كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، أن ما بين 15 الى 20 جندياً يرقدون حاليا في أحد مستشفيات الكيان جراء إصابتهم بفطريات قاتلة بسبب مشاركتهم في الحرب على غزة.

وأفادت القناة التليفزيونية في تقرير بثته الليلة الماضية أنّ قسماً من الجنود المصابين الذين عادوا من الحرب في قطاع غزة، يتلقّون علاجاََ في قسم العناية المُركزّة في مستشفى هداسا بالقدس، إذ وُصفت حالتهم بأنها «خطيرة للغاية».


جاء ذلك عقب الإعلان عن وفاة جندي اسرائيلي متأثراً بإصابته قبل نحو أسبوعين بالفطريات نفسها خلال وجوده في غزة.

وكان الجندي المتوفّى نُقل، في وقتٍ سابقٍ، إلى مستشفى «أسوتا» في أسدود على إثر جرح في أحد أطرافه، سرعان ما تسلّلت فطريات «مُقاومة للعلاج» للجرح وتسببت في مضاعفات خطيرة.

ووفقاً لما نقلته القناة عن الأطباء، فقد تمت تجربة كل العلاجات الممكنة بما فيها أقوى المضادات الحيوية، وكذلك تمت الاستعانة بعلاجات تجريبية جلبت من الخارج، وتم جلب كلّ متخصّص في هذا المجال الى اسرائيل، ولكن في النهاية أتت الفطريات على أعضاء الجندي المصاب مما أدى إلى وفاته.

هذه الحادثة الخطيرة دفعت «اتحاد الأمراض التلوثية» الإسرائيلي، إلى الإعلان عن عزمه عقد جلسة طارئة الأسبوع المقبل، بمشاركة خبراء الأوبئة في الجيش، وذلك للتداول في التداعيات الخطيرة للفطريات، واحتمال تفشّيها في صفوف الجنود في غزة.

وتشير التقديرات إلى أن مصدر تلك الفطريات هو التربة الملوّثة في غزة، والتي اختلطت بمياه الصرف الصحي بعدما توقّف عمل المضخّات في مناطق شمالي القطاع تحديداً، نتيجة الحصار المُطبق الذي يفرضه العدو على دخول الوقود المُشغّل لها، فضلاً عن قصفه عدداً هائلاً من البنى التحتية وبينها البنى الخاصة بأنظمة الصرف الصحي.

وفي هذا الإطار، أعلنت (جاليا رهاف) رئيسة جمعية الأمراض المعدية الإسرائيلية ورئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى «شيبا»، في حديث لموقع «واينت» العبري، أن السلطات الصحية في البلاد سوف تفحص، في الأسبوع المقبل، ما إن كانت ثمّة علاقة بين الإصابة بالعدوى وبين الأنفاق.

وكشفت النقاب عن تشخيص حالات عدوى فطرية وبكتيرية مقاومة للعلاج في صفوف الجنود الإسرائيليين وخصوصاً المصابين بأطرافهم»، وأنّ الأطباء على علم بوجود «بكتيريا شديدة المقاومة لكافة أنواع العلاجات في غزة.

ولفتت إلى أن الدراسات التي تم القيام بها أثبتت أن وجود هذه البكتيريا المقاومة للعلاج تنتشر بين الجنود الذين عادوا من ساحة المعركة وأن الإصابة جاءت نتيجة الاتصال بالتربة في غزة.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بسبب الحرب على غزة.. معطيات إسرائيلية جديدة

ما زال الاحتلال يدفع ثمنا باهظا من عدوانه الجاري على غزة، وآخره ما يعانيه جنوده من أزمات عقلية، إذ يتلقّون العلاج النفسي، ومع مرور الوقت فإن الموارد اللازمة لعلاجهم باتت مستنفدة، ممّا يستدعي منهم الانتظار وقتا طويلا جداً للمساعدة الصحية، لأن استمرار الحرب يُسبب صعوبات نفسية لدى الكثير من الإسرائيليين: جنودا ومستوطنين، ما أوجد تحديات غير مسبوقة لمقدمي الرعاية الصحية النفسية، في ضوء عجزهم عن التكيف مع الحياة بدون هذه العلاجات، ومواصلة إلحاق الضرر بأجسادهم، وحدوث إصابات ذات تأثير عقلي.

