عاجل| توغل السوق السوداء تعصف بـ "الصرافات" خارج سوق النقد الأجنبي بمصر
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
دفعت أزمة نقص الحاد في العملة الصعبة بالإطاحة بعدد من شركات الصرافة خارج سوق النقد الأجنبي، بعدما فشلت في التوافق مع متطلبات الواردة بقانون الجهاز المصرفي الجديد، لصعوبة حصولها على النقد الأجنبي في ظل التوغل الواسع للسوق الموازي واقتناص الحصة الأكبر من سوق العملات الصعبة.
صعوبات التكيف على قواعد المركزي الجديدة:في عام 2020 أصدر البنك المركزي قانون جديد لجهاز المصرفي رقم 194 تضمن تشديد قواعد الرقابة والحوكمة على الصرافات، إلزامها باتخاذ شكل شركات مساهمة مصرية، وألا يقل رأسمالها عن 25 مليون جنيه، ومنحها مهلة حتى سبتمبر 2023 لتوفيق أوضاعها.
تمكنت عدد من الشركات لتوفيق أوضاعها خاصة التى يمتلكها البنوك بعد أن قدمت لها الدعم المالي، إلا أن آخرون خاصة الذي يمتلكها افراد اصتدموا بالظروف الاقتصادية الصعبة التى مرة بها الاقتصاد المصري في مرحلة توفيق الأوضاع من أزمة كورونا ثم نقص الحاد في العملة الأجنبية؛وهم 7 شركات الإسراء للصرافة، وجولدن ماريوت، والنور، ومصر كامبيو، وروكسي الدولية، والقاهرة سويسرا، والبريطانية، ليفشلوا في رفع رأسمالهم، وسيلغي تراخيص عملهم نهائيا بنهاية الشهر الجاري.
السوق السوداء يطيح بـ الصرافات خارج سوق النقد الأجنبي:
يقول على الحريري رئيس المجلس التنسيقي لشركات الصرافة في الاتحاد العام للغرف التجارية، “ كيف نرفع رأسمالنا ونحن طوال السنوات الماضية نتعرض لخسائر مرورا بأزمة كورونا، ثم نقص العملة الصعبة حاليًا، ولم يحقق اي منا أرباح بل لجأنا لسحب من رؤوس أموالنا لسداد مرتبات العاملين معا.”
وتابع “ الحريري”،" كنا نتوقع بعد أزمة كورونا وانتعاش السياحة نستطيع تلبية متطلبات قواعد البنك المركزي، لكن أزمة نقص العملة الصعبة حالت لنصل إلى ذلك."
وتعتمد الإيرادات المالية للصرافات بشكل أساسي من بيع وشراء العملات الاجنبية بالأسعار الرسمية مضافا لها هامش ربح بسيط.
وتراجعت حصيلة النقد الأجنبي لدى الصرافات لتصل إلى صفر حاليًا، مع توغل السوق السوداء.
وأدى اتساع الفارق بين الأسعار التي تقدمها الصرافات والسوق السوداء، والذي وصل إلى أكثر من 50% في سعر العملة الأمريكية الدولار، إلى استحواذ السوق السوداء على النصيب الأكبر من حصيلة النقد الأجنبي.
ولا يسمح للصرافات وفقا لقواعد الجديدة المنظمة لعملها الصادرة في مايو الماضي من قبل البنك المركزي، بتحديد أسعار بيع وشراء العملات الأجنبية، إذ هي ملزمة بالإعلان عن أسعار العملات الأجنبية وفقا للبنوك المتعاقد معها، والتى تورد لها مباشرة حصيلتها من النقد الأجنبي،
حسب البنك المركزي فقد وصل إجمالي عدد الصرافات في مصر إلى 43 صرافة في 2022 مقارنة 54 صرافة في 2023، وارتفعت ارباحهم بنحو 18.5% ليصل إلى 64 مليون جنيه.
القضاء الإداري الملجأ الأخير:
لم يتبقى لشركات الصرافة التى بصدد إلغاء تراخيصها لعدم قدرتها على التأقلم مع قانون الجهاز المصرفي الجديد سوى اللجوء للقضاء الإداري والطعن بإلغاء قرارات البنك المركزي.
وقال علي الحرير، “ نحن في انتظار قرار القضاء الإداري يوم 27 يناير القادم؛ وما سيسفر عنه، وإذ لم يكن في صالحنا شنضطر لإغلاق وتسريح العاملين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصرافات قانون البنك المركزي البنك المركزي المصري السوق السوداء النقد الأجنبی البنک المرکزی السوق السوداء
إقرأ أيضاً:
عاجل - سعر الدولار اليوم بعد قرار البنك المركزي بتثبيت أسعار الفائدة (تفاصيل)
استقر سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري بنهاية تعاملات اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 وفقا لآخر تحديثات سعر صرف العملات على الموقع الرسمي للبنك المركزي المصري.
