ميدل إيست مونيتور: إسرائيل بدأت تعي فداحة فاتورة مجازرها في غزة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
ييدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدأت تدرك أخيرا فداحة فاتورة مجازرها المتواصلة منذ 83 يوما في قطاع غزة، وفقا لبينوي كامبمارك في تقرير بموقع ميدل إيست مونيتور.
ويصعد الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، والتي خلّفت 21 ألفا و320 قتيلا و55 ألفا و603 جرحى، وخسائر مادية، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبموازاة ذلك، قال كامبمارك إن محافظ البنك الإسرائيلي أمير يارون يراقب تلك التكاليف المتزايدة لحرب بلاده ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وفي بداية اندلاع الحرب، وعدت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيادة ميزانية الدفاع بمقدار 20 مليار شيكل (5.48 مليار دولار) سنويا بعد الانتهاء منها.
ومع ذلك، قدرت وثيقة قدمتها وزارة المالية الإسرائيلية إلى لجنة المالية بالكنيست في 25 ديسمبر/كانون، أن يكون هذا الرقم أعلى بمقدار 10 مليار شيكل.
وتتوقع الوزارة أيضا أن تكلف الحرب ضد الفلسطينيين حوالي 50 مليار شيكل (13.8 مليار دولار)، ومن هذا المبلغ، سيتم تخصيص 9.6 مليار شيكل لتغطية نفقات مثل إخلاء السكان بالقرب من الحدود الدولية الاسمية في شمال وجنوب دولة الاحتلال، ودعم قوات الطوارئ، وإعادة التأهيل.
وتعد زيادة الميزانية العسكرية أمر متوقع ومتوافق مع ميول الدولة الإسرائيلية، لكن الأمر اللافت للنظر هو أن نتنياهو اعتبر الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي غير كاف بشكل عام عندما يُنظر إليه كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
وكان الهدف من الميزانية التكميلية في منتصف ديسمبر/كانون أول الجاري، البالغة 28.9 مليار شيكل، هو تغطية تكلفة الصراع المتواصل مع حركة المقاومة الفلسطينية وحماس، وحزب الله اللبناني.
والإثنين، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن الحرب على غزة ستكلف إسرائيل على الأرجح ما لا يقل عن 14 مليار دولار العام المقبل.
وقد عبر محافظ البنك يارون عن بعض مخاوفه بهذا الصدد، في 18 ديسمبر/كانون الأول، عندما قال إنه من الضروري إدارة السياسة الاقتصادية – المالية والنقدية – بقدر كبير من المسؤولية.
اقرأ أيضاً
خوفا من تكرار 7 أكتوبر.. إسرائيل تجري مباحثات مع القاهرة لإقامة جدار حدودي حول غزة
وأرجع كامبمارك السبب في ذلك، إلى أن المستثمرين ووكالات التصنيف والأسواق المالية والجمهور ككل يدرسون بعناية عملية صنع السياسات في إسرائيل خلال هذه تلك الفترة أكثر من أي وقت مضى.
وذكر الباحث أن لدى يارون الأسباب التي تجعله يفترض أن التكاليف الحرب الإسرائيلية على غزة سوف تستمر في الارتفاع.
فمن ناحية، تبدو فكرة نتنياهو عن السلام في الصراع الحالي وكأنها مخطط لمجازر مستمرة وطويلة، مصحوبة بسجن جماعي دائم لسكان القطاع؛ وتدمير حماس؛ وتجريد غزة من السلاح؛ ومجتمع فلسطيني خالٍ مما يسمى بالعناصر المتطرفة.
وبحسب خطط نتنياهو، سيتم إنشاء "منطقة أمنية مؤقتة في محيط غزة وآلية تفتيش على الحدود بين غزة ومصر" بما يتوافق مع "احتياجات إسرائيل الأمنية".
وستعمل المنطقة أيضًا على منع "تهريب الأسلحة إلى المنطقة"، وهو ما يشبه إلى حد كبير الحصار، الذي دام 16 عامًا وما زال مستمرًا، والذي كان يهدف إلى تحقيق نفس الهدف، ومع ذلك، يعد نتنياهو بأن تدمير حماس سيتم "مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي".
وتثير تصريحات نتنياهو التساؤل حول نوع كتب القانون الدولي التي يستعين بها، ونظراً للتصريحات الرسمية المختلفة الصادرة عن حكومته وقوات الدفاع الإسرائيلية في هذا الصدد، فلابد أن يكون هذا قانون الغاب.
وقد سمح هذا المعيار ذاته من التحليل القانوني بارتكاب مذبحة واسعة النطاق راح ضحيتها أكثر من 21 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، والتسوية المستمرة لقطاع غزة، والتدمير الكامل للبنية التحتية الحيوية.
وبما أن القانون الإسرائيلي، إلى جانب السياسة العسكرية والإدارية، لا يفعل شيئاً سوى تشجيع التطرف لدى الفلسطينيين وتخصيب تربة المقاومة، فإن هذا أمر وهمي.
وذكر الباحث أن الحرب الحالية ستثبت ببساطة أنها نفس الحروب السابقة، متبدلة وقابلة للتكيف، ويبدو أن الصراع الذي لا ينتهي أبدًا في غزة يغري بوسائل أخرى، مع استمرار تزايد الكراهية، مما يترك إسرائيل أمام فاتورة مجازر ضخمة متزايدة للضحايا، بدأت تعي فداحتها فقط الآن.
