بعد تفشي الأمراض.. مطالبات بتعطيل القتال في السودان من أجل وصول الخدمات الصحية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تفشي الأمراض وسوء التغذية والأمراض غير المعدية آخذ في الارتفاع في السودان الذي مزقته الحرب، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على ملايين الأشخاص يعانون من ويلات الحرب الدائرة بسبب تمرد ميليشا الدعم السريع.
ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل، أصبح أكثر من 5.6 مليون شخص نازحين حديثاً داخل السودان.
تفشي الوباء
كما أعلن السودان عن تفشي وباء الكوليرا في ولاية القضارف، حيث تم الإبلاغ عن 264 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا و4 حالات مؤكدة و16 حالة وفاة مرتبطة بها في 25 ديسمبر الجاري، ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كانت الكوليرا قد انتشرت أيضًا في ولاية القضارف.
من جهتها، قامت الدكتورة نعمة عابد، ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان، بزيارة ولاية القضارف في 17 سبتمبر 2023 والتقت بالسلطات الصحية والشركاء لتنسيق الاستجابة.
-تعطيل القتال من اجل وصول المساعدات
وقالت عابد: "إن الوصول دون عوائق إلى المناطق المتضررة والمجاورة أمر ضروري للاستجابة بفعالية لتفشي الامراضي في البلاد في ظل توقف وخرج 80% من المستشفيات في السودان عن الخمة، حيث يمكن أن يكون لتفشي الكوليرا تأثير مدمر في سياق النظام الصحي المنهك بالفعل بسبب الحرب، ونقص الإمدادات الطبية والعاملين الصحيين، وسوء التغذية، وتحديات الوصول".
وحتى قبل الإعلان عن تفشي المرض، كانت منظمة الصحة العالمية قد قدمت بالفعل إمدادات الكوليرا، بما في ذلك المضادات الحيوية ومحلول الإماهة الفموية والسوائل الوريدية، إلى 6 ولايات، بما في ذلك القضارف والخرطوم وجنوب كردفان، بالإضافة إلى مجموعات اختبار التشخيص السريع لجميع ولايات السودان الثماني عشرة.
كما دعمت منظمة الصحة العالمية ثلاثة مراكز لعزل الكوليرا في ولاية القضارف – اثنان منها بالأدوية والمستلزمات الصحية، ودعمت المركز النهائي بشكل كامل بتوفير المعدات والمستلزمات الطبية.
وفي وقت سابق من هذا العام، شارك أكثر من 2800 عامل صحي سوداني في برنامج لبناء القدرات عبر الإنترنت أجرته منظمة الصحة العالمية بشأن إدارة الإسهال المائي الحاد في أوقات الأزمات، حيث تم تنظيم دورة تدريبية أخرى عبر الإنترنت حول بروتوكولات إدارة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا هذا الأسبوع لأكثر من 8000 عامل صحي سوداني.
كما تم إجراء تدريب أثناء العمل على المراقبة والإدارة القياسية لحالات الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى في القضارف لـ 185 من العاملين في مجال الصحة.
وتقوم منظمة الصحة العالمية حالياً بنشر فرق الاستجابة السريعة في المحليات المتضررة وتدعم بشكل فعال وزارة الصحة لنقل عينات من حالات الكوليرا المشتبه فيها إلى مختبر الصحة العامة في بورتسودان، وهو مرفق قامت منظمة الصحة العالمية بتمكينه من تقديم خدمة مرجعية وطنية.
وتستمر المراقبة في المناطق المتضررة والمعرضة للخطر الشديد لتحديد عوامل الخطر ومعالجتها. وقد بدأت الخطط لتسهيل تقديم طلب إلى فريق التنسيق الدولي المعني بلقاح الكوليرا عن طريق الفم لتوفير لقاحات الكوليرا عن طريق الفم من أجل مكافحة الكوليرا لحماية السكان واحتواء تفشي المرض.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة ولایة القضارف فی السودان
إقرأ أيضاً:
أكثر من 200 قتيل.. مجزرة جديدة لمليشيا الدعم السريع بحق السودانيين
نقلت وكالة رويترز عن مصادر سودانية قولها: إن قوات الدعم السريع قتلت أكثر من 200 شخص في هجمات على قرى حول مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وفي وقت سابق؛ أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 38 آخرين جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع على أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم.
يأتي هذا الهجوم وسط استمرار المواجهات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي دخلت شهرها العاشر، متسببة في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة السودانية، تعرض أحد المستشفيات الكبرى في الخرطوم لقصف مباشر أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم مرضى وطواقم طبية.
ولم يتم الكشف بعد عن اسم المستشفى المستهدف، لكن تقارير محلية تشير إلى أنه كان لا يزال يقدم خدمات طبية محدودة رغم القتال الدائر في العاصمة.
كارثة إنسانية متفاقمةالهجوم على المنشآت الصحية في السودان ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرضت العديد من المستشفيات للقصف أو الإغلاق القسري بسبب الاشتباكات.
وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية أن استهداف المستشفيات والبنية التحتية الطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويزيد من تفاقم الأوضاع الصحية المتدهورة في البلاد.
أثار الهجوم ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والدولي. فقد نددت نقابة الأطباء السودانية بالاعتداء على المنشآت الطبية، معتبرة أنه جريمة حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها.
كما طالبت المنظمات الإنسانية الدولية بوقف استهداف المرافق الصحية وضمان وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين المتضررين.
الوضع الميداني المتدهورمنذ اندلاع القتال في أبريل 2023، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى صراعًا دمويًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف، إضافة إلى نزوح الملايين داخل وخارج البلاد.
ومع غياب أي حل سياسي في الأفق، تتواصل معاناة المدنيين وسط تصاعد الانتهاكات والهجمات العشوائية.
ومع استمرار القتال، يحذر الخبراء من أن السودان يسير نحو كارثة إنسانية أكبر، حيث تنهار الخدمات الأساسية، بما فيها النظام الصحي. في ظل هذا الواقع، تتزايد المطالبات للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العنف وحماية المدنيين.