جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-02@04:10:55 GMT

الذكاء الإيجابي

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

الذكاء الإيجابي

 

فاطمة الحارثية

إعطاء المسؤولية لغير أهلها ليس سوء اختيار، إذا جرى تدارك الأمر وتعديله، بيْدَ أن إعطاء فرص لا متناهية، لمسؤول لا يضُر بصالح المؤسسة في شخصنته وقراراته وحسب؛ بل يصل به الأمر إلى تَأْلِيه نفسه والربوبية- والعياذ بالله- والتصريح بأنه مُقسِّم ومُوزِّع لما هو فعليًا رزق الله على عباده، وأنه يُعطي من يشاء ويمنع ممن يشاء، يُسقط على العاقل خوف غضب الله على الناس قبل المكان.

ربما ترى أن قولي هذا مبالغ فيه، اذا لتراجع التأثيرات المحتملة لهذه السلوكيات، ووقعها على الأداء من قصص ووقائع كانت ولم يُستفاد من دروسها؛ إنها سلوكيات تجرد حق الشركة من ولاء موظفيها، ليصبح الولاء للأفراد أي المسؤولين، مما يقطع ويؤثر على سلامة واستدامة أداء المؤسسة، لأن الذي يتفشى هو السعي نحو رضا المسؤول، وليس سلامة العمل، خاصة في حالة المسؤول الغير مؤهل وغير الجدير.

إن المؤسسات تؤتمن على عقول الناس، وحُسن استخدام المهارات والكفاءات البشرية، وإجادة استخدام الموارد والعلاقات، ولم يجتهد أي نظام على خارطة التجارة والاقتصاد، إلا ليُعمم النفع ويأتي بثمار صالحة، وهذا جزء من الذكاء الإيجابي للمؤسسة، وكما أجمع خبراء الاقتصاد والموارد، على أن السلبية بشتى أنواعها هادمة ومرفوضة تمامًا في بيئة المؤسسات والتكتلات الاجتماعية، وأن محاربتها ونبذها واجب ومسؤولية.

وعليه أرى أن على المؤسسات تعلم ماهية الإيجابية وسبل استثمارها، وأنواع السلبيات واثرها على المدى القصير والطويل وطرق التحكم بها، ليتمكنوا من صناعة مؤسسات مستدامة، ومؤثرة استراتيجيا في صناعة القرار الاقتصادي والاستثماري، ويفخر بها العاملين فيها وهوية يُقتدى بها.

ومع الخبرة التي جمعتُها والاطلاع الدائم، وجدتُ أن أنماط الأداء التقليدية آفة سلبية، وأفضل مساعد للمؤسسات هو الأنظمة المرنة، التي تجعل التغيير سلسلا وبوتيرة مُحفزه، وأن تحفيز أداء المؤسسة لا يكمن في تحفيز الأفراد فقط؛ بل يحتاج إلى التوغل داخل ذوات العاملين فيها، ولا اقصد في القول هنا التأثير في منظومة أسس العيش والبقاء مثل العلاوات والزيادات والمميزات لصناعة التحفيز، فهذا للأسف يصنع الخلل والميل لمن يُعطي أكثر، ومن أجل تحقيق التحفيز المؤسسي، وجب الوصول إلى عمق ولاء الموظف لصنع التميز، فتعلق الإنسان بهدف وقيمة ومبادئ أقوى مفعولًا من طعم العيش، ووصول مؤسسات الدولة إلى تلك الحقيقة أمرًا مفروغًا منه.

بيْدَ أن القدرة على تطبيق ذلك هو من أصعب الأمور؛ لأن الولاء يأتي بعد الكثير من التجميعات لمشاعر وسلوكيات مثل الصدق، الشفافية، القبول، الثقة، الالتزام، تحمل المسؤولية، والكثير من الظروف المهمة المؤثرة في نفوس الأفراد لخلق ولاءً تامًا راسخًا ثابتًا ومعديًا، لا يتأثر بالماديات ولا بالظروف.

