كهلان الخروصي: :ينبغي للمسلم أن يوقن بنصرة الله للحق وأهله ودحض الباطل وزهقه وانكشاف زيف المدنية المعاصرة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
لا يزال الكيان الصهيوني الغاصب يمارس جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ويتفنن في قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، ولا يزال المجاهدون الفلسطينيون يذيقون جيش الاحتلال أصناف الهزائم في أرض المعركة، ولا تغيب هذه القضية عن وعي وفكر المسلمين وغيرهم من أنصار الحق في مشارق الأرض ومغاربها لرفع الظلم عن الفلسطينيين ومطالبتهم لوقف هذا العدوان الغاشم الذي راح ضحيته أكثر من 21 ألف شهيد فلسطيني، وحول هذا الموضوع خصص برنامج أهل الذكر الذي يبث في تلفزيون سلطنة عمان جزءا من حلقته للحديث عن هذه القضية.
وفي هذا البرنامج طرح معده ومقدمه الدكتور سيف الهادي سؤالا على ضيفه فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، عما يعتمل في صدور بعض المسلمين فقال له: «الحرب طالت والعدو يبدو أنه لا يتراجع عن أفعاله الإجرامية وقتل الأطفال والنساء مروع جدا، تنقله وسائل الإعلام، أحدث هذا نوعا من التململ لدى بعض المسلمين الذين يرون بأن هذه الحرب ليست متكافئة، وأنها ليتها لم تحصل، فحصل لديهم نوع من التراجع في تقييم هذه الحرب وفي مشروعية الدفاع عن المسجد الأقصى وفلسطين أمام عدو يمتلك آلة عسكرية ضخمة، ما خطورة هذا التراجع مع استمرار الحرب وتقدمها وطول أمدها؟
فأجاب مساعد المفتي العام لسلطنة عمان: من المعلوم أن مما ينصر الله تعالى به عباده بعد صدق إيمانهم وحسن توكلهم عليه جل وعلا، أن يتحلوا بالصبر فإن الصبر هو الذي يمكن الله تبارك وتعالى به عباده من التغلب على عدوهم فيؤمر بالصبر لمن كان في ساحة الوغى ولمن كان مجاهدا بلسانه أو قلمه أو بكل وسيلة ينصر بها إخوانه المسلمين المستضعفين، ولا ينبغي له أن يفتر عما هو بصدده من الضراعة إلى الله تبارك وتعالى ومن الصبر على ما يواجهه في سبيل نصرة الحق وأهله وفي سبيل السعي إلى بسط العدل ورفع الظلم وكشف طغيان الظالمين المحتلين المعتدين وكشف ما يكيدونه من دسائس وما يضللون به العالم وفضح مؤامراتهم ونشرها عبر الوسائل المتاحة اليوم لا ينبغي للمسلم أن يفتر أو أن يضعف في أداء ما يستطيعه من هذه السبل والوسائل فإن الله تبارك وتعالى جعل من نواميسه الماضية في هذا الكون أنه ينصر عباده المظلومين المستضعفين، لكن هذا النصر من عنده وهو جل وعلا العزيز الحكيم.
«متى نصر الله»
وأضاف فضيلته : ربنا حكى لنا في كتابه الكريم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن معهم من المؤمنين الصادقين يبلغ بهم الحال إلى أن يقولوا متى نصر الله فيأتي الجواب من عنده جل وعلا «ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ» قد تطول أيام المعاناة، وقد تكثر الآلام والأوجاع ولكن الله تبارك وتعالى يدبر لعباده المؤمنين فوق ما يرجون فهو جل وعلا يقول: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ» ويقول: «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» فالنصر من عنده جل وعلا وحده وهو العزيز الذي لا يغلب، وهو الحكيم الذي يدبر متى يكون النصر، ومتى يجريه جل وعلا على عباده المستحقين له المؤمنين به الصابرين المتوكلين عليه الآخذين بالأسباب، ولذلك كان من شأن المؤمنين أنهم في لحظة المواجهة، حتى وهم فئة قليلة يواجهون الفئة الكثيرة القوية ببأسها وعتادها فإن من شأنهم أن يقولوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
وأضاف: فهم يعلمون أن الوسيلة التي يتحقق بها النصر من عند الله عز وجل أن يفرغ على قلوبهم الصبر وأن يورثهم الثبات والسكينة وأن يجعلهم محتملين لما يعانونه من الأذى وما يتألمون به ثم يطلبون من ربهم جل وعلا الثبات في هذه المواجهة، ثم يرجون النتيجة، هي «وانصرنا على القوم الكافرين».
