لماذا يدعم قادة الغرب الاحتلال؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
سرايا - نقل مقال نشره موقع "تي آر تي وورلد" التركي عن أحد الباحثين قوله إن حرب غزة لا يقف خلفها اللوبي الإسرائيلي أو الصهيونية المسيحية فحسب، فإسرائيل ترتكب بحق الفلسطينيين ما تريد عديد من النخب السياسية الغربية أن تفعله بالعرب والمسلمين، ولكنها لا تستطيع ذلك في كثير من الأحيان.
وقال الكاتب إرمين سينانوفيتش إن معظم النخب السياسية الغربية منحت شيكا على بياض لإسرائيل خلال هجومها على غزة الذي خلّف مقتل الآلاف، ويتساءل كثيرون "لماذا لم يدِن هؤلاء القادة جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين؟" حسب الكاتب.
وتابع بأن هناك عدة تفسيرات لهذا الأمر، وتشمل الأسباب المعتادة نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة والغرب، وكذلك قوة الحركة الصهيونية المسيحية، لكن هناك تفسيرا آخر يمنح رؤية أعمق للدعم الغربي القاطع لإسرائيل.
ويوضح الكاتب أن إسرائيل تفعل بالفلسطينيين ما تريد عديد من النخب السياسية الغربية أن تفعله بالعرب والمسلمين، ولكنها لا تستطيع ذلك في كثير من الأحيان.
كما أن حجم نفوذ اللوبي الإسرائيلي في أروقة السلطة الأميركية قوي وعميق لدرجة أنه غالبا ما ينتج دعما شبه كامل لإسرائيل.
وأضاف سينانوفيتش أن الصهيونية المسيحية كانت جزءا لفترة طويلة من المسيحية الغربية، لاسيما البروتستانتية، إذ يرى الصهاينة المسيحيون الأميركيون أن فكرة إحياء إسرائيل ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة القدر المحتوم والاستثنائية الأميركية، ومثلما غزت الولايات المتحدة جزءا كبيرا من قارة أميركا الشمالية وطردت وأبادت السكان الأصليين واستوطنت الأرض باسم الحضارة، ينتهج الإسرائيليون الإستراتيجية نفسها في فلسطين.
وقال إن الدعم البريطاني للصهيونية ظهر على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي في القرن 19 وبلغ ذروته مع وعد بلفور عام 1917، وإن الاعتقاد بتحقيق نبوءة الكتاب المقدس بشأن عودة المسيح يزيد من قوة هذا الدعم.
وحسب الكاتب، يستند دعم "العنف" الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين وتجاهل القانون الدولي على حجة أخرى، وهو حقيقة أن إسرائيل آخر موقع استعماري أوروبي في الشرق الأوسط.
نقل مقال نشره موقع "تي آر تي وورلد" التركي عن أحد الباحثين قوله إن حرب غزة لا يقف خلفها اللوبي الإسرائيلي أو الصهيونية المسيحية فحسب، ذلك أن إسرائيل ترتكب في حق الفلسطينيين ما تريد العديد من النخب السياسية الغربية أن تفعله بالعرب والمسلمين
محتجون في عمّان يتهمون الرئيس جو بايدن بالتورط في جرائم إبادة أهل غزة.
أداة بخدمة الغرب
وبينما أنهى النضال ضد الاستعمار المشروع الاستعماري الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، برزت إسرائيل لتكون استمرارا لهذا الحلم الذي يقضي بوجود دولة ذات أغلبية أوروبية في العالم العربي، عازمة على إخضاع السكان الأصليين والقضاء عليهم.
ومن هذا المنطلق، ليست إسرائيل هي التي "تسيطر" على الغرب بطريقة أو بأخرى، بل الدول الغربية هي التي تستخدم إسرائيل لتحقيق مكاسب سياسية وإستراتيجية خاصة بها. وتجدر الإشارة إلى أن القانون الدولي لم يكن ينطبق على القوى الاستعمارية آنذاك، ولن ينطبق على إسرائيل في الوقت الراهن.
وأشار الكاتب إلى أن التساهل النسبي الذي تقبّلت به معظم الحكومات الغربية "العنف" ضد الفلسطينيين يرتبط بشكل مباشر بفترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول التي تميزت بتطبيع العنف ضد العرب والمسلمين.
وزاد سينانوفيتش أن القبول الأوروبي لجرائم الحرب الإسرائيلية يتعلق بفكرة التكفير عن ذنبهم بعد المحرقة. ويتجلى هذا بشكل خاص في ألمانيا، التي اتخذت موقفا متطرفا مؤيدا لإسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل.
