تُولى القيادة السياسية اهتماماً كبيراً بقضية الأمن الغذائى، وتضعها على رأس الأولويات الدولية فى ظل المستجدات العالمية، ووجهت بضرورة تنمية الثروة الحيوانية وتحسين السلالات عالية الجودة والإنتاجية، وزيادة إنتاج الألبان ما يساعد على الوصول للاكتفاء الذاتى وتقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية، بنشر ثقافة «التلقيح الاصطناعى»، حيث وضعت الحكومة ممثلة فى وزارة الزراعة خطة للتوسع فى التحسين الوراثى للثروة الحيوانية لزيادة الكفاءة الإنتاجية.

وأكد تقرير رسمى صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات، بالتعاون مع وزارة الزراعة، أن هناك العديد من الأهداف الرئيسية الاستراتيجية للمشروع من أبرزها تنمية الثروة الحيوانية بالعمل على تحسين سلالات قطعان الأبقار والجاموس المحلية، وتمصير السلالات المتخصصة فى إنتاج الألبان واللحوم التى تتميز بجودة إنتاجية عالية وهى متأقلمة مع الظروف البيئية.

وواجه المشروع العديد من التحديات حسب تقارير رسمية لهيئة الاستعلامات من أبرزها عدم وجود قاعدة للبيانات عن توزيع الثروة الحيوانية فى المحافظات المختلفة، وكذلك الحاجة إلى زيادة الوعى لدى صغار المربين بأساليب الرعاية التى تتناسب مع السلالات الجديدة.

وأوضحت التقارير أنه تم تحسين السلالات بمدخلين، الأول: تحسين السلالات المحلية بوضع خطة استهدفت رفع مستوى إنتاجية الرؤوس المحلية من اللحوم والألبان، حيث تم رفع كفاءة بعض الوحدات البيطرية وتدعيمها بالأجهزة اللازمة، وتطوير مراكز التلقيح الاصطناعى التابعة للوزارة وتوفير احتياجاتها من الأجهزة، وتم تجهيز أكثر من 630 نقطة تلقيح اصطناعى جديدة بالقرى بهدف الوصول إلى صغار المربين، بجانب تدريب وإعداد من يقومون بعملية التلقيح الاصطناعى الخبرات اللازمة لنشر الوعى والإسراع فى تنفيذ الخطة.

وأضافت أن عدد الحالات التى تم تنفيذ البرنامج عليها 2.6 مليون جرعة أعطت نتائج إيجابية لأكثر من مليون رأس خلال الفترة من 2020 حتى الآن، وهذا ما أكدته نتائج المتابعة من جانب المختصين بالوزارة، حيث قد حدث بالفعل تغير فى صفات الولادات من السلالات المحلية، وزيادة فى معدل تحويل تسمين الذكور المولودة، وزيادة فى كميات الألبان.

10 مليارات جنيه قروضاً ميسرة لدعم محاور المشروع وتحسين معيشة المربين وزيادة دخولهم

ونوه التقرير بأنه تم تشجيع صغار المربين على إحلال سلالات الأبقار عالية الإنتاجية من الألبان واللحوم محل السلالات المحلية بتوفير سلالات محسنة بإجراءات تمويلية ميسرة، حيث صدّق الرئيس عبدالفتاح السيسى على 10 مليارات جنيه كقروض ميسرة لدعم محاور تنمية الثروة الحيوانية وتحسين مستوى معيشة هؤلاء المربين وزيادة دخولهم، وتم التنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وجهات التمويل ومنظمات المجتمع المدنى وكبرى شركات استيراد رؤوس الماشية ذات الإنتاجية العالية والاتفاق على أسس ومعايير ومواصفات السلالات التى يتم استيرادها لتحقيق هذا الهدف، إضافة إلى توفير قصيبات محسنة من ذات نوعية الرؤوس المستوردة، لضمان عدم تدهور الإنتاجية فى السنوات التالية.

التقارير أكدت أنه تم تنفيذ القوافل البيطرية العلاجية المجانية لأكثر من 550 قافلة فى 530 قرية، حيث تم فحص وعلاج أكثر من 450 ألف رأس خلال عامى 2021-2022 من خلال المختصين بالهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعهد بحوث التناسليات التابع لمركز البحوث الزراعية والجامعات وتنفيذ القوافل المتخصصة فى التناسليات الحيوانية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى، حيث تم فحص وعلاج تناسلى لـ80 ألف رأس استهدفت 36 ألف مستفيد إلى جانب توفير الأمصال واللقاحات لحماية رؤوس الثروة الحيوانية من الأمراض، حيث بلغ عدد التحصينات فى العام الماضى أكثر من 22 مليون جرعة.

«البنك الزراعى»: تمويل بفائدة 5% لصغار المربين وشباب الخريجين

وقال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إنه تم استيراد بعض السلالات من الخارج لرفع كفاءة الإنتاجية من اللحوم والألبان، وتحسين دخل المزارعين والمربين، لافتاً إلى أن المشروع الذى نحن بصدده يأتى فى ضوء تشجيع الدولة لكبار المنتجين والمستثمرين لاستيراد سلالات متميزة من الخارج، بإشراف الوزارة، وبتمويل من البنك الزراعى، ثم توزيعها على صغار المربين بقروض ميسرة، ويوفر المستثمر الأعلاف والرعاية البيطرية، ثم يتعاقد معهم على شراء إنتاجهم من الألبان، وهى مشروعات متكاملة بين المستثمر وصغار المربين.

وأوضح المهندس علاء فاروق، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعى، أن البنك يقدم الدعم والتمويل اللازم بفائدة 5% لصغار المربين وشباب الخريجين، ويتم تحصيل 20%، والباقى على دفعات شهرية لمدة 60 شهراً، تنفيذاً لرؤية 2030، بفتح باب أمل جديد لهم، وسيتم تعميم التجربة على باقى المحافظات.

