مقارنة بالرقم المسجَّل في عام 2019.

ولا يزال ملايين الأطفال دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية: ففي 2022، عانى 148 طفلًا دون الخامسة (أي 22.3% من الأطفال) من التقزُّم، و45 مليون طفل (6.8%) من الهزال، و37 مليون طفل (5.6%) من زيادة الوزن.

وقد أُحرز تقدم في مجال الرضاعة الطبيعية الخالصة، لتصل نسبة الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور ويستفيدون منها إلى 48%، وهي نسبة قريبة من الغاية الموضوعة لعام 2025. ومع ذلك، سيلزم بذل المزيد من الجهود المنسَّقة والمتضافرة لتحقيق الغايات الخاصة بسوء التغذية لعام 2030.

ينظر التقرير أيضًا إلى التوسع الحضري المتزايد على أنه «اتجاه طاغٍ» يؤثر على عادات الناس الغذائية، وفي ظل التوقعات التي تشير أن ما يقرب من 7 من كل 10 أشخاص سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، يتعين على الحكومات وغيرها من الأطراف المعنية بمكافحة الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية أن تسعى جاهدة إلى فهم هذه الاتجاهات للتوسع الحضري، ومراعاتها عند وضع سياساتها.

خاصة وأن المفهوم البسيط للتفرقة بين الريف والحضر لم يعد كافيًا في فهم الطرق التي يرسم من خلالها التوسع الحضري ملامح نظم الزراعة الغذائية. وهناك حاجة إلى منظور أكثر تعقيدًا للسلسلة المتصلة بين الريف والحضر، يراعي كلًا من درجة الارتباط بين الناس وأنواع الصلات القائمة بين المناطق الحضرية والريفية.

وهذه هي المرة الأولى التي يُوثَّق فيها هذا التطور توثيقًا منهجيًا في أحد عشر بلدًا، ويوضح التقرير أن مشتريات الأغذية كبيرة ليس فقط في أوساط الأسر التي تعيش في المدن، بل على طول السلسلة المتصلة بين الريف والحضر، بما في ذلك تلك الأسر التي تعيش بعيدًا عن المراكز الحضرية. كذلك، تظهر النتائج الجديدة كيف أن استهلاك الأغذية عالية التصنيع يتزايد أيضا في المناطق المحيطة بالحضر والمناطق الريفية في بعض البلدان.

ولا تزال أوجه عدم المساواة بين المناطق الجغرافية قائمة، فانعدام الأمن الغذائي يؤثر على أعداد أكبر من الناس الذين يعيشون في المناطق الريفية، وقد أثر انعدام الأمن الغذائي المتوسط إلى الشديد على 33% من البالغين الذين يعيشون في الريف و26% في المناطق الحضرية.

كما يظهر سوء التغذية بين الأطفال الخصوصيات التي تتمتع بها المناطق الحضرية والريفية؛ فتقزم الأطفال أعلى انتشارًا في المناطق الريفية (35.8%) عنه في المناطق الحضرية (22.4)، ويرتفع معدل انتشار الهزال في المناطق الريفية (10.5%) عنه في المناطق الحضرية (7.7%)، في حين يزيد معدل انتشار زيادة الوزن ارتفاعًا بسيطًا في المناطق الحضرية (5.4%) عنه في المناطق الريفية (3.5%).

ويوصي التقرير بضرورة استرشاد التدخلات والإجراءات والاستثمارات في مجال السياسات بفهم شامل للعلاقة المعقدة والمتغيرة بين السلسلة المتصلة للريف والحضر ونظم الأغذية الزراعية من أجل تعزيز الأمن الغذائي والتغذية بفعالية.

الامن الغذائي تقرير الامم المتحدة الأمم المتحدة اثر الأزمات العالمية أزمات الجوع

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الامن الغذائي تقرير الامم المتحدة الأمم المتحدة التنمیة المستدامة الأمم المتحدة ملیون شخص فی العالم الجوع فی فی عام عام 2030

إقرأ أيضاً:

وزير التموين: الدولة المصرية أولت أهمية كبرى لقضية الأمن الغذائي


ترأس الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية الوفد المصري رفيع المستوى، وممثلًا لجمهورية مصر العربية، حيث ضم الوفد المصري رفيع المستوي السيد/ السفير علاء حجازي مندوب جمهورية مصر العربية الدائم لدى الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، والدكتور /محمود ممتاز رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، والأستاذ /إبراهيم السجيني رئيس جهاز حماية المستهلك، والسيدة / سهى ثروت سكرتير ثانٍ وعضو البعثة الدبلوماسية المصرية بجنيف.

وجاءت مشاركه الوفد المصري رفيع المستوي في أعمال المؤتمر التاسع للأمم المتحدة المعني بالمنافسة وحماية المستهلك، والذي تنظمه منظمة الأونكتاد بمقر الأمم المتحدة في جنيف خلال الفترة من 7 إلى 11 يوليو 2025 بمشاركة وزراء ومسؤولين حكوميين من مختلف دول العالم.

