بغداد اليوم-متابعة

أكد محمد كلبايكاني مدير مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مساء اليوم الخميس (28 كانون الاول 2023)، إن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل في 7 من اكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا علاقة لها بنا.

وقال كلبايكاني في تصريحات لوسائل إعلام محلية ايرانية ترجمتها "بغداد اليوم"، إن "قصة غزة هي قصة الفلسطينيين، ولا علاقة لها بنا، لكنهم اتبعونا قدوة، فحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ووقوفها ضد النظام الصهيوني الغاصب أمر جدير بالإعجاب".

وأضاف كلبايكاني "اليوم وصل اليمنيون إلى حد اضطرت فيه السفن الإسرائيلية إلى التحرك بعيداً عن مياه البحر الأحمر، وهذا كلفهم الكثير"، مشيراً إلى أنه "لو لم يتحرك الشهيد الحاج قاسم سليماني لمحاربة داعش لكان داعش قد استولى على العراق كله ولم تبق كربلاء أو النجف".

وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني اللواء رمضان شريف، قال أمس أن عملية طوفان الأقصى كانت رداً على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، لكن حركة حماس ردت على ذلك ببيان رسمي.

وبعد ساعة من بيان حماس، أعلن اللواء شريف أن " تصريحاتي حول دوافع طوفان الأقصى أسيء فهمها ولم أعلن أن دوافع عملية طوفان الأقصى هي الانتقام لاغتيال قاسم سليماني"، مضيفاً "لا شك أن جزء من الانتصار التاريخي الكبير لطوفان الأقصى يعود إلى جهاد وجهود قاسم سليماني، حيث تقع إنجازات العملية في سياق عمليات انتقام المقاومة لشهيد القدس".

بدوره، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في مراسم تشييع جنازة السيد رضي موسوي، في طهران، اليوم الخميس، إن " عملية طوفان الأقصى تم تنفيذها دون أي دعم خارجي وهي رد فعل على 75 عاما من الظلم"، مبيناً "طوفان الأقصى جواب على ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية".

وتابع اللواء سلامي "عملية طوفان الأقصى لم تكن انتقاما لقاسم سليماني ونحن من سينتقم له، ولا شك أن لدى جبهة المقاومة مشتركات كثيرة لكن لكل محور فيها استقلاليته في التحرك".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى قاسم سلیمانی

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب.. غزة من قمرة القيادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في زمنٍ يذوب فيه اليقين تحت أقدام المدافع، ويغدو الصمت خيانة، والدم أداة للتفاوض، ينبثق صوت خافت من قلب الحديد، يحمل توقيع ألف جناحٍ رفضت أن تواصل التحليق في سماء تغصُّ بالبكاء. حين أعلن ألف طيّار إسرائيلي رفضهم الاستمرار في القتال في غزة، لم يكن ذلك موقفًا عابرًا بقدر ما كان تمزيقًا لرايةٍ ظنّ الجميع أنها لا تسقط. كان أشبه بانشقاق السحاب في يومٍ قاتم، أو برفرفة حمامةٍ فوق جدارٍ أُثخن بالرصاص.

 

من هم هؤلاء الألف؟ لا نعرف أسماءهم، ولا صورهم، لكننا نعرف وجوههم بالحدس: وجوه أنهكها القصف، لا من شدته بل من فراغه. وجوهٌ رأت الحقيقة تتعرّى تحت أضواء قمرة القيادة، وجوهٌ لم تعد قادرة على التصفيق لجثةٍ ترتجف، أو لطفلٍ يموت مرتين: مرةً بالضربة، ومرةً بصمت العالم.

 

إن رفضهم ليس فعلًا عسكريًا، بل قصيدة سياسية، احتجاجًا مكتومًا بلغةٍ يعرفها الطيارون فقط: الامتناع عن الطيران. هو صرخة من داخل آلة الموت، من قلب المؤسسة التي طالما روّجت لفكرة "الطهارة الأخلاقية" للجيش، فإذا بهذه الطهارة تتآكل عند الأكتاف التي لم تعد تحتمل أن تضغط الزناد.

