قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن الحرب على قطاع غزة هي الأكثر تكلفة من حيث البشرية، حيث إن الحديث عن 20 ألف شهيد وأكثر من 55 ألف جريح ومصاب، والبنية التحتية من قطاع غزة دُمر أكثر من 60% منها وآلاف البيوت والشقق تم تدميرها بشكل كامل وجزئي، وهذا مشهد لم يحدث من قبل سواء في حرب 2014 أو 2008 أو غيرها.

 

حديث عن الوضع في قطاع غزة  

وأضاف "سمير"، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "اكسترا نيوز"، أن المفتاح في فهم السيناريوهات القادمة هو الموقف الأمريكي لأن أمريكا هي الدولة الوحيدة الآن مع إسرائيل التي ترفض وقف إطلاق النار، إذ أن بعض الدول كانت ترفض وقف إطلاق النار مع بداية الحرب ولكن غيروا موقفهم. 

وتابع، أن المطروح في هذه الآونة العمل على الهدن التكتيكية بهدف تقليل استهداف المدنيين، وتقدير الولايات المتحدة الأمريكية أن إسرائيل أفرطت فيما يسمى بالذخيرة الغبية، وهي الذخيرة التي ليس لها آلية تصويب والتي تؤدي لسقوط عدد كبير من الشهداء، ويوجد اتفاق بين أمريكا وإسرائيل في تقليل الكميات المستخدمة من تلك الذخيرة. 

وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة حتى الجمعة 20 ديسمبر استخدمت إسرائيل 29 ألف قذيفة منها 45% ذخيرة غبية وهذا كان ربما سبب في سقوط عدد كبير من الشهداء والمدنيين، والولايات المتحدة الأمريكية تريد بما تسميه بالعمليات الجراحية، إذ تتوقف إسرائيل عن استهداف المخيمات والمدن الفلسطينية في قطاع غزة، مقابل استمرار الحرب على ما تراه أمريكا قيادة حماس والفصائل الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة. 

ولفت إلى أن إسرائيل توسع عملياتها في غزة وانتقلت من الشمال إلى الوسط، وتقوم بعمليات كبيرة في خان يونس ومحافظات وسط غزة، وعمليات مستمرة في شمال غرب القطاع، والمدخل أن تكون هناك هدنة إنسانية والتي ستكون هي والرهائن الباب الملكي والمفتاح السحري لتقليل الحرب والوصول للوقف الكامل للعمليات الحربية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة خبير العلاقات الدولية قطاع غزة الشهداء وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حول انسحاب أمريكا من المفاوضات

اكتفت إدارة بايدن بما قامت به من مناورة، بمشاركة كل من مصر وقطر في المفاوضات، التي استهدفت التوصل إلى اتفاق هدنة يوصل إلى وقف إطلاق النار. وقد تراجعت عن المشروع الأول الذي أعلنت قيادة المقاومة في غزة الموافقة عليه.

ثم أعادت صوُغ الاتفاق مماشاة لاعتراض نتنياهو عليه. وقدمته إلى مجلس الأمن بعد حشد دول للموافقة عليه. ومن ثم تمريره في مجلس الأمن متلاعبة ببعض نصوصه، ومدعيّة أن الحكومة "الإسرائيلية" موافقة عليها، من دون أن يصدر أي تصريح "إسرائيلي" رسمي، يؤكد تلك الموافقة.

ثم لم يكفها كل هذا التآمر، لتعلن أن حماس وحدها المسؤولة عن عدم الموافقة. وذلك بالرغم من الموقف الذي أعلنته حماس وحركة الجهاد، بما تضمنته من إيجابية، مع إصرار على تلبيته، لشرطيّ وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات العدوان من قطاع غزة. ثم التوصل إلى تبادل الأسرى، والبدء بإعادة البناء والترميم.