اقرأ أيضاً
المقاومة تحقق خسائر فادحة في جنود الاحتلال المتوغلة بغزة.. وإسرائيل تقر ببعضها
المصدر | بينوي كامبمارك/ ميدل إيست مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العداون الإسرائيلي على غزة مجازر غزة ملیار شیکل
إقرأ أيضاً:
لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": هناك أفخاخ عدة زرعها بنيامين نتنياهو في صلب الورقة التي يعمل هوكشتاين على تسويقها، وأبرزها على الإطلاق شرط احتفاظ إسرائيل ب »حقّها » فيرصد أجواء لبنان بالطيران الحربي والمسيّرات، وبأن تكون لها صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في أي لحظة، إذا اكتشفت أنّ«حزب الله » أو أي طرف آخر يقوم مجدداً بالتسلح أو الانتظام عسكرياً.طبعاً،المفاوض اللبناني هرب من هذا البند باعتماد صيغة «حق كل من الطرفين في الدفاع عن النفس »، إذا اكتشف أنّ الطرف الآخر يخرق الاتفاق. ووفق الصيغة المتداولة، يتقدّم الطرف المشتكي باعتراضه إلى الهيئة المعنية بمراقبة الاتفاق،التي يرئسها جنرال أميركي، وهي تتولّى المعالجة. ولكن السؤال هو: ماذا لواعتبر الطرف الشاكي أنّ المعالجة لم تتمّ كما يجب؟ هل سيحصّل حقه بيده؟ أيهل يلجأ إلى القوة في التعاطي مع الطرف الآخر؟ هذه الصيغة التي طرحها لبنان، كبديل من النص القاسي الذي كان قد صاغه الإسرائيليون، تبقى أيضاً قاسية، وهي عملياً تخدم المصلحة الإسرائيلية في التنفيذ. فإسرائيل لا تحتاج إلى خرق القرار 1701 لتحافظ على قوة ردعها. وأما «حزب الله » فمضطر للحصول على السلاح من الخارج وتخزينه من أجل البقاء كقوة عسكرية، وإّ لّافإنّه سيصبح حزباً سياسياً لا أكثر. وكذلك، الإسرائيليون مؤهلون أكثر من«الحزب » لإقناع أركان الهيئة بوجهة نظرهم. فهي برئاسة أميركي وتضمّ دولاً أطلسية، بعضها يعتبر الجناح العسكري ل »الحزب » منظمة إرهابية، ما يعني أنّ احتمال تحرّك الهيئة ضدّ«الحزب » يفوق بكثير احتمال تحركها ضدّ إسرائيل. وللتذكير أيضاً، إسرائيل تمتلك قدرة عملانية كبيرة على ضرب أهداف لـ «الحزب » في لبنان، إذا قرّرت ذلك، فيما قدراته على القيام بالمثل ضدّها هي اليوم محدودة، وستكون محدودة أكثر بعد تنفيذ الاتفاق وتوقفه عن التزود بالسلاح.
في أي حال، ربما تكون صيغة «الدفاع عن النفس » هي أفضل ما استطاع المفاوض اللبناني تحقيقه، كبديل من الطرح الإسرائيلي القاضي بالتدخّل العسكري، في أي لحظة، علماً أنّ إيراده ضمن ملحق خاص بينهم وبين الأميركيين يشكّل إلزاماً إضافياً لواشنطن. والتدقيق في هذا الشرط يكشف أبعاداً بالغة الخطورة حاول المفاوض اللبناني تجنّبها .
في أي حال، قرار لبنان الرسمي ليس عنده. والمفاوض الفعلي هو إيران. فهل ستترك لإسرائيل أن تهزم «الحزب » نهائياً؟ وهل تعتبر أنّ «الحزب » في موقع ضعف في لبنان يفرض عليها الاستسلام؟ المطلعون على أجواء «الحزب » يقولون إنّ إيران لن توافق في أي شكل على انكسار «الحزب » أمام إسرائيل في لبنان، كما لم توافق على انكسار «حماس » في غزة، وستقاتل حتى النهاية سعياً إلى تدارك الخسارة. وهي تراهن على أنّ إسرائيل قد تتعب وتدفعها الظروف الدولية إلى تسوية أكثر توازناً تسمح ل «الحزب » بأن يحتفظ بقوته، وأن يبقى لها نفوذ من خلاله على حدود إسرائيل وشاطئ المتوسط. ففي الواقع،لن توافق طهران بأي ثمن على نهاية «حزب الله ». وفي الموازاة، لن توافق إسرائيل على نهاية الحرب الدائرة حالياً. ولذلك، سيراوح هوكشتاين طويلاً في الدوامة باحثاً عن تسوية. وسيناور بنيامين نتنياهو وشركاؤه في حكومة اليمين واليمين المتطرف ويرفضون أي تسوية حتى يبلغوا أهدافهم المرسومة، في المراحل المقبلة من الحرب. وهذه الأهداف ستؤدي على الأرجح إلى إحداث تحولات جديدة في لبنان والمنطقة كلها.