الدولار.. أزمة تصنعها تصريحات المسئولين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
فى رأيى أن القضية الأساسية ليست فى الدولار ولا اليورو ولا فى أى عملة غير العملة المحلية وهى الجنيه وقيمته فى اتجاهين وهما (قوة الإنتاج، وزيادة التصدير) وبالطبع يقابلهما المتضادان لهما وهما (ترشيد الاستهلاك، والتقليل من الاستيراد)، ولو وضعنا المشكلة الأساسية نصب أعيننا ووضحنا للرأى العام حقيقة الأمر لهانت كل الأزمات، وأصبح المواطن شريكاً وعنصراً فعالا فى مواجهة تلك المشكلة، فلو كانت القضية الأساسية وهى توفير عملة صعبة لسد فراغ الفرق بين الإنتاج والاستهلاك، لأصبح الشعب هو الحكم الفيصل فى نجاح تنفيذ القانون من عدمه، وهو صاحب الحل الأمثل والوحيد على أرض الواقع القادر على تقليل تأثيرات عدم توافر العملة الأجنبية.
نعود فنقول إن المعضلة تكمن فى توفير عملة ما لاستيراد منتج ما وليكن مثلا السكر أو الزيت، ونعلم جيدا أن الشعب المصرى خصوصاً أو أى شعب عندما يستشعر خطراً ما فإن ولاءه الأول لوطنه الأم، فمشكلة الوطن هى نفسها مشكلة كل أسرة يتكون منها الوطن، باعتبار الأسرة نواة المجتمع، فلنبدأ بالنواة الأولي، وبالتالى فلنضع مثلاً قضية السكر وهى مثال معايش يتعامل معه الكثيرون، فارق الإنتاج فى السكر عن الاستهلاك بسيط، فإنتاج الدولة ربما يصل لـ 90 ٪ من الاستهلاك وأصبح حتماً علينا مواجهة العجز المتبقي، وليس بغريب لو تم وضع المشكلة الأساسية والتى ألمح لها وزير التموين مؤخراً فى أن عملية تدبير العملة الأجنبية كان مصدراً من مصادر أزمة السكر فإن قليلًا من الشفافية والمصداقية والتوعية للرأى العام بالترشيد والقيام بعملية توزيع عادلة للإنتاج فإن قضية الـ 10٪ ليست بصعوبة علينا أن نتحملها، وأيضًا ما سوف يتم تنفيذه مع السكر يمكن تنفيذه مع كل سلعة يستطيع المواطن أن يقتصد فى استهلاكها.
تجارب المقاطعات تأتى بثمار ربما نعجز فى بعض الأحيان عن دراستها وتحليل نتائجها، وبالتالى فقضية توجيه وتنمية الوعى المجتمعى بضرورة الاقتصاد فى استهلاك كل ما هو مستورد لأصبح الوضع مختلفاً جدا، ولكن لو استمر الوضع كما هو دون شفافية فى التعامل مع الأحداث فإن النتائج سوف تكون سيئة على الجميع، ويمكننا أن نقول إن الوعى يأتى بنقطتين مهمتين أولها تصريحات المسئولين وثانيا أن تكون التصريحات واقعية معايشة للشارع فعليا، وليس كما نرى فى أمور كثيرة مؤخراً.
