تحقيق: هكذا خلفت غارة إسرائيلية على قائد في حماس عشرات القتلى المدنيين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن إسرائيل اختارت عدم تحذير المدنيين في مخيم جباليا بقطاع غزة من غارة جوية وشيكة عبر رسائل هاتفية، خوفاً من منح مسلحي حماس وقتاً للإخلاء.
جاء ذلك في تحقيق نشرته الصحيفة حول غارة جوية استهدفت مخيم جباليا للاجئين في غزة يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) ، وخلفت عشرات الضحايا، وقالت إسرائيل آنذاك إنها استهدفت قيادي في حماس.
وتقول الصحيفة إنها أجرت أكثر من 10 مقابلات مقابلة مع جنود وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي، قالوا إن المخططين العسكريين قاموا بسلسلة من الحسابات الخاطئة بناء على معلومات غير كاملة أدت إلى دمار وخسائر في الأرواح أكبر بكثير مما توقعوا.
ورجحت الصحيفة أن الجيش الاسرائيلي قد ألقى على المخيم اثنتين على الأقل من أكبر القنابل في ترسانته، بدلاً من استخدام ذخائر أصغر حجماً.
وذكرت أن قادة القوات الجوية حاولوا الحد من الأضرار الجانبية من خلال توجيه القنابل الموجهة بين المباني واستخدام الصمامات التي أخرت التفجيرات قليلاً حتى اخترقت الذخائر تحت السطح – ولكن من خلال تدمير الأنفاق قاموا أيضاً بإسقاط المباني القائمة فوقها".
وقال الجيش الإسرائيلي إن فريقاً من المحققين العسكريين "منفصلين عن سلسلة قيادة الجيش الإسرائيلي" يقوم بفحص التفجير.
وحمل العديد من المسؤولين الإسرائيليين "حماس المسؤولية عن ارتفاع عدد القتلى لأنها اختارت العمل في المراكز السكانية المدنية".
وذكر مسؤولون أن المخططين الإسرائيليين توقعوا احتمال انهيار بعض المباني في الهجوم، لكن الأضرار كانت أسوأ بكثير مما كان متوقعاً، وألقوا باللوم على مجمع الأنفاق الواسع تحتها.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "لقد انهار المجمع تحت الأرض، والأنفاق التي بنتها حماس".
رائحة الدم كانت في كل مكان"
وذكر الناجون أن الانفجارات هزت الأرض مثل الزلزال ودمرت المباني الخرسانية، مما أدى إلى غمر المنطقة المستهدفة بسحابة متدفقة من الحطام المتطاير والدخان الأسود والغبار.
وقال ناج فقد إحدى عينيه في الهجوم: "ما رأيته كان جثثاً، بعضها أشلاء، وأعداد هائلة من الإصابات لا يمكن تصورها، كان الغبار يملأ الهواء وكانت رائحة الدم في كل مكان".
#غزة 2024.. دمار هائل ولا حلول في الأفق https://t.co/srgKrocDDp pic.twitter.com/N6OhjmprfH
— 24.ae (@20fourMedia) December 28, 2023وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل ما بين 126 و136 مدنياً ، بينهم 69 طفلاً، بحسب منظمات أممية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
إسحاق بريك: الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز وتلقى هزيمة مؤلمة من حماس
قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، إن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز عسكري يذكر في حربه ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، معتبراً أنها ألحقت هزيمة عسكرية ومؤلمة بجيش إسرائيل ستترك آثارا عميقة.
وفي مقال له نشرته صحيفة "معاريف"، وجه بريك الذي يلقب بـ نبي الغضب الإسرائيلي انتقادات شديدة للجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنه "فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب، وعلى رأسها هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن".
ورفض بريك "تحميل السياسيين وحدهم مسؤولية الإخفاق"، قائلا "إن تصوير الجيش على أنه حقق إنجازا عسكريا غير دقيق ويجافي الواقع، مضيفا، أن الجيش " لم يهزم حماس، ولم يفرج عن الرهائن، بل خاض حربا بلا جدوى، تكبد فيها خسائر فادحة، ولم يحقق أي تحول إستراتيجي في غزة".