وبيّن قائلا: هذا لا يؤمر به من كان في ساحة الوغى فقط وإنما كل من جاهد بقلمه أو بلسانه أو بنشره لهذه القضية، أو بمقاطعته لما ينتجع العدو المحتل ومن شايعه ومن أعانه، أو بكشف هذه المخططات والمؤامرات أو بالتعقيب على كل من يشايع هذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب في المواقع التي ينشرون فيها مواقفهم وآراءهم فإن العالم الرقمي اليوم قد أتاح أن يعقب من شاء بما شاء من رأي على أن يكون ذلك في حق المؤمن بالحكمة وبالأدب والخلق لكن بالحق، وبكل جرأة وحزم وعزة وكرامة وشرف أن يعقب على ما تنشره السفارات على سبيل المثال المؤيدة للصهاينة المحتلين، فإنهم قد أتاحوا أن يعقب على ما ينشرونه، فيطلبون التعليقات في الخانة المخصصة لذلك فكيف يفوت المسلم أو أن ييأس أو أن تضعف نفسه من أن يظهر لهم رأيه ويبين لهم بكل أدب وحزم ويبين لهم الحق ويدحض افتراءاتهم ويرد على شبهاتهم وينصر إخوانه المستضعفين.
وترجون من الله ما لا يرجون
وبيّن بالقول : مما لا ينبغي للمسلم في هذه المرحلة وإن بدا له أن الأيام قد طالت إلا أن يستشف بشائر النصر وأن يستلهم من هذه الأحداث والمآسي ما يدعوه إلى أن يوقن أن سنة الله تبارك وتعالى ماضية جارية بنصرة الحق وأهله، ودحض الباطل وزهقه، فهذا الذي يألم منه المسلم كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى يعاني منه العدو أيضا، فقال: «إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ» هذا هو الفارق الجوهري الذي يبعث روح الإقدام ويورث طمأنينة القلب، ويبعث في النفس اليقين بأن النص آت من عند الله تبارك وتعالى وأن الفجر الصادق آت بإذن الله تبارك وتعالى، وإن احلولك ظلام الليل فلا بد أن ينصر الله تبارك وتعالى عباده كما وعدهم في قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» فلا ينبغي أن نتخاذل عن نصرة دين الله تبارك وتعالى وعن نصرة الحق والعدل، وإلا فإننا نكون قد فرطنا تفريطا عظيما، ولا ينبغي لمسلم أن يحقر من شأن ما يقوم به من كلمة صادقة مؤيدة للحق، أو من نشر معلومة أو من دحض افتراء ورد على تزوير وأباطيل، أو من تواصل مع من يعرفهم في هذا العالم عبر هذه المنصات للقضية الفلسطينية وعدالتها، وما يتاح أيضا لتقديم المعونات لأهل غزة وفلسطين، فكل هذه السبل والوسائل تتضافر لتشكل بإذن الله تبارك وتعالى ما ادخره لنا ربنا جل وعلا من نصر مبين وفتح وتمكين بمنه وفضله إنه على كل شيء قدير.
