من الجزائر القارة إلى الجزائر الجزيرة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
بقلم: نورالدين زاوش
يوما بعد يوم، يضيق الحبل أكثر حول رقبة ما يسمى، زورا وبهتانا، بدولة الجزائر، ويوما بعد يوم يعلم العالم، شعوبا وحكومات ودولا، من حشرنا الله بقربهم في الجوار؛ فبعدما عادت الجزائر صاغرة إلى بيت الطاعة في قصر الإليزي ودون أن يعتذر ماكرون، مثلما طالب الجنرالات، على إثر ما قام به من إمعان في إذلالهم واحتقارهم وادعاء أن فرنسا من صنعت تلك الدولة، وبعد رجوعها صاغرة لبيت الطاعة في إسبانيا؛ رغم أن موقف هذه الأخيرة من الصحراء المغربية لم يتزحزح قيد أنملة عما كان عليه قبل سحب سفيرها، وبعد الصفعات المدويات التي تلقتها اتباعا، من الإمارات والسعودية وليبيا وروسيا ونيجريا وآخرها مالي، تحولت أرض الكابرانات من الدولة "القارة" إلى الدولة "الجزيرة"، من شدة عزلتها عن العالم الخارجي، وشدة خصومتها مع محيطها الإفريقي.
في ظل الأوضاع الداخلية المزرية للجزائر، وفي ظل علاقاتها المتأزمة على المستوى الخارجي؛ سواء على المستوى الإفريقي أو الأوروبي أو حتى الأمريكي، طلع علينا "أحمد عطاف"، وزير الخارجية، بتصريح مفاجئ على قناة الجزيرة يدَّعي فيه بأن بلاده تمد يد الصلح للمغرب، في سابقة غير مفهومة وغير منسجمة مع مواقفها المبدئية من معاداة المغرب، ومعاكسة مصالحه واستقراره ووحدة أراضيه.
حقيقةً، لست أدري أين تتجلى مؤشرات الصلح وبوادر اليد الممدودة وحسن الجوار؟
ربما تتجلى حسن النية هذه فيما قامت به قبل أيام من إرجاع جثة السائح المغربي الذي قتلته البحرية الجزائرية بدم بارد، واعتقلت جثته لديها لأكثر من أربعة أشهر بلا وازع ديني أو أخلاقي أو حتى سياسي، أو ربما تتجلى في إعلامها المقروء والمسموع والمرئي والذي لا يمر يوم واحد دونما الحديث عن المخزن والمؤامرة والشعب الصحراوي "الفنكوشي".
في الوقت الذي تصير فيه الجزائر معزولة عن العالم الخارجي أكثر فأكثر، يوطد المغرب علاقاته مع الدول الغربية وخصوصا الإفريقية، حتى أنه اقترح على دول الساحل أن يوفر لها منفذا على المحيط الأطلسي لإنعاش اقتصادها وفك العزلة عنها؛ الشيء الذي تلقته النيجر ومالي والتشاد وبوركينفاسو بصدر رحب، في الوقت الذي تلقته الجارة الشرقية بصدر حَرِجٍ كأنما تصعد في السماء.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
عضو «الشيوخ»: تصريحات الرئيس السيسي بشأن التهجير رسالة حاسمة بالرفض أمام العالم
أكدت النائبة حياة خطاب، عضو مجلس الشيوخ، أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول رفضه القاطع لتهجير أو ترحيل الشعب الفلسطيني تمثل موقفًا حاسمًا أمام العالم أجمع، لا يقبل النقاش.
وأوضحت خطاب أن موقف الدولة المصرية واضح وصريح، وأن ما يتعرض له الفلسطينيون هو ظلم لن تشارك فيه مصر.
خطاب: ملايين المصريين يقفون خلف الزعيم الوطني الرئيس عبدالفتاح السيسيوأشارت خطاب، في بيان لها اليوم، إلى أن ملايين المصريين يقفون خلف الزعيم الوطني الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل قرار يتخذه لحماية الأمن القومي المصري، مؤكدة أن التاريخ شاهد على وطنيته في حماية الدولة، ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية.
وأضافت عضو مجلس الشيوخ أن المصريين لديهم موقف ثابت في رفض التهجير، حفاظًا على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها، مشيرة إلى الدعم الكبير والجهود التي قدمتها الدولة المصرية للأشقاء الفلسطينيين منذ بداية الأزمة.
مصر كانت ولا تزال أكثر الدول العربية دعمًا ومساندةً للفلسطينيينوشددت خطاب على أن المصريين مستعدون للخروج بالملايين، إذا لزم الأمر، لإعلان رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ترحيلهم إلى مصر، مؤكدة أن مصر كانت ولا تزال أكثر الدول العربية دعمًا ومساندةً للفلسطينيين من خلال مختلف أشكال المساعدات، إلا أنها لن تقبل أبدًا بتصفية القضية، مهما كان الثمن.