وفي تأكيد جديد على المكانة الدولية الرائدة التي تحتلها مصر في مجال حماية المستهلك وضبط الأسواق، شارك معالي الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، في الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى التي عقدت تحت عنوان:
“تنفيذ مبادئ الأمم المتحدة لحماية المستهلك وأعمال الفريق الحكومي المعني بسياسات وقوانين حماية المستهلك”، وقد ألقى معالي الوزير كلمته ضمن المتحدثين الرئيسيين في الجلسة التي شارك فيها عدد من كبار المسؤولين وصناع السياسات من مختلف دول العالم، ومن بينهم السيدة آنا غاليغو توريس، المديرة العامة لشؤون العدالة والمستهلكين بالمفوضية الأوروبية، والسيد ماركو أرويو فلوريس، نائب وزير الاقتصاد والصناعة والتجارة بجمهورية كوستاريكا، والسيدة آنا بوبوفا، رئيسة الهيئة الفيدرالية للرقابة على حماية حقوق المستهلك ورفاهية الإنسان بالاتحاد الروسي، والسيد سو هيون يون، رئيس وكالة حماية المستهلك بجمهورية كوريا.

وفي مستهل كلمته، أعرب عن تقديره لمنظمة الأونكتاد على تنظيم هذا الحدث الدولي المهم، مؤكدًا أن حماية المستهلك وتعزيز الأمن الغذائي يُمثلان محوريْن أساسييْن ضمن أولويات الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وحرص الحكومة على دعم منظومة الحماية الاجتماعية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وخلال كلمته، استعرض الدكتور شريف فاروق النهج المتكامل الذي تتبناه الدولة المصرية في مجال حماية المستهلك وتعزيز المنافسة العادلة.

وأشار السيد وزير التموين إلى أن المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة لحماية المستهلك مثلت مرجعًا هامًا لمصر في تطوير السياسات ذات الصلة خاصة ما يتعلق بتعزيز المصالح الاقتصادية للمستهلك وضمان الأمن الغذائي وسلامة المنتجات الغذائية، وهو ما انعكس في تبني الدولة لعدد من المبادرات والإجراءات الفعلية.

وأوضح الدكتور شريف فاروق أن الدولة المصرية أولت أهمية كبرى لقضية الأمن الغذائي من خلال الحفاظ على احتياطي استراتيجي آمن من السلع الأساسية يكفي لأكثر من ستة أشهر على الرغم من التحديات العالمية، إلى جانب تطوير منظومة الصوامع الذكية وربطها إلكترونيًا بأنظمة المتابعة والرقابة وتنويع مصادر التوريد لتقليل المخاطر وضمان استدامة الإمدادات، كما نوه بـ التعاون المستمر مع منظمات دولية مثل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي لدعم الإنتاج المحلي وربط المزارعين بالأسواق.

واستعرض الوزير جهود الدولة في مجال حماية المستهلك من خلال التوسع في استخدام الأدوات الرقمية الذكية لتعزيز الرقابة على الأسواق ومن بينها منصة رقمية مركزية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد حركة السلع والمخزون الاستراتيجي، بالإضافة إلى تطبيق رادار الأسعار الذي يتيح للمواطنين مقارنة الأسعار والإبلاغ عن المخالفات، والاستعداد لإطلاق تطبيق لمتابعة المخابز إلكترونيًا وتحرير المحاضر بشكل رقمي، فضلًا عن إنشاء مؤشرات مركبة لقياس كفاءة الأسواق وتقييم أثر التدخلات الحكومية.

كما أشار الدكتور شريف فاروق إلى خطوات إصلاح منظومة الدعم بما يحقق كفاءة وعدالة أكبر، مع تعزيز دور الأجهزة الرقابية المختصة وتوسيع التعاون مع شركاء التنمية الدوليين في مجالات بناء القدرات وتطوير نظم الحماية.

وفي ختام كلمته أكد الوزير أن مجموعة الخبراء الحكوميين التابعة للأونكتاد شكلت منصة مهمة لمصر للإطلاع على التجارب الدولية، وتبادل أفضل الممارسات في مجال حماية المستهلك والمنافسة بما يسهم في تبني سياسات أكثر توازنًا تدعم حقوق المستهلك وتحقق أهداف التنمية المستدامة، مجددًا التزام الدولة المصرية بتطبيق المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة في هذا المجال بما يعزز من استقرار المواطن الاقتصادي والاجتماعي.

وتعكس هذه المشاركة رفيعة المستوى الاحترام الدولي المتزايد للسياسات المصرية في مجال ضبط الأسواق وحماية حقوق المواطنين، كما تبرز الخبرات الفنية والمؤسسية المتقدمة التي باتت تتمتع بها وزارة التموين والتجارة الداخلية، والتي تؤهلها للعب دور فعال في تشكيل مستقبل السياسات العالمية لحماية المستهلك، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المعاصرة.

مقالات مشابهة

  • الجوع والمرض والجفاف.. كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين الأطفال في السودان
  • ثلاثية الجوع والمرض والجفاف تهدد ملايين الأطفال في السودان
  • الأرصاد العالمية: العواصف الرملية والترابية تؤثر على 330 مليون شخص في 150 دولة
  • 17 مليون شخص في اليمن يواجهون الجوع
  • الأرصاد العالمية تؤكد تأثير العواصف الرملية والترابية على 330 مليون شخص
  • 17 مليون يمني يعانون الجوع.. خطر داهم يهدد حياة الأطفال
  • عراك دبلوماسي عنيف في مجلس الامن بسبب ميناء الحديدة.. روسيا تتفاجئ بموقف واشنطن ولندن لإنهاء مهمة أونمها وموسكو تدافع
  • وزير التموين يلتقي نائب الأمين العام للأونكتاد لبحث سبل التعاون في الأمن الغذائي
  • مصر تؤكد التزامها بحماية المستهلك وتعزيز الأمن الغذائي خلال مؤتمر الأمم المتحدة
  • وزير التموين: الدولة المصرية أولت أهمية كبرى لقضية الأمن الغذائي