العلاقة بين النصر ودخول الناس في الإسلام
وقد سأل الدكتور سيف الهادي عن العلاقة بين النصر والفتح ودخول الناس في دين الله فقال: في سورة النصر يقول الله سبحانه وتعالى «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا» ما الرابط بين النصر الذي لا يتحقق عادة إلا في مثل هذه المعارك التي يبذل فيها المسلمون أنفسهم وأموالهم وقضية دخول الناس في الإسلام؟
فأجابه فضيلة الشيخ الدكتور كهلان: أما الذي ورد في السورة نفسها فإنه نصر وفتح، والنصر يقصد به الإعانة على التمكن من العدو وأما الفتح فإنه يراد به في كتاب الله عز وجل كما هو المعنى اللغوي وهو تملك مفتاح العدو إما أن يكون ذلك بأرضه أو أن يكون ذلك بحصونه فإذا فُتحت بلاد فهذا يعني التملك والتمكن من البلاد وأهلها فهو أعظم في هذا السياق من النصر فلما بشر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سيمكن له وأنه سيتمكن من فتح مكة ومن انتشار هذا الأمر لدى العرب لأنهم كانوا يترقبون ما الذي يؤول إليه أمر محمد صلى الله عليه وسلم مع المشركين من أهل مكة وذلك لتعظيم العرب لمكة المشرفة وللبلد الحرام ولأنه علق في ذهنهم ما حصل من حادثة الفيل، وكان منطبعا عندهم أن من يتمكن من مكة فإنه على حق، وأن العرب تسلم له قيادها وهذا الذي حصل، ففتحت مكة وتوافدت الوفود من الجزيرة العربية وما حولها ودخلوا في دين الله أفواجا، فجاء التوجيه من عند الله تبارك وتعالى أن يرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من بعده إلى أصل ما جاؤوا به وهو توحيد الله عز وجل وتنزيهه وعبوديته وعبادته وذكره والتهيؤ للحياة الآخرة وهذا ما جاء له هذا الدين أصلا، «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا».
العقلاء يتعرفون على هذا الدين
موضحا فضيلته: هذا الاقتران بين نصرة الحق وفتح البلاد للحق مع دخول الناس في دين الله أفواجا ليس خاصا بهذه الحادثة لأن دحض الباطل وظهور الحق يدفع العقلاء من الناس إلى تبين هذا الذي نصره الله عز وجل وأيده من عنده هذا الذي تمكن من دحض الطاغوت والطغيان ورفع الظلم، وهذا الذي أيده الله تبارك وتعالى بالحق وأجرى عليه فواتح النصر وخواتمه، فإن ذلك يدعو العقلاء إلى أن يتعرفوا على هذا الدين، وإلى أن يكتشفوا ما فيه من محاسن، وإلى أن يزيلوا ما علق في أذهانهم مما شوهته به وسائل الإعلام عندهم والساسة والأعداء والمنافقون والمخذلون وغيرهم مما شوهوا به هذا الدين، فإذا به يزول عن أذهانهم وتتبين به الحقائق فيدخلون في دين الله تبارك وتعالى، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه للمسلمين إلى عاقبة أمرهم فقال: «وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ» وهم يرون أن العير قد فاتتهم فهذا يعني أن وعد الله تبارك وتعالى لهم سيكون بملاقاة العدو في النفير، وأنهم سوف ينصرهم الله، ولكن مع ذلك فإن الله تبارك وتعالى كشف عن طبيعة بشرية فقال:«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» ولذلك قال في الأنفال: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ» وما الذي يريده لنا ربنا تبارك وتعالى: «وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ» هذا الذي سينكشف للناس، ستزول الغشاوات عن القلوب والعقول، وستنكشف المؤامرات والدسائس التي كانت تحاك ضد الإسلام وأهله ويزول ذلك الخوف الذي بذلت في سبيل غرسه في نفوس العالمين المليارات وأعدت له الخطط والبرامج والاستراتيجيات سينقشع كل ذلك وهذا الذي نراه الآن فإن بوادر انقشاع هذه المخاوف وانكشاف الحق وتبين محاسن هذا الدين للناس أصبحت ظاهرة تزداد وتنتشر في هذا العالم المفتوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر فضاء الإنترنت.
بشارات تدعو المسلمين إلى تجديد يقينهم
مشيرا فضيلته: ليس على المسلمين الآن أن يضعوا سلاحهم ولا أن يتراخوا أو أن يتكاسلوا لأن هذه الغاية هي من أسمى الغايات، ليحق الله الحق ويبطل الباطل، فليس هنالك سبب دنيوي ولا سبب مصاحب إلا إحقاق الحق وإبطال الباطل فهي مقصودة لذاتها وهذا ما ينبغي أن يتنبه له المسلمون اليوم، وهذا ما ينبغي أن تنشرح له الصدور وأن تتقن فهمه العقول في أن هذه البشائر من إقبال الناس على دين الله تبارك وتعالى، وهؤلاء الذين أقبلوا ليسوا هم من العامة بل هم من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي ويأبى الله أن يكون تعرفهم عليه إلا من خلال اطلاعهم على القرآن الكريم ومن خلال ما تمثل في المرابطين الثابتين الصابرين في غزة وفلسطين من أهل هذا الدين الحنيف مما رأوه من ثباتهم وصبرهم واحتسابهم الأجر عند الله تبارك وتعالى وتعلقهم به ويقينهم به أدركوا الحقيقة، فكل هذه الأمور إنما هي بشارات تدعو المسلمين إلى تجديد يقينهم بالله تبارك وتعالى وملازمة الصبر والثبات ومواصلة هذا الطريق إلى أن يدحض الله تبارك وتعالى الباطل ويستأصل شأفته ويقطع دابره ويحق الله تعالى الحق، ليجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم.