وجاء آخر تحديث لسعر الدولار كالتالي:
سعر الدولار بيع: 50.81 جنيه.سعر الدولار شراء: 50.95 جنيه.وقررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري في اجتماعهـا يـوم الخميس الموافـق 26 ديسمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب. كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. كما تقرر خلال الاجتماع تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط على الترتيب، وذلك اتساقا مع التقدم التدريجي للبنك المركزي نحو اعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
على الصعيد العالمي، واصلت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة خفض أسعار العائد تدريجيا في ضوء استمرار تراجع معدلات التضخم، مع الإبقاء على سياسات التشديد النقدي، إذ إن معدلات التضخم المحققة لا تزال تتجاوز المستويات المستهدفة. ويتسم معدل النمو الاقتصادي باستقراره إلى حد كبير وتشير التوقعات إلى أنه سوف يستمر عند مستوياته الحالية، وإن كان لا يزال أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا. ومع ذلك، تظل توقعات النمو عُرضة لبعض المخاطر ومنها التأثير السلبي للتشديد النقدي على النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية. وبالنسبة للأسعار العالمية للسلع الأساسية، فقد شهدت تقلبات طفيفة في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات بانخفاض محتمل في أسعارها، وخاصة منتجات الطاقة. ومع ذلك، لا تزال المخاطر الصعودية تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك اضطرابات التجارة العالمية والتأثير السلبي لأحوال الطقس على الإنتاج الزراعي.
وعلى الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربعين الثالث والرابع من عام 2024 باستمرارية تعافي النشاط الاقتصادي، مع تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بالربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، يظل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من طاقته القصوى، مما يدعم الانخفاض المتوقع في التضخم خلال عام 2025، ومن المتوقع أن يحقق طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بالأجور، لا تزال الضغوط التضخمية الناجمة عنها محدودة في ظل ضعف معدل النمو الحقيقي للأجور.
وعلى الرغم من أن المعدل السنوي للتضخم العام شهد استقرارا خلال الثلاثة أشهر الماضية، فقد تراجع في نوفمبر 2024 إلى 25.5٪ نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، إذ سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات الطازجة أدنى معدل تضخم سنوي لها فيما يقرب من عامين عند 24.6٪ خلال نوفمبر 2024. بينما ارتفعت الأسعار المحددة إداريا للسلع غير الغذائية، بما في ذلك منتجات الوقود والنقل البري ومنتجات التبغ، بما يتسق مع إستراتيجية زيادة الإيرادات الرامية إلى الحد من العجز المالي. وعليه، انخفض المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 23.7٪ في نوفمبر 2024 مقابل 24.4٪ في أكتوبر 2024. وتشير هذه النتائج، جنبا إلى جنب مع تحسن توقعات التضخم وعودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد، إلى أن التضخم سوف يواصل مساره النزولي.
وبعد عامين من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم عالميا، بدأ التضخم في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في التراجع، وإن كان لا يزال أعلى من معدلاته المستهدفة. وبالمثل، بدأ معدل التضخم العام في مصر في التراجع خلال الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يسجل نحو 26% في الربع الرابع من عام 2024 في المتوسط، متخطيا بذلك المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 7% (± 2 نقطة مئوية). ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية خلال الفترة 2022-2024، من أهمها: (1) تراكم الاختلالات الخارجية نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية خلال عام 2021، والتضخم المستورد، وتخارج استثمارات حافظة الأوراق المالية عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، (2) وصدمات العرض المحلية وعدم ترسيخ توقعات التضخم، وأخيرا (3) إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة بهدف التشديد المالي ووضع الدين على مسار نزولي. وقد أدت هذه التطورات مع تحركات سعر الصرف إلى تخطي التضخم معدله المستهدف، إذ بلغ المعدل السنوي للتضخم العام ذروته عند 38.0% في سبتمبر 2023 قبل انخفاضه إلى 25.5% في نوفمبر 2024.
وبدءا من مارس 2024، اتخذ البنك المركزي المصري عددا من الإجراءات التصحيحية بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى احتواء الضغوط التضخمية وخفض التضخم العام. ومن أبرز هذه الإجراءات السياسة النقدية التقييدية التي اتبعها البنك المركزي، وتوحيد سوق الصرف الأجنبي مما ساعد على ترسيخ توقعات التضخم، وجذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي. ورغم ذلك، تتضمن المخاطر المحيطة بالتضخم احتمالات تفاقم التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية وزيادة تأثير إجراءات ضبط المالية العامة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وبالنظر إلى توقعات التضخم وتطوراته الشهرية، ارتأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط، على الترتيب، ومن ثم إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة للمزيد من التشديد النقدي، وبالتالي تجنب حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي ضوء ما تقدم، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد ملائما حتى يتحقق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات وتحقيق معدلات التضخم المستهدفة. وسوف تتخذ اللجنة قراراتها بشأن مدة التشديد النقدي ومدى حدته على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض.