أمير رمسيس:"أنف وثلاث عيون" قدم شخصيات تناسب العصر الذي نعيشه
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
-الجمهور أصبح محافظا، وأحب تقديم المشاهد الحميمية والجريئة-اعتزلت المهرجانات لأتفرغ لأعمالي، واستقالتي من مهرجان القاهرة أمر طبيعي وجاءت مبكرة شهرين عن قراري
العالم الثري في سرد العلاقات المتشابكة والإنسانية لروايات الكاتب إحسان عبد القدوس كان وراء تحمس المخرج أمير رمسيس في إعادة تقديم فيلم "أنف وثلاث عيون" لكن بنسخة عصرية كتبها المؤلف وائل حمدي.
وبعيدا عن النسخة الكلاسيكية التي قدمها المخرج كمال حسين وقامت ببطولتها الفنانة ماجدة ومحمود ياسين ونجلاء فتحي وميرفت أمين، ابتعد أبطال النسخة الجديدة والعصرية عن فكرة التقليد أو اعتبار أنهم امتداد لشخصيات تم تقديمها من قبل.
معالجة عصرية
يقول أمير رمسيس في حديثه للفجر بأن ما ساعده هو أن الممثلين في الفيلم أغلبهم لم يشاهدوا الفيلم الكلاسيكي وهى نقطة خدمت فيلمه خاصة وأن الطرح مختلف تماما، وعن اختيار أبطال العمل قال أنه شعر أن ظافر العابدين هو الأنسب لشخصية هاشم بعد مشاهدته لفيلم "إلى ولدي" وكيف دخل في جلد شخصية مختلفة وهو أمر ليس سهل أن يقدم شخصية مواطن سعودي يعيش في لندن، أما سلمى أبو ضيف فهى اكتشاف وممثلة تعاملت باحتراف كونها وافقت على عمل أوديشن قبل التصوير مثل باقي الممثلين، رغم تقديمها لأعمال بطولية لكنها انتصرت لشكل الصناعة الاحترافي وهو ذكاء منها.
اختيار صبا مبارك لامتلاكها الثقافة العامة والسينمائية التي تجعلها الأنسب لتقديم شخصية الطبيبة النفسية، وأمينة خليل من الممثلات اللاتي يشعر بالارتياح في العمل معهن فهو الفيلم الثالث الذي يجمعه بها.
يميل أمير رمسيس في بعض أعماله لكتابتها بنفسه إلى جانب أيضا حماسته لإخراج أعمال لكتاب آخرين، يقول أمير رمسيس: "مبدئيا كتبت أفلام مثل حظر تجول وبتوقيت القاهرة، لكن أغلب الأعمال كانت لكتاب آخرين مثل "آخر الدنيا" كان الفيلم فكرتي لكن كان هناك كاتب سيناريو، وفي كشف حساب لم تكن فكرتي، وورقة شفرة فكرة فهمي وشيكو وهشام ماجد، فالمعادلة بالنسبة لي أن أقدم شئ يشبهني، وكتابات إحسان عبدالقدوس بها منطقة أحبها، رغم أن رواياته صعبة التناول سينمائيا لكن لديه سرد في العلاقات يميز أعماله.
وأضاف قائلا: "جميعنا نحب الأفلام الكلاسيكية بشكل مختلف، ولكني أفضل أعمال صلاح أبو سيف مع إحسان عبد القدوس أكثر مثلا من أعماله مع نجيب محفوظ، فأراها أكثر تحررا سينمائيا من الرسائل الخطابية المباشرة في أفلامه مع نجيب محفوظ، فهو مع إحسان ينتصر للسينما الخالصة".
حماسة أمير رمسيس لسينما إحسان عبد القدوس وشعوره بأن رواية أنف وثلاث عيون بحاجة لإعادة تقديم كان سببا رئيسيا وراء شغفه بتقديم الفيلم بعدما حدثته المنتجة شاهيناز العقاد عن نيتها تقديم الرواية في عمل سينمائي جديد.
وحول إن كان تدخل في الكتابة والمعالجة أثناء التحضير للفيلم مع السيناريست وائل حمدي قال بأنه بالتأكيد هناك مساحة للتناقش بين المخرج والمؤلف من أجل الوصول للنسخة النهائية، لكنه هنا دوره كمخرج فقط.