انكشاف زيف هذه المدنية المعاصرة
وقال: لو أمعنا النظر في أحوال العالم لما أمكن بلا مبالغة أن نحصر هذه المبشرات فإن كثيرا من هذه البلدان التي يخرج فيها الناس بمئات الآلاف متظاهرين مؤيدين لعدالة القضية الفلسطينية ومناوئين للصهاينة وظلمهم وبطشهم، هي بلدان ترفع فيها مثل هذه الشعارات وتمنع فيها التجمع والتظاهر والمسيرات لمثل هذه القضية خصوصا، ومع ذلك فإن ذلك لم يمنع الناس من الخروج ورفع هذه الشعارات ومناصرة هذه القضية بما يستطيعون، وقس على ذلك ما نراه من تعرفهم على هذا الدين ومن دخولهم فيه، إلى حد أن الأعداد تتضاعف يوما بعد يوم، وهذا لا شك كما تقدم خير كبير، والأمر نفسه يسري فيما يتعلق بانكشاف الظلم والطغيان الذي عليه من يتزعم ركب المدنية والقوة والهيمنة اليوم، ففي هذه البلدان هناك من صرح بأنهم هم الذين يتحررون مما هم واقعون فيه من أنظمتهم ، مما يصرحون به، بل إن من اليهود من يدافع عن حقوق أهل الأرض، ومن يكشف بأن الصهاينة لا علاقة لهم بالدين، ومن يدافع عن هذه القضية ويظهر في وسائل الإعلام، سخره الله تبارك وتعالى أن يكون سببا في مناصرة الحق وأهله، فكل هذه البشارات وفي مقدمتها انكشاف زيف هذه المدنية المعاصرة، وتوحشها وظلمها وطغيانها، لكل من كان له قلب أو عقل، فإن من يجادل اليوم في أن زعامة هذه المدنية والحضارة المعاصرة يمكن أن يكون فيها بقية لمراعاة هذا الإنسان أو لحقوقه أو لحقوق الطفل والمرأة، أو لأجل التعليم والصحة، أو لحق الحياة أو لحق التعبير عن الرأي ولم ينكشف له زيف هذه الشعارات بعد فهذا أعمى البصر والبصيرة، وهذا من أعظم المكاسب اليوم التي ساقها الله تبارك وتعالى لأننا لا نتحدث عن أمر عارض، بل نتحدث عن بناء عبر قرنين من الزمان وأموال هائلة طائلة بذلت فيه في المجالين المتعلقين بتشويه الإسلام وأهله ووسمه بالتطرف والعنف والوحشية وبأسوأ الأوصاف، وفي تزكية النفس، وإظهارها بمظهر الراعي لهذا الإنسان ولحقوقه ولحقوق الطفل والمرأة ولقضايا الصحة والتعليم والتسامح والتعايش والحوار وحقوق الإنسان وحق التعبير، فإذا به ينسلخ من كل ذلك، وإذا بحقيقته الشوهاء الفاسدة النكراء العفنة البعيدة عن الفطرة تتكشف للناس أجمعين، كل هذا بسبب هذه القضية، ولذلك فإن أي مفتون أو مغرور بعد ولم تنكشف له هذه الحقيقة، فهذا إما أن يكون كما وصفه الله تبارك وتعالى فإنه منهم، أو أنه أعمى البصر والبصيرة كما تقدم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الله تبارک وتعالى تبارک وتعالى صلى الله علیه الله عز وجل فی دین الله هذه القضیة هذا الدین الناس فی هذا الذی عند الله لا ینبغی نصر الله أن یکون من عنده فی هذا إلى أن من عند من کان
إقرأ أيضاً:
الرهوي: ينبغي مواجهة الأصوات المروجة للانفصال من قبل الجميع
الثورة نت|
شارك رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي اليوم، في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول للتقنيات الناشئة لإنترنت الأشياء الموثوقة الذي تقيمه كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بجامعة صنعاء.