الأنفاق باقيةوتطرق بريك في مقاله إلى ما وصفه بـ"القصور البنيوي" في أداء الجيش الإسرائيلي، معتبرا ـ وهو العسكري السابق ـ أن حجم قواته البرية "لا يسمح بالسيطرة على المناطق التي احتلتها في القطاع، ويضطر الجيش إلى الانسحاب ثم العودة مرارا إلى نفس المناطق التي كانت تحت سيطرته، وهو ما يؤدي إلى تكرار الاشتباكات وسقوط مزيد من الجنود".
وأضاف أن "الجيش يقاتل في نفس المناطق مرة تلو الأخرى، ويخسر جنوده في كل جولة، في حين أن حماس تحتفظ بقوتها الأساسية داخل مدينة الأنفاق التي لم تدمر، وتواصل إدارة المعركة من تحت الأرض والجيش غير قادر حتى على تأسيس حكومة عسكرية بديلة من حماس داخل القطاع، وهو هدف لم يتحقق في المرحلة الأولى كما وعد القادة".
إعلانوأوضح أن حماس استعادت قوتها السابقة تقريبًا، بوجود أكثر من 30 ألف مقاتل يختبئون في الأنفاق ويشنون منها هجماتهم على الجيش، قبل أن ينسحبوا من جديد تحت الأرض. وأضاف أن الحركة تسيطر على المساعدات الإنسانية وتخزنها في مستودعاتها، ما يمنحها القدرة على الصمود أشهرا مديدة.
وأكد بريك أن "الأنفاق الممتدة من سيناء إلى داخل قطاع غزة لا تزال نشطة، وتمر عبرها الأسلحة رغم مزاعم الجيش العام الماضي، أنه سدّها بالكامل". وأضاف أن أقل من ربع أنفاق حماس تضرر، وهو اعتراف جديد "يتناقض مع التصريحات الرسمية السابقة".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالته الحالية لا يمكنه الانتصار على حماس، مشددًا على أن تحقيق النصر يتطلب إعادة تأهيل الجيش المنهك وزيادة حجم القوات البرية، إلا أن ذلك "غير مطروح على الطاولة حاليًا".
كلفة باهظةوعرض بريك جملة من "الخسائر الإستراتيجية" التي تتكبدها إسرائيل جراء استمرار الحرب، أبرزها مقتل عدد من الرهائن داخل الأنفاق بسبب العمليات العسكرية، وسقوط مزيد من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى التآكل المتواصل في القدرات البشرية والتسليحية للقوات البرية.
وقال إن "إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا جدًا لاستمرار القتال"، موضحًا أن العالم بدأ يدير ظهره لها، وتحوّلت في نظر كثير من الدول إلى "دولة منبوذة"، بينما يشهد اقتصادها تدهورًا حادًا، ويتعمق الشرخ الداخلي إلى حد "الوقوف على شفا حرب أهلية".
وحذّر بريك من أن استمرار الحرب "لا يخدم أي مصلحة وطنية ، بل إن التكلفة التي تدفعها إسرائيل أكبر بكثير من المكاسب المأمولة"، داعيا إلى "وقف فوري للأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح الرهائن، معتبراً ذلك "خيارا وطنيا وأخلاقيا يخدم مصلحة إسرائيل أكثر من مواصلة النزف بلا أفق".
تهديدات إقليميةواختتم بريك مقاله، "إن التهديد الحقيقي الذي يواجه إسرائيل لا يأتي فقط من حماس، بل من جملة تطورات إقليمية خطِرة، في مقدمتها التفاهمات الدفاعية بين تركيا وسوريا، واستعداد الجيش المصري الأقوى في المنطقة لاحتمالات المواجهة، إضافة إلى التحركات الإيرانية في الأردن وتكثيف طهران تسليح الجماعات المسلحة بصواريخ وطائرات مسيّرة موجهة ضد إسرائيل".
إعلانكما أكد أن "الجيش الإسرائيلي في وضعه الراهن لا يمتلك القدرة على الدفاع عن الحدود، أو شن هجمات في العمق إذا اقتضت الحاجة"، مشددا على أن "إعادة تأهيل الجيش ضرورة أمنية ملحة تفوق في أهميتها أي معركة ضد حماس".