تحقيق لصحيفة أميركية: هكذا خلفت غارة إسرائيلية على قائد في حماس عشرات القتلى المدنيين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
قال تحقيق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا في قطاع غزة، يوم 31 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتلت أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنها أدت إلى مقتل عشرات المدنيين أيضا.
وأضاف التحقيق أن إسرائيل قررت عدم تحذير المدنيين في المنطقة من غارة جوية وشيكة، عبر رسائل هاتفية، خوفا من منح المسلحين وقتا للإخلاء.
وذكر تحقيق وول ستريت جورنال أن الجيش الإسرائيلي ألقى على الأقل اثنتين من أكبر القنابل في ترسانته على مخيم جباليا، مما أدى إلى اغتيال إبراهيم بياري، قائد كتيبة حماس في جباليا، وعدد من عناصر المقاومة الأخرى، وفقًا للجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، تركت الضربة جثث ما لا يقل عن 126 شخصًا تحت الأنقاض، مما جعلها واحدة من أكثر الهجمات دموية في حرب غزة، وفقًا لمنظمة "إير وورز" البريطانية، وهي جمعية غير ربحية تتبع جامعة لندن وتحقق في الخسائر المدنية في مناطق النزاع.
وأشار التحقيق إلى أن مزيجا من التكتيكات المتعمدة والعواقب غير المقصودة أسهم في واحد من أكثر الانفجارات دموية في حرب غزة.
ونقل تحقيق الصحيفة عن مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي أن حماس تشعر الآن بالثقة الكافية لرفض أي صفقة لا تحقق لها النصر بشكل مباشر، وأن الظروف التي تعمل في ظلها القوات الإسرائيلية أصبحت أكثر صعوبة مما كانت عليه في الماضي، بينما تحسنت الأمور بالنسبة لمقاتلي حماس.
وفي وقت سابق، أقر ضباط من القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بفشل خطة وضعت في وقت سابق للقضاء على شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس .
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهم حماس بوضع مقر لقيادتها تحت مجمع الشفاء الطبي الذي يعد أكبر مستشفيات قطاع غزة، وقال إن هناك مجمعات عدة تحت أرضية مجمع الشفاء يستخدمها قادة حماس لتوجيه نشاطات الحركة، مضيفا أن هناك نفقا يصل إلى المستشفى ويسمح بالدخول إلى مقر قيادة حماس، وليس عن طريق الدخول إلى المستشفى.
ونفت حركة حماس هذه الاتهامات الإسرائيلية وقالت إنها ذريعة للاحتلال ليبرر مجازره.
ويستمر الاحتلال باستهداف المناطق السكنية والمرافق الصحية بذريعة القضاء على حركة حماس، لكن العدوان الإسرائيلي أسفر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن استشهاد أكثر من 20 ألفا مدني فلسطيني، و54 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قبيل هجوم حماس.. تحقيق إسرائيلي في مكالمة "تهز مستقبل نتنياهو"
فتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقا بشأن تلقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصالا صباح 7 أكتوبر 2023، يفيد باستعداد مئات المسلحين لشن هجوم عبر الحدود، ثم التلاعب بتسجيل هذه المكالمة لاحقا، حسبما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس.
ووفق الصحيفة، يخضع مساعدو نتنياهو للتحقيق بشأن اتهامات بتسريب وتزوير السجلات والترهيب، في حين ينفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه المزاعم.
ففي صباح اليوم الذي شنت به حركة حماس هجومها على إسرائيل العام الماضي، اتصل جنرال إسرائيلي كبير برئيس الوزراء لإخباره أن مئات المسلحين يبدون على استعداد لشن هجوم انطلاقا من قطاع غزة، حسب "نيويورك تايمز".
وقال مسؤولون مطلعون للصحيفة، إن مساعدي رئيس الوزراء يخضعون للتحقيق بشأن تغيير التفاصيل حول تلك المكالمة في السجل الرسمي لأنشطة نتنياهو في ذلك اليوم.