وحيا رئيس مجلس الوزراء في كلمته بالمناسبة، قيادة وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي ورئيس جامعة صنعاء ورؤساء وأساتذة الجامعات اليمنية والباحثين والباحثات المشاركين في المؤتمر.
وأكد أن هذا الحراك العلمي الذي تشهده جامعة صنعاء ركيزة من ركائز التنمية والتطوير للبلد ويخدم مسار تنمية العقول النيرة التي ستقود البلد في المستقبل.. موضحا أن الثورة الأهم التي يركز عليها اليمن هي ثورة العقول وثورة المعرفة والتي تعد أساس التطوير والازدهار.
ولفت إلى أن الثروات النفطية والغازية والمعدنية زائلة فيما تبقى ثورة العقول وبتكاتف الجميع وتعاونهم معها هي البانية للأوطان والناقلة للمجتمعات من واقع جامد إلى واقع ديناميكي متطور.
وبين الرهوي أن الإخلاص في أداء الواجب والعمل وإتقانه عامل أساسي في تحقيق النجاح.. مشيرا إلى أن مسئولية النهوض بهذا البلد تقع على جميع أبنائه سيما بعد أن قضى أكثر من ستين عاما ينتقل من صراع إلى آخر.
وقال” اليوم وبفضل ثورة 21 سبتمبر وقيادتها الحكيمة لدينا المشروع الذي سينهض بالأمة والانتقال بها من واقع راكد إلى واقع أفضل يعتمد في الأساس على استثمار الأفكار الابداعية للعقول اليمنية في مختلف حقول العلم والمعرفة والتكنولوجيا والإدارة”.
وأضاف ” علينا أن نجتهد في تحصيلنا العلمي والمعرفي والتكنولوجي وأن نلج بحر العلم والمعرفة ونبرع فيهما ونصبح مشاركين فاعلين وفي مقدمة من ينجز ومن يعطي لهذا الوطن”.
وأشار إلى أن حكومة التغيير والبناء تعمل بطاقمها الوزاري والكادر الوظيفي في وحدات الخدمة العامة وكل اليمنيين المخلصين لهذا البلد من أجل خير الوطن الكبير من المهرة شرقا وحتى ميدي غربا ومن سقطرى جنوبا وحتى صعدة شمالا.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أنه لا قوة ولا عزة ولا رفعة ولا تنمية ولا فلاح ولا نجاح لليمنيين إلا بوحدتهم .. لافتًا إلى أن الشعب اليمني كان موحدا قبل 22 مايو1990م، في مختلف المجالات وأبنائه متعايشين ومتآلفين ومتآخين.
وأفاد بأن الأصوات المروجة اليوم للانفصال ينبغي أن يتم مواجهتها من قبل الجميع فهي تريد العودة بالوطن إلى مرحلة الصراع والاقتتال.
وعبر الرهوي عن الفخر والاعتزاز بالهجوم الذي نفذه حزب الله اللبناني ضد العدو الصهيوني وإمطاره ليافا المحتلة بـ 400 صاروخ، أجبرت مليوني مستوطن على الفرار إلى الملاجئ مذعورين.
وأوضح أن امتلاك الصواريخ وأسباب القوة هو أحد تجليات العقول النيرة التي تسعى لامتلاكها ليس للطغيان بل للدفاع عن حقها في الحرية والاستقلال والعيش الكريم.. معبرا عن الأمل للمؤتمر والمشاركين فيه النجاح وتحقيق الغايات المنشودة في خدمة هذا المجال التقني.
بدوره أكد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، أهمية المؤتمر لمناقشة موضوع في غاية الأهمية يواكب التطورات العالمية مع مراعاة استحضار المخاوف في أي عمل تكنولوجي وفني يكون الجميع على قدر المسؤولية في حماية الأمن المعلوماتي.