وأضاف الكاتب أن ألمانيا أصبحت جزءا أساسيا من المحور المؤيد لإسرائيل في الغرب، جنبا إلى جنب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وحتى يورغن هابرماس، الفيلسوف الألماني الشهير المعروف بدفاعه عن القانون الدولي، وقّع على بيان أكد فيه دعم إسرائيل ونفى ارتكابها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
ومن خلال التصرّف بناءً على غريزتها الانتقامية، تتخلّص إسرائيل من الفلسطينيين من خلال الصدمة المتراكمة الناجمة عن قرون من التمييز في ظل معاداة السامية الأوروبية، التي بلغت ذروتها في المحرقة.
أما الفلسطينيون، الذين لا علاقة لهم بمعاداة السامية الأوروبية أو هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، فشهدوا معاناة مروعة في تحقيق هذه الأوهام العنيفة التي تحولت إلى واقع ملموس.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: اللوبی الإسرائیلی القانون الدولی ضد الفلسطینیین
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. فيروز التي ببالي
#فيروز التي ببالي..
من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ 1 / 10 / 2017
وانا أيضا لم يعجبني ألبوم فيروز الجديد، فيروز كانت توقظ الورد المجفف بين صفحات الكتب ، تنثر #الحنين على شرفات #الشبابيك القديمة ، نسافر على متن صوتها من غير حقيبة ، يأخذنا اللوز إلى زهره الغافي تحت جفون الورق الأخضر ، يسرّح الأرز ورقه على كتف #الريح ويتركنا هناك..
مقالات ذات صلة “هآرتس”: وضع الأسرى والخطر على حياتهم ليس من اهتمامات نتنياهو 2024/11/19
فيروز كانت فصلا خامساً في السنة ، إذا ما سمعت لحن صوتها تلسعك قشعريرة #الخريف ويبلل رموشك مطر تشرين الأول ، يفوح من الأرض عطرها الذي يصافح الزخّة الأولى ، والجملة الأولى في صفحات العبير..فيروز هي قاموس #العاشقين الذين عجزوا ان يبوحوا بعشقهم ، فواروا زفرات شوقهم تحت مناديل الخجل الأول ، هي التي تقرأ خربشات الرسائل ،تحلل الحروف الشائكة تحت “تشاطيب” الحبر فوق الصفحات المعطّرة ، تهيء مقعداً عندما تبخل الأرض عن مكان للقاء..وتغلي قهوة على المفرق عندما يكتظّ العطش فوق شفاه البوح ..فيروز كانت شالاً مطرزاً بياسمين الذكريات والحب الذي لن يعود..
فيروز التي “ببالي” تلك خبأتها في “أشرطتي” الملوّنة ، تلك التي كانت تطرب رمانة شبّاكي الغربي ..تقرع أجراس الرمان في الخريف ، تلك التي تفلق حفيف الشجر على السياج كما يفلق الفلاح رغيف خبزه الصباحي ..فيروز كانت تذكرة الغيم التي تحلّق في قلوبنا من غير مطارات ولا مواعيد اقلاع..لم تجامل زعيماً يوماً ولم تُعِر حنجرتها لطائفة ،كيف ترضى أن تجامل في صوتها أو يطيعها مخمل اللحن لتغني ما لا يشبهها؟؟..
فيروز لنا نحن ،اللاهثون وراء النقاء ،العشاق المعتّقون ، لطلاب الجامعات الذين يخوضون اولى تجارب العاطفة ، لرواد المقاهي المتعبين الذين جاؤوا ليستريحوا على خشب الوقت بعد أن أتعبهم الوقوف على أبواب الرزق، فيروز للتاريخ ليست “لريما” ولا “لزياد”..فيروز تشبه ذلك الندى الذي يترقرق على شفة الزهرة الرضيعة..هي ” طلعُ ” الرحبانيين “منصور وعاصي” وليس سواهما..هي تشبه استراحة الأيام بين فصلين طويلين..تشبه أيلول الذي علقتنا به، وتشبه نيسان الذي يدق باب الصيف..فيروز تشبه طلّة الشمس بين منخفضين جويين ، دافئة وخجولة وعميقة الظهور..فلا تجعلوا منها شمساً عادية كتلك التي تمر بقسوة في آب..فيروز لنا،ملكنا جميعاً.. لأنها الساعة الباكرة ، ومنبّه الشوق، لأنها مزيج الصيف والشتاء ومزاج الخريف وطبعُ الربيع….حيث تغنّي توقف السنة دورانها و نقول : هذا فصل فيروز..
فيروز التي ببالي..لا تغيب ولا تتغير،لا تكبُر ولا تخبو..فيروز سيمفونية الصباح وابتهالات الكنار المعتكف في محراب الصنوبر..سيدتي لا تظني أني أكتب اليك مقال عتبٍ..بل هو مقال شوق وتعب.. كيف لا وانت من علمنا أبجدية الحب وأنت النشيد الوطني للعاشقين..
هذا المقال سيدتي ، مكتوب بأجنحة كل العصافير التي تشتاق ان ترفرف على سماء صوتك..فسامحينا ان بالغنا بالاشتياق..
#141يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي