«واشنطن بوست»: نتنياهو يملى شروطا لإنهاء الحرب
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
بينما تدعى إسرائيل أنها تفعل ما فى وسعها لحماية المدنيين، وتلقى باللوم على حماس فى تعريضهم للأذى من خلال العمل وسطهم، وهو ما تنفيه حماس، يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلى على الترويج لخطته الخاصة فى صنع ما يزعم أنه سيؤدى إلى سلام دائم بالمنطقة، وذلك فى الوقت الذى تشهد العلاقة بينه وبين وزير حربه يؤاف جالانت أزمة ثقة بشأن صفقة المحتجزين لدى المقاومة.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست فى هذا الصدد مقالا كتبه نتنياهو فى مروجًا لـ "٣ شروط" من أجل تحقيق ما يراه "السلام فى المنطقة" وبمقدمتها "تدمير حماس" إضافة إلى تجريد غزة من السلاح ونزع ما أسماه بـ"التطرف" فى المجتمع الفلسطيني.
وادَّعى نتنياهو فى مقاله إنه بمجرد تلبية هذه المتطلبات الثلاثة، يمكن إعادة بناء غزة وستصبح احتمالات السلام الأوسع فى الشرق الأوسط حقيقة واقعة.
ودعا بنيامين نتنياهو، إلى "تدمير حماس" مشيرًا إلى تكرار التهديدات التى أطلقها قادة الحركة بتنفيذ هجمات مشابهة لتلك التى وقعت فى ٧ أكتوبر.
وأكد أن الاستجابة الملائمة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال هى تدمير حماس بأكملها، وأن أى شيء أقل من ذلك سيؤدى إلى المزيد من الصراع وسفك المزيد من الدماء.
وعلى الرغم من تعهد نتنياهو بالامتثال للقانون الدولى فى محاولة تدمير حماس بشان تجنب إراقة دماء المدنيين، ادعى أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية وأن إسرائيل تبذل جهودًا فى تقليل الخسائر المدنية وطرق التحكم فيها.
كما أشار نتنياهو إلى أن إسقاط اللوم على إسرائيل بشأن هذه الخسائر البشرية يعزز من استخدام حماس ومنظمات إرهابية أخرى الدروع البشرية. دعا المجتمع الدولى إلى توجيه اللوم مباشرة لحماس بسبب تلك الخسائر البشرية وفهم استراتيجياتها القاسية.
وتنصل نتنياهو من مسئوليته تجاه المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، زاعمًا أن توجيه اللوم لإسرائيل بشأن الخسائر البشرية يعزز من "استخدام حماس للدروع البشرية"، كما دعا المجتمع الدولى إلى توجيه اللوم مباشرة لحماس بسبب تلك الخسائر.
وتأتى مقالته الافتتاحية مع تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار فى جميع أنحاء العالم، بعد أن وصل عدد الشهداء فى غزة لأكثر من ٢١ ألف شخص، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين، وتسبب القصف فى تسوية جزء كبير من قطاع غزة بالأرض فى الغارات الجوية، ويواجه حوالى ربع سكانه "الجوع الشديد".
أزمة ثقة
وتناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تصاعد أزمة الثقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يؤاف جالانت، مشيرة إلى توترات متزايدة بينهما.
وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو أصدر تعليمات غير مسبوقة حظرت رئيسى جهازى الموساد والشاباك من المشاركة فى مفاوضات حول صفقة المختطفين مع جالانت، مُطالبًا باجتماعات فى مجلس الحرب بحضوره شخصيًا.
وأشارت الصحيفة إلى رفض نتنياهو لمشاركة المدير الذى عينه شخصيًا فى المفاوضات مع جالانت، وطالب باجتماعات تحت إشرافه مباشرة، مما أثار غضبه لتوجيه أوامر بالحضور والتقرير فور عودة مدير الموساد من زيارة سرية لباريس بشأن الصفقة دون إبلاغ نتنياهو.
وتصاعدت التوترات بسبب اتهامات نتنياهو لجالانت وفريقه بتسريب معلومات حول إيقاف هجوم محتمل على حزب الله فى بداية العملية العسكرية فى غزة، وادعاءات بأن جالانت كان يدعم تنفيذ الهجوم.
على الرغم من تأكيدات المصادر المقربة من نتنياهو عن وجود أزمة ثقة حادة، إلا أن مكتب وزير الجيش امتنع عن التعليق على هذه الاتهامات.
