صور.. "الأعلى للثقافة" يحتفي بالذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي طه حسين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عقدت لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، ومقررها الدكتور أحمد درويش أمسية ثقافية بعنوان "احتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين".
وجاء في البيان الصادر منذ قليل عن المجلس الأعلى للثقافة أن الأمسية تأتي برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتاور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبحضور الناقد شعبان يوسف وشارك بها طبقًا للترتيب الألفبائي: الدكتور رضا عطية الناقد الأدبي، والدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الألسن جامعة بني سويف، والدكتورة فاطمة الصعيدي، أستاذ اللغويات بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعه حلوان، والدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي بكلية، الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس، والدكتور محمود نحلة، أستاذ العلوم اللغوية كلية الآداب جامعة الإسكندرية.
وفي بدء اللقاء أشاد الدكتور أحمد درويش بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، صاحب التجربة المشرفة على المستوى الإنساني والمعرفي، منذ تغلب على الصعوبات التي قابلها خلال رحلة حياته منذ أن كان مجرد طفل ضرير.
وأكد أن طه حسين، نموذج للمعرفة التي تتطور من خلال الآفاق الواسعة التي تفتحها أمام ملايين الدارسين، فهو صاحب العطاءات الكثيرة في العلوم البيئية انطلاقًا من العلوم الأدبية والفكرية والمنهجية، وعلى مستوى اللغات التي ترجم منها وإليها.
وقال الدكتور شعبان يوسف، إن طه حسين هو مؤسس لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس، حين كان اسمه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، موضحًا أنه ملأ الدنيا وشغل الناس منذ بزوغ نجمه مع بدايات القرن العشرين، ومؤكدًا أنه كان صاحب توجه فكري طليعي مستنير.
ويرى يوسف أن مسيرة طه حسين كانت مسيرة فكرية رغم التنوع الحزبي ذي الصبغة السياسية الذي كان سائدًا في مصر، إلى أن أقيل من عمادة كلية الآداب جامعة القاهرة، ونقل إلى وزارة المعارف وبدأ الوفديون يناصرونه بعد أن كانوا من أكثر معاديه، فغير هو أيضًا توجهه وبدأ يناصر حزب الوفد.
وقدم الدكتور رضا عطية ورقة بحثية تحت عنوان "طه حسين مشروع سردي ثري"، إذ يرى أن تجربة طه حسين بقدر ما شكلت مشروعًا ثقافيًّا كانت مشروعًا حياتيًّا حقيقيًّا، وبالإضافة إلى الجانب التاريخي فإننا نلحظ تلك القدرة على التحليل النفسي في كتابه "في الشعر الجاهلي".
وأكد عطية أن نصوص عميد الأدب العربي مثلت فتحًا إبداعيًّا قديمًا جديدًا في آن، فبقدر ما ينهل من التراث فقد قدم تجربة حداثية مغايرة الأسلوب، وكذلك فقد تنوعت موضوعات طه حسين وشخصياته وأحداثه، وكذلك آلياته السردية، مشيرًا إلى أن "دعاء الكروان" تمثل نقلة نوعية مهمة في مسيرة الرواية العربية الحديثة.
وتساءل الدكتور محمود الضبع: ماذا تبقى من طه حسين يستحق الاهتمام؟ وأجاب بأن الراحل ناقش قضايا وإشكاليات تربوية وأدبية، وقد فتح أبوابًا -وطرح عددًا من القضايا، دون أن يطرح لها حلولًا- تجعلنا نتحرى خطاه ونبحث نحن عن الحلول، مذكِّرًا برسالة الدكتوراه التي أعدها ابنه مؤنس طه حسين حول الرومانسية الفرنسية والإسلام، وأفرد جزءًا منه للحكي عن أبيه، ونحن الآن بحاجة إلى إحياء فكرة ترجمة ذلك الجزء التي كانت وزارة الثقافة قد طرحتها في وقت سابق.
وتحدث الضبع عن تجربة طه حسين في منهج الشك ودوافعه ونتائجه.. وقدمت الدكتورة فاطمة الصعيدي ورقة بعنوان "نقد الإنتاج الأدبي لطه حسين ممثلة بكتاب "فصول في الأدب والنقد" بالتطبيق على نماذج من أربعة فصول من الكتاب، وتحدثت حول أسلوب طه حسين الأدبي الذي كان منمقًا ومليء بالدلالات، فقد استخدم في الفصل الخاص بقوت القلوب الدمرداشية ضمير المتكلم لإبراز رؤيته الخاصة، في حين كان يستخدم نا الفاعلين حين كان يتحدث عن القضايا العامة.