جاءت اقتراحات قيادة حماس الأخيرة لتجهض الموقف الأمريكي المنسحب، بإدانة حماس وتحميلها مسؤولية عدم الاتفاق على هدنة. كما جاء إرباكا لنتنياهو، وإجبار الطرفين على العودة إلى التفاوض من جديد.فقد أثبتت إدارة بايدن، بأنها الأضعف من بين إدارات كل الرؤساء في التعامل مع الكيان الصهيوني. حيث ضعفت في ردع نتنياهو، عن ارتكاب جرائم حرب وإبادة، أودت بسمعة أمريكا والغرب، بتغطيتهما، لحرب الإبادة في قطاع غزة، مع استمرار نتنياهو للحرب بوجهيها: حرب العدوان البريّة، وحرب الإبادة التي وصلت الآن، إلى تعميم مُحرّم للتجويع الشامل، والحرمان من المياه، ومن دون توقف القصف لبيوت المدنيين بسكانها الآمنين، وصولاً إلى جريمة الحرب بقصف المستشفيات، وإخراجها من الخدمة.

إن "انسحاب" أمريكا حتى من المناورة، حول مفاوضات التوصل إلى اتفاق هدنة، أدخل استمرار الحرب من جانب نتنياهو في مرحلة جديدة، رُفعت عنها الضغوط الأمريكية والأوروبية. وذلك بالرغم من ضعف هذه الضغوط منذ بداية الحرب. والدليل استمرار نتنياهو بهذه الحرب، غير مبالٍ بهذه الضغوط. ولكن مع ذلك، كونها لم تصل إلى حدّ إجباره على وقفها، إلاّ أنها تظل مهمة نسبياً من ناحية سياسية، ومن ناحية تكريس عزلة نتنياهو عالمياً.

من هنا يكون قد تُرك نتنياهو مُطلَقَ اليدين، بالاستمرار في الحرب وتصعيدها. مما يوجب مضاعفة الالتفاف حول المقاومة والشعب في قطاع غزة، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، لتعزيز ما راحت تضاعفه المقاومة، من إنجازات عسكرية هائلة، في مواجهة التصعيد العسكري في قطاع غزة.

ولا بدّ من لفت النظر هنا، إلى تصاعد المواجهة بين محور المقاومة الذي انبرى لنصرة المقاومة والشعب في قطاع غزة. وذلك مع إطلاق بايدن ليد نتنياهو، في إطلاق التهديد، بشنّ حرب شاملة في لبنان، في محاولة للتخفيف من أزمته مع المقاومة في غزة، رغم الضربات التي تلقاها، ولا سيما في الجبهتين في اليمن وجنوبي لبنان.

هذا مع التأكيد بأن هذا الانسحاب الأمريكي لحساب نتنياهو، لن يغيّر في ميزان القوى المتجّه إلى تحقيق النصر المؤكد بإذن الله، على يد المقاومة والشعب في قطاع غزة وحلفائهما.   

وقد جاءت اقتراحات قيادة حماس الأخيرة لتجهض الموقف الأمريكي المنسحب، بإدانة حماس وتحميلها مسؤولية عدم الاتفاق على هدنة. كما جاء إرباكا لنتنياهو، وإجبار الطرفين على العودة إلى التفاوض من جديد.

بقدر ما أثبتت قيادة المقاومة مهارة في القتال، أثبتت مهارة في إدارة الصراع السياسي.

مقالات مشابهة

  • حول انسحاب أمريكا من المفاوضات
  • خبير: إسرائيل تحاول بائسة إعادة هيبتها بالحرب في غزة والضفة
  • فتح: إسرائيل استخدمت كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا للسيطرة على غزة (فيديو)
  • حركة فتح: إسرائيل تستخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا للسيطرة على غزة
  • فتح: إسرائيل استخدمت كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا للسيطرة على غزة
  • أمين «حركة فتح»: إسرائيل استخدمت الأسلحة المحرمة دوليا للسيطرة على غزة
  • وزير خارجية السعودية: ندعم نشر قوة دولية في غزة بعد الحرب
  • «نيويورك تايمز»: جنرالات إسرائيل يعانون من نقص الذخيرة ويريدون هدنة فى غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين
  • ‏نتنياهو: الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل يجب أن تفوز بهذه الحرب