بوابة الوفد:
2024-11-26@17:07:36 GMT

104 أعوام من التقشف وشد الحزام

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

حياة المصريين مع التقشف طويلة عبر العصور لمواجهة الأزمات التى كتبت على هذا الشعب المكافح الصبور أن يواجهها ويتعايش معها مهما كانت الظروف، لتكون النتيجة فى النهاية فاقدًا أو مفقودًا.

وحكاية المصريين مع شد الحزام معروفة، وقد شدا بها مطرب الشعب سيد درويش عام 1919، قائلا: 

«شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك.

.  لابد عن يوم برضه يعدلها سيدك

إن كان شيل الحمول على ضهرك بيكيدك..  أهون عليك يا حر من مدة إيدك

ما تيلا بينا إنت وياه .. ونسنعين ع الشقا بالله». 

الأغنية التى كتبها الشاعر بديع خيرى لفنان الشعب كانت تنسجم تماما مع واقع مر يعيشه المصريون فى تلك الأوقات، وجاءت أغنية الشيالين عن نفس المعنى وشدا بها أيضا فنان الشعب منذ أكثر من قرن وتقول كلماتها: 

«هقولك إيه وأعيد لك إيه كله له أخر.. دى خبطة جامدة وجت على عينك يا تاجر

يا وحستك دلوقت لا وارد ولا صادر..  يحلها ألفين حلال ربك قادر».

محطات التقشف فى حياة المصريين مرت عبر عدة مراحل، الأولى كانت بالدعوة إلى الاقتصاد فى الاستهلاك والتقشف المؤقت خلال ثورة 1919، وكانت معركة كسر عظام بين الشعب المصرى والمحتل الإنجليزى فى سبيل نجاح الثورة ووصول صوت المصريين إلى العالم.

الثانية كانت فى أعقاب ثورة يوليو 1952، عندما رد الرئيس جمال عبد الناصر على مراوغة أمريكا له بقطع المعونة بأن الشعب المصرى على استعداد أن يستغنى عن «كباية الشاي» من أجل توفير المعونة.

الثالثة كانت فى حرب أكتوبر 1973، حيث تحمل الشعب المصرى سوء الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد ووقف مساندا وداعما لجيشه الوطنى وقواته المسلحة فى حرب العزة والكرامة وتحمل الظروف الاقتصادية الصعبة واختفاء السلع لفترة امتدت من حرب الاستنزاف إلى النصر، وطلب الرئيس أنور السادات من المصريين الصبر وشد الحزام لتجاوز المحنة، قائلا: «شدوا الحزام، فإن خزائن مصر خاوية بسبب النكسة، وعلينا إعادة بناء الجيش».

الرابعة فى بداية عهد الرئيس حسنى مبارك، طالب المصريين بشد الحزام لأن سياسة الانفتاح التى اتبعها الرئيس السادات أضرت بالاقتصاد وظل يكرر هذا النداء طيلة 30 عاما.

الخامسة كانت منذ اندلاع الثورة حتى بعد تولى الرئيس محمد مرسى الحكم، توالت الحكومات، التى طالب رؤساؤها بتطبيق «سياسة شد الحزام»، وإصدار مجموعة من القرارات التقشفية منها استخدام اللمبات الموفرة للطاقة للإنارة فى الشوارع بديلاً عن اللمبات المتوهجة، بعدما انقطعت الكهرباء عن البيوت فجأة، وعاش المواطنون فى الظلام الدامس لمرات متتالية، بسبب سياسة التقشف، التى طبقتها وزارة الكهرباء بعد زيادة الأحمال.

السادسة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى حث المصريين على مواصلة تحمل الإصلاحات الاقتصادية وتدابير التقشف وموجات الارتفاع فى أسعار الوقود والكهرباء ومياه الشرب، مؤكدا أن طريق الإصلاح الحقيقي صعب وقاسٍ ويسبب الكثير من المعاناة.

باختصار.. وضع المصريين الآن مع الممارسات الحكومية صعب جدا، فالمواطن المصرى بات أمره مأساويا والحزام لا يجد ما يرتكز عليه بعدما وصلت مرحلة الشد إلى أقصاها، ولم تعد البطون الخاوية لديها القدرة على حمل الحزام من أصله!

تبقى كلمة.. فى الوقت الذى يتبع فيه المواطنون سياسة التقشف الإجباري، نظرًا لما أصاب البلاد والعالم من أزمات اقتصادية وباتت أقل السلع فوق إمكانات المواطنين، وضرب ثالوث الجوع والمرض والفقر حياتهم أغفلت الحكومة أعينها عن الأسواق وأرخت قبضتها الحديدية وتركت التجار يتلاعبون بأقوات المواطنين وأرزاقهم، حتى تحولوا إلى حيتان تتلاعب بالأسواق دون رادع من قانون أو ضمير، وباتت حياتنا بين التقشف وشد الحزام من ناحية، وبين تجار الأزمات والقطط السمان من ناحية أخري. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار حياة المصريين

إقرأ أيضاً:

الهيئة النسائية تحتفي بمرور 10 أعوام على تأسيسها

الثورة نت/..
احتفت الهيئة النسائية الثقافية العامة، اليوم في صنعاء، بمرور عشرة أعوام على تأسيسها تحت شعار “بمسار قرآني وبناء إيماني”.