(2)سر الابتعاد عن المشاهد الجنسية
إعادة تقديم أى عمل تم تقديمه من قبل يعرض صناعه للمقارنة بين النسخة القديمة والجديدة، ويوضح "رمسيس" بأنه كان يعلم بالتأكيد بأنه ستكون هناك مقارنة لكن من يشاهد الفيلم سيدرك بأنه نسخة بعيدا تماما عن التي قدمت في السبعينات.
النسخة الجديدة أكثر تحفظا بعكس نسخة السبعينات التي اتسمت بالجرأة، هل السبب تغير المجتمع المصري أم الرقابة على الأعمال السينمائية، هو السؤال الذي وجهته لأمير رمسيس فأجاب بأنه لم يكن هناك أى اعتراض من الرقابة، وشخصية هاشم كانت مقبولة بشكلها القديم في فترة الستينات والسبعينات حتى علاقته بنساء صغيرات في العمر كان مقبولا، لكن في الفيلم الحالي البطل هنا هو هاشم وليس الثلاث نساء فقط، ورحلة استكشاف لأزماته ولذلك فالعلاقات الجسدية هنا ليس مفيدة للفيلم فلو قام بعمل علاقة جسدية مع ربا لانتهت الأزمة وانتهى الفيلم في لحظة، وأضاف بقوله: "بالعكس أحب تقديم المشاهد العاطفية والجسدية لكن أن تخدم الدراما".
(3)
مهرجان البحر الأحمر..والاحتكاك بالجمهور العربي
وعبر أمير رمسيس عن سعادته بعرض الفيلم في النسخة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر خاصة وأن الفيلم بحجمه الإنتاجي وتنوع ممثليه هو فيلم موجه للجمهور العربي وليس المصري فقط ولذلك كانت نقطة البداية مهمة بالنسبة له.
وقال بأنه بعد أن شاهدوا النسخة الأولى وطلبوا ضم الفيلم للمهرجان كان ضرب من الجنون الانتهاء في هذا الوقت ولكنهم سابقوا الزمن لحرصهم على المشاركة في المهرجان في ظل الغاء المهرجانات العربية هذا الموسم، وكونها فرصة للاحتكاك بالجمهورالعربي.
وعن قلة المنافسة السينمائية المصرية في المهرجانات أجاب رمسيس بأن الكارثة بأن السينما نفسها لم تعد موجودة كصناعة في السوق وليس فقط في المهرجانات، فعدد الأفلام قليل جدا، لأن المؤسسات لم تعد معنية بصناعة السينما، إلى جانب الرقابة الصارمة والتوجه الكاره للسينما، ومايعانيه الصناع من تكاليف رسوم للتصوير في الشوارع وإجراءات مرهقة، واستشهد بتصوير شريف عرفه مشاهد فيلمه الجديد في المجر بدلا من الصعيد المصري، وهو ما يطرح تساؤل عن دعم المؤسسة الثقافية لدعم الحراك السينمائي حاليا.
(4)استقالة واعتزال المهرجانات
فاجئ أمير رمسيس الوسط السينمائي بقرار استقالته من مهرجان القاهرة السينمائي بعد إعلان إلغاء الدورة، يقول أمير بأنه بالفعل جزء من قراره كان بسبب الإلغاء ولكن هناك اعتبارات أخرى، فكان مع إقامة الدورة لكن العالم يعتم على ما يحدث في فلسطين والمهرجان فرصة لحضور ميديا عالمية، وكبار صناع السينما، إلى جانب الاحتفاء بالسينما الفلسطينية وعرض النسخة المرممة لفيلم "باب الشمس" للمخرج يسري نصر الله، فكل ذلك كان لصالح دعم القضية الفلسطينية، فهو ضد أن ينظر للسينما والمهرجانات على أنها سجادة حمراء وفساتين، رغم إقامة مهرجان مسرح في شرم الشيخ إلى جانب الأحداث في غزة، فالتعامل مع السينما كأنها أقل من أى شكل آخر من أشكال الفنون هو أمرسيئ بكل تأكيد.