إنَّ المؤسسات الذكية التي تطمح إلى ابعد من مجرد الربح، لتكون عضوًا استراتيجيًا فاعلًا في المجتمع، ومصدرًا مُهمًا للفرص وتستحق أن تشارك في صناعة القرار، لا يكون إلّا بمسؤولين يعلمون جيدا كيف يصنعون الولاء لخدمة الوطن من خلال المؤسسة، ويكون معظم اهتمامهم إعطاء الفرص والبرهان للعاملين لديهم، ومنحهم القدرة على رؤية مدى أبعاد تأثير أدائهم الفاعل على المؤسسة، والمجتمع والمحافظة والدولة وابعد من ذلك إذا وجد؛ ويجعل المسؤول من هم حوله يعتزون بمنجزاتهم، وتأثيرهم بغض النظر عن مواقعهم العملية، أو مناصبهم أو درجاتهم الوظيفية.

لا ينبغي أن نستهين بولاء المخلصين لهذا الوطن، ولا يحق لأيا كان أن يستسهل الخطأ بعذر سلطته أو وجوب احترامه لأنه المُختار، ولا يجب أن يتحسس صانع الاختيار أننا لم نحترم اختياره، ففي الأخير كلنا نُخطئ والجميع يتأثر بالسلطة، ولا يمتلك جميع من مُنحوا السلطة حُسن استخدام السلطة، والقدرة على مقاومة مغريات الحياة والخطأ وارد، عدا أننا نتفق أن الخطأ أنواع ومنها ما لا يجب تجاوزه وقبوله، خاص الأخطاء الجسيمة في سوء استخدام السلطة، ومحاولة قمع الفاعلين والمجتهدين في المؤسسة، بعذر أننا يجب أن نعمل بصمت، وأن على الجميع أن يتساوى في الجهد، ونشر أنه وجب عدم إتقان الأداء حتى لا نُحرج الآخرين أو تزيد المسؤوليات، أعلم أن هذا يبدوا ساخرا إلا أنه للأسف واقع مرير لا يستحقه هذا الوطن الغالي.  

سمو...

عُمان، جنتنا الغالية، اغفري لبعض عُشاقِك ضعف حيلتهم، واسعدي برعاية الله لك؛ فالدنس عليك سيُزاح بصيبٍ نافعٍ وطُهر الدعاء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشعبوية والوعود الاقتصادية المكسورة

ترجمة: نهى مصطفى -

على مدى العقود القليلة الماضية، تولى الشعبويون إلى السلطة في العديد من البلدان. انتخبت إيطاليا سيلفيو برلسكوني، وكان في فنزويلا هوجو شافيز والآن لديهم نيكولاس مادورو؛ بينما جارتها البرازيل، كان يرأسها جايير بولسونارو حتى عام 2023. ومن الواضح أن رئيس الأرجنتين الحالي، الأناركي الرأسمالي خافيير مايلي، هو بالتأكيد شعبوي. صوتت الولايات المتحدة لوصول دونالد ترامب إلى السلطة في عام 2016، وقد تفعل ذلك مرة أخرى.

يتميز القادة الشعبويون، أحيانًا بالإبهار والترفيه وأحيانًا بالغلو والتطرف، ويتواجدون على امتداد الطيف السياسي. شافيز ومادورو اشتراكيان، بينما ميلي وترامب محافظان. في بعض الأحيان، يتجاوز هؤلاء القادة التصنيفات التقليدية لليسار واليمين. القاسم المشترك بينهم جميعًا هو الرغبة في تعزيز السلطة باستخدام نفس الرسالة الغاضبة. يسوق الشعبويون أنفسهم على أنهم غرباء يقاتلون من أجل الجماهير، ويمثلون "الشعب الحقيقي" ضد النخبة الفاسدة.

الشعبوية تتصاعد. ولكن على الرغم من أن تأثيراتها على الأنظمة السياسية في البلدان ومدى تعزيزها للانحلال الديمقراطي كانت موضع نقاش واسع النطاق في السنوات الأخيرة، إلا أن آثارها الاقتصادية لم تُدرس بالقدر الكافي. ما هي السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الشعبويون، وما هي نتائجها؟

لسد هذه الفجوة، أجرينا دراسة شاملة حول القيادة الشعبوية عبر العالم. أنشأنا مجموعة بيانات تغطي 120 عامًا من التاريخ و60 دولة، وحددنا 51 قائدًا شعبويًا، عرّفناهم على أنهم القادة الذين يضعون الصراع بين "الشعب" و"النخب" في قلب حملاتهم الانتخابية أو سياساتهم الحكومية، ثم قمنا بدراسة السياسات الاقتصادية التي انتهجوها والنتائج التي ترتبت على ذلك.