ونقول مثلاً: هل استيراد أدوية أهم أم استيراد عجز فى انتاج السكر؟ بالطبع الأدوية أهم ولكن عندما يرى المواطن تصريحات المسئولين وتناقضها مثل ما حدث كثيراً من وزير التموين أخيراً وليكن مثالاً تصريحه الأخير (فى خلال 10 أيام سوف لا تكون هناك ازمة فى الحصول على السكر ومرت 15 يوما ومازالت الأزمة) أيضا تصريحه بأن (الوزارة توفر حوالي60 ٪ لصرفها لبطاقات التموين ويتبقى 40 ٪ يتصرفون فى احتياجاتهم من السوق الحر) بينما نعلم جيدا أن الإنتاج يصل لـ 90 ٪ ونحن هنا نتكلم عن 40 ٪ من المواطنين أصحاب البطاقات التموينية يذهبون إلى المجمعات ليفاجئوا بعدم وجود سكر فكيف يكون حال سعر السكر فى السوق الحر أو حتى توجيه اتهام لبعض التجار كمحتكرين لسلعة ما فسوف يتساءل المواطن وأين المسئولون؟، بل الأشد صعوبة هو التردد فى التصريحات مثل قول وزير التموين أيضا (ندرس وضع تسعيرة جبرية للسكر) ثم خلال أيام قليلة يقول (تطبيق التسعيرة الجبرية عملية صعبة ولن تكون مجدية)، ربما يكون السكر مثالًا ولكن السوق فى العموم يحتاج لرقابة وتواجدا مستمرا من أجهزة الدولة المعنية لضبطه، تواجدا يجعل المواطن نفسه طرفاً أصيلا فى حل المعضلة.
الخلاصة ان تصريحات أى مسئول هى من تدفع المواطن للمشاركة فى حل الأزمات أو استمرارها وتفاقمها، بل فى بعض الأحيان تصبح السلع سوقا موازية لسعر لدولار فى السوق الموازية!!، أكثر سؤال يجعلنى لا أجد إجابة عليه هو أليس كل هؤلاء موظفون ولهم مرتبات شهرية مقابل قيامهم بواجباتهم نحو السوق، فلماذا لا نراهم أو نلمس تواجدهم فى موجة ارتفاع أو اختفاء السلع؟!!
** خلال الأسابيع الماضية كنت قد توجهت بأسئلة كثيرة لوزير التموين ولم أتلقى إجابة واحدة، بل سمعت كمثل الآخرين تصريحات كثيرة وأيضا كانت متضاربة فى رأيى ورأى الآخرين وتساءلوا عن تصريح مهلة الــ 10 أيام لانتهاء الازمة ولم تنته، فاين الشفافية؟! غيرأن قرار إيقاف تصدير السكر لمدة 3 شهور اعتبارا من 4 ديسمبر بعد نشر مقالنا السابق وتساءلنا فيه: هل نصدر السكر قد أسعدنى كثيراً!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اتجاهين العملة الأجنبية
إقرأ أيضاً:
رمضان ينعش الدينار العراقي وتوقعات رسمية بانخفاض مستمر للدولار
بغداد اليوم- بغداد
تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الموازية بالعراق بصورة ملحوظة خلال الأسبوعين الأول والثاني من شهر رمضان، مسجلًا 1480 دينارًا لكل دولار أول أدنى من ذلك، من مستوى 1520 دينارًا قبل بداية الشهر.
ويعود الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها الإجراءات الصارمة التي اتخذها البنك المركزي العراقي للسيطرة على الاستيرادات والتحويلات المالية الإلكترونية، إضافة إلى انخفاض الأنشطة الاقتصادية للمواطن العراقي خلال شهر رمضان.
"إجراءات صارمة"
يقول المستشار الحكومي علاء الفهد إن انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية يعود إلى تطبيق البنك المركزي لإجراءات صارمة تهدف إلى السيطرة على الاستيرادات والتحويلات المالية الإلكترونية.
ويضيف، أن هذا الإجراء يعكس نجاح السياسة النقدية للبنك المركزي، إذ بدأت المصارف العراقية تنفيذ عمليات المراسلة مع المصارف الدولية التي تربطها بها علاقات تجارية.
وأضاف أن تنويع سلة العملات ساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على الدولار، وأن معظم واردات السلع الاستهلاكية والغذائية يتم تمويلها عبر المنصة الرسمية للبنك المركزي وبالسعر الرسمي، مؤكدا أن أي تداول خارج هذا الإطار يعد تعاملًا غير رسمي.
وأشاد الفهد بإعلان البنك المركزي عن تطبيق المعاملات الرقمية وتشجيع السياحة، مؤكدًا أن هذه الخطوات ساهمت في تخفيف الضغط على السوق الموازية لأسعار الصرف.
