الموقف الأمريكى.. انعزال أم دعم مطلق للكيان؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
تتزايد علامات الاستفهام حول الموقف الأمريكى من الحرب على غزة، والتى كان آخرها استخدام الفيتو فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار فى غزة، وموقف الإدارة الأمريكية هو موقف تخبط وجهل متعمد لاتخاذها القرار وهى تعلم الموقف الحقيقى العالمى والرأى العام العالمى وخاصة العربى أيضا.
وسيزيد هذا الموقف من الانعزال الأمريكى عن العالم بانحيازها الأعمى لما تفعله حكومة الكيان الصهيونى وخاصة نتنياهو وأهدافه مما يجرى التى لايستطيع تحقيقها حتى الآن، والتى كان بايدن قد تحدث فى أحد لقاءاته الانتخابية السابقة عن حكومة الكيان الصهيونى وعن ضرورة تغيير نهجها ، ووصفها بأنها أكثر الحكومات تشددا.
أصبحت أمريكا فى الواقع متورطة فى كل ما يفعله الكيان الصهيونى فى غزة، من خلال دعمها الكامل وغير المشروط له، وواجهت الدبلوماسية الأمريكية سلسلة من التحديات فى السنوات الأخيرة، وكان آخرها والأكثر خطورة هو الصراع العسكرى فى قطاع غزة، لأن الكيان الصهيونى فى وضع صعب.
ومن الناحية النظرية يمكن لأمريكا إجراء محادثات مع الكيان الصهيونى، وتوضيح أن من غير الجائز القصف الشامل للمناطق المدنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ومع ذلك يدرك الجميع أن الكيان الصهيونى لن يتصرف بشكل مختلف، لأنه لا يريد ذلك.
وتحول الأمر إلى مأزق دبلوماسى بالنسبة لأمريكا فقد أصبحت رهينة لسياسة الكيان الصهيونى، وعليها تحمل أضرارا جسيمة بسبب تصرفات الكيان الصهيونى التى لا تستطيع التخلى عنه ولا السيطرة عليه بشكل كامل، والتى كان يمكن لها على الأقل التكيف مع الوضع الحالي، بتخفيض حماسة التعاطف الدبلوماسي، والتصرف بهدوء أكثر، ولكن لا يستطيع الدبلوماسيون الأمريكيون إيقاف تعاطفهم المنافق حتى فى هذا الموقف.
ونتيجة لذلك، تعارض أمريكا إحالة قضية وقف اطلاق النار فى غزة إلى مجلس الأمن الدولي، مدعية أنها تفعل ذلك لحماية المدنيين الفلسطينيين، وليس من المستغرب أن يؤدى مثل هذا الموقف، الذى يمثل قمة الاستهتار والعمل بسياسة المعايير المزدوجة، إلى إثارة غضب شديد فى العالم العربى والإسلامي، على الرغم من مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة ورعاية سبع وتسعين دولة عربية وأجنبية ومنظمات أممية لمشروع قرار وقف اطلاق النار فى مجلس الأمن الدولي، واستخدام حق الفيتو يأتى بالتزامن مع ارتفاع حدة التصعيد العسكرى وتعثر محاولات العودة إلى هدن إنسانية و تبادل للأسرى.
ومن الواضح أن الهدف الرئيسى لأمريكا فى مجلس الأمن هو حماية الكيان الصهيونى من المساءلة فهى تعرقل كل القرارات التى فيها إدانة له، وكانت قد طلبت بعض التعديلات على مشروع القرار ولكن الدول العربية رفضت.
ومن المنتظر أن تستخدم أمريكا حق الفيتو على كل قرار جديد لوقف إطلاق النار كما تفعل عادة كل مرة لخدمة الكيان الصهيونى، مع العلم أن جميع الدول داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تعلم أن من تعيق وتعرقل قرار وقف إطلاق النار هى أمريكا التى باتت تضعف مجلس الأمن، وأن الكيان الصهيونى خسر المعركة وما يفعله هو انتقام من الشعب الفلسطينى وأنه لن يستطيع مواصلة الحرب بدون المساعدات العسكرية الأمريكية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصحيح مسار مجلس الأمن مشروع قرار لوقف إطلاق النار غزة الکیان الصهیونى مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
بسبب دورها في سوريا..عضوان في الشيوخ الأمريكي يطالبان بمعاقبة تركيا
عرض عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الجمعة، مشروع قانون مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لفرض عقوبات على تركيا، مشيرين إلى مخاوف من العمل العسكري لأنقرة أو الجماعات التي تدعمها في شمال سوريا.
وقدم عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس فان هولن، والجمهوري ليندسي غراهام "قانون مواجهة العدوان التركي لعام 2024"، على أمل أن يدفع التهديد بالعقوبات، نحو وقف إطلاق النار. لكنهما قالا إن على واشنطن أن تعمل مع تركيا دبلوماسياً لتسهيل وقف إطلاق النار المستدام، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين تركيا وسوريا.Attacks by Turkish-backed forces on our Syrian Kurdish partners undermine regional security & efforts to prevent an ISIS resurgence.
Today Sen Graham & I introduced a bill to impose sanctions on Turkey—which we should enact if they do not accept a ceasefire & demilitarized zone.
وقالا في بيان: "تهدف هذه العقوبات إلى منع المزيد من الهجمات التركية أو المدعومة من تركيا على قوات سوريا الديمقراطية، والتي تنذر بإعادة ظهور تنظيم داعش الإرهابي، ما يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة وبقية العالم".
وتصاعدت الأعمال القتالية في شمال سوريا، منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد منذ أقل من أسبوعين. وتوسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق نار هش في المنطقة بين تركيا والجماعات السورية التي تدعمها، والمقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة.