عقدت لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، ومقررها الدكتور أحمد درويش أمسية ثقافية بعنوان "احتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين". 

وجاء في البيان الصادر منذ قليل عن المجلس الأعلى للثقافة أن الأمسية تأتي برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتاور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبحضور الناقد شعبان يوسف  وشارك بها طبقًا للترتيب الألفبائي: الدكتور رضا عطية الناقد الأدبي، والدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الألسن جامعة بني سويف، والدكتورة فاطمة الصعيدي، أستاذ اللغويات بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعه حلوان، والدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي بكلية، الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس، والدكتور محمود نحلة، أستاذ العلوم اللغوية كلية الآداب جامعة الإسكندرية.


وفي بدء اللقاء أشاد الدكتور أحمد درويش بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، صاحب التجربة المشرفة على المستوى الإنساني والمعرفي، منذ تغلب على الصعوبات التي قابلها خلال رحلة حياته منذ أن كان مجرد طفل ضرير.
وأكد أن طه حسين، نموذج للمعرفة التي تتطور من خلال الآفاق الواسعة التي تفتحها أمام ملايين الدارسين، فهو صاحب العطاءات الكثيرة في العلوم البيئية انطلاقًا من العلوم الأدبية والفكرية والمنهجية، وعلى مستوى اللغات التي ترجم منها وإليها.
وقال الدكتور شعبان يوسف، إن طه حسين هو مؤسس لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس، حين كان اسمه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، موضحًا أنه ملأ الدنيا وشغل الناس منذ بزوغ نجمه مع بدايات القرن العشرين، ومؤكدًا أنه كان صاحب توجه فكري طليعي مستنير.
ويرى يوسف أن مسيرة طه حسين كانت مسيرة فكرية رغم التنوع الحزبي ذي الصبغة السياسية الذي كان سائدًا في مصر، إلى أن أقيل من عمادة كلية الآداب جامعة القاهرة، ونقل إلى وزارة المعارف وبدأ الوفديون يناصرونه بعد أن كانوا من أكثر معاديه، فغير هو أيضًا توجهه وبدأ يناصر حزب الوفد.
وقدم الدكتور رضا عطية ورقة بحثية تحت عنوان "طه حسين مشروع سردي ثري"، إذ يرى أن تجربة طه حسين بقدر ما شكلت مشروعًا ثقافيًّا كانت مشروعًا حياتيًّا حقيقيًّا، وبالإضافة إلى الجانب التاريخي فإننا نلحظ تلك القدرة على التحليل النفسي في كتابه "في الشعر الجاهلي".
وأكد عطية أن نصوص عميد الأدب العربي مثلت فتحًا إبداعيًّا قديمًا جديدًا في آن، فبقدر ما ينهل من التراث فقد قدم تجربة حداثية مغايرة الأسلوب، وكذلك فقد تنوعت موضوعات طه حسين وشخصياته وأحداثه، وكذلك آلياته السردية، مشيرًا إلى أن "دعاء الكروان" تمثل نقلة نوعية مهمة في مسيرة الرواية العربية الحديثة.
وتساءل الدكتور محمود الضبع: ماذا تبقى من طه حسين يستحق الاهتمام؟ وأجاب بأن الراحل ناقش قضايا وإشكاليات تربوية وأدبية، وقد فتح أبوابًا -وطرح عددًا من القضايا، دون أن يطرح لها حلولًا- تجعلنا نتحرى خطاه ونبحث نحن عن الحلول، مذكِّرًا برسالة الدكتوراه التي أعدها ابنه مؤنس طه حسين حول الرومانسية الفرنسية والإسلام، وأفرد جزءًا منه للحكي عن أبيه، ونحن الآن بحاجة إلى إحياء فكرة ترجمة ذلك الجزء التي كانت وزارة الثقافة قد طرحتها في وقت سابق.
وتحدث الضبع عن تجربة طه حسين في منهج الشك ودوافعه ونتائجه.. وقدمت الدكتورة فاطمة الصعيدي ورقة بعنوان "نقد الإنتاج الأدبي لطه حسين ممثلة بكتاب "فصول في الأدب والنقد" بالتطبيق على نماذج من أربعة فصول من الكتاب، وتحدثت حول أسلوب طه حسين الأدبي الذي كان منمقًا ومليء بالدلالات، فقد استخدم في الفصل الخاص بقوت القلوب الدمرداشية ضمير المتكلم لإبراز رؤيته الخاصة، في حين كان يستخدم نا الفاعلين حين كان يتحدث عن القضايا العامة.
وتناول الدكتور محمود نحلة تجربة الدكتور طه حسين، مشيدًا بتميز مسيرته العلمية والفكرية بإسهامه في تيسير الحو العربي على الناشئين، مؤكدًا أن اللغة تُتعلَّم بالمران وكثرة الاستخدام، وليس من خلال القواعد النظرية الجامدة، فما أحوجنا إلى تيسير النحو مثلما نادى الدكتور طه حسين، كي يرغّب الشباب في استخدام اللغة العربية الفصيحة.
وأوضح أن الدكتور طه حسين قدم عددًا من الاقتراحات المهمة للحفاظ على اللغة العربية، وعلى رأسها ألا يتعلم الطلاب في المرحلة الأولى من التعليم سوى اللغة الوطنية، ويبدأ تعلمه اللغات الأخرى في المرحلة الثانوية.
وقدم الدكتور شريف الجيار ورقة بحثية بعنوان "سلطة الموروث وثقافة المقموع.. دراسة نقدية في دعاء الكروان".. مستشهدًا بقول طه حسين: "الجهل حريق لا ينفع معه التقطير". ومشيرًا إلى أن طه حسين طرح قضية أساسية وهي تحرير المرأة من السلطة الذكورية، من خلال تحليل "دعاء الكروان" التي يرى أنها تناقش فكرة الجهل والعلم، مؤكدًا أن الدكتور طه حسين كان يرى أن المرأة هي الأداة الأساسية لنشر العلم والتنوير.
ويرى الجيار أن دعاء الكروان كانت الصوت المعبر عن سلطة المجتمع الذكورية، إذ قدم طه حسين فيها ثلاثة أشكال من المرأة، أولاها المرأة التقليدية متمثلة في الأم، والمرأة التي حاولت أن تتحرر ولكن على استحياء فوقعت في فخ الخطيئة (هنادي)، وأما آمنة فهي المرأة التي تمثل صوت شهرزاد في بنية النص عند طه حسين؛ هذه الشهرزاد التي هزمت شهريار وهيمنت عليه بالحكي؛ من خلال الثقافة والمعرفة والتاريخ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور أحمد درويش

إقرأ أيضاً:

الصحافة السودانية في المنتدى الأدبي السوداني بأستراليا

كلام الناس
نورالدين مدني

noradin@msn.com

*إستضافني المنتدى الأدبي السوداني بأستراليا الذي أقيم قبل سنوات بأستديو الفنان التشكيلي غسان سعيد بسدني للحديث عن "الصحافة السودانية .. الواقع والتحديات"وسط حضور نوعي من أعضاء المنتدى.
*كانت فرصة طيبة لإطلاعهم على جوانب من تأريخ الصحافةإبتداء من أول صحيفة سودانية خالصة"حضارة السودان" التي أسسها الإمام عبد الرحمن المهدي وأخرون وتولى رئاسة تحريرها حسين شريف صاحب المقولة المشهورة" شعب بلا صحيفة إنسان بلا لسان".
*تنقلت باختصار عبر الحقب السياسية والصحف التي كانت تصدر فيها إلى ان وصلت للمرحلة الحالية التي بدأت بمصادرة الصحف والإبقاء على صحيفة" القوات المسلحة" قبل أن يتم إصدار صحيفتي " الإنقاذ" و " السودان الحديث".
*مررت سريعاً على الفترة الأولى من حكم الإنقاذ وكيف فشلت تجربة الصحف الحكومية‘ حتى بعد دمج صحيفتي الإنقاذ والسودان الحديث في صحيفة " الرائد "إلى أن وصلت إلى مرحلة مابعد إتفاقية السلام في نيفاشا 2005م التي أسهمت في إحداث إنفراج سياسي وصحفي.
ركزت حديثي‘ خاصة بعد مداخلات الحضور ‘ على التحديات القائمة أملم الصحافة السودانية‘ وهي تحديات إقتصادية وإدارية وقانونية‘ وكيف أنها مازالت معنية أكثر بالشأن السياسي وبالحراك العام في ولاية الخرطوم مع قليل إهتمام بالحراك في الولايات.
*تناولت العلاقة بين السلطة والصحافة وهي علاقة لصيقة الصلة ومتباعدة في ان واحد‘ وكيف أنها خضعت في مرحلة من مراحل حكم الإنقاذ للرقابة الأمنية القبلية‘ لكنها رفعت بعد لقاءات تشاورية بين رؤساء التحرير والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية وجهاز الامن والمخابرات الوطني تم الوصول فيها لاتفاق على ميثاق شرف صحفي يعمل على هديه الصحفيون.
*تطرق الحديث بعد ذلك للتدخلات والإجراءات الإستثنائية تجاه الصحف والصحفيين وكيف أن هذه التدخلات تؤثر سلباًعلى الأداء التحريري وإضعاف الصحف.
*أكدت أنه ليس بالقوانين وحدها يحدث الإصلاح الصحفي المنشود وإنما لابد من معالجة جذرية ضمن الحل السياسي الشامل لكل الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية لتعزيز الحريات خاصة حرية التعبير والنشر المتنفس الصحي للصحافة "رئة الشعب" .

   

مقالات مشابهة

  • معرض أبوظبي للكتاب يشهد إطلاق مبادرة “المؤلف الناشر”
  • باحث: 7 أكتوبر كانت الفرصة التي انتظرها الإخوان لإحياء "الربيع العربي"
  • لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة تعقد اجتماعها بجامعة القاهرة
  • عميد كلية علوم الشرطة والقانون يتفقد سير العمل في إعادة صيانة وتأهيل مقر الكلية بضاحية سوبا
  • بمتابعة الشيخة فاطمة.. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
  • الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية
  • بمتابعة الشيخة فاطمة بنت مبارك .. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
  • العربيَّة.. التسهيل والتصعيب
  • الصحافة السودانية في المنتدى الأدبي السوداني بأستراليا
  • سامح حسين يعلق على قضية الطفل ياسين