وتوقع الفهد استمرار الاستقرار في السوق، خاصة مع تغطية معظم احتياجات رمضان وموسم العيد عبر المنصة الرسمية وبالسعر الرسمي، مشيرا إلى أن التوقعات تشير إلى استمرار انخفاض سعر الدولار في الفترة المقبلة.
وزاد سعر صرف الدولار مقابل الدينار في الأسبوع الأخير قبل شهر رمضان بشكل ملحوظ، مسجلًا 1520 دينارًا لكل دولار للبيع و1510 دنانير للشراء في البورصات الرئيسية، لكن في الأسبوع الأول من شهر رمضان، سجل سعر الصرف انخفاضًا كبيرًا، حيث وصل إلى 1465 دينارًا لكل دولار للبيع و1475 دينارًا لكل دولار للشراء في البورصات الرئيسية في بغداد وأربيل والبصرة.
وفي الأسبوع الثاني من شهر رمضان، ارتفع سعر الصرف قليلًا، وسجل 1485 دينارًا لكل دولار للبيع و1480 دينارًا لكل دولار للشراء، مع تباين صعودًا أو نزولًا لا يتجاوز الدولارين والنصف.
تتأثر أسعار صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بعدة عوامل رئيسية من بينها:
-حجم المبيعات اليومية في مزاد بيع العملة
-إجراءات البنك المركزي المتعلقة بالتحويلات الخارجية
-حاجة التجار لاستيراد البضائع وخاصة من دول تخضع لعقوبات أمريكية ما يزيد الطلب على الدولار في السوق الموازية.
-تهريب الدينار العراقي إلى دول أخرى للاستفادة من فروق الأسعار.
"رمضان يغير قواعد اللعبة"
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي أحمد الأنصاري، أن تراجع الطلب على الدولار خلال شهر رمضان يعود بشكل أساسي إلى انخفاض الأنشطة الاقتصادية للمواطن العراقي، والذي يتجلى في تراجع حركة العقارات والسيارات والخدمات الأساسية.
وأوضح الأنصاري أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين ساهم أيضًا في تقليل حجم الاستيراد، مما أدى إلى خفض الطلب على الدولار في السوق الموازية.
وأضاف أن إجراءات البنك المركزي التي تهدف إلى تقليل الاستيراد عبر السوق السوداء وتشجيع التجار والمستوردين على الاستيراد عبر المصارف المعتمدة وتحويل الدولار بالسعر الرسمي، كانت سببًا إضافيًا في هذا الانخفاض المؤقت.
وتوقع الأنصاري انتعاشًا قويًا للأسواق بعد شهر رمضان وبحلول عيد الفطر، مما قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في سعر الدولار أو عودته إلى مستواه السابق، مؤكدا أن سعر الدولار يتأثر بشكل كبير بقوة العرض والطلب في السوق، حيث يرتفع كلما زاد الطلب عليه في السوق الموازية.
وأشار إلى أن استمرار التسهيلات التي يقدمها البنك المركزي، مثل توفير دولار المسافرين، سيشجع المواطنين على التعامل بالسعر الرسمي وتجنب مكاتب الصرافة والبنوك التي تبيع الدولار بأسعار أعلى.
وصادق مجلس الوزراء في 7 فبراير/شباط 2023 على قرار مجلس إدارة البنك المركزي العراقي بتعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار، بما يعادل 1300 دينار للدولار الواحد، حيث ألزم المصارف بالبيع بسعر 1310 دنانير لكل دولار وبسعر 1320 دينارا لكل دولار لعمليات تحويل العملة حال استخدام البطاقات الإلكترونية أثناء السفر أو عبر الإنترنت، مع تحديد سقف 3 آلاف دولار بالسعر الرسمي تمنح لكل مسافر يقدم تأشيرة وتذكرة سفر مع جوازه الرسمي.
المصدر: الجزيرة نت