الاختباء والهروب
تاني غولدشتاين، وهي مراسلة موقع "زمن إسرائيل" سلّطت الضوء على هذه الظاهرة التي تتجدد في كل عدوان يشنّه الاحتلال على الفلسطينيين، لكنها في هذه المرة تبدو أكثر خطورة، "فلا يزال آلاف الجنود والشرطة يتلقون الرعاية الصحية العقلية، ويعانون من صعوبات جمّة، ويتلقون معاملة مختلفة، بزعم أنهم مرّوا بأحداث صعبة للغاية، وانخرطوا في وقائع لم يكونوا مستعدين لها، وباتوا يشعرون بالعجز، والشعور بالذنب لعدم قدرتهم على إنقاذ بعض الإسرائيليين خلال السابع من أكتوبر".

وأضافت في تقرير مطول، ترجمته "عربي21" أن "أحداث السابع من أكتوبر كانت مختلفة عن أي حرب، فقد تُرك الإسرائيليون بمفردهم في الميدان، وأُجبروا على الاختباء والهرب، ووقعت فوضى عارمة لم يكن واضحا من يديرها، وبفضل التطورات في علم النفس والطب النفسي، يقوم جيش الاحتلال بتشغيل فرق علاجية في الخطوط الأمامية في غزة تقدم علاجًا قصيرًا وموجهًا للجنود في الميدان، لمساعدتهم على تعبئة الموارد والقوات، ودراسة الحالات التي تثير المخاوف من تدهورها، ثم يتم إرسال الجنود ممن هم في وضع أكثر صعوبة لمراكز إعادة التأهيل، حيث يتلقون المزيد من الرعاية العقلية المتعمقة". 

وأشارت أنه "منذ السابع من أكتوبر، تم معالجة ثلاثة آلاف جندي وشرطي ممن يعانون من إصابات عقلية، فقط بسبب انخراطهم في الأحداث، حيث تعرضوا لإصابات وصدمات نفسية، ويشعرون بالذنب والفشل والضعف، ولعل إطالة أمد الحرب يزيد من الصعوبات أمام علاجهم، خاصة جنود الاحتياط الذين يعانون من صعوبة إعادة التكيف مع الحياة المدنية العائلية، ممّا يجعلهم يدخلون في حالات اكتئاب حادة مجددا، وفق توصيف هداس شهرباني- سيدون، مدير قسم الصحة العقلية في جمعية "إخوة وأخوات إسرائيل لمساعدة ضحايا الحرب".

وأوضحت أننا "بدأنا للتو في رؤية نقاط الضعف العقلية للحرب، دون أن يلوح أي ضوء في الأفق، خاصة وأنها لدى الجنود غير مرئية، بل تبقى معهم، فهناك جنود شموا رائحة احتراق أصدقائهم، ولم يعودوا قادرين على شم رائحة اللحم، وتظهر العديد من نقاط الضعف بعد العودة للمنزل".

واسترسلت: "يشعر الكثيرون أن الحياة المدنية لا قيمة لها، لأنهم يغادرون منطقة يوجد فيها خطر وجودي في غزة، ثم يجدون فجأة صعوبة بالتحدث مع زوجاتهم وأطفالهم وأولياء أمورهم وأصدقائهم، ولذلك سيستغرق الأمر وقتًا حتى يتأقلموا مع الوضع، وقد يكون هناك تفاقم في العنف المنزلي، لأن العدوان لا يستمر في ساحة المعركة فقط". 

اضطراب ما بعد الصدمة
وكشفت أن "وزارة الحرب تنفق موارد كبيرة جدًا في علاج الجنود المصابين عقليًا، وتقديم الدعم الطبي والعقلي والمالي الفوري لهم، وذكر قسم إعادة التأهيل في الجيش أنه قدّم المساعدة لقرابة سبعة آلاف جندي وفرد أمن، يعاني ثلثهم تقريبًا من ردود أفعال عقلية، وأطلق تطبيق "دليل اضطراب ما بعد الصدمة"، وتم توجيه الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية إلى تسع مواقع تأهيلية؛ بما فيها النجارة والسيراميك وصياغة الذهب والتصوير الفوتوغرافي بالكمبيوتر والموسيقى بإشراف مجموعات علاجية ووحدات الطوارئ".

وقدر منتدى منظمات علم النفس أن "الخدمة العامة تفتقر لخمسة آلاف وظيفة للأخصائيين النفسيين التربويين، وقد اضطر 60 في المئة من الجنود المصابين بأمراض عقلية للانتظار بين شهر وثلاث أشهر للحصول على طبيب نفساني في الخدمة العامة، مما أثار الموضوع خلال مناقشة أخيرة للجنة الصحة في الكنيست".