وقال المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية، إن مركز التلقيح الاصطناعى يدرب المربين على التلقيح الاصطناعى، والمزارعين والشباب المقيمين بقرى شباب الخريجين وتسليمهم الأدوات الخاصة بالتلقيح الصناعى مجاناً، وإمدادهم بجرعات السائل المنوى المجمد والنيتروجين السائل ومستلزمات التشغيل بأسعار مخفضة لمساعدتهم على نشر ثقافة التلقيح الاصطناعى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السلالات الحيوانية الألبان واللحوم الخدمات البيطرية الثروة الحیوانیة صغار المربین

إقرأ أيضاً:

هل يهدد «الروبوت» مهنة المعلم البشرى؟

ببساطة فمعنى الذكاء الاصطناعى أن تحل الآلة محل الإنسان فى مهام التفكير والتصرف واتخاذ القرار، ومن ضمن قراءاتى الشخصية فى المراجع المتخصصة فقد وثّقت الكاتبة التربوية أودرى واترز، فى كتابها «آلات التدريس» أن تقنيات التعلّم الشخصى ليست جديدة، فقبل 100 عام بالضبط، فى اجتماع الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 1924، كشف المخترع سيدنى بريسى عن «معلم آلى automatic teacher» مصنوع من أجزاء آلة كاتبة تطرح أسئلة متعددة الخيارات، وفى الخمسينات من القرن الماضى، صمم عالم النفس سكينر «آلات التدريس teaching machines»؛ إذا أجاب الطالب على سؤال بشكل صحيح، تتقدم الآلة لتسأل عن الخطوة التالية لحل المسائل. إذا لم يقدم الطالب الإجابة الصحيحة فإنه يبقى فى تلك الخطوة من المسالة حتى يحلها، وفى كلتا الحالتين، تلقى الطلاب تحبيذًا للإجابات الصحيحة، ما منحهم الثقة بالإضافة إلى اكتسابهم المهارات فى الموضوع، إلا أن المشكلة كانت هى أن الطلاب لم يتعلموا الكثير- ووجدوا هذه الأساليب غير البشرية مملة، ومؤخرًا استمتع الطلاب فى مدرسة ويلمز الثانوية فى ألمانيا بيوم من المحاضرات والمناقشات التى قادها كابتشا، وهو روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعى طورته شركة الروبوتات Hidoba Research، وهى شركة روبوتات فى هونغ كونغ، وبحسب المدرسة، فإن يوم الروبوت كابتشا فى الفصل كان إحدى التجارب الأولى فى الحياة الواقعية لدروس تقودها الروبوتات فى أوروبا، الجدير بالذكر أنه فى الآونة الأخيرة كثرت التقارير عن «خطر الروبوت» القادم، وإطاحته بالعديد من الوظائف والموظفين، ويبدو أن مهنة جديدة ستنضم إلى المهن أو الوظائف التى سيسيطر عليها، فمن المتوقع أن يقضى الإنسان الآلى على المهنة الأهم والأوسع انتشارًا فى العالم العربى، وربما فى العالم بأكمله، وهى مهنة التدريس، وذلك خلال فترة زمنية قياسية لا تتجاوز العشر سنوات، حيث يتوقع أن يكون العالم قد قطع شوطًا مهمًا خلال هذه الفترة فى مجال التعليم الذاتى الذى سيترك الأطفال يتلقون تعليمهم من «روبوت» دون تدخل الإنسان، وفى هذا السياق يتوقع متخصصون أن تحل «الآلات الذكية» مكان البشر فى المدارس والجامعات خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث سيتلقى الطلبة العلم من «روبوت» أو «إنسان آلى»، وسيتم تطوير عمليات التعليم الذاتى أو ما يُسمى التعليم «واحد لواحد»، أى أن لكل طالب سيتوفر معلم آلى خاص يقوم بتلبية احتياجاته فى العملية التعليمية، ومن نظرة أخرى معاكسة فمن المؤكد أن الذكاء الاصطناعى قد يعزز جوانب التعليم، لكن التاريخ يُظهر أن الروبوتات ربما لن تكون بديلًا فعالًا للبشر وذلك لأن الطلاب فى بعض البلاد أظهروا منذ فترة طويلة مقاومة للآلات، مهما كانت متطورة، وتفضيلًا طبيعيًا للتواصل مع البشر الآخرين والإستلهام منهم، لذا فإننى مؤيد للتطور فى إطار الإدارة البشرية والعقلية الإنسانية التى اختصها الله عز وجل للإنسان دون سائر المخلوقات، وللحديث بقية إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • رئيس «مشروعات النواب»: توطين الصناعة المحلية ضرورة لمواجهة الاستيراد
  • رئيس مشروعات النواب: توطين الصناعة المحلية ضرورة لتقليل الاستيراد
  • التعاون مع ألمانيا في مجال الزراعة والثروة الحيوانية
  • تهريب العملة وتصدير الخردة يهددان اقتصاد اليمن بمليار ونصف دولار سنويًا
  • هل يهدد «الروبوت» مهنة المعلم البشرى؟
  • الدخيري يؤكد على أهمية الذكاء الاصطناعي والنماذج المحوسبة في تعزيز الإنتاجية الزراعية
  • استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة
  • مخاوف من أخطاء الذكاء الاصطناعى فى التعامل مع النصوص القرآنية
  • تحذيرات من تحريف القرآن الكريم في أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة بماسنجر
  • محافظ الشرقية: نعمل على وتوفير السلع بأسعار مناسبة لتخفيف العبء عن المواطنين