وتابع أمير بأنه قرر اعتزال المهرجانات والتفرغ لصناعة أعماله ولكن الأمر جاء مبكرا شهرين فكان سيعلن ذلك بعد انتهاء دورة مهرجان القاهرة،وتابع قائلا: وصلت لمرحلة عمرية لم أعد قادرا على أن أقوم بعملي في المهرجانات إلى جانب تحضير فيلم فتحضير مهرجان تجربة منهكة، ففضلت أن أركز أكثر خاصة وأننا نعمل في صناعة صعبة تواجه معوقات وتصاريح إلى جانب صناعة المسلسلات التي تعطل أحيانا توقيت تصوير الأفلام، فمثلا أثناء تحضير فيلم "حظر تجول" بمجرد انهائي لعملي في مهرجان الجونة كان أبطال الفيلم مشغولين بتصوير أعمالهم الدرامية، فالمعادلة في مصر ليست سهلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أمير رمسيس المخرج أمير رمسيس
إقرأ أيضاً:
سعود بن صقر يفتتح النسخة الـ13 من مهرجان “فن رأس الخيمة”
أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن مهرجان “فن رأس الخيمة”، يعكس رؤية الإمارة الطموحة لإثراء مشهدها الثقافي من خلال استضافة وتنظيم كبريات الفعاليات الفنية، التي تسهم في تعزيز مكانتها كحاضنة للإبداع والفنون والمواهب العالمية.
جاء ذلك خلال افتتاح سموه النسخة الـ13 من مهرجان “فن رأس الخيمة”، الحدث الثقافي الرائد في المنطقة، الذي تنظمه مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، تحت شعار “الذاكرة”، في قرية الجزيرة الحمراء التراثية، بحضور معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، وسعادة مارتينا سترونغ، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة، وسعادة إدوارد هوبارت، سفير المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية لدى الدولة، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والإمارة، ومشاركة أكثر من 100 فنان محلي، وعالمي من دول العالم المختلفة، يعرضون أعمالهم الفنية المتميزة خلال فعاليات الحدث التي تستمر حتى 28 فبراير الجاري.
وقال سموه: “يجسّد مهرجان فنّ رأس الخيمة، الحدث الفني المميّز على أجندة الفعاليات الثقافية في المنطقة، الإرث الثقافي والتاريخي للإمارة، ويحتفي بالمبدعين، والموهوبين من جميع أنحاء العالم، كما يشجّع على الارتقاء بأشكال الفنون الإبداعية المختلفة التي تعكس حضارات الشعوب والتراث الإنساني الغني بالقيم الحضارية والفكرية”.
وأوضح صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، أن الثقافة من أهم ركائز التنمية في المجتمعات الإنسانية، كونها تعبّر عن الهوية الوطنية، والتاريخية، والتنوع الاجتماعي، وتعزّز التواصل، والتبادل الثقافي بين الشعوب، مؤكداً مكانتها باعتبارها رافداً مهمّاً للازدهار الاقتصادي، والسياحي، ومحفّزاً لنمو قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.
وأضاف سموه: “دعم المواهب الشابة والطاقات الواعدة من أبناء الإمارات والمقيمين في مجال الفنون يمثل أولوية لإمارة رأس الخيمة، خاصة وأن المهرجان بات منصة ثقافية تمكّنهم من الإسهام والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية، وتلعبُ دوراً فاعلاً في تنمية مهاراتهم، وإبداعاتهم وسط بيئة خلاقة وداعمة”.
ورحّب سموه، بالفنانين المشاركين من دول العالم، مؤكداً حرص رأس الخيمة على مواصلة دعم الحركة الثقافية، والفنية، ورعاية المبدعين، واستضافة الفعاليات الإبداعية، التي تسهم في جعل الإمارة منارة للإبداع، وملتقى للفنانين من الثقافات المختلفة.
وقام صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، بجولة تفقدية في أجنحة المهرجان؛ حيث اطلع على الأعمال الفنية المعروضة، واستمع إلى شرح من الفنانين حول طبيعة أعمالهم التي تعكس أفكارهم، وعواطفهم، وذكرياتهم الشخصية.
كما تعرّف سموه على برنامج المهرجان الذي يضم ورش عمل تفاعلية، وعروضاً حية، وتجارب تعليمية ملهمة، بالإضافة إلى المناقشات العامة، والورش الفنية، والحرفية، ما يسهم في تقديم تجربة ثقافية ثرية تجمع بين التراث والحداثة لجميع أفراد المجتمع.
ويعدّ مهرجان “فن رأس الخيمة”، الذي يُنظّم في “قرية الجزيرة الحمراء التراثية” التي يعود تاريخها إلى القرن الـ17، منصة ثقافية تحتفي بالمبدعين من أنحاء العالم المختلفة؛ إذ أسهم منذ انطلاقته في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة إقليمية وعالمية للفن والإبداع الإنساني.