النتائج كانت مقلقة. فعلى الرغم من أن القيادة الشعبوية قد تبدو على السطح ذات تأثيرات اقتصادية متباينة، إلا أننا وجدنا أن معظم الشعبويين يضعفون اقتصاد الدولة، خاصة على المدى الطويل. ويرجع ذلك بشكل كبير إلى تقويضهم لسيادة القانون وإضعاف الضوابط والتوازنات السياسية. توضح دراستنا أن الشعبويين، رغم أنهم يروجون لأنفسهم على أنهم الحل لمشاكل البلاد، يميلون في الواقع إلى جعل الحياة أسوأ. بعبارة أخرى، الشعبويون يضرون "الشعب الحقيقي" الذين يدّعون أنهم ينقذونه.

على مر التاريخ الحديث، شهدت الشعبوية موجتين رئيسيتين. جاءت الموجة الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي خلال فترة الكساد الكبير وما أعقبها من اضطرابات. خلال الحرب الباردة، تراجعت الشعبوية، لكنها عادت بقوة بعد سقوط جدار برلين في عام 1989. واليوم، يعيش العالم مرة أخرى في عصر الشعبوية التي بلغت ذروتها في عام 2018، حيث حكم الشعبويون 16 من أصل 60 دولة شملتها دراستنا، تمثل أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. واليوم، لا يزال الشعبويون يحكمون أكثر من 12 دولة.

على الرغم من أن الشعبويين يتجاوزون الطيف الأيديولوجي، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين الشعبويين اليساريين واليمينيين. يركز الشعبويون اليمينيون على الانقسامات العرقية والثقافية، متهمين النخب بالتواطؤ مع الأقليات والمهاجرين وتفضيل مصالحهم على مصالح "الشعب الحقيقي". أما اليسار، فيهاجم الشعبويون النخب الاقتصادية والمالية، متهمين إياها بنهب البلاد على حساب السكان المحليين من الطبقة العاملة. شكلت الشعبوية اليسارية ظاهرة أساسية في منتصف القرن العشرين، وعادت لفترة وجيزة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لكن الشعبوية اليمينية شهدت ازدهارًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.

في كلتا الحالتين، الشعبوية تعد ظاهرة متكررة. البلدان التي حُكمت من قبل قادة شعبويين لديها احتمال أعلى لعودة شعبوي آخر إلى السلطة: الأرجنتين، التي تعد موطن أول قائد شعبوي حديث، هيبوليتو يريجوين، حُكمت من قبل شعبويين لنحو 40% من تاريخها منذ عام 1900. إيطاليا شهدت قيادات شعبوية خلال 29% من تلك الفترة. أما سلوفاكيا، فقد حُكمت من قبل الشعبويين لما يقرب من 60% من الوقت منذ استقلالها في عام 1993.

سبب من أسباب هذه الاستمرارية هو أن الشعبويين يتمتعون بقدرة على البقاء في الساحة السياسية. نادرًا ما يختفون بسرعة أو من تلقاء أنفسهم. بدلاً من ذلك، يقومون بكل ما في وسعهم لزيادة فرصهم في الاحتفاظ بالسلطة، سواء من خلال استراتيجيتهم الأساسية المتمثلة في الاستقطاب والتحريض، أو من خلال وسائل أكثر تطرفًا مثل سن قوانين انتخابية جديدة، واحتلال وسائل الإعلام، وتخويف السلطة القضائية والمعارضة.

نتيجة لذلك، يبقى الشعبويون في السلطة لمدة تصل إلى ست سنوات في المتوسط، مقارنةً بثلاث سنوات للحكام غير الشعبويين. وهم أكثر عرضة للانتخاب مرة أخرى، حيث تبلغ احتمالية إعادة انتخابهم 36%، مقارنةً بـ 16% فقط للحكام غير الشعبويين، وهو فارق يمكن تفسيره بشعبيتهم وتفوقهم في عزل أنفسهم عن أدوات الديمقراطية.