وأشار إلى أنه بالرغم من العدوان الذي تعرض له اليمن والحصار على مدى عشر سنوات، إلا أن المؤسسات التعليمية استطاعت العمل والإنجاز والتحرك في مختلف المجالات، مؤكداً أنه تم خلال الفترة القليلة الماضية الاعتراف بالاختصاصات الطبية الكاملة من خلال الاعتراف بالزمالة اليمنية وأن كل ما يدرس فيها يصبح معترفًا به في أي بلد عربي.
ونوه الصعدي بتميز الأطباء اليمنيين والزمالة اليمنية .. وقال “رغم هجرة الكثير من العقول اليمنية للخارج التي أثبتت جدارتها وسمعتها الطيبة، إلا أنه ما يزال هناك الكثير من الكفاءات والعقول المبدعة في مختلف المجالات، نظراً للسمات والصفات الحميدة التي يمتلكها الطبيب اليمني ومنها “روح التعاون والتكافل، والرحمة والمحبة، والكرم، والقوة”.
وشدد على العمل في مسارين “تعزيز الأمن والاستقرار، والأمان التكنولوجي”، مضيفًا “لابد أن يكون لدينا تفوق في الجانب العلمي والمعرفي مع المشروع القرآني الذي يحمل قيم رفعة الإنسانية وتقديم للعالم علم نافع”.
وبين أن الغرب تقدم كثيراً في الجوانب العلمية والمعرفية، لكنه متأخر في المجال الإنساني والأخلاقي والقيم وما يجري في غزة خير دليل على ذلك، مؤكدًا أن الوسائل التقنية والتكنولوجية أصبحت اليوم عبئًا على العالم يستخدمها في إفساد البيئة والأخلاق والأمم وضرب ثقافتها، ما يستدعي على الأمة دق ناقوس الخطر واستخدامها فيما يرضي الله ونحو خدمة البشرية والإستفادة منها لإعادة مكانة اليمن الطبيعي في الجوانب الاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والعسكرية والأمنية.
وفي الافتتاح الذي حضره نائبا وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس، والإعلام الدكتور عمر البخيتي، أشار رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس إلى أهمية المؤتمر الذي ينعقد بالتنسيق مع جامعات دولية كجامعة أوفنبرغ الألمانية وإقليمية كجامعة النهرين العراقية، لمواكبة التطورات العلمية وتطوير قدرات الأكاديميين والباحثين اليمنيين.
وأكد أن البحث العلمي، ركيزة أساسية لحل المشكلات التقنية سواء على مستوى البلاد أو في الخارج، مشيراً إلى مكانة اليمن من خلال امتلاكها الكثير من العقول والمبتكرين في مختلف المجالات.
ولفت الدكتور القاسم عباس في الحفل الذي حضره ممثل قطاع التعليم العالي الدكتور غالب القانص، إلى أن العقول اليمنية في الخارج نصيب كبير وتستطيع فرض نفسها بقوة على مستوى الإبداع والابتكار والإنجاز، ما يستدعي استيعاب تلك العقول في المدارس والجامعات العلمية بما يكفل استفادة البلاد منها وأفكارها وإبداعاتها.
وأكد استعداد جامعة صنعاء تقديم التسهيلات وتوفير الإمكانيات للكوادر الأكاديمية والبحثية وأصحاب المشاريع الابتكارية لتمكينها من تقديم حلول للمشكلات العلمية .. لافتًا إلى محاور المؤتمر الذي ركزت عليه وأبرزها “السعة التخزينية الكبيرة للشرائح الالكترونية، الأمن الالكتروني، سرعة الانترنت والتعامل مع الذكاء الاصطناعي” للوصول الى إدارة الكترونية قوية ومتمكنة وآمنة.
وتطرق رئيس جامعة صنعاء إلى أهمية تطوير الجانب التقني خاصة في ظل الظروف والتحديات التي يمر بها اليمن على خلفية موقفه المشرف المناصر للشعب الفلسطيني.
وقال “يُدرك الجميع مخاطر الاختراقات الإلكترونية كما حدث في أحداث البيجرات لحزب الله من قبل العدو الصهيوني، وهو ما يجب أن يكون أمن المعلومات والأمن السيبراني جبهة قوية موازية للجبهة العسكرية للتصدي لأي هجمات سيبرانية محتملة من قبل الأعداء”.
