نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للمراسلة في شؤون الموضة وثقافة البوب، كاليل هولترمان، حول رمزية استخدام البطيخ في دعم الفلسطينيين، وكيف أصبحت هذه الفاكهة مهمة وبارزة منذ الحرب على غزة.

وقالت هولترمان، إن "إيموجي البطيخ يستخدم على منصات التواصل الإجتماعي كرموز للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في الحرب القاتلة في غزة.

ويتم رسم الفاكهة على شكل شبه دوائر في التظاهرات الداعمة للفلسطينيين. ويظهر رمز البطيخة (إيموجي) إلى جانب العلم الفلسطيني وعرض الأسماء على تيك توك وإكس، حيث أعجب الآلاف من مستخدمي إنستغرام بـ "سير" بطيخ ظهرت بزوره مكتوبة على شكل "وقف إطلاق النار الآن".

وتابعت، أنه "يزرع البطيخ في غزة والضفة الغربية، وألوانها الأربعة هي نفس ألوان العلم الفلسطيني: أحمر وأسود وأخضر وأبيض، وتستخدم منذ عقود حسب أماني خطاطبة، مؤسسة النشرية الرقمية "مسلم غيرل" كرمز للهوية والمقاومة". 

وأضافت خطاطبة: إن "البطيخ أصبح له "فهم واسع" منذ بداية الحرب. وهناك الكثير من الأشخاص الذين ليس لديهم أي صلة بأي حال مع فلسطين أو إسرائيل، لكنهم يستخدمون إيموجي لما تعنيه وتمثله على منصات التواصل الإجتماعي". 

ويتم استخدام ايموجي البطيخ كواحد من الرموز المختصرة في النقاش الحاد، على وسائل التواصل الاجتماعي عن الحرب، ولكنه أكثر رقة من ايموجي العلم الفلسطيني والإسرائيلي. وعادة ما تكون هاشتاغ مثل أقف مع إسرائيل وهاشتاغ فلسطين حرة مقصودة. ويعود رمز البطيخ إلى تاريخ قمع دولة الاحتلال الإسرائيلي للعلم الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة حسب ساستشا غرانسو، الباحثة في الفن الفلسطيني والمحاضرة بالفن الإسلامي بجامعة ميتشغان. 

وأضافت أن "التفاصيل حول تحول البطيخ إلى رمز مقاومة تظل غامضة. وفي واحدة من الروايات، فقد تم رفع البطيخ بدلا من العلم الفلسطيني عندما منع بشكل فعلي أثناء الإحتلال الإسرائيلي ما بين 1967 و1993، حسبما تقول غرانسو. 

وتم تعديل مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" نشرته عام 1993، قالت فيه إن "فلسطينيين اعتقلوا بسبب رفعهم قطعا من البطيخ، نظرا لعدم التثبت من صحة الزعم". وهناك رواية أخرى تربط البطيخ بمعرض للفنان الفلسطيني، سليمان منصور، مع فنانين فلسطينيين آخرين أغلقته قوات الاحتلال الإسرائيلية في الثمانينات.


وفي رسالة إلكترونية للصحيفة، قال منصور، البالغ من العمر الآن، 76 عاما، إن "الجنود طلبوا منهم أي شيء بلون العلم الفلسطيني بما في ذلك البطيخ". وقال منصور "أراد الضابط إظهار عدم احترامه لهذه الألوان، أحمر، أخضر، أسود وأبيض، وما تمثله". وأشار أنه رسم البطيخ أول مرة في عام 1987 لكتاب حكايات فلسطينية. 

وتقول الدكتورة غرانسو، إن "انتشار هذه القصص جعل البطيخ علامة في الفن الفلسطيني". فيما قام الفنان خليل حوراني، بتشكيل البطيخ على شكل علم لأطلس فلسطين الذاتي في عام 2007 وقال إنه شاهد انتشار عمله وأعمال أخرى على شكل البطيخ في كل مرة يندلع فيها النزاع. 