استمرار الحرب
والثلاثاء الماضي، أكد قائد الجيش الإسرائيلى يوم الثلاثاء استمرار الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لعدة أشهر، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية، مما أثار قلقًا دوليًا.
وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هاليفى فى بيان تلفزيونى على حدود غزة أن الحرب ستستمر "لعدة أشهر"، مؤكدًا أن الحلول السريعة غير موجودة فى التعامل مع حماس، كما شدد على ضرورة مواصلة القتال أن الجيش الإسرائيلى سيستمر فى المطالبة بالوصول إلى قيادة حماس، مهما طالت المدة الزمنية لتحقيق ذلك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل حماس تدمیر حماس
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
أظهرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو مؤكدة وتقارير، أن إسرائيل تقوم بهدم واسع النطاق في مناطق سكنية بشمال غزة وتعزيز مواقع عسكرية، مما أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، حسبما نشرت واشنطن بوست.
الهجمات العسكرية الإسرائيلية والتهجير القسريتقول الصحيفة، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أنها بدأت هجومًا جويًا وبريًا في 5 أكتوبر على المناطق الشمالية من غزة، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، لإخراج مقاتلي حماس الذين أعادوا تجميع صفوفهم هناك. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة المناطق المتضررة خلال الأسابيع الـ11 الماضية.
مخيم جباليا صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدماروفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من واشنطن بوست، فقد تم تدمير ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر.
وقد أظهرت الصور إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل، وهو ما يعكس تحويل منطقة ممر نتساريم العسكرية وسط غزة.
صورة جوية تظهر الدمار في جبالياإنشاء ممر عسكري وتدمير مدن فلسطينية
بينما لم تقدم إسرائيل تفسيرًا علنيًا لعمليات الهدم والتحصين هذه، يشير المحللون إلى أن المحور الجديد قد يساعد في فصل الشمال عن مدينة غزة، مما يخلق منطقة عازلة لحماية المجتمعات الإسرائيلية الجنوبية من الهجمات.
تصاعد الدمار وفقًا لبيانات الأمم المتحدةبحسب مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، تم تدمير ثلث المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب، بما في ذلك أكثر من 5 آلاف مبنى في جباليا و3 آلاف في بيت لاهيا و 2000 في بيت حانون.
غزة حسب القمر الصناعي الظروف الإنسانية المتدهورة وشهادات السكانيشير السكان إلى أن الحياة في شمال غزة أصبحت مستحيلة، وقال سعيد الكيلاني من بيت لاهيا: “لا يوجد شيء هنا يدعم الحياة. كل شيء تم تدميره لإجبار الناس على المغادرة”.
دبابة اسرتئيلية على الحدود مع غزة إخلاء قسري ومآسي إنسانيةروى سكان شمال غزة كيف أجبروا على الفرار بعد تعرضهم لقصف مكثف، بما في ذلك استهداف المنازل والمدارس التي لجأت إليها العائلات.
وأكدت صور الأقمار الصناعية وجود آليات عسكرية إسرائيلية حول المستشفيات والمدارس، حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال في عمليات تفتيش واسعة.
شهادات عن العنف والانتهاكاتذكر العديد من السكان أنهم تعرضوا للضرب والإهانة أثناء محاولات الفرار، كما أشار بعضهم إلى أن القوات الإسرائيلية صادرت ممتلكاتهم وأجبرتهم على البقاء لساعات في مواقع عسكرية مؤقتة.
إعادة تشكيل الجغرافيا العسكرية في شمال غزةأظهرت الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية إنشاء تحصينات عسكرية جديدة، بما في ذلك سواتر ترابية وطرق تم شقها عبر المناطق المدمرة.
ووفقًا للخبراء، تهدف هذه التحركات إلى إنشاء خط دفاعي جديد يجلب المناطق الشمالية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
السيطرة العسكرية طويلة الأمد؟قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه حتى بعد القضاء على حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة الأمنية على غزة مع “حرية كاملة للتحرك”.
تشير البيانات والصور إلى أن الحملة الإسرائيلية في شمال غزة مستمرة بوتيرة متسارعة، مع تزايد الدمار والتهجير، ما يثير تساؤلات حول الأهداف العسكرية والإنسانية لهذه العمليات.
اقرأ أيضاًشرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية
ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ45317 شهيدًا.. والاحتلال يرتكب 5 مجازر خلال 24 ساعة
استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال غزة