من جهته أكد عميد كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات الدكتور أحمد الشلبي، أن المؤتمر يهدف لتشجيع البحث العلمي وتعزيز التطوير التكنولوجي والابتكار في مجالات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
وأفاد بأن المؤتمر يهدف أيضًا لمعرفة التحديات التي تواجه استخدام هذه التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والأنظمة المدمجة ومشاركة الحلول الممكنة، وتوفير منصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين والمهندسين والمطورين في هذه المجالات، وتعزيز الوعي بين الجامعات والمؤسسات حول أهمية هذه المجالات.
وأشار الدكتور الشلبي إلى أن المؤتمر يسلّط الضوء على أفضل ممارسات الأمن السيبراني في انترنت الأشياء والتكنولوجيا الناشئة، بالإضافة إلى مناقشة دور إنترنت الأشياء والأمن السيبراني والأنظمة المدمجة والتكنولوجيا الناشئة في التحول الرقمي “.
في حين أشار رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور شرف الحُمدي إلى أهمية المؤتمر الذي تنظمه كلية الحاسوب بجامعة صنعاء بالتعاون مع معهد الأنظمة المدمجة والإلكترونيات والاتصالات في جامعة العلوم التطبيقية أوفنبرغ الألمانية، وكلية هندسة المعلومات بجامعة النهرين في العراق، لتعزيز الشراكة العلمية والبحثية بين جامعة صنعاء والجامعات الدولية.
وأكد أن التطور السريع في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أدى لتغير جذري في العالم، خاصة انترنت الأشياء والتكنولوجيا الناشئة التي تعتبر من أبرز محركات التغيير في العصر الحالي، وثورة تقنية في مختلف المجالات المتعددة.
وذكر الدكتور الحُمدي أن مع هذه التطورات برزت تحديات ملحة تتعلق بالأمن والموثوقية والإعتمادية لهذه التكنولوجيا، الأمر الذي جاء انعقاد المؤتمر لتوفير فرصة لتعزيز الأنشطة البحثية المتعلقة بالتقنيات الناشئة وتقديم منصة لتبادل الأفكار المبتكرة والحلول الرائدة بين الباحثين والأكاديميين والمهندسين وخبراء صناعة التكنولوجيا من مختلف دول العالم.
حضر افتتاح المؤتمر المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد حسن عبد الرزاق، وأمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله ورئيس اتحاد الجامعات الأهلية الدكتور يحيى أبو حاتم، وعدد من رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية ونواب رئيس جامعة صنعاء، ومساعداه ومدراء المراكز البحثية، وعمداء الكليات وعدد من مسؤولي الجهات ذات العلاقة.
إلى ذلك بدأت أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين بمشاركة 331 مشاركاً وباحثاً وأكاديمياُ من اليمن و28 دولة عربية وأجنبية لمناقشة 81 بحثاً وورقة عملية تتمحور حول ستة مجالات هي “تقنيات وتطبيقات إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني الخصوصية وتكنولوجيا البلوك تشين، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الناشئة الابتكار وريادة الأعمال وتطبيقاتها، وتقنيات الاتصالات والشبكات من الجيل القادم، فضلاً عن الأنظمة المدمجة وتصميم الأجهزة”.
وكان رئيس مجلس الوزراء ومعه وزير التربية والتعليم والبحث العلمي وممثلو قطاع التعليم العالي وجامعة صنعاء، افتتحوا معرض البوسترات والأبحاث والمشاريع البحثية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين من طلاب الدراسات العليا، الذي يبرز الأبحاث المتميزة وتوفير منصة لعرض الأبحاث والمشاريع البحثية التي تُقدم حلولاً مبتكرة وتطبيقات عملية مفيدة.
وتعرف الزائرون على محتويات معرض التقنية المصاحب للمؤتمر الذي يعرض جانب من أصحاب الشركات التقنية والحوسبة السحابية والجهات الداعمة للمشاريع الإبتكارية.
واطلع رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم والبحث العلمي ومرافقوهما على معامل كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات التي أنشأت مؤخراً والتجهيزات الحديثة والمعامل التقنية والحاسوبية التي تواكب التطورات العالمية التي يشهدها العالم اليوم.