وقال حوراني، 57 عاما ويعيش في رام الله، إن "الفن هو جزء من النزاع، والحرب ليست مادية بل هي عن الثقافة وعن التمثيل". وتم تبني رموزا مثل نجمة داوود والكوفية في أماكن خارج الشرق الأوسط، كوسيلة لإظهار الدعم لليهود والفلسطينيين أثناء الحرب. 

وأصبح إيموجي البطيخ منتشرا وكذلك مفضلا لدى الذين يدعمون فلسطين من أجل تجنب قمع حرية الرأي التي يواجهونها على منصات التواصل الإجتماعي. ودخل إيموجي الإنتشار في عام 2015 وزاد استخدامه خلال حرب عام 2021 في غزة، حسب "واشنطن بوست".

 ويظهر الرمز إلى جانب هاشتاغات المؤيدين لفلسطين وفي منشورات منظمات تدعو لوقف لإطلاق النار، بما فيها مجموعة "الصوت اليهودي للسلام". ويقول الفنان العربي الأمريكي الذي يعيش بمنهاتن، نيويورك ريديكولوز، 29 عاما "القصد من استخدام البطيخ حتى نتجنب الرقابة" ولأن منصات التواصل لن تقوم على الأرجح بمنع النقاش بسبب فاكهة معروفة. ويمكن الإيموجي البطيخ "الدخول بهدوء من شق الباب". 

وفي مدونة نشرت في تشرين الأول/ أكتوبر قالت شركة "ميتا" التي تملك كلا من فيسبوك وانستغرام، إنها "تطبق سياسات المحتوى بطريقة متساوية، ولا صحة لما يقال أننا نقوم بقمع الصوت". وفي تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش صدر هذا الشهر قالت فيه إن سياسات تحكيم المحتوى في ميتا أدت إلى "رقابة منظمة" على المنشورات الداعمة لفلسطين.


ومع تزايد شهرة الرمز وسط الحرب الحالية في غزة، أصبحت صورة البطيخ محلا للتدقيق والنقد، فقد رد معلقون على منصات التواصل الإجتماعي على منشورات تحتوي الرمز بإيموجي ورموز "إسرائيلية" مثل العلم، ودعوات لوقف التعامل مع المنشورات واتهامات بمعاداة السامية. وتقول غرانسو، إن "قوة رمز البطيخ نبعت في الماضي من حقيقة مروره تحت رادار الرقابة إلا أن معناه تغير مع توسع انتشاره". فـ "بدلا من هذه الطريقة التخريبية للإشارة لمن يعرفون، تصبح رمزا لكي شخص آخر" و"تصبح هذا الرمز الواسع في المنظور للأفراد الذين هم جزء من المقاومة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية البطيخ الفلسطينيين غزة فلسطين غزة بطيخ المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على منصات التواصل الإجتماعی العلم الفلسطینی على شکل فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا استمرار الضغوط على روسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الاتحاد الأوروبي، أنّ الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا استمرار ممارسة الضغوط على روسيا، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وأوضح الاتحاد الأوروبي: "وفرنا 40 مليار دولار لدعم أوكرانيا عسكريا خلال العام الماضي، واتفقنا على توفير 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية على مدار 3 سنوات".

وتابع: "ندعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة ويجب العمل على توفير الضمانات الأمنية لها وتعزيز تمويلها، والدول الأوروبية تدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعلان لمسلسلها
  • الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء: الإسلام يقدِّم نموذجًا متكاملًا للتضامن الاجتماعي
  • وسط مخاوف من تأثير الحرب التجارية على الطلب العالمي..كيف أصبحت «أسعار النفط»
  • في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023 الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك
  • 5.5 مليار دولار خسائر متوقعة بسبب الحرب التجارية
  • البحث الجنائي يعيد 93 ألف دينار سرقت من أحد المصانع / تفاصيل
  • الاتحاد الأوروبي: الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا استمرار الضغوط على روسيا
  • الاتحاد الأوروبي: لإنهاء الحرب في أوكرانيا يجب استمرار الضغط على روسيا
  • المتحف الوطني يضيء بألوان العلم: لتنطفئ الحرب ويتنوّر لبنان
  • نادية تتزوج يوسف.. زفاف أصحاب الـ80 عاماً يزلزل منصات التواصل – صورة