وتناول الدكتور محمود نحلة تجربة الدكتور طه حسين، مشيدًا بتميز مسيرته العلمية والفكرية بإسهامه في تيسير الحو العربي على الناشئين، مؤكدًا أن اللغة تُتعلَّم بالمران وكثرة الاستخدام، وليس من خلال القواعد النظرية الجامدة، فما أحوجنا إلى تيسير النحو مثلما نادى الدكتور طه حسين، كي يرغّب الشباب في استخدام اللغة العربية الفصيحة.
وأوضح أن الدكتور طه حسين قدم عددًا من الاقتراحات المهمة للحفاظ على اللغة العربية، وعلى رأسها ألا يتعلم الطلاب في المرحلة الأولى من التعليم سوى اللغة الوطنية، ويبدأ تعلمه اللغات الأخرى في المرحلة الثانوية.
وقدم الدكتور شريف الجيار ورقة بحثية بعنوان "سلطة الموروث وثقافة المقموع.. دراسة نقدية في دعاء الكروان".. مستشهدًا بقول طه حسين: "الجهل حريق لا ينفع معه التقطير". ومشيرًا إلى أن طه حسين طرح قضية أساسية وهي تحرير المرأة من السلطة الذكورية، من خلال تحليل "دعاء الكروان" التي يرى أنها تناقش فكرة الجهل والعلم، مؤكدًا أن الدكتور طه حسين كان يرى أن المرأة هي الأداة الأساسية لنشر العلم والتنوير.
ويرى الجيار أن دعاء الكروان كانت الصوت المعبر عن سلطة المجتمع الذكورية، إذ قدم طه حسين فيها ثلاثة أشكال من المرأة، أولاها المرأة التقليدية متمثلة في الأم، والمرأة التي حاولت أن تتحرر ولكن على استحياء فوقعت في فخ الخطيئة (هنادي)، وأما آمنة فهي المرأة التي تمثل صوت شهرزاد في بنية النص عند طه حسين؛ هذه الشهرزاد التي هزمت شهريار وهيمنت عليه بالحكي؛ من خلال الثقافة والمعرفة والتاريخ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور أحمد درويش
إقرأ أيضاً:
“بيغ باد وولف 2024” يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب
نوفمبر 20, 2024آخر تحديث: نوفمبر 20, 2024
المستقلة/-يشهد معرض بيغ باد وولف، أكبر معرض للكتب في العالم والحدث الأكبر عالميًا، عودته المرتقبة إلى دبي في موسمه السادس، والذي سينطلق من 29 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 9 كانون الأول/ديسمبر 2024، ليقدم تجربة ثقافية متميزة لعشاق القراءة. يتميز المعرض هذا العام بتشكيلة فريدة تضم أكثر من مليوني كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، والذي يُجسد فيه رسالته العالمية “تغيير العالم كتابًا تلو الآخر” من خلال دعم الجانب الأدبي ونشر ثقافة القراءة والمعرفة، مؤكدًا التزامه بتوفير الكتب ذات القيمة الثقافية والفكرية لجميع أفراد المجتمع، مع التركيز على تعزيز الحوار الثقافي على المستوى المحلي والدولي.
تعزيز القضايا العالمية من خلال الأدب وأهداف التنمية المستدامة
يواصل معرض “بيغ باد وولف 2024” تقديم تجربة فريدة تربط القراء بالقضايا العالمية الملهمة من خلال الثقافة الأدبية. ويركز هذا العام على مجموعات مختارة بعناية، تحتفي بالتنوع والابتكار والاستدامة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs). تتناول هذه المجموعات قضايا رئيسية مثل تعزيز الصحة العامة، ودعم التعليم المتميز، وتحقيق المساواة بين الجنسين، ومواجهة التغير المناخي، بهدف تعزيز الوعي بالتحديات العالمية وإيجاد حلول مبتكرة لها.