ويسعى التحقيق لكشف ما إذا كان نتنياهو قد تلقى بالفعل معلومات بشأن هجوم حماس في 7 أكتوبر قبل قوعه، الأمر الذي قد يكون حاسما في مستقبله السياسي.
ووجهت لمساعدي نتنياهو تهما عدة، منها تسريب وثائق عسكرية سرية، وتغيير النصوص الرسمية لمحادثات رئيس الوزراء، وترهيب الأشخاص الذين كان بإمكانهم الوصول إلى تلك السجلات.
وتزيد القضية الانطباع بأن نتنياهو وفريقه استخدموا وسائل غير مشروعة لتحسين صورة رئيس الوزراء، على حساب الحقيقة أو الأمن القومي أو كليهما، في حين ينفي نتنياهو ومكتبه الاتهامات.
وبحسب التحقيق، فإن جنرالا يدعى جيل أخبر رئيس الوزراء صباح يوم 7 أكتوبر أن مئات من أفراد حركة حماس يتصرفون بطريقة توحي بأنهم على وشك شن هجوم على إسرائيل، وهي مكالمة قيل إنها تغيرت في النصوص الرسمية، وفقا لما أفاد به مسؤولون مطلعون لـ"نيويورك تايمز".
قضية الترهيب
وبحسب المسؤولين، فإن قضية تزوير السجلات لها شق آخر، وهو أن أحد مساعدي نتنياهو "أرهب" ضابطا في الجيش كان يتحكم في الوصول إلى سجلات الهاتف.
وجاء ترهيب الضابط بعد تصويره من كاميرا أمنية مثبتة في مقر رئيس الوزراء، وهو يرتكب فعلا قد يسبب له إحراجا شخصيا.
وبعدها اقترب أحد كبار مساعدي نتنياهو من هذا الضابط وأخبره أنه حصل على الفيديو المحرج، وهذا الشخص هو نفسه المتهم بإصدار أمر بالتلاعب بسجلات محادثات نتنياهو، مما يشير إلى أنه قد تعرض لنوع من الترهيب والابتزاز، وهو بالفعل نفس ما قاله الضابط لقادته.
تسريب وثائق حساسة
تهمة أخرى موجهة لمساعدي نتنياهو وهي تقديم وثيقة حساسة سرا إلى مؤسسة إخبارية أجنبية، وهي عبارة عن مذكرة يفترض أن من كتبها ضابط من حماس وحصل عليها الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، وتم تسريبها إلى صحيفة "بيلد" الألمانية.
وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة أظهرت أن حماس سعت إلى التلاعب بأسر الرهائن لإقناع نتنياهو بالتنازل في محادثات الهدنة والموافقة على شروط أقل ملاءمة لإسرائيل.
واستشهد نتنياهو بتقرير صحيفة "بيلد"، ليزعم أن حماس سعت إلى "بث الفتنة بيننا، واستخدام الحرب النفسية ضد عائلات الرهائن".
وقال المسؤولون إن المحققين يفحصون ما إذا كان نتنياهو يستشهد بوثيقة سربها مساعدوه، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن نتنياهو نفسه يخضع للتحقيق أو أنه تم استجوابه.
وألقي القبض على أحد مساعدي رئيس الوزراء، وهو إيلي فيلدشتاين، و4 من الضباط بتهمة المساعدة في حصول الصحيفة على الوثيقة.
كما نشرت صحيفة "كرونيكل" اليهودية ومقرها لندن في بداية شهر سبتمبر الماضي، تقريرا يعزز نفس الرواية، لكن المسؤولين يعتقدون أن هذه المعلومات مفبركة بالكاملة.
وتعزز هذه الادعاءات الانطباع بأن نتنياهو استخدم وسائل غير مشروعة لصرف الانتباه عن إخفاقاته، وأن مساعديه أعطوا الأولوية لبقائه السياسي على حساب مصالح إسرائيل.
كما تشير المعلومات والتحقيقات الجارية إلى أن رئيس الوزراء رفض الاستقالة، رغم محاكمته بتهمة الرشوة والاحتيال، مما يجعله يهتم بمصيره أكثر من استقرار البلاد، بحسب "نيويورك تايمز".