لنأخذ على سبيل المثال رئيس الوزراء الإيطالي السابق برلسكوني، قطب الإعلام الملياردير الذي صعد إلى السلطة من خلال التظاهر بأنه سياسي مناهض للمؤسسة في أعقاب فضائح الفساد في البلاد في أوائل التسعينيات. غالبًا ما يشار إليه باسم "المهرج" من قبل المعارضين ووسائل الإعلام الدولية بسبب الفضائح التي لا نهاية لها على ما يبدو والتي حددت فترة وجوده في نظر الجمهور، ومع ذلك احتفظ برلسكوني بالسلطة لفترة أطول من أي رئيس وزراء آخر في تاريخ إيطاليا ما بعد الحرب. وقد ترك منصبه في عام 2011، بعد أن حكم البلاد على فترات متقطعة لما يقرب من عقدين من الزمن، لكن السياسة الإيطالية تظل تتشكل بشكل أساسي من خلال صورته الشعبوية. وكان العديد من خلفائه شعبويين، بما في ذلك رئيسة الوزراء الحالية جيورجيا ميلوني، التي استمدت حملتها المناهضة للمهاجرين والاتحاد الأوروبي بشكل كبير من قواعد اللعبة الشعبوية.

على الرغم من ديمومة الشعبوية، لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث المنهجية حول كيفية تطور الاقتصادات وأدائها عندما يصل الشعبويون إلى السلطة. ولكن من السهل العثور على أمثلة للشعبويين الذين يتسببون في أضرار اقتصادية. أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي كان السياسي الشعبوي بوريس جونسون بطله الرئيسي، إلى تدهور اقتصادي في جميع المجالات. تخلفت "بريطانيا العالمية" التي تصورها أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن نظيراتها منذ ذلك الحين، حيث نما اقتصادها بنسبة أقل بـ 5 % من البلدان المماثلة على مدى السنوات الثماني الماضية. وأدى فصل الاقتصاد البريطاني عن السوق الأوروبية الموحدة إلى انحدار التجارة والاستثمار والاستهلاك.

تستحق السياسات التي انتهجها برلسكوني في إيطاليا علامات سيئة مماثلة. منذ وصوله إلى المشهد السياسي في إيطاليا، ظل الاقتصاد في حالة ركود، مع تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي والإنتاجية؛ فمنذ عام 2000، ظل متوسط معدل النمو الاقتصادي السنوي عالقًا عند نحو نصف نقطة مئوية. ولا يزال نظام التعليم في أزمة، وقد هاجرت ألمع العقول في البلاد.

ويمكن العثور على أمثلة أكثر جذرية في أمريكا الجنوبية. لقد نجح شافيز ومادورو معًا في تحويل فنزويلا، التي كانت ذات يوم مصدرة ثرية للنفط، إلى ملجأ فقير في غضون عشرين عامًا. خلقت الحمائية والمحسوبية وتأميم صناعات النفط والتعدين والتمويل والاتصالات والزراعة، من بين قطاعات أخرى، كارثة اقتصادية لم يسبق لها مثيل في دولة حديثة في زمن السلم - مما أدى إلى المجاعة والأزمات الطبية والهجرة الجماعية خارج البلاد. وفي الأرجنتين، قام الرئيس نيستور كيرشنر وخليفته وزوجته كريستينا فرنانديز دي كيرشنر أيضًا بقيادة بلادهم من حافة الهاوية المالية. ولكن بعد سنوات قليلة من النمو القائم على التصدير، أعقب ذلك تضخم جامح وإفلاس وطني.

لكن الأداء الاقتصادي للقادة الشعبويين لا يمكن تعميمه بسهولة. شهدت الولايات المتحدة في عهد ترامب معدلات نمو اقتصادي مماثلة لتلك التي شهدتها الرئاسات السابقة. كما حقق آخرون، مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، درجة معينة من النجاح الاقتصادي خلال فترة وجودهم في مناصبهم.