وأعرب أندرو ياب، المؤسس المشارك لمعرض “بيغ باد وولف”، عن أهمية دمج القيم الأدبية بالقضايا العالمية والمعاصرة، قائلاً: ” تتمحور رسالتنا حول ‘تغيير العالم كتابًا تلو الآخر’ من خلال تمكين المجتمعات عبر توفير ثقافة الأدب المتنوعة والهادفة. ونسعى هذا العام، عبر تسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة إلى إلهام الجيل الناشئ من القراء للتفكير بعقلية عالمية، والعمل بخطى ثابتة على مواجهة التحديات العالمية من خلال مخزون المعرفة.”
تشمل كتب “بيغ باد وولف” على أهداف التنمية المستدامة ومنها: الصحة الجيدة والرفاهية (الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة): “العادات الصحية: دليل الكنغر للحفاظ على اللياقة” و”كيف يعمل العالم: الطب”، والمساواة بين الجنسين (الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة): “النساء المذهلات: 100 حياة من أجل “إلهامك” و”اعملي أيتها الفتاة: أوبرا وينفري”، والعمل المناخي (الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة): “إنه عالم رائع: كيفية حماية الكوكب وتغيير المستقبل”.
عام مميز للأدب العربي: دعم المحتوى الثقافي وتعزيز الحضور الإقليمي
يستعد معرض “بيغ باد وولف 2024” لتقديم أكبر مجموعة من الكتب باللغة العربية في تاريخه، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع جهات بارزة مثل “هيئة الشارقة للكتاب”، ومجموعة “كلمات”، بالإضافة إلى “منصة” للنشر العربي. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز حضور الأدب العربي، والتركيز على الإبداعات المحلية ضمن منصة عالمية، مما يؤكد التزام المعرض بالاحتفاء بالثقافة العربية وتعزيز تواجدها في المشهد الأدبي العالمي.
وفي هذا السياق، أكد محمد نور هرسي، عضو مجلس إدارة ” بيغ باد وولف – الشارقة”، أهمية التعاون مع الناشرين العرب، قائلاً:”تعكس شراكتنا مع الناشرين العرب والعالميين، ومن خلال ” كلمات” و”منصة” بالأخص، التزامنا المشترك بجعل الجانب الأدبي عنصرًا أساسيًا في التنمية الثقافية. وتؤكد مساعُنا في إضافة أكثر من 50,000 عنوان باللغة العربية رؤيتنا الناجحة والمتمثلة في جعل الأدب في متناول الجميع، مع الحفاظ على جودة المحتوى الثقافي وتنوعه.”
إطلاق بادرة “الجمعة البرتقالية”: احتفال القراءة للجميع وبأسعار تنافسية
يتزامن افتتاح معرض ” بيغ باد وولف 2024″ لهذا العام مع إطلاق مبادرة “الجمعة البرتقالية”، التي ستقام في 29 نوفمبر 2024 بالتزامن مع موسم التخفيضات الإقليمي. توفر المبادرة فرصة مميزة للحصول على كتب قيّمة بأسعار تبدأ من 1.99 درهم إماراتي فقط، والاستفادة من خصومات إضافية، مما يسهل للجميع فرصة اقتناء الكتب. وفي تعليق له، قال أندرو ياب: “تمثل الجمعة البرتقالية احتفالنا بشغف القراءة مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى الكتب للجميع. نسعى من خلال هذه المبادرة لجذب القراء من مختلف الفئات لاستكشاف مجموعتنا الواسعة والمميزة.”
الشراكات الاستراتيجية لتعزيز الأدب على الصعيد العالمي
أسهمت الشراكات الاستراتيجية لمعرض ” بيغ باد وولف”، وبالأخص مع “هيئة الشارقة للكتاب”، في تحقيق نجاحه الباهر والمستمر في دبي. وقد لعبت هذه الشراكة دورًا رئيسيًا في تقديم رؤية واضحة حول أهمية الأدب العربي المستقل، وجعل الكتب أكثر توافرًا لمحبي القراءة على الصعيد الداخلي والخارجي.
وقال أندرو ياب:”تمثل شراكتنا مع هيئة الشارقة للكتاب وشركاء آخرين خطوة محورية نحو تعزيز الأدب عالميًا وجعل المعرفة في متناول الجميع، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي وبناء جسور التواصل بين الشعوب.”