إلى ذلك، كشف رئيس المجلس العام للصحة العقلية، تسفي فيشيل، أن الحمل كبير جدًا، ولذلك ستكون فترات الانتظار طويلة، لأننا أمام نوعين من المساعدة: طارئة وأولية، وأخرى طويلة الأمد، فيما منحت مؤسسة التأمين الوطني تعويضات لأكثر من 65 ألف إسرائيلي، منهم عشرات الآلاف مصابون عقليا، العديد منهم أصيبوا بإصابات نفسية خطيرة، رغم أنهم لم يكونوا حاضرين في القتال، وآخرون ليسوا من الدائرة القريبة للجنود المصابين".

وأوضحت أن "هناك العديد من الإسرائيليين لديهم ردود أفعال ما بعد الصدمة، ممن تأثروا بالحرب، ولذلك هناك زيادة في طلبات الإغاثة النفسية، وبالتالي فإن إطالة أمد الحرب يجعل الوضع أكثر صعوبة، لاسيما على صعيد النازحين من مستوطنات الشمال والجنوب، ممن تم إجلاؤهم من منازلهم إلى واقع لا يزال فيه إطلاق الصواريخ، ومن انتقلوا واستأجروا شقة في المدينة، أو انتقلوا مع الكيبوتس الخاص بهم لمكان آخر، أو من بقوا في الفنادق حتى يومنا هذا، ما زالوا يعيشون الوضع الأكثر صعوبة منذ ثمانية أشهر، والنتيجة أن ثلث مستوطني غلاف غزة يحتاجون لعلاج صحي نفسي ودوائي  لفترة قصيرة".


وفقا لبيانات وزارة الصحة، فإن "نحو 3200 إسرائيلي يدخلون مستشفيات الطب النفسي، وفي بداية الحرب، كان آلاف المرضى يعالجون بالعلاجات النفسية يوميا دون دخول المستشفى، ويتلقى اليوم 170 منهم العلاج في الرعاية النهارية، مع العلم أن معظمهم عرضة للانتحار، رغم عدم توفر معلومات دقيقة حول الظاهرة، لكنهم يحتاجون لدخول المستشفى، ويعانون أمراضا عقلية حادة، تنشأ من عالمهم الداخلي، وكوارث في العالم الخارجي، تبدو صعبة على معظمهم، مما يزيد من الصعوبات العقلية الناجمة عن الوضع". 

لعل أهم الأسباب التي تؤدي لزيادة أعداد الإسرائيليين المصابين بأعراض ما بعد الصدمة، من الجنود والمستوطنين على حد سواء، أن الحرب الحالية لا أحد يعرف متى ستنتهي، وبالتالي فإن إطالة أمدها، وحقيقة عدم وجود نهاية لها تلوح في الأفق، يعتبر حافزا يزيد من التوتر والضعف العقلي، وبات الشعور الاسرائيلي العام أن هذه حرب تخدم المصالح الذاتية السياسية التافهة، بدليل الانخفاض الحاد من 200 في المئة إلى 60 في المئة في الإبلاغ عن الخدمة الاحتياطية، ومغادرة الدولة.

مقالات مشابهة

  • أزمة نقص الجنود تتسع.. جيش الاحتلال ينقل مجندين من الاستخبارات إلى المشاة
  • الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بين جنود الاحتلال بسبب الحرب على غزة
  • الأمراض النفسية والعقلية تنتشر بسبب الحرب على غزة.. معطيات إسرائيلية جديدة
  • إعلام إسرائيلي: جيش الاحتلال يعاني نقصًا كبيرًا في أعداد الجنود
  • جيش الاحتلال يعاني نقص الجنود ويسعى لتشكيل فرقة جديدة لتنفيذ مهام مختلفة
  • جيش الاحتلال يعاني نقص جنوده ويسعى لتشكيل فرقة جديدة
  • خبير عسكري: رفض جنود احتياط العودة للخدمة شهادة ميدانية بفاعلية المقاومة
  • عشرات جنود الاحتياط يرفضون العودة إلى غزة.. ويكشفون عن جرائم حرب
  • عشرات الجنود الإسرائيليين يرفضون الخدمة العسكرية بغزة
  • عشرات الجنود الإسرائيليين يرفضون العودة لغزة