بحثنا في الحكايات ووجدنا خيطًا مشتركًا. وللقيام بذلك، استخدمنا خوارزمية تقارن الاتجاهات في اقتصاد الدولة قبل وبعد صعود الشعبويين مع تلك الموجودة في بلدان مماثلة لا يحكمها الشعبويون. وبشكل عام، وجدنا أن الشعبويين الموجودين في السلطة يتسببون في أضرار اقتصادية كبيرة، وخاصة على المدى المتوسط والطويل. وبعد 15 عاما، أصبح الناتج المحلي الإجمالي في المتوسط أقل بنسبة 10% في البلدان التي تديرها الشعبوية مقارنة بالدول غير الشعبوية.

هناك تفسيران رئيسيان لتأثير الشعبويين على النمو الاقتصادي: الأول هو الحمائية. يتاجر الشعبويون بالخطاب القومي، وكما هو متوقع، يمارسون القومية الاقتصادية بمجرد وصولهم إلى السلطة. وعلى اليسار واليمين على حد سواء، يفرض الشعبويون التعريفات الجمركية ويتبعون عددًا أقل من الاتفاقيات التجارية، وبالتالي يبطئون تدفق السلع والخدمات، كما أنهم يقيمون حواجز أمام الاستثمار الأجنبي، مما يقوض النمو الاقتصادي.

والسبب الثاني هو أكثر جوهرية: في جهودهم للبقاء في السلطة، يعمل القادة الشعبويون على تقويض سيادة القانون. إنهم لا يخافون من دوس الأعراف والقوانين وإضعاف المؤسسات الديمقراطية، أو إقالة القضاة أو إجراء تحقيقات في الشركات التي تقف في طريقهم. وانخفضت المؤشرات القياسية للحرية القضائية والانتخابية والإعلامية بشكل كبير بعد وصول الشعبويين إلى السلطة. وهذا الضعف الذي تعاني منه المؤسسات يضر بدوره بالنمو الاقتصادي والاستثمار والرخاء، كما أظهرت سنوات من البحث. وذلك لأن المؤسسات الديمقراطية العاملة تقيد السلطة التنفيذية وتحمي المجتمع المدني (بما في ذلك الشركات) من التدخل التعسفي، وهو أمر مهم للاستثمار والإبداع والنمو.

وبالتالي فإن التاريخ الاقتصادي للشعبوية منذ عام 1900 يوضح أن الحكومات الشعبوية تميل إلى إحداث الضرر. قد يعد القادة الشعبويون بحماية ودعم الناس العاديين، لكنهم غالبًا ما يفعلون العكس. وتشهد بلدانهم تراجعًا في النمو الاقتصادي والحريات السياسية. وقد يتمكن الشعبويون من الاحتفاظ بالسلطة على أي حال من خلال استقطاب الناخبين والتلاعب بالنظام السياسي لصالحهم، لكنهم لا يستطيعون الادعاء بأن لديهم حلولاً للمشاكل الاقتصادية.

ـ مانويل فونكي باحث في معهد كيل للاقتصاد العالمي، دكتوراه في الاقتصاد، جامعة برلين الحرة.

ـ كريستوف تريبيش أستاذ بقسم الاقتصاد، جامعة كيل، مدير مجال البحث "التمويل الدولي والاقتصاد الكلي"، معهد كيل للاقتصاد العالمي.

ـ موريتز شولاريك اقتصادي ألماني، وأستاذ الاقتصاد في جامعة ساينس بو باريس وجامعة بون.

ـ المقال نشر في موقع Foreign Affairs

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن مقتل المسؤول عن نقل وسائل قتالية من إيران إلى حزب الله
  • نصائح كاسبرسكي للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئة العمل
  • الشعبوية والوعود الاقتصادية المكسورة
  • كيف أجاب الذكاء الاصطناعي عن تفاصيل اغتيال نصر الله ؟
  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • تلميحات أمريكية لتنسيق مع إسرائيل في حرب إقليمية
  • التعادل الإيجابي يحسم ديربي مدريد
  • إعطاء الشكل الرهباني لـ 3 رهبان جدد
  • الاقتصاد العُماني يستمر في التوسع ويحافظ على مسار النمو الإيجابي
  • مسؤول عسكري إسرائيلي: حزب الله يخطط لقصف تل أبيب