 

قد يقول قائل: ماذا يعني رفض ألف طيّار، في جيشٍ يضم الآلاف غيرهم؟ لكن الأدب يعلمنا أن الرمزية أقوى من العدد. في كل طيّارٍ رفض، هناك مرايا تتحطم في صالونات السياسية، وأقنعة تسقط من وجوه معلّقي الأخبار. إنهم ليسوا مجرد أفراد، بل مِشْعَلٌ أُضرِم في قاع الحجرة السوداء.

 

ليس من السهل على من تربّى داخل السردية الصهيونية، على مفردات "الأمن" و"العدو" و"الحق التاريخي"، أن يستفيق على ضوء الحقيقة: أن الطائرة التي تُقلع من قاعدةٍ عسكرية لا تعود دائمًا محمّلة بالنصر، بل أحيانًا بالعار. وأن زرّ القصف قد يشعل داخلك حربًا لا تُطفأ.

 

إن هذا الرفض العلني يعكس تصدّعًا في العمق النفسي للإسرائيلي العادي، ذاك الذي لم يعد يقوى على ابتلاع التبريرات: "الدفاع عن النفس"، "ضرب البنية التحتية لحماس"، "عمليات جراحية دقيقة". فحين تصبح الأجساد هي البنية التحتية، والأطفال هم الأهداف الجراحية، تنفجر الكلمات من الداخل، وتتحول الطائرات إلى أصفادٍ في معصم الضمير.

 

لم يعد الرفض عملًا فرديًا، بل فعلًا جماعيًا ينتمي إلى أدب الاعتراف، وتاريخ الكفّ عن القتل. إن الطيار الذي يرفض أن يحلّق فوق غزة اليوم، يكتب فصلًا في رواية مغايرة، رواية لا تُروى في الصحف الرسمية، لكنها تُتداول همسًا بين الضمائر القلقة، وبين أسرّة الجنود الذين لم يعودوا ينامون.

 

قد لا توقف هذه الخطوة آلة الحرب، لكنها تُحدث صدعًا فيها. والصدع هو البداية. البداية التي تنتظرها السماء التي اعتادت أن تكون ساحة معركة، لا غيمة سلام.

 

وحين يرفض ألف طيار أن يقاتل، فذلك ليس انسحابًا من المعركة، بل اقتحامٌ للمعنى.

 

لعل التاريخ سيقول لاحقًا: هنا، في هذا الرفض، بدأ الانهيار الأخلاقي للجدار، لا بفعل الصواريخ، بل بفعل أولئك الذين امتنعوا عن إطلاقها.

مقالات مشابهة

  • مصدر إطاري: الحشد الشعبي جزء مهم من محور المقاومة الإسلامية بزعامة خامنئي
  • بارزاني: الكوردية ليلى قاسم أول امرأة أُعدمت بالعراق رفضت طلب عفو رئاسي عنها
  • طوفان بشري.. مسيرة مليونية في بنجلاديش دعمًا لغزة
  • سليماني: “لازلت أُؤمن بالعودة إلى المنتخب”
  • اللواء الصمادي: استمرار صواريخ المقاومة إعجاز يسقط سردية الاحتلال
  • الدرقاش: نفوذ المدخلية سينهار إذا تم إنهاء وجودهم العسكري في معيتيقة
  • بعد اجتماع سري.. خامنئي يطلق يد إيران لمفاوضات مباشرة مع أمريكا
  • طوفان بشري في 135 ساحة بالحديدة دعما لغزة
  • وكلاء اللواء ابراهيم عن جلسة الاستجواب اليوم: حضوره تأكيد انه تحت سقف القانون
  • سامح قاسم يكتب.. غزة من قمرة القيادة