وفي الفعالية الاحتفائية أشار رئيس الهيئة محمد بدر الدين الحوثي في كلمة مسجلة، إلى أن من النعم الكبرى على الإنسان، وخاصة المرأة المؤمنة أن يوفقها الله ليكون لها إسهام ودور في نصرة الدين، وعباد الله المستضعفين، والوقوف بوجه الطغاة والمستكبرين، وإثبات وجودها كعنصر فاعل وقوي ومؤثر، ولاعب أساس في المعركة مع الطاغوت، والعمل على تنوير الأمة وهدايتها، والسعي للنهوض بها من حالة الضعف والهوان والانحطاط، إلى قيم ومبادئ الإسلام، وحضارته السامية الراقية، بعد أن أراد لها أعداء الإسلام أن تكون مجرد وسيلة لتمييع المجتمع، وأداة لنشر الفاحشة، وعنصرا فاسدا لضرب القيم والأخلاق الحميدة.

وقال “لقد اطلعنا على كثير من الأعمال، وعرفنا الكثير من المشاريع التعليمية والتربوية والاجتماعية وغيرها، منذ انطلاق المسيرة القرآنية وقبلها، فلم نجد مثل هذا العمل (الهيئة) في دقة تنظيمه، وروعة إتقانه، وشدة جاذبيته، ووحدة مناهجه وبرامجه وأنشطته وأساليبه، في كل المحافظات ، مع الاستمرار على ذلك لهذه الفترة من الزمن، وهذا يدل على خطة محكمة، ومتابعة مستمرة، وجهود كبيرة، وعمل بإخلاص، وصبر وتفانٍ”.

وتطرق إلى أثر الهيئة ودورها الكبير والمتميز في نشر العلم والمعرفة والتربية الإيمانية والثقافة القرآنية والقيم المثلى والأخلاق الكريمة الفاضلة، لافتاً إلى المستوى من التأثير، والفاعلية، والتوسع الكبير الذي وصلت إليه الهيئة رغم كل العوائق والتحديات، وضعف الإمكانيات.

وثمن الحوثي، جهود كافة العاملات بالهيئة للارتقاء بالعمل واللواتي مثلن نموذجا راقيا في التفاني والعمل، دون كلل أو ملل، وبكل إخلاص، مشيداً بجهود نائب رئيس الهيئة الذي تحمل في سبيل إرسائها واستقامتها وتطويرها كل المشاق والمعاناة بصبر جميل، وصدر رحب، وجهاد مرير.

وبارك للجميع مرور عقد من الزمن على بداية انطلاق هذا المشروع الرائد.

فيما أشار نائب رئيس الهيئة فواز الرشيد في كلمة ألقتها بالنيابة عنه المنسقة الثقافية نوال الغيل، إلى أن هذه المناسبة ليست فقط لتعديد الإنجازات وإنما فرصة لمراجعة النفس والنظر في ما تم تحقيقه خلال هذه الفترة من الزمن.

وقال: “إن من بركات المشروع القرآني العظيم، كل هذه الأعمال العظيمة التي نلمسها جميعاً في الساحة من الانتصارات الكبيرة على الأعداء في البر والبحر وقهر الظالمين المتكبرين أمريكا وإسرائيل ونصرة المظلومين في فلسطين ولبنان، وكذلك الإنجازات على المستوى الداخلي من الأمن والمشاريع الثقافية التوعوية التي تنور الناس وترفع وعيهم وتربيهم تربية إيمانية ومنها هذا المشروع الكبير الهيئة النسائية الثقافية العامة التي جاءت بتوجيه من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي”.

وأضاف إن “العمل في الهيئة النسائية، قد نما وتعاظم وامتد إلى أرض الواقع في مديريات ومناطق نائية تقام فيها مدارس الكوثر القرآنية يحضر في بعضها مائة دارسة ومستمعة، وفي بعض المناطق نجد برنامج الفرقان الثقافي وغيرها من الفعاليات الثقافية”.

وتابع “لقد اعترضت الهيئة الكثير من المعوقات خلال مسيرتها لعقد من الزمن، ولكن بفضل الله تذللت الصعاب وأصبحت أهم هيئة تهتم بالعمل النسائي، وذات طابع رسمي تتبع التعبئة العامة بوزارة الدفاع والإنتاج الحربي”.

من جانبها استعرضت المنسقة الميدانية بالهيئة صفاء الشامي في كلمة ترحيبية، مسيرة الجهاد والعطاء والبناء للهيئة في عشرة أعوام من الثبات والارتقاء على نهج ومنهجية الأعلام من آل البيت عليهم السلام، والارتواء من نبع الثقافة القرآنية الذي لا ينضب، ونشر الوعي والبصيرة بين أوساط النساء بلا كلل أو ملل، في أقدس وأشرف مسؤولية هي مسؤولية الأنبياء عليهم السلام.

تخلل الفعالية فيلم وثائقي عن الهيئة، وأنشودة وتكريم عدد من العاملات في الهيئة وفروعها في كافة المحافظات.

مقالات مشابهة

  • هل أجهضت الضغوط الأميركية مبادرة الحزام والطريق؟
  • 4 أعوام من العمل الناجز
  • العسال: توجيهات الرئيس بمواصلة تحسين مناخ الاستثمار دلالة على عقلية مصر الاقتصادية
  • عاش أعوام دورة حياته معكوسة .. علماء يتوصلون لأقدم كائن حي الأرض
  • «التنمية المحلية»: مشروعات بـ400 مليار جنيه لتحسين حياة المصريين في 10 سنوات
  • عضو بـ«النواب»: مراجعة قوائم الإرهاب تحقق سياسة متوازنة بين الأمن والعدالة
  • «المصريين»: نعيش معركة وعي.. والحل حماية المجتمع من الفكر المتطرف والشائعات
  • لاعبو كاراتيه المقاولون العرب يجتازون اختبارات الأحزمة
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي يضع مصلحة الشعب فوق أي شيء
  • الهيئة النسائية تحتفي بمرور 10 أعوام على تأسيسها