حلفاءها الغربيين يشعرون بـالقلق..وقوات الاحتلال تخسر مزيدا من جنودها وعتادها
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
غزة"رويترز": أعلن الاحتلال الاسرائيلي اليوم عن مقتل ثلاثة آخرين من جنودها في القتال في المناطق الوسطى والجنوبية، ليصل عدد الجنود القتلى في الحملة البرية إلى اكثر من 169. وشهد الأسبوع الماضي قدرا من أكبر خسائرها في الحرب حتى الآن.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير جزء كبير من قطاع غزة. وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 21 ألف شخص، أي نحو واحد بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.
وأجبر جميع السكان تقريبا على ترك منازلهم مرة واحدة على الأقل، واضطر العديد منهم إلى النزوح عدة مرات. ولا يوجد سوى القليل من المستشفيات يعمل.
ويقول فلسطينيون إن القضاء على حركة حماس، التي تعهدت بتدمير إسرائيل منذ عقود، هدف لا يمكن تحقيقه نظرا لهيكل الجماعة المسلحة المنتشر وجذورها العميقة في الأراضي التي تديرها منذ عام 2007.
وتقول إسرائيل إنه منذ السابع من أكتوبر لم يعد أمامها خيار سوى الحرب لحماية أمنها وإعادة أكثر من 100 رهينة من المعتقد أنهم لا يزالوا محتجزين.
لكن حلفاءها الغربيين يشعرون بالقلق من أن الخسائر البشرية الهائلة في صفوف المدنيين ستؤدي إلى تطرف جيل جديد من الفلسطينيين ونشر القتال إلى مناطق أخرى في أنحاء الشرق الأوسط. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هاجمت جماعات مسلحة القوات الأمريكية في العراق والسفن التجارية في البحر الأحمر.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الشهر من أن "القصف العشوائي" يعرض التعاطف مع الاحتلال بين حلفائها للخطر.
وتبنت الدول الأوروبية التي تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس هذا الشهر الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو الموقف الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس .
من جهة اخرى، ارتحلت اليوم الخميس عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة بالفعل مرة أخرى في خضم موجة نزوح جماعي جديدة بوسط غزة حيث قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تصعد هجموها مناطق تعج بالفعل بالذين طردوا من شمال القطاع.
وإلى الجنوب، قصفت قوات الاحتلال المنطقة المحيطة بمستشفى في قلب مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، حيث يخشى السكان من توغل بري جديد داخل الأراضي المكتظة بالعائلات التي شردت خلال الحرب المستمرة منذ 12 أسبوعا.
وصعد الاحتلال حربها البرية في غزة منذ عشية عيد الميلاد على الرغم من المناشدات العلنية من الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، لتقليص الحملة في الأسابيع الأخيرة من العام.
وينصب التركيز الرئيسي للقتال الآن في مناطق الوسط الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة الذي يقسم القطاع حيث أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية المدنيين بالإخلاء مع تقدم دباباتها.
وتوجه عشرات الآلاف من النازحين من مناطق النصيرات والبريج والمغازي في وسط غزة جنوبا أو غربا اليوم الخميس إلى مدينة دير البلح المطلة على البحر المتوسط والمكتظة بالفعل، ويتكدسون في مخيمات بنيت على عجل من الخيام المؤقتة.
وقالت وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، منددة بما أسمته "التهجير القسري" بأوامر من دولة الاحتلال إن "أكثر من 150 ألف شخص - أطفال صغار ونساء يحملن أطفالا وأشخاص ذوي إعاقة وكبار السن - ليس لديهم مكان يذهبون إليه".
وقال سكان ومسلحون إن الجزء الشرقي من البريج كان مسرحا لقتال عنيف صباح اليوم الخميس مع توغل الدبابات الإسرائيلية من الشمال والشرق.
وقال عمر (60 عاما) الذي أوضح أنه اضطر للنزوح مع ما لا يقل عن 35 فردا من عائلته "لقد أتت تلك اللحظة، كنت أتمنى ألا تحدث أبدا، ولكن يبدو أن النزوح أصبح لا بد منه".
وقال لرويترز عبر الهاتف رافضا نشر اسم عائلته خوفا من الانتقام "نحن الآن في خيمة في دير البلح بسبب هذه الحرب الإسرائيلية الوحشية". وأضاف "الاحتلال يقتل الأطباء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والصحفيين والمدنيين".
ويقول الاحتلال إنه يفعل ما في وسعها لحماية المدنيين وتتهم حماس بالتحرك وسط المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.
وقال يامن حمد، الذي يعيش في مدرسة في دير البلح منذ نزوحه من الشمال، إن اللاجئين الجدد الذين يصلون من البريج والنصيرات ينصبون الخيام أينما يجدون مساحة لذلك.
ومع نفاد الطعام، قال إنه قام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى رفح بالقرب من الحدود المصرية لشراء جوال من الطحين يزن 25 كيلوجراما لأسرته.
في هذه الاثناء، تعرضت خان يونس، التي تقدمت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلية هذا الشهر بعد انهيار هدنة، لقصف عنيف اليوم من طائرات حربية ودبابات بالقرب من مستشفى الأمل الواقع إلى الغرب من مواقع التمركز الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يدير المستشفى ويقع مقره الرئيسي في مكان قريب، إن عشرة فلسطينيين استشهدوا وأصيب العشرات في القصف، وهو الهجوم الثالث الذي يستهدف المنطقة المحيطة بالمستشفى في أقل من ساعة.
وقال سكان إنهم يعتقدون أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تحاول ايجاد نزوح جماعي جديد قبل هجوم بري جديد في المدينة.
وعلى مسافة ليست ببعيدة من الأمل، يقع مستشفى ناصر، وهو المستشفى الرئيسي في خان يونس والأكبر الذي لا يزال يعمل في القطاع. وهناك كانت النساء والأطفال يصرخون أثناء إحضار القتلى والجرحى.
وكان طفل رضيع يرقد بلا حراك على سرير أطفال بينما يحاول المسعفون إفاقته. وأثناء ذلك أومأ أحد الأطباء برأسه "لا"، في إشارة إلى وفاة الطفل.
وأمسكت امرأة بفتاتين تنتحبان ويغطيهما الغبار بجوار سرير بينما كان يرقد طفل ملفوف في كفن أبيض ملطخ بالدماء بالقرب من قدمي جثة أخرى ملفوفة في بطانية.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، ارتفاع عدد الشهداء حرب الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة منذ 85 يوما إلى 21 ألفا و320 شهيدا فلسطينيا.
وأفاد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة بأن 210 شهيدا فلسطينيين وعشرات المصابين نقلوا إلى المستشفيات جراء الهجمات الإسرائيلية خلال 24 ساعة الماضية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن مقتل صحفيين اثنين في غارات لقوات الاحتلال إسرائيلية ما يرفع إجمالي عدد الصحفيين القتلى إلى 105 منذ السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قوات الاحتلال الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
#سواليف
يحاول #الاحتلال_الإسرائيلي منذ أكثر من شهر #تهجير سكان شمال قطاع #غزة قسرا، من خلال فرض #حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش #النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من #الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم #جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من #الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى #رماد.
مقالات ذات صلة المسيّرات تتساقط على الأردن.. من أين تأتي؟ وكيف يواجهها؟ 2024/11/07وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة “إكس”: “هذه ليست #القنبلة_النووية التي سقطت على #هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع”.
كما علق أحد المدونين: “عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية”.
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: “صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك”.
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: “جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود”.
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: “منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات”.
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة “إكس” يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة “الأمن”.
إعلان
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: “